Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٤

من سؤال الزنديق الذي سأل الصادق(عليه السلام) عن مسائل كثيرة أن قال: أ لست تقول: يقول الله: ﴿ادعُونِي أَستَجِب لَكُم﴾؛ وقد نرى المضطرّ يدعوه فلا يستجاب له، والمظلوم يستنصره على عدوّه فلا ينصره؟

قال الصادق(عليه السلام): ويحك، ما يدعوه أحد إلّا استجاب له، أمّا الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب إليه، وأمّا المحقّ فإنّه إذا دعاه استجاب له، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، وادّخر له ثواباً جزيلاً ليوم حاجته إليه، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرة له إن أعطاه أمسك عنه. والمؤمن العارف بالله ربما عزّ عليه أن يدعوه فيما لا يدري أ صواب ذلك أم خطأ؟ وقد يسأل العبد ربّه إهلاك من لم ينقطع مدّته، ويسأل المطر وقتاً ولعلّه أوان لا يصلح فيه المطر؛ لأنّه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه، وأشباه ذلك كثيرة، فافهم هذا.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص١٦٤-١٧٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٥

إنّ ابن أبي العوجاء مع بعض الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام والصادق(عليه السلام) فیه، فقال ابن أبي العوجاء: أبا عبد الله، أ فتأذن في السؤال؟ فقال له الصادق(عليه السلام): سل إن شئت؛ فقال له ابن أبي العوجاء: إلى كم تدوسون ١ هذا البيدر ٢ ، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب ٣ والمدر ٤ ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟ من فكّر في هذا وقدّر علم أنّه فعل غير حكيم ولا ذي نظر، فقل، فإنّك رأس هذا الأمر وسنامه ٥ ، وأبوك أسّه ونظامه.

فقال له الصادق(عليه السلام): إنّ من أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم ٦ الحقّ ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليّه وربّه، ويورده موارد الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلّين له، فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدّي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال، خلقه الله تعالی قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحقّ من أطيع فيما أمر وانتهى عمّا زجر، الله المنشئ للأرواح والصور.

فقال له ابن أبي العوجاء: ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب، فقال الصادق(عليه السلام): كيف يكون _ يا ويلك _ غائباً من هو مع خلقه شاهد؟ وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، ويعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، ولا يكون من مكان أقرب من مكان، يشهد له بذلك آثاره، ويدلّ عليه أفعاله، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة، محمّد(صلى الله عليه وآله) جاءنا بهذه العبادة، فإن شككت في شيء من أمره، فسل عنه أوضّحه لك.

فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه. فقال لأصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة، فقالوا له: اسكت، فوالله، لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه، فقال: أ بي تقولون هذا؟ إنّه ابن من حلق رؤوس من ترون _ وأومأ بيده إلى أهل الموسم _.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص٢٠٩-٢١٠
(١) «تدوسون»: تطئون بأرجلكم. تاج العروس، ج٨، ص٢٩٤.
(٢) «البَيْدَرُ»: مجمع الطعام حيث يداس. يعني بذلك الكعبة المشرّفة والطائفين بها استهزاء وإنكاراً، فشبّههم بالحيوانات التي لا تعقل تدور بيدر الطعام. مجمع البحرين، ج٣، ص٢١٧.
(٣) «الطُوب»: الآجر. لسان العرب، ج١، ص٥٦٢.
(٤) «المَدَرُ»: قِطَعُ الطينِ اليابِس. لسان العرب، ج٥، ص١٦٢.
(٥) «سَنام كلّ شيء»: أَعلاه. لسان العرب، ج١٢، ص٣٠٦.
(٦) «استوخم الشيء»: استثقله. مجمع البحرين، ج٦، ص٨٢.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٦

