- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في الرياح وأسبابها وأنواعها
قال كامل بن العلاء: كنت مع الباقر (عليه السلام) بالعريض، فهبّت ريح شديدة، فجعل الباقر (عليه السلام) يكبّر ثمّ قال (عليه السلام): إنّ التكبير يردّ الريح، وقال (عليه السلام): ما بعث الله ريحاً إلّا رحمة أو عذاباً، فإذا رأيتموها فقولوا: اللّهمّ إنّا نسألك خيرها وخير ما أرسلت له، ونعوذ بك من شرّها وشرّ ما أرسلت له، وكبّروا وارفعوا أصواتكم بالتكبير، فإنّه يكسرها.
قال بريد بن معاوية العجلي: قلت للصادق (عليه السلام): كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني، ولا يستلمون الركنين الآخرين؟ قال (عليه السلام): إنّ الحجر الأسود والركن اليماني عن يمين العرش، وإنّما أمر الله تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه. قلت: فكيف صار مقام إبراهيم عن يساره؟ قال: لأنّ لإبراهيم مقاماً في القيامة ولمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) مقاماً، فمقام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن يمين عرش ربّنا عزّ وجلّ، ومقام إبراهيم (عليه السلام) عن شمال عرشه، فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة، وعرش ربّنا مقبل غير مدبر.
ينبغي أن يتصوّر أنّ البيت بإزاء العرش، وحذائه في الدنيا والآخرة، والبيت بمنزلة رجل وجهه إلى الناس، ووجهه الطرف الذي فيه الباب، فإذا توجّه إنسان إلى البيت من جهة الباب، كان المقام والركن الشامي عن يمينه، والحجر الأسود والركن اليماني عن يساره، فإذا فرض البيت إنساناً مواجهاً تنعكس النسبة، فيمينه يحاذي يسارنا وبالعكس.
«وعرش ربّنا مقبل»، أي بمنزلة رجل مقبل، ويمكن أن يكون تسمية الجانب الذي يلي الشامي شمالاً في خبر السيّاري، لأنّه أضعف جانبي الكعبة، كما أنّ الشمال أضعف جانبي الإنسان، لأنّ أشرف أجزاء الكعبة _ وهي الحجر والركن اليماني _ واقعة على الجانب المقابل، فهو بمنزلة اليمين. (ص١٠-١١)
إنّ رجلاً لعن الريح فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تلعن الريح فإنّها مأمورة، فإنّه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرياح ثمانٍ: أربع منها عذاب، وأربع منها رحمة، فالعذاب منها: العاصف والصرصر والعقيم والقاصف، والرحمة منها: الناشرات والمبشّرات والمرسلات والذاريات. فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب، ثمّ يرسل المبشّرات فتلقح السحاب، ثمّ يرسل الذاريات فتحمل السحاب، فتدرّ كما تدرّ اللقحة، ثمّ تمطر وهنّ اللواقح، ثمّ يرسل الناشرات فتنشر ما أراد.