.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في الحجب والأستار والسرادقات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٣٣
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): قال جبرئيل: إنّ بيني وبين الربّ لسبعين حجاباً من نار أو نور لو رأيت أدناها لاحترقت.
بيــان:
والتحقيق أنّ لتلك الأخبار ظهراً وبطناً، وكلاهما حقّ: فأمّا ظهرها: فإنّه سبحانه كما خلق العرش والكرسيّ _ مع عدم احتياجه إليهما _ كذلك خلق عندهما أستاراً وحجباً وسرادقات، وحشاها من أنواره الغريبة المخلوقة له، ليظهر لمن يشاهدها من الملائكة وبعض النبيّين ولمن يسمعها من غيرهم عظمة قدرته، وجلال هيبته، وسعة فيضه ورحمته.
ولعلّ اختلاف الأعداد باعتبار أنّ في بعض الإطلاقات اعتبرت الأنواع، وفي بعضها الأصناف، وفي بعضها الأشخاص، أو ضمّ بعضها إلى بعض في بعض التعبيرات، أو اكتفي بذكر بعضها في بعض الروايات.
وأمّا بطنها: فلأنّ الحجب المانعة عن وصول الخلق إلى معرفة كنه ذاته وصفاته أمور كثيرة:
منها: ما يرجع إلى نقص المخلوق وقواه ومداركه، بسبب الإمكان والافتقار والاحتياج والحدوث، وما يتبع ذلك من جهات النقص والعجز، وهي الحجب الظلمانية.
ومنها: ما يرجع إلى نوريّته وتجرّده وتقدّسه، ووجوب وجوده وكماله وعظمته وجلاله، وسائر ما يتبع ذلك، وهي الحجب النورانية.
وارتفاع تلك الحجب بنوعيه محال، فلو ارتفعت لم يبق بغير ذات الحقّ شيء، أو المراد بكشفها رفعها في الجملة بالتخلّي عن الصفات الشهوانية، والأخلاق الحيوانية، والتخلّق بالأخلاق الربّانية، بكثرة العبادات والرياضات والمجاهدات، وممارسة العلوم الحقّة، فترتفع الحجب بينه وبين ربّه سبحانه في الجملة.
فيحرق ما يظهر عليهم من أنوار جلاله تعيّناتهم وإراداتهم وشهواتهم، فيرون بعين اليقين كماله سبحانه ونقصهم، وبقاءه وفناءهم وذلّهم وغناه وافتقارهم، بل يرون وجودهم المستعار في جنب وجوده الكامل عدماً، وقدرتهم الناقصة في جنب قدرته الكاملة عجزاً، بل يتخلّون عن إرادتهم وعلمهم وقدرتهم، فيتصرّف فيهم إرادته وقدرته وعلمه سبحانه، فلا يشاؤون إلّا أن يشاء الله، ولا يريدون سوى ما أراد الله، ويتصرّفون في الأشياء بقدرة الله، فيحيون الموتى، ويردّون الشمس، ويشقّون القمر، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانية، بل بقوّة ربّانية»، والمعنى الذي يمكن فهمه، ولا ينافي أصول الدين من الفناء في الله والبقاء بالله، هو هذا المعنى.
وبعبارة أخرى: الحجب النورانية، الموانع التي للعبد عن الوصول إلى قربه، وغاية ما يمكنه من معرفته سبحانه من جهة العبادات: كالرياء والعجب والسمعة والمراء وأشباهها، والظلمانية: ما يحجبه من المعاصي عن الوصول إليه، فإذا ارتفعت تلك الحجب تجلّى الله له في قلبه، وأحرق محبّة ما سواه حتّى نفسه عن نفسه، وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب الإيمان والكفر إن شاء الله تعالى، وكلّ ذلك لا يُوجب عدم وجوب الإيمان بظواهرها، إلّا بمعارضة نصوص صحيحة صريحة صارفة عنها، وأوّل الإلحاد سلوك التأويل من غير دليل، والله الهادي إلى سواء السبيل. (ص٤٦-٤٧)
والتحقيق أنّ لتلك الأخبار ظهراً وبطناً، وكلاهما حقّ: فأمّا ظهرها: فإنّه سبحانه كما خلق العرش والكرسيّ _ مع عدم احتياجه إليهما _ كذلك خلق عندهما أستاراً وحجباً وسرادقات، وحشاها من أنواره الغريبة المخلوقة له، ليظهر لمن يشاهدها من الملائكة وبعض النبيّين ولمن يسمعها من غيرهم عظمة قدرته، وجلال هيبته، وسعة فيضه ورحمته.
