- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في الحمام وأنواعه
قال أبوحمزة الثمالي: كانت لابن ابنتي حمامات، فذبحتهنّ غضباً ثمّ خرجت إلى مكّة، فدخلت على الباقر (عليه السلام) قبل طلوع الشمس، فلمّا طلعت رأيت فيها حماماً كثيراً، قلت: أسأله مسائل، وأكتب ما يجيبني عنها وقلبي متفكّر فيما صنعت بالكوفة، وذبحي لتلك الحمامات من غير معنى وقلت في نفسي: لو لم يكن في الحمام خير لما أمسكهنّ. فقال لي الباقر (عليه السلام): ما لك يا أبا حمزة؟ قلت: يا بن رسول الله، خير، قال (عليه السلام): كأنّ قلبك في مكان آخر؟ قلت: إي والله، وقصصت عليه القصّة، وحدّثته بأنّي ذبحتهنّ، فالآن أنا أعجب بكثرة ما عندك منها.
فقال الباقر (عليه السلام): بئس ما صنعت يا أبا حمزة، أ ما علمت أنّه إذا كان من أهل الأرض عبثاً بصبياننا، ندفع عنهم الضرر بانتفاض الحمام، وإنّهنّ يؤذّنّ بالصلاة في آخر الليل، فتصدّق عن كلّ واحدة منهنّ ديناراً، فإنّك قتلتهنّ غضباً.