- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في البيت المعمور
قال الرضا (عليه السلام): علّة الطواف بالبيت أنّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ﴾، فردّوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب، فعلموا أنّهم أذنبوا، فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن يتعبّد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يسمّى «الضراح»، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّى البيت المعمور بحذاء الضراح، ثمّ وضع البيت بحذاء البيت المعمور، ثمّ أمر آدم (عليه السلام) فطاف به، فتاب الله عليه، فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.
قيل لعليّ (عليه السلام): ما البيت المعمور؟ قال (عليه السلام): بيت في السماء يقال له «الضراح»، وهو بحيال الكعبة، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، لا يعودون إليه أبداً.
قال الصادق (عليه السلام): إذا كان عند غروب الشمس وكّل الله بها ملكاً ينادي أيّها الناس أقبلوا على ربّكم، فإنّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى، وملك موكّل بالشمس عند طلوعها ينادي: يا ابن آدم لد للموت وابن للخراب واجمع للفناء.
قال عبد الملك بن أعين: قلت للصادق (عليه السلام): إنّي قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشرّ جلست ولم أذهب فيها وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي: تقضي؟ قلت: نعم، قال (عليه السلام): أحرق كتبك.
قال ابن أبي عمير: كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى الكاظم (عليه السلام) فقال: إذا وقع في نفسك شيء فتصدّق على أوّل مسكين، ثمّ امض، فإنّ الله عزّ وجلّ يدفع عنك.
قال الصادق (عليه السلام): كان بيني وبين رجل قسمة أرض وكان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخّى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثمّ قال: ما رأيت كاليوم قطّ، قلت: ويل الآخر ما ذاك؟ قال: إنّي صاحب النجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود ثمّ قسمنا فخرج لك خير القسمين. فقلت: أ لا أحدّثك بحديث حدّثني به أبي (عليه السلام)؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سرّه أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحبّ أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع الله عنه نحس ليلته وإنّي افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من النجوم.
يدلّ على أنّه لو كانت لها نحوسة فهي تندفع بالصدقة وأنّه لا ينبغي مراعاتها بل ينبغي التوسّل في دفع أمثال ذلك بما ورد عن المعصومين (عليهم السلام) من الدعاء والتصدّق والتوكّل وأمثاله.