ولعلّ اختلاف الأعداد باعتبار أنّ في بعض الإطلاقات اعتبرت الأنواع، وفي بعضها الأصناف، وفي بعضها الأشخاص، أو ضمّ بعضها إلى بعض في بعض التعبيرات، أو اكتفي بذكر بعضها في بعض الروايات.
وأمّا بطنها: فلأنّ الحجب المانعة عن وصول الخلق إلى معرفة كنه ذاته وصفاته أمور كثيرة:
منها: ما يرجع إلى نقص المخلوق وقواه ومداركه، بسبب الإمكان والافتقار والاحتياج والحدوث، وما يتبع ذلك من جهات النقص والعجز، وهي الحجب الظلمانية.
ومنها: ما يرجع إلى نوريّته وتجرّده وتقدّسه، ووجوب وجوده وكماله وعظمته وجلاله، وسائر ما يتبع ذلك، وهي الحجب النورانية.
وارتفاع تلك الحجب بنوعيه محال، فلو ارتفعت لم يبق بغير ذات الحقّ شيء، أو المراد بكشفها رفعها في الجملة بالتخلّي عن الصفات الشهوانية، والأخلاق الحيوانية، والتخلّق بالأخلاق الربّانية، بكثرة العبادات والرياضات والمجاهدات، وممارسة العلوم الحقّة، فترتفع الحجب بينه وبين ربّه سبحانه في الجملة.
فيحرق ما يظهر عليهم من أنوار جلاله تعيّناتهم وإراداتهم وشهواتهم، فيرون بعين اليقين كماله سبحانه ونقصهم، وبقاءه وفناءهم وذلّهم وغناه وافتقارهم، بل يرون وجودهم المستعار في جنب وجوده الكامل عدماً، وقدرتهم الناقصة في جنب قدرته الكاملة عجزاً، بل يتخلّون عن إرادتهم وعلمهم وقدرتهم، فيتصرّف فيهم إرادته وقدرته وعلمه سبحانه، فلا يشاؤون إلّا أن يشاء الله، ولا يريدون سوى ما أراد الله، ويتصرّفون في الأشياء بقدرة الله، فيحيون الموتى، ويردّون الشمس، ويشقّون القمر، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانية، بل بقوّة ربّانية»، والمعنى الذي يمكن فهمه، ولا ينافي أصول الدين من الفناء في الله والبقاء بالله، هو هذا المعنى.
وبعبارة أخرى: الحجب النورانية، الموانع التي للعبد عن الوصول إلى قربه، وغاية ما يمكنه من معرفته سبحانه من جهة العبادات: كالرياء والعجب والسمعة والمراء وأشباهها، والظلمانية: ما يحجبه من المعاصي عن الوصول إليه، فإذا ارتفعت تلك الحجب تجلّى الله له في قلبه، وأحرق محبّة ما سواه حتّى نفسه عن نفسه، وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب الإيمان والكفر إن شاء الله تعالى، وكلّ ذلك لا يُوجب عدم وجوب الإيمان بظواهرها، إلّا بمعارضة نصوص صحيحة صريحة صارفة عنها، وأوّل الإلحاد سلوك التأويل من غير دليل، والله الهادي إلى سواء السبيل. (ص٤٦-٤٧)
المصدر الأصلي: الدرّ المنثور
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٥
، ص٤٤