Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في اهتمام النبي (ص) بالسيدة الزهراء (س)، وفي شبه الزهراء (س) برسول الله (ص)، وفي إخبار النبي (ص) لها أنها أول من يلحق به، وفي خدمة الملائكة لها، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٤

كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليها السلام فدخل عليها، فأطال عندها المكث، فخرج مرّة في سفر، فصنعت فاطمة عليها السلام مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما السلام. فلمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله دخل عليها، فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون، لطول مكثه عندها، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عرف الغضب في وجهه، حتّى جلس عند المنبر.

فظنّت فاطمة عليها السلام أنّه إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر، فبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام، وتقول: اجعل هذا في سبيل الله، فلمّا أتاه قال صلى الله عليه وآله: «فعلت، فداها أبوها»، ثلاث مرّات. ليست الدنيا من محمّد صلى الله عليه وآله ولا من آل محمّد عليهم السلام، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة، ما أسقى فيها كافراً شربة ماء، ثمّ قام فدخل عليها.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٥

قال الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: يا فاطمة، إنّ الله عزّ وجلّ يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك. فقال المحدّثون بها، فأتاه ابن جريح ١ فقال: يا أبا عبد الله، حدّثنا اليوم حديثاً أستشهره الناس، قال عليه السلام: وما هو؟ قال: حدّثت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إنّ الله ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك، فقال عليه السلام: نعم، إنّ الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن، ويرضى لرضاه، فقال: نعم، فقال عليه السلام: فما تنكرون أن تكون ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤمنة، يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟ قال: صدقت، ﴿اللَّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَهُ﴾.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٠-٢١
(١) عبد الملك بن عبد العزیز بن جریح(م١٥٠ه‍): من فقهاء العامّة التی له محبّة وميل شديد لأهل البيت عليهم السلام، وقد عدّ من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام. راجع: موسوعة طبقات الفقهاء، ج٢، ص٣٦٧.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٦

قالت عائشة: أقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، لا والله الذي لا إله إلّا هو، ما مشيها يخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله، فلمّا رآها قال صلى الله عليه وآله: مرحباً بابنتي _ مرّتين _ قالت فاطمة عليها السلام: فقال صلى الله عليه وآله لي: أ ما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيّدة نساء المؤمنين _ أو سيّدة نساء هذه الأمّة _؟

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٣
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٧

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: فأيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجّت بيت الله الحرام، وزكّت مالها، وأطاعت زوجها، ووالت عليّاً عليه السلام بعدي، دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة عليها السلام، وإنّها لسيّدة نساء العالمين. فقيل: يا رسول الله، أ هي سيّدة نساء عالمها؟ فقال صلى الله عليه وآله: ذاك لمريم بنت عمران، فأمّا ابنتي فاطمة فهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وإنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقرّبين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة، ﴿إِنَّ اللّهََ اصطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفَاكِ عَلَى نِسَاء العَالَمِينَ﴾.

ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: يا عليّ، إنّ فاطمة بضعة منّي، وهي نور عيني، وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها، وإنّها أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فأحسن إليها بعدي.

وأمّا الحسن والحسين عليهما السلام فهما ابناي وريحانتاي وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، فليكرما عليك كسمعك وبصرك، ثمّ رفع يده إلى السماء فقال صلى الله عليه وآله: اللّهمّ، إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبّهم ومبغض لمن أبغضهم وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدوّ لمن عاداهم ووليّ لمن والاهم.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٤-٢٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٨

قالت عائشة: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه. ودخلت عليه في مرضه فسارّها فبكت، ثمّ سارّها فضحكت، فقلت: كنت أرى لهذه فضلاً على النساء فإذا هي امرأة من النساء، بينما هي تبكي إذ ضحكت، فسألتها فقالت: إذاً إنّي لبذرة ١. فلمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله سألتها، فقالت عليها السلام: إنّه أخبرني أنّه يموت فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي أوّل أهله لحوقاً به، فضحكت.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٥
(١) «البَذِر»: الذى يفشى السرّ ويظهر ما يسمعه. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص١١٠.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣١٩

قال عمران بن الحصین: كنت عند النبيّ صلى الله عليه وآله جالساً إذ أقبلت فاطمة عليها السلام وقد تغيّر وجهها من الجوع، فقال صلى الله عليه وآله لها: ادني، فدنت منه، فرفع يده حتّى وضعها على صدرها في موضع القلادة وهي صغيرة، ثمّ قال: اللّهمّ مشبع الجاعة، ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة عليها السلام، قال: فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة، فقالت عليها السلام: ما جعت بعد ذلك.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٠

