أحاديث في فضل شهر رمضان وفي فضل صيامه وفي فضل كظم الغيظ وحسن الخلق فيه وفي فضل تلاوة القرآن الكريم وفي أنه شهر الرحمة وشهر المغفرة وشهر البركة، وفي أن الجنة تتزين فيه، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » كتاب الصوم
- » أحاديث في وجوب صوم شهر رمضان وفضله
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١٥
قال الرضا (عليه السلام): الحسنات في شهر رمضان مقبولة، والسيّئات فيه مغفورة، من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله عزّ وجلّ كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور، ومن ضحك فيه في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلّا ضحك في وجهه وبشّره بالجنّة، ومن أعان فيه مؤمناً أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن كفّ فيه غضبه كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة، ومن أغاث فيه ملهوفاً آمنه الله من الفزع الأكبر يوم القيامة، ومن نصر فيه مظلوماً نصره الله على كلّ من عاداه في الدنيا، ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان، شهر رمضان شهر البركة، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر التوبة، وشهر الإنابة، من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أيّ شهر يغفر له؟ فسلوا الله أن يتقبّل منكم فيه الصيام، ولا يجعله آخر العهد منكم، وأن يوفقّكم فيه لطاعته، ويعصمكم من معصيته، إنّه خير مسؤول.
المصدر الأصلي: فضائل الأشهر الثلاثة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤١
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١٦
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): وهو شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن خفّف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربّكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما: فأمّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربّكم: فشهادة أن لا إله إلّا الله، وتستغفرونه، وأمّا اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنّة، وتعوذون به من النار.
المصدر الأصلي: دعائم الإسلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١٧
قال الصادق (عليه السلام): من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل، إلّا أن يشهد عرفة.
المصدر الأصلي: دعائم الإسلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٢
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١٨
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلّى في شهر رمضان في كلّ ليلة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب مرّة، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ ثلاث مرّات _ إن شاء صلّاهما في أوّل ليل، وإن شاء في آخر ليل _ والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ الله عزّ وجلّ يبعث بكلّ ركعة مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيّئات، ويرفعون له الدرجات، وأعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبة.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١٩
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لو يعلم العبد ما في رمضان لودّ أن يكون رمضان السنة، فقال رجل من خزاعة: يا رسول الله، وما فيه؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الجنّة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول، فإذا كان أوّل ليلة من رمضان، هبّت الريح من تحت العرش، فصفّقت ورق الجنّة، فتنظر حور العين إلى ذلك، فيقلن: يا ربّ، اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً، تقرّ بهم أعيننا وتقرّ أعينهم بنا … .
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٠
لمّا حضر شهر رمضان قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «سبحان الله، ماذا تستقبلون؟ وماذا يستقبلكم؟» قالها ثلاث مرّات، فقال عمر: وحي نزل أو عدوّ حضر؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا، ولكنّ الله تعالى يغفر في أوّل رمضان لكلّ أهل هذه القبلة، قال: ورجل في ناحية القوم يهزّ رأسه، ويقول: بخ بخ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): كأنّك ضاق صدرك ممّا سمعت؟ فقال: لا، والله، يا رسول الله، ولكن ذكرت المنافقين، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): المنافق كافر، وليس لكافر
في ذا شيء.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢١
ارتقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر درجة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): آمين، ثمّ ارتقى الثانية، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): آمين، ثمّ ارتقى الثالثة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): آمين، ثمّ استوى فجلس، فقال أصحابه: علام أمّنت؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنّة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٢
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطيت أمّتي في شهر رمضان خمس خصال لم يعطاها أحد قبلهنّ: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر له الملائكة حتّى يفطر، وتصفّد فيه مردة الشياطين، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره، ويزيّن الله عزّ وجلّ في كلّ يوم جنّته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلة منه، قيل: يا رسول الله، أيّ ليلة؟ القدر؟ قال: لا، ولكنّ العامل إنّما يوفّى أجره إذا انقضى عمله.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٤٩
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٣
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شعبان شهري، وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ، فمن صام يوماً من شهري كنت شفيعه يوم القيامة، ومن صام يومين من شهري غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن صام ثلاثة أيّام من شهري قيل له: استأنف العمل، ومن صام شهر رمضان، فحفظ فرجه ولسانه، وكفّ أذاه عن الناس، غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر، وأعتقه من النار، وأحلّه دار القرار، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٥٦
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٤
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبنا ذات يوم فقال: أيّها الناس، إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشقيّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.
واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم.
وتحنّنوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات، ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها الناس، إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنّ الله تعالى ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
أيّها الناس، من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، قيل: يا رسول الله، وليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال (عليه السلام): اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.
