- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في حقيقة الجنّ وأحوالهم
قال معتب مولى الصادق (عليه السلام): إني لواقف يوماً خارجاً من المدينة _ وكان يوم التروية _ فدنا منّي رجل، فناولني كتاباً طينه رطب، والكتاب من الصادق (عليه السلام) وهو بمكّة حاجّ، ففضضته وقرأته، فإذا فيه: « إذا كان غدا افعل كذا وكذا» ونظرت إلى الرجل، لأسأله متى عهدك به فلم أر شيئاً. فلمّا قدم الصادق (عليه السلام) سألته عن ذلك، فقال: ذلك من شيعتنا من مؤمني الجنّ، إذا كانت لنا حاجة مهمّة أرسلناهم فيها.
عن عبيد الله بن الحسن الزرندي قال:… قال الباقر (عليه السلام) ١ : إذا ضللت في الطريق فناد: يا صالح، يا با صالح، أرشدونا إلى الطريق، رحمكم الله ٢ .
قال عبيد الله: فأصابنا ذلك، فأمرنا بعض من معنا، أن يتنحّى وينادي كذلك، قال: فتنحّى فنادى ثمّ أتانا، فأخبرنا أنّه سمع صوتاً برز دقيقاً يقول: الطريق يمنة، أو قال: يسرة، فوجدناه كما قال. وحدّثني به أبي أنّهم حادّوا عن الطريق بالبادية، ففعلنا ذلك فأرشدونا، وقال صاحبنا: سمعت صوتاً دقيقاً يقال: الطريق يمنة، فما سرنا إلّا قليلاً حتّى عارضنا الطريق.
(٢) وفي المصدر: «أرشدانا إلى الطريق رحمكما الله»، فراجع.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رمى أو رمته الجنّ، فليأخذ الحجر الذي رمي به، فليرم من حيث رُمي وليقل: « حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثروا من الدواجن في بيوتكم، تتشاغل بها عن صبيانكم.
قال الباقر (عليه السلام): خرج عليّ بن الحسين السجّاد (عليه السلام) إلى مكّة، في جماعة من مواليه وناس من سواهم، فلمّا بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها، فلمّا دنا عليّ بن الحسين (عليه السلام) من ذلك الموضع، قال لمواليه: كيف ضربتم في هذا الموضع؟ وهذا موضع قوم من الجنّ، هم لنا أولياء ولنا شيعة، وذلك يضرّ بهم ويضيق عليهم. فقلنا: ما علمنا ذلك، وعزموا إلى قلع الفسطاط، وإذا هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه وهو يقول: يا بن رسول الله، لا تحوّل فسطاطك من موضعه، فإنّا نحتمل لك ذلك، وهذا الطبق قد أهديناه إليك، ونحبّ أن تنال منه لنتشرّف بذلك، فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم، وأطباق معه فيها عنب ورمّان وموز وفاكهة كثيرة، فدعا السجّاد (عليه السلام) من كان معه، فأكل وأكلوا من تلك الفاكهة.