- جواهر البحار
- » تتمة كتاب السماء والعالم
- » أحاديث أخر في وصف الملائكة المقرّبين
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لمّا أسري بي إلى السماء، رأيت ملكاً من الملائكة بيده لوح من نور، لا يلتفت يميناً ولا شمالاً، مقبلاً عليه ثبّة كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح، فقلت: أدنني منه يا جبرئيل، لأكلّمه، فأدناني منه، فقلت له: يا ملك الموت، أ كلّ من هو مات أو هو ميّت فيما بعد، أنت تقبض روحه؟ قال: نعم، قلت: وتحضرهم بنفسك؟ قال: نعم، ما الدنيا كلّها عندي فيما سخّره الله لي ومكّنني منها، إلّا كدرهم في كفّ الرجل يقلّبه كيف يشاء، وما من دار في الدنيا إلّا وأدخلها في كلّ يوم خمس مرّات، وأقول إذا بكى أهل البيت على ميّتهم: لا تبكوا عليه، فإنّ لي إليكم عودة وعودة حتّى لا يبقى منكم أحد. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالموت طامّة يا جبرئيل، فقال جبرئيل: ما بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت.
قال الباقر (عليه السلام): لمّا اتّخذ الله عزّ وجلّ إبراهيم خليلاً أتاه بشراه بالخلّة، فجاءه ملك الموت في صورة شابّ أبيض، عليه ثوبان أبيضان، يقطر رأسه ماء ودهناً، فدخل إبراهيم (عليه السلام) الدار، فاستقبله خارجاً من الدار، وكان إبراهيم رجلاً غيوراً، وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه، ثمّ رجع ففتح، فإذا هو برجل أحسن ما يكون من الرجال.
فأخذ بيده وقال: يا عبد الله، من أدخلك داري؟ فقال: ربّها أدخلنيها فقال: ربّها أحقّ بها منّي، فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، ففزع إبراهيم (عليه السلام) وقال: جئتني لتسلبني روحي؟ قال: لا، ولكنّ اتّخذ الله عبداً خليلاً فجئت لبشارته، فقال: من هو؟ لعلّي أخدمه حتّى أموت، قال: أنت هو، فدخل على سارة فقال لها: إنّ الله تبارك وتعالى اتّخذني خليلاً.
قال جابر بن عبد الله: إنّ جبرئيل موكّل بحاجات العباد فإذا دعاه المؤمن قال: يا جبرئيل، احبس حاجة عبدي، فإنّي أحبّه وأحبّ صوته، وإذا دعا الكافر قال: يا جبرئيل، اقبض حاجة عبدي، فإنّي أبغضه وأبغض صوته.