ذكروا أنّ أبا حنيفة أكل طعاماً مع الإمام الصادق(عليه السلام)، فلمّا رفع الصادق(عليه السلام) يده من أكله قال: الحمد للّٰه ربّ العالمين، اللّهمّ، هذا منك ومن رسولك، فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله، أ جعلت مع الله شريكاً؟ فقال(عليه السلام) له: ويلك، إنّ الله تبارك يقول في كتابه: ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَن أَغنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضلِهِ﴾، ويقول عزّ وجلّ في موضع آخر: ﴿وَلَو أَنَّهُم رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسبُنَا اللهُ سَيُؤتِينَا اللهُ مِن فَضلِهِ وَرَسُولُهُ﴾. فقال أبو حنيفة: والله، لكأنّي ما قرأتهما قطّ من كتاب الله، ولا سمعتهما إلّا في هذا الوقت، فقال الصادق(عليه السلام): بلى، قد قرأتهما وسمعتهما، ولكنّ الله تعالی أنزل فيك وفي أشباهك: ﴿أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا﴾، وقال تعالی: ﴿كَلَّا بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكسِبُونَ﴾.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص٢١٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٧

قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت: جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي، فقال: ادن ميامنك، واستقبل القبلة، وسمّ الله، فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي، فقلت له: مملوك أنت أم حرّ؟ فقال: مملوك؛ قلت: لمن؟ قال: لجعفر بن محمّد العلوي(عليه السلام)، قلت: أ شاهد هو أم غائب؟ قال: شاهد، فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني، وجاء قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم، فدخلت معهم، فلمّا صرت عنده قلت له: يا بن رسول الله، لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله)، فإنّي تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم، فقال(عليه السلام): لا يقبلون منّي، فقلت: ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟

فقال(عليه السلام): أنت ممّن لم تقبل منّي، دخلت داري بغير إذني، وجلست بغير أمري، وتكلّمت بغير رأيي، وقد بلغني أنّك تقول بالقياس، قلت: نعم، به أقول، قال(عليه السلام): ويحك يا نعمان، أوّل من قاس الله تعالی إبليس حين أمره بالسجود لآدم(عليه السلام) وقال: ﴿خَلَقتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ﴾.

أيّما أكبر يا نعمان، القتل أو الزنا؟ قلت: القتل، قال(عليه السلام): فلم جعل الله في القتل شاهدين، وفي الزنا أربعة؟ أ ينقاس لك هذا؟ قلت: لا.

قال(عليه السلام): فأيّما أكبر، البول أو المنيّ؟ قلت: البول، قال: فلم أمر الله في البول بالوضوء، وفي المنيّ بالغسل؟ أ ينقاس لك هذا؟ قلت: لا.

قال(عليه السلام): فأيّما أكبر، الصلاة أو الصيام؟ قلت: الصلاة، قال(عليه السلام): فلم وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ أ ينقاس لك هذا؟ قلت: لا.

قال(عليه السلام): فأيّما أضعف، المرأة أم الرجل؟ قلت: المرأة، قال(عليه السلام): فلم جعل الله تعالی في الميراث للرجل سهمين، وللمرأة سهماً؟ أ ينقاس لك هذا؟ قلت: لا.

قال(عليه السلام): فلم حكم الله تعالی فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم؟ أ ينقاس لك هذا؟ قلت: لا.

قال(عليه السلام): وقد بلغني أنّك تفسّر آية في كتاب الله وهي: ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ أنّه الطعام الطيّب والماء البارد في اليوم الصائف؟ قلت: نعم، قال(عليه السلام) له: دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيّباً، وأسقاك ماء بارداً، ثمّ امتنّ عليك به، ما كنت تنسبه إليه؟ قلت: إلى البخل، قال(عليه السلام): أ فيبخل الله تعالی؟ قلت: فما هو؟ قال(عليه السلام): حبّنا أهل البيت.

المصدر الأصلي: خطّ الشهید الأوّل(رحمة الله عليه)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص٢٢١
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٨

دخل طاووس ١ على الصادق(عليه السلام) فقال له: يا طاووس، ناشدتك الله هل علمت أحداً أقبل للعذر من الله تعالی؟ قال: اللّهمّ، لا، قال(عليه السلام): هل علمت أحداً أصدق ممّن قال: لا أقدر وهو لا يقدر؟ قال: اللّهمّ، لا، قال(عليه السلام): فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه، ممّن لا أصدق في القول منه؟ فنفض ثوبه، فقال: ما بيني وبين الحقّ عداوة.

المصدر الأصلي: خطّ الشهيد الأوّل(رحمة الله عليه)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص٢٢١
(١) والظاهر أنّه هو طاوس الیماني المتوفّی سنة ١٠٦ه‍، وعلی هذا فمن البعید جدّاً روایته عن الإمام الصادق(عليه السلام).