- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث في الأنبذة والمسكرات
قال أبو نجران: قلت للصادق (عليه السلام): إنّ لي قرابة يحبّكم إلّا أنّه يشرب هذا النبيذ _ وأبو نجران، هو الذي يشرب النبيذ، غير أنّه كنّى عن نفسه _ فقال الصادق (عليه السلام): فهل كان يسكر؟ قلت: إي والله، جعلت فداك، إنّه ليسكر، فقال (عليه السلام): فيترك الصلاة؟ قال: ربما قال للجارية: صلّيت البارحة، فربما قالت: نعم، قد صلّيت ثلاث مرّات، وربما قال للجارية: صلّيت البارحة العتمة؟ فتقول: لا والله، ما صلّيت، ولقد أيقظناك وجهدنا بك. فأمسك الصادق (عليه السلام) يده على جبهته طويلاً، ثمّ نحّى يده، ثمّ قال له: قل له: يتركه، فإن زلّت به قدم، فإنّ له قدماً ثابتاً بمودّتنا أهل البيت.
قال زید النرسي: حضرت الصادق (عليه السلام) ورجل يسأله عن شارب الخمر، أ تقبل له صلاة؟ فقال الصادق (عليه السلام): لا تقبل صلاة شارب المسكر أربعين يوماً، إلّا أن يتوب، قال له الرجل: فإن مات من يومه وساعته؟ قال: تقبل توبته وصلاته إذا تاب وهو يعقل، فأمّا أن يكون في سكره فما يُعبأ بتوبته.
قال الصادق (عليه السلام): حرّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسكر من كلّ شراب، وما حرّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حرّمه الله، وكلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام. فقال له رجل من أهل الكوفة: أصلحك الله، إنّ فقهاء بلدنا يقولون: إنّما حُرّم المسكر، فقال: يا شيخ، ما أدري ما يقول فقهاء بلدك، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام.
كتب الحسين بن عليّ (عليه السلام) إلى معاوية كتاباً، يقرعه فيه ويبكّته بأمور صنع كان فيه: ثمّ ولّيت ابنك، وهو غلام يشرب الشراب، ويلهو بالكلاب، فخنت أمانتك، وأخزيت رعيّتك، ولم تؤدِّ نصيحة ربّك، فكيف تولّي على أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من يشرب المسكر؟ وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار، وليس شارب المسكر بأمين على درهم، فكيف على الأمّة؟ فعن قليل ترد على عملك، حين تطوى صحائف الاستغفار … .