قال الصادق عليه السلام: إنّ خديجة لمّا توفّيت جعلت فاطمة عليها السلام تلوذ برسول الله صلى الله عليه وآله وتدور حوله وتسأله: يا رسول الله، أين أمّي؟ فجعل النبيّ صلى الله عليه وآله لا يجيبها، فجعلت تدور على من تسأله، ورسول الله صلى الله عليه وآله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل، فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام، وتقول لها: إنّ أمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده من ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، فقالت فاطمة عليها السلام: إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٧-٢٨
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢١

روي أنّ أمّ أيمن لمّا توفّيت فاطمة عليها السلام حلفت أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها، فخرجت إلى مكّة، فلمّا كانت في بعض الطريق عطشت عطشاً شديداً، فرفعت يديها قالت: يا ربّ، أنا خادمة فاطمة عليها السلام تقتلني عطشاً؟ فأنزل الله عليها دلواً من السماء، فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب سبع سنين، وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحرّ، فما يصيبها عطش.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٨
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٢

قال سلمان: كانت فاطمة عليها السلام جالسة، قدّامها رحىً تطحن بها الشعير، وعلى عمود الرحى دم سائل، والحسين عليه السلام في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله، دبرت كفّاك، وهذه فضّة. فقالت: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله أن تكون الخدمة لها يوماً، فكان أمس يوم خدمتها. قال سلمان: قلت: إنّي مولى عتاقه، إمّا أنا أطحن الشعير أو أسكّت الحسين عليه السلام لك؟ فقالت عليها السلام: أنا بتسكينه أرفق، وأنت تطحن الشعير، فطحنت شيئاً من الشعير فإذا أنا بالإقامة، فمضيت وصلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

فلمّا فرغت قلت لعليّ عليه السلام ما رأيت، فبكى وخرج ثمّ عاد فتبسّم، فسأله عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وهي مستلقية لقفاها، والحسين عليه السلام نائم على صدرها، وقدّامها رحىً تدور من غير يد، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا عليّ، أ ما علمت أنّ لله ملائكة سيّارة في الأرض، يخدمون محمّداً وآل محمّد عليهم السلام إلى أن تقوم الساعة؟

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٨-٢٩
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٣

قال أبوذرّ: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله أدعو عليّاً عليه السلام، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد، والرحى تطحن وليس معها أحد، فناديته فخرج وأصغى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له شيئاً لم أفهمه، فقلت: عجباً من رحى في بيت عليّ عليه السلام تدور وليس معها أحد! قال صلى الله عليه وآله: إنّ ابنتي فاطمة عليها السلام ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً، وإنّ الله علم ضعفها فأعانها على دهرها وكفاها، أ ما علمت أنّ لله ملائكة موكّلين بمعونة آل محمّد عليهم السلام؟

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٢٩
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٤

روي أنّ اليهود كان لهم عرس، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: لنا حقّ الجوار، فنسألك أن تبعث فاطمة عليها السلام بنتك إلى دارنا حتّى يزداد عرسنا بها، وألحّوا عليه، فقال صلى الله عليه وآله: إنّها زوجة عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهي بحكمه، وسألوه أن يشفع إلى عليّ عليه السلام في ذلك.

وقد جمع اليهود الطمّ والرمّ ١ من الحليّ والحلل، وظنّ اليهود أنّ فاطمة عليها السلام تدخل في بذلتها وأرادوا استهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنّة وحليّ وحلل لم يروا مثلها، فلبستها فاطمة عليها السلام وتحلّت بها، فتعجّب الناس من زينتها وألوانها وطيبها، فلمّا دخلت فاطمة عليها السلام دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبّلن الأرض بين يديها، وأسلم بسبب ما رأوا خلق كثير من اليهود.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٠
(١) «الطِمّ والرِمّ»: الرَطب واليابس. تاج العروس، ج١٧، ص٤٤٥.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٥

قالت فاطمة عليها السلام: لمّا نزلت: ﴿لَا تَجعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاء بَعضِكُم بَعضًا﴾، رهبت رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله، فأعرض عنّي مرّة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثمّ أقبل عليّ فقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، إنّها لم تنزل فيك، ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت منّي وأنا منك، إنّما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ والكبر، قولي: يا أبة، فإنّها أحيى للقلب، وأرضى للربّ.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٢-٣٣
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٦

كان رسول الله صلى الله عليه وآله يهتمّ لعشرة أشياء، فآمنه الله منها وبشّره بها: لفراقه وطنه، فأنزل الله: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾.

ولتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب، فنزل: ﴿إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.

ولأمّته من العذاب، فنزل: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم﴾.

