Layer 5
.
فهرس جواهر البحار

حديث جليل يتضم وصية النبي محمد (ص) للصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، وفيها يوصيه النبي بالصبر على مكاره الدنيا ويحذره من سكر الخطيئة ويبن له فيها أنها أشد من سكر النعمة، ويحثه على الإخلاص في العمل، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٦٤

قال عبد الله بن مسعود: دخلت أنا وخمسة رهط من أصحابنا يوماً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أصابتنا مجاعة شديدة، ولم يكن ذقنا منذ أربعة أشهر إلّا الماء واللبن وورق الشجر، قلنا: يا رسول الله، إلى متى نحن على هذه المجاعة الشديدة؟

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزالون فيها ما عشتم فأحدثوا لله شكراً، فإنّي قرأت كتاب الله عزّ وجلّ الذي أنزل عليّ وعلى من كان قبلي، فما وجدت من يدخلون الجنّة إلّا الصابرون …

يا بن مسعود، احذر سكر الخطيئة فإنّ للخطيئة سكراً كسكر الشراب، بل هي أشدّ سكراً منه، يقول الله تعالی: ﴿صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ﴾

يا بن مسعود، إذا عملت عملاً من البرّ وأنت تريد بذلك غير الله، فلا ترج بذلك منه ثواباً، فإنّه يقول: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا﴾

يا بن مسعود، وإذا تكلّمت بـ «لا إله إلّا الله» ولم تعرف حقّها فإنّه مردود عليك، ولا يزال «لا إله إلّا الله» يردّ غضب الله عن العباد حتّى إذا لم يبالوا ما ينقص من دينهم بعد إذ سلمت دنياهم.

المصدر الأصلي: مكارم الأخلاق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٤
، ص٩٢-١۰٧