Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في فضل الهجرة من أجل الحفاظ على الدين، ومبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على فراش رسول الله ومباهاة الله الملائكة بذلك، ومنفعة مال خديجة على الإسلام، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٦٩

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: من فرّ بدينه من أرض إلى أرض _ وإن كان شبراً من الأرض _ استوجب الجنّة، وكان رفيق إبراهيم ومحمّد _ صلّى الله عليهما وآلهما _.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٣١
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٠

إنّ ليلة بات عليّ بن أبي طالب عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله أوحى الله تعالی إلى جبرئيل وميكائيل أنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بحياته؟ فاختار كلّ منهما الحياة وأحبّاها، فأوحى الله تعالی إليهما: أ فلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ آخيت بينه وبين محمّد صلى الله عليه وآله، فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة. اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخ بخ، من مثلك يا بن أبي طالب؟ يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاء مَرضَاتِ الله وَالله رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ﴾.

المصدر الأصلي: إحياء علوم الدین
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٣٩-٤٠
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧١

قال أمير المؤمنين عليه السلام _ في جواب اليهودي الذي سأل عمّا فيه من علامات الأوصياء _: وأمّا الثانية يا أخا اليهود، فإنّ قريشاً لم تزل تخيّل الآراء، وتعمل الحيل في قتل النبيّ صلى الله عليه وآله، حتّى كان آخر ما اجتمعت في ذلك يوم الدار دار الندوة _ وإبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف، فلم تزل تضرب أمرها ظهراً لبطن حتّى اجتمعت آراؤها على أن ينتدب من كلّ فخذ من قريش رجل، ثمّ يأخذ كلّ رجل منهم سيفه، ثمّ يأتي النبيّ صلى الله عليه وآله وهو نائم على فراشه، فيضربونه جميعاً بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلوه، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلّمها فيمضي دمه هدراً. فهبط جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك، وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها، والساعة التي يأتون فراشه فيها، وأمره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار، فأخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بالخبر، وأمرني أن أضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي. فأسرعت إلى ذلك مطيعاً له مسروراً لنفسي بأن أقتل دونه، فمضی لوجهه، واضطجعت في مضجعه، وأقبلت رجالات قريش موقنة في أنفسها أن تقتل النبيّ صلى الله عليه وآله، فلمّا استوى بي وبهم البيت الذي أنا فيه، ناهضتهم بسيفي، فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الله والناس، ثمّ أقبل على أصحابه، فقال: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى، يا أمير المؤمنين.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٤٦-٤٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٢

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما نفعني مال قطّ ما نفعني‏ ١ مال خديجة.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٦٣
(١) ورد في المصدر: «مثل ما نفعنى». راجع: الأمالي (للطوسي)، ص٤٦٨.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٣

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد، والروح من البدن، حبّبت إليّ كالماء البارد إلى ذي الغلّة الصادي.

المصدر الأصلي: تفسیر الإمام العسكري عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٤

لمّا انطلق النبيّ صلى الله عليه وآله إلى الغار أنام عليّاً عليه السلام في مكانه وألبسه برده، فجاءت قريش تريد أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله، فجعلوا يرمون عليّاً عليه السلام وهم يرون أنّه النبيّ صلى الله عليه وآله، فجعل يتضوّر ١  ، فلمّا نظروا إذا هو عليّ عليه السلام.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٤
(١) «التضوّر»: التلوّي والصياح من وجع الضرب أو الجوع. لسان العرب، ج‏٤، ص٤٩٤.
الحديث: ۷
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٥

كان عليّ عليه السلام يجهّز النبيّ صلى الله عليه وآله حين كان في الغار، يأتيه بالطعام والشراب واستأجر له ثلاث رواحل للنبيّ صلى الله عليه وآله ولأبي بكر ولدليلهم رقيد. وقيل: وخلّفه النبيّ صلى الله عليه وآله ليخرج إليه أهله، فأخرجهم … وخرج عليّ عليه السلام إلى المدينة ماشياً على رجليه فتورّمت قدماه، فلمّا قدم المدينة رآه النبيّ صلى الله عليه وآله، فاعتنقه وبكى رحمة ممّا رأى بقدميه من الورم، وإنّما يقطران دماً، فدعا له بالعافية، ومسح رجليه فلم يشكهما بعد ذلك.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٤-٨٥
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٦

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نزل عليّ جبرئيل صبيحة يوم الغار، فقلت: حبيبي جبرئيل، أراك فرحاً، فقال: يا محمّد، وكيف لا أكون كذلك؟ وقد قرّت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيّك وإمام أمّتك عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ فقلت: بماذا أكرمه الله؟ قال: باهى بعبادته البارحة ملائكته، وقال: ملائكتي، انظروا إلى حجّتي في أرضي بعد نبيّي وقد بذل نفسه، وعفّر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي، أشهدكم أنّه إمام خلقي ومولى بريّتي.

المصدر الأصلي: كنز جامع الفوائد وتأویل الآیات الظاهرة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٧
الحديث: ۹
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٧

قال الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا خرج من الغار متوجّهاً إلى المدينة وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مائة من الإبل، فخرج سراقة بن مالك بن جعشم ١ فيمن يطلب، فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللّهمّ، اكفني شرّ سراقة بما شئت، فساخت قوائم فرسه، فثنّى رجله ثمّ اشتدّ. فقال: يا محمّد، إنّي علمت أنّ الذي أصاب قوائم فرسي إنّما هو من قبلك، فادع الله أن يطلق لي فرسي، فلعمري، إن لم يصبكم خير منّي لم يصبكم منّي شرّ.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله فأطلق الله فرسه، فعاد في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى فعل ذلك ثلاث مرّات، كلّ ذلك يدعو رسول الله صلى الله عليه وآله فيأخذ الأرض قوائم فرسه. فلمّا أطلقه في الثالثة قال: يا محمّد، هذه إبلي بين يديك فيها غلامي، وإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه، وهذا سهم من كنانتي علامة، وأنا أرجع فأردّ عنك الطلب، فقال: لا حاجة لي فيما عندك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٨-٨٩
(١) سراقة بن مالك بن جعشم (م٤٢ه‍): كان في الجاهلية قائفاً، أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول الله صلى الله عليه وآله حين خرج إلى الغار، وأسلم بعد غزوة الطائف. راجع: الأعلام، ج٣، ص٨٠.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٨

قال الباقر عليه السلام في قوله: ﴿إِنَّ مِن أَزوَاجِكُم وَأَولَادِكُم عَدُوًّا لَّكُم فَاحذَرُوهُم﴾: وذلك أنّ الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلّق به ابنه وامرأته، فقالوا: ننشدك الله أن تذهب عنّا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذّرهم الله أبناءهم ونساءهم، ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضي ويذرهم ويقول: أما والله، لئن لم تهاجروا معي، ثمّ جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبداً.

فلمّا جمع الله بينه وبينهم أمره الله أن يبوء بحسن وبصلة، فقال: ﴿وَإِن تَعفُوا وَتَصفَحُوا وَتَغفِرُوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

المصدر الأصلي: تفسیر القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٨٩
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٧٩

ذكر ما فتحه الله علينا من أسرار هذه المهاجرة وما فيها من العجائب الباهرة:

منها: تعريف الله لعباده، لو أراد قهر أعداء رسوله محمّد صلى الله عليه وآله ما كان يحتاج إلى مهاجرته ليلاً على تلك المساترة، وكان قادراً أن ينصره وهو بمكّة من غير مخاطرة، بآيات وعنايات باهرة، كما أنّه كان قادراً أن ينصر عيسى بن مريم عليه السلام على اليهود بالآيات والعساكر والجنود، فلم تقتض الحكمة الإلهية إلّا رفعه إلى السماوات العليّة، ولم يكن له مصلحة في مقامه في الدنيا بالكلّية.

فليكن العبد راضياً بما يراه مولاه له من التدبير في القليل والكثير، ولا يكن الله دون وكيل الإنسان في أموره الذي يرضى بتدبيره، ولا دون جاريته أو زوجته في داره التي يثق إليها في تدبير أموره.

ومن أسرار هذه المهاجرة أنّ مولانا عليّاً عليه السلام بات على فراش المخاطرة وجاد بمهجته لمالك الدنيا والآخرة، ولرسوله صلى الله عليه وآله فاتح أبواب النعم الباطنة والظاهرة، ولولا ذلك المبيت واعتقاد الأعداء أنّ النائم على الفراش هو سيّد الأنبياء صلى الله عليه وآله، لما كانوا صبروا عن طلبه إلى النهار حتّى وصل إلى الغار، فكانت سلامة صاحب الرسالة من قبل أهل الضلالة صادرة عن تدبير الله بمبيت مولانا عليّ عليه السلام في مكانه، وآية باهرة لمولانا عليّ عليه السلام شاهدة بتعظيم شأنه.

ومنها: أنّ هذا الاستسلام من مولانا عليّ عليه السلام للقتل وفديه النبيّ صلى الله عليه وآله أظهر مقاماً وأعظم تماماً من استسلام جدّه الذبيح إسماعيل لإبراهيم الخليل، لأنّ ذلك استسلام لوالد شفيق، يجوز معه أن يرحمه الله ويقيله من ذبح ولده، كما جرى الحال عليه من التوفيق، ومولانا عليّ عليه السلام استسلم للأعداء الذين لا يرحمون ولا يرجون لمسامحة في البلاء.

ومنها: أنّ العادة قاضية وحاكمة أنّ زعيم العسكر إذا اختفى واندفع عن مقام الأخطار وانكسر علم القوّة والاقتدار، فإنّه لا يكلّف رعيّته المعلّقون عليه أن يقفوا موقفاً قد فارقه زعيمهم، وكان معذوراً في ترك الصبر عليه، ومولانا عليّ عليه السلام كلّف الصبر والثبات على مقامات قد اختفى فيها زعيمه الذي يعوّل عليه، وانكسر علم القوّة الذي تنظر عيون الجيش إليه، فوقف مولانا عليّ عليه السلام وزعيمه غير حاضر، فهو موقف قاهر، فهذا فضل من الله لمولانا عليّ عليه السلام باهر، بمعجزات تخرق عقول ذوي الألباب، ويكشف لك أنّه القائم مقامه في الأسباب.

ومنها: أنّ فدية مولانا عليّ عليه السلام لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كانت من أسباب التمكين من مهاجرته، ومن كلّ ما جرى من السعادات والعنايات بنبوّته، فيكون مولانا عليّ عليه السلامقد صار من أسباب التمكين من كلّ ما جرت حال الرسالة عليه ومشاركاً في كلّ خير فعله النبيّ صلى الله عليه وآله، وبلغ حاله إليه، وقد اقتصرت في ذكر أسرار المهاجرة الشريفة النبويّة على هذه المقامات الدينيّة، ولو أردت بالله أوردت مجلّداً منفرداً في هذه الحال، ولكن هذا كافٍ شافٍ للمنصفين وأهل الإقبال.

المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص٩٢-٩٨