ولظهور الدين، فنزل: ﴿لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.

وللمؤمنين بعده، فنزل: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾.

ولخصمائهم، فنزل: ﴿يَومَ لَا يُخزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾.

والشفاعة، فنزل: ﴿وَلَسَوفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضَى﴾.

وللفتنة بعده على وصيّه، فنزل: ﴿فَإِمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنهُم مُّنتَقِمُونَ﴾ يعني بعليّ عليه السلام.

ولثبات الخلافة في أولاده، فنزل: ﴿لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ﴾.

ولابنته حال الهجرة، فنزل: ﴿الَّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهََ قِيَامًا وَقُعُودًا﴾.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٤-٣٥
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٧

رأس البكّائين ثمانية: آدم، ونوح، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وداود، وفاطمة وزين العابدين عليهم السلام. قال الصادق عليه السلام: أمّا فاطمة، فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى تأذّى بها أهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتينا بكثرة بكائك، إمّا أن تبكي بالليل وإمّا أن تبكي بالنهار، فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء، فتبكي.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٥-٣٦
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٨

دخل النبيّ صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام فقال: كيف تجدينك يا بنيّة؟ قالت عليها السلام: إنّي لوجعة وإنّه ليزيدني أنّه ما لي طعام آكله، قال صلى الله عليه وآله: يا بنيّة، أ ما ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟ قالت عليها السلام: يا أبة، فأين مريم بنت عمران؟ قال صلى الله عليه وآله: تلك سيّدة نساء عالمها وإنّك سيّدة نساء عالمك، أمَ والله، زوّجتك سيّداً في الدنيا والآخرة.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٧
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٢٩

قال عليّ عليه السلام للنبيّ صلى الله عليه وآله _ لمّا جلس بينه وبين فاطمة عليها السلام وهما مضطجعان _: أيّنا أحبّ إليك: أنا أو هي؟ فقال صلى الله عليه وآله: هي أحبّ إليّ، وأنت أعزّ عليّ منها.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٣٨
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٠

كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قدم من سفره يدخل على فاطمة عليها السلام، فدخل عليها، فقامت إليه واعتنقته، وقبّلت بين عينيه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٠
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣١

كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة عليها السلام، وإذا قدم كان أوّل الناس عهداً بفاطمة عليها السلام، ولو لم يكن لها عند الله تعالی فضل عظيم لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل معها ذلك، إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك، وهو بضدّ ما أمر به أمّته عن الله تعالی .

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٠
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٢

دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام، فقدّمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها، ثمّ قال: يا بنيّة، هذا أوّل خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيّام، فجعلت فاطمة عليها السلام تبكي ورسول الله صلى الله عليه وآله يمسح وجهها بيده.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٠
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٣

دخل النبيّ صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام فرآها منزعجة، فقال لها: ما بك؟ فقالت عليها السلام: الحميرا ١ افتخرت على أميّ أنّها لم تعرف رجلاً قبلك، وأنّ أمّي عرفتها مسنّة، فقال صلى الله عليه وآله: إنّ بطن أمّك كان للإمامة وعاء.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٣
(١) وهي عائشة بنت أبي بكر.
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٤

روي أنّ فاطمة عليها السلام تمنّت وكيلاً عند غزاة عليّ عليه السلام، فنزل: ﴿رَبُّ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذهُ وَكِيلًا﴾.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٣
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٥

أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقطع لصّ، فقال اللصّ: يا رسول الله، قدّمته في الإسلام وتأمره بالقطع؟ فقال صلى الله عليه وآله: لو كانت ابنتي فاطمة، فسمعت فاطمة عليها السلام فحزنت، فنزل جبرئيل بقوله: ﴿لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ فحزن رسول الله صلى الله عليه وآله، فنزل: ﴿لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ فتعجّب النبيّ صلى الله عليه وآله من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة عليها السلام حزنت من قولك، فهذه الآيات لموافقتها لترضى.

بيــان:
لعلّ المعنى أنّ هذه الآيات نزلت لتعلم فاطمة عليها السلام أنّ مثل هذا الكلام المشروط لا ينافي جلالة المخاطب والمسند إليه وبراءته، لوقوع ذلك بالنسبة إلى الرسول صلى الله عليه وآله من الله، أو لبيان أنّ قطع يد فاطمة عليها السلام بمنزلة الشرك، أو أنّ هذا النوع من الخطاب المراد به الأمّة، إنّما صدر لصدور هذا النوع من الكلام بالنسبة إلى فاطمة عليها السلام فكان خلافاً للأولى، والأوّل أصوب وأوفق بالأصول. (ص٤٣-٤٤)
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٤
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٦