أيّها الناس، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جوازاً على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
أيّها الناس، إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لا يغلّقها عليكم، وأبواب النيران مغلّقة، فسلوا ربّكم أن لا يفتّحها عليكم، والشياطين مغلولة، فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقمت فقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزّ وجلّ، ثمّ بكى، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوّلين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): في سلامة من دينك، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني وإيّاك، واختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي: أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوّة، وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة الله على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٥٦-٣٥٨
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٥
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الله الأصمّ، يصبّ الله فيه الرحمة على عباده، وشهر شعبان تشعب فيه الخيرات، وفي أوّل ليلة من شهر رمضان يغلّ المردة من الشياطين، ويغفر في كلّ ليلة سبعين ألفاً، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله له بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم، إلّا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عزّ وجلّ: انظروا هؤلاء حتّى يصطلحوا.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٦٦
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٦
قال الحسن (عليه السلام): جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسأله أعلمهم عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال: لأيّ شيء فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمّتك بالنهار ثلاثين يوماً، وفرض على الأمم السالفة أكثر من ذلك؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً، ففرض الله على ذرّيّته ثلاثين يوماً الجوع والعطش، والذي يأكلونه تفضّل من الله عزّ وجلّ عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض الله ذلك على أمّتي، ثمّ تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۞ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ﴾.
قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً، إلّا أوجب الله له سبع خصال: أوّلها: يذوب الحرام من جسده، والثانية: يقرب من رحمة الله، والثالثة: يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم، والرابعة: يهوّن الله عليه سكرات الموت، والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة: يعطيه الله براءة من النار، والسابعة: يطعمه الله من طيّبات الجنّة، قال: صدقت يا محمّد.
المصدر الأصلي: الخصال، الأمالي للصدوق، علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٦٩
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٧
قال الرضا (عليه السلام): فإن قال: فلم أمروا بالصوم؟ قيل: لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، فيستدلّوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم، ودليلاً في الأجل، وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم.
فإن قال: فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون سائر الشهور؟ قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن، وفيه فرّق بين الحقّ والباطل، كما قال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ﴾، وفيه نبّئ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، و﴿فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ﴾، وهي رأس السنة يقدّر فيها ما يكون في السنة من خير أو شرّ أو مضرّة أو منفعة أو رزق أو أجل، ولذلك سمّيت ليلة القدر.
فإن قال: فلم أمروا بصوم شهر رمضان، لا أقلّ من ذلك ولا أكثر؟ قيل: لأنّه قوّة العباد الذي يعمّ فيه القوي والضعيف، وإنّما أوجب الله تعالى الفرائض على أغلب الأشياء وأعمّ القوى، ثمّ رخّص لأهل الضعف، ورغّب أهل القوّة في الفضل، ولو كانوا يصلحون على أقلّ من ذلك لنقصهم، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم.
المصدر الأصلي: علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٦٩-٣٧٠
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٨
قال هشام بن الحكم: سألت الصادق (عليه السلام) عن علّة الصيام؟ قال (عليه السلام): أمّا العلّة في الصيام ليستوي به الغنيّ والفقير، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير؛ لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه فأراد اللّه عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٧١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢٩
قال جابر: قال الباقر (عليه السلام): يا جابر، من دخل عليه شهر رمضان، فصام نهاره، وقام ورداً من ليلته، وحفظ فرجه ولسانه، وغضّ بصره، وكفّ أذاه، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمّه، قلت له: جعلت فداك، ما أحسن هذا من حديث! قال (عليه السلام): ما أشدّ هذا من شرط!
المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٧١
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٣٠
قال الصادق (عليه السلام): إنّ أبواب السماء تفتّح في شهر رمضان، وتصفّد ١ الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر شهر رمضان، كان يسمّى على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المرزوق.
المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٧٢
(١) «تَصَفَّدَ»: تشدّ وتوثق بالأغلال. مجمع البحرين، ج٣، ص٨٨.
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٣١
قال الرضا (عليه السلام): إنّ الله جلّ وعلا يعتق في أوّل ليلة من شهر رمضان ستّمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان العشر الأواخر عتق كلّ ليلة منه مثل ما عتق في العشرين الماضية، فإذا كان ليلة الفطر أعتق من النار مثل ما أعتق في سائر الشهور.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٧٢-٣٧٣
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٣٢
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ لله خياراً من كلّ ما خلقه فله من البقاع خيار، وله من الليالي والأيّام خيار، وله من الشهور خيار، وله من عباده خيار، وله من خيارهم خيار: فأمّا خياره من البقاع: فمكّة، والمدينة، وبيت المقدس، وأمّا خياره من الليالي: فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين، وأمّا خياره من الأيّام: فأيّام الجمع، والأعياد، وأمّا خياره من الشهور: فرجب، وشعبان، وشهر رمضان، وأمّا خياره من عباده: فولد آدم، وخياره من ولد آدم: من اختارهم على علم بهم، فإنّ الله عزّ وجلّ لمّا اختار خلقه اختار ولد آدم، ثمّ اختار من ولد آدم العرب، