- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في عموم أحوال الحيوان وأصنافها
قال أبو ذرّ: بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا انتطحت عنزان، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أ تدرون فيم انتطحا؟ فقالوا: لا ندري، قال: لكنّ الله يدري وسيقضي بينهما.
قال أبو حنيفة للصادق (عليه السلام): كيف تفقّد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال (عليه السلام): لأنّ الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة. فنظر أبو حنيفة إلى أصحابه وضحك. قال الصادق (عليه السلام): ما يضحكك؟ قال: ظفرت بك _ جعلت فداك _ قال (عليه السلام): وكيف ذاك؟ قال (عليه السلام): الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخّ في التراب حتّى تأخذ بعنقه؟ قال الصادق (عليه السلام): يا نعمان، أ ما علمت أنّه إذا نزل القدر أغشى البصر.
قال عليّ (عليه السلام): مرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بظبية مربوطة بطنب فسطاط، فلمّا رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أطلق الله عزّ وجلّ لها من لسانها فكلّمته، فقالت: يا رسول الله، إنّي أمّ خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد امتلأ لبناً، فخلّني حتّى أنطلق فأرضعهما، ثمّ أعود فتربطني كما كنت، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف وأنت ربيطة قوم وصيدهم؟ قالت: بلى، يا رسول الله، أنا أجيء فتربطني كما كنت أنت بيدك، فأخذ عليها موثقاً من الله لتعودن، وخلّى سبيلها. فلم تلبث إلّا يسيراً حتّى رجعت قد فرغت ما في ضرعها، فربطها نبيّ الله كما كانت، ثمّ سأل لمن هذا الصيد؟ قالوا: يا رسول الله، هذه لبني فلان، فأتاهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان الذي اقتنصها منهم منافقاً، فرجع عن نفاقه وحسن إسلامه، فكلّمه النبيّ ليشتريها منه، قال: بل أخلّي سبيلها، فداك أبي وأمّي يا نبيّ الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أنّ البهائم يعلمون من الموت ما تعلمون أنتم، ما أكلتم منها سميناً.
قال الصادق (عليه السلام): ما من طير يصاد إلّا بتركه التسبيح، وما من مال يصاب إلّا بترك الزكاة.
قال الصادق (عليه السلام): سهر داود (عليه السلام) ليلة يتلو الزبور، فأعجبته عبادته، فنادته ضفدع: يا داود، تعجب من سهرك ليلة؟ وإنّي لتحت هذه الصخرة منذ أربعين سنة، ما جفّ لساني عن ذكر الله عزّ وجلّ.
قال السجّاد (عليه السلام): مهما أبهمت عنه البهائم، فلم تبهم عن أربع: معرفتها بالربّ عزّ وجلّ، ومعرفتها بالمرعى الخصب، ومعرفتها بالأنثى عن الذكر، ومعرفتها بالموت والفرار منه.
قال أفلاطون: أحرص الأشياء الذباب وأقنع الأشياء العنكبوت، فجعل الله رزق أقنع الأشياء أحرص الأشياء.