قال ابن عبّاس في معنى قوله ﴿لَا يَرَونَ فِيهَا شَمسًا وَلَا زَمهَرِيرًا﴾: بينا أهل الجنّة في الجنّة بعد ما سكنوا رأوا نوراً أضاء الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ، إنّك قد قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل: ﴿لَا يَرَونَ فِيهَا شَمسًا﴾، فينادي منادٍ: ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، وإنّ عليّاً وفاطمة عليهما السلام تعجّبا من شيء فضحكا، فأشرقت الجنان من نورهما.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٥
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٧

قال مالك بن دینار: رأيت في مودّع الحجّ امرأة ضعيفة على دابّة نحيفة، والناس ينصحونها لتنكص ١ ، فلمّا توسّطنا البادية كلّت دابّتها فعذلتها في إتيانها، فرفعت رأسها إلى السماء وقالت: لا في بيتي تركتني، ولا إلى بيتك حملتني، فوعزّتك وجلالك، لو فعل بي هذا غيرك لما شكوته إلّا إليك، فإذا شخص أتاها من الفيفاء وفي يده زمام ناقة، فقال لها: اركبي، فركبت وسارت الناقة كالبرق الخاطف، فلمّا بلغت المطاف رأيتها تطوف، فحلّفتها من أنت؟ فقالت: أنا شهرة بنت مسكة بنت فضّة خادمة الزهراء عليها السلام.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٦
(١) «يَنْكِص»: یرجع إلى خلفه. لسان العرب، ج٧، ص١٠١.
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٨

قال الصادق عليه السلام: أنّه لمّا استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله، خرجت فاطمة عليها السلام حتّى انتهت إلى القبر، فقالت: خلّوا عن ابن عمّي، فو الذي بعث محمّداً صلى الله عليه وآله بالحقّ، لئن لم تخلوا عنه لأنشرنّ شعري، ولأضعنّ قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي، ولأصرخنّ إلى الله، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان: فرأيت _ والله _ أساس حيطان المسجد تقلّعت من أسفلها، حتّى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها، وقلت: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة، فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتّى سطعت الغبرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٧
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٣٩

بكت أمّ أيمن وقالت: يا رسول الله، فاطمة زوّجتها ولم تنثر عليها شيئاً، فقال صلى الله عليه وآله: يا أمّ أيمن، لم تكذبين؟ فانّ الله تعالی لمّا زوّج فاطمة عليها السلام عليّاً عليه السلام أمر أشجار الجنّة أن تنثر عليهم من حليّها وحللها وياقوتها ودرّها وزمرّدها وإستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٤٨
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٠

قال نافع بن أبي الحمراء: شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانية أشهر إذا خرج إلى صلاة الغداة، مرّ بباب فاطمة عليها السلام فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا﴾.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٥٣
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤١

قال عليّ عليه السلام: كنّا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أخبروني أيّ شيء خير للنساء؟ فعيينا بذلك كلّنا حتّى تفرّقنا، فرجعت إلى فاطمة عليها السلام، فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وليس أحد منا علمه ولا عرفه، فقالت عليها السلام: ولكنّي أعرفه، خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهنّ الرجال.

فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: يا رسول الله، سألتنا أيّ شيء خير للنساء؟ وخير لهنّ أن لايرين الرجال ولا يراهنّ الرجال، قال صلى الله عليه وآله: من أخبرك؟ فلم تعلمه وأنت عندي، قلت: فاطمة، فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إنّ فاطمة بضعة منّي.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٥٤
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٢

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أتاني الروح _ يعني جبرئيل عليه السلام _ أنّها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربّي، فيقولان: فمن نبيّك؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ألا وأزيدكم من فضلها، إنّ الله قد وكّل بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها، وهم معها في حياتها وعند قبرها، وعند موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي، ومن زار فاطمة عليها السلام فكأنّما زارني، ومن زار عليّ بن أبي طالب عليه السلام فكأنّما زار فاطمة عليها السلام، ومن زار الحسن والحسين عليهما السلام فكأنّما زار عليّاً عليه السلام، ومن زار ذرّيّتهما فكأنّما زارهما.

المصدر الأصلي: بشارة المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٥٨
الحديث: ٣٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٣

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا معشر الخلائق، غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ بنت حبيب الله إلى قصرها، فتمرّ إلى قصرها فاطمة عليها السلام ابنتي، وعليها ريطتان خضراوان، حواليها سبعون ألف حوراء. فإذا بلغت إلى باب قصرها، وجدت الحسن عليه السلام قائماً والحسين عليه السلام نائماً مقطوع الرأس، فتقول للحسن عليه السلام: من هذا؟ فيقول عليه السلام: هذا أخي، إنّ أمّة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه، فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله، إنّي إنّما أريتك ما فعلت به أمّة أبيك؛ لأنّي ادّخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه، إنّي جعلت تعزيتك اليوم أنّي لا أنظر في محاسبة العباد حتّى تدخل الجنّة أنت وذرّيّتك وشيعتك ومن أولاكم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد … .

المصدر الأصلي: تفسير فرات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٦٢-٦٣
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٤

قال الباقر عليه السلام: ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٦٤
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٥

قال جابر للباقر عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله، حدّثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدّثت به الشيعة فرحوا بذلك … قال الباقر عليه السلام: فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنّتي؟ فتقول: يا ربّ، أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم؛ فيقول الله: يا بنت حبيبي، ارجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لك أو لأحد من ذرّيّتك، خذي بيده فأدخليه الجنّة.

قال الباقر عليه السلام: والله، يا جابر، إنّها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الحبّ الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا فيقول اللهU: يا أحبّائي، ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة عليها السلام بنت حبيبي؟ فيقولون: يا ربّ، أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبّائي، ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة عليها السلام؟ انظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة عليها السلام؟ انظروا من كساكم لحبّ فاطمة عليها السلام؟ انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة عليها السلام؟ انظروا من ردّ عنكم غيبة في حبّ فاطمة عليها السلام؟ خذوا بيده وأدخلوه الجنّة.

قال الباقر عليه السلام: والله، لا يبقى في الناس إلّا شاكّ أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالی: ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ۞ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾؛ فيقولون: ﴿فَلَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ﴾، قال الباقر عليه السلام: هيهات هيهات، منعوا ما طلبوا، ﴿وَلَو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنهُ وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ﴾.

المصدر الأصلي: تفسير فرات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٦٤-٦٥
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٦

قال سلمان: خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بعشرة أيّام، فلقيني عليّ بن أبي طالب عليه السلام ابن عمّ الرسول محمّد صلى الله عليه وآله فقال لي: يا سلمان، جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: حبيبي أبا الحسن، مثلكم لا يجفی غير أنّ حزني على رسول الله صلى الله عليه وآله طال، فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال عليه السلام: يا سلمان، ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فانّها إليك مشتاقة، تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنّة.

قلت لعليّ عليه السلام: قد أتحفت فاطمة عليها السلام بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال عليه السلام: نعم، بالأمس، قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمّرت رأسها انجلى ساقها، وإذا غطّت ساقها انكشف رأسها، فلمّا نظرت إليّ اعتجرت، ثمّ قالت: يا سلمان، جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه وآله قلت: حبيبتي، أ أجفاكم؟ قالت: فمه، اجلس واعقل ما أقول لك.

قال سلمان: علّمني الكلام يا سيّدتي، فقالت: إن سرّك أن لا يمسّك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، ثمّ قال سلمان: علّمتني هذا الحرز فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد الله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد الله الذي هو بالعزّ مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السرّاء والضرّاء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

قال سلمان: فتعلّمتهنّ، فوالله، لقد علّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم الحمى، فكلّ برئ من مرضه بإذن الله تعالی .

المصدر الأصلي: مهج الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٦٦-٦٨
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٧

قال الحسن البصري: ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة عليها السلام كانت تقوم حتّى تتورّم قدماها ١ .

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٧٦
(١) وجد المجلسي رحمة الله عليه هذا الحديث في كتاب قديم من مؤلّفات العامّة ولم یذكر اسمه.
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٨

سئل الصادق عليه السلام عن الجفر، فقال: هو جلد ثور مملوء علماً، فقیل له: ما الجامعة؟ قال عليه السلام: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه وليس من قضيّة إلّا وفيها حتّى أرش الخدش.

قیل له: فمصحف فاطمة عليها السلام؟ فسكت طويلاً، ثمّ قال عليه السلام: إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون، إنّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيحسّن عزاءها على أبيها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات، الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٧٩
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٤٩

قال حمّاد بن عثمان: قال الصادق (عليه السلام): تظهر زنادقة سنة ثمانية وعشرين ومائة، وذلك لأنّي نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام)، فقلت: وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ فقال (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالی لمّا قبض نبيّه دخل على فاطمة (عليها السلام) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا اللهعزّ وجلّ، فأرسل إليها ملكاً يسلّي عنها غمّها ويحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته فجعل يكتب كلّما سمع، حتّى أثبت من ذلك مصحفاً، ثمّ قال (عليه السلام): أما إنّه ليس من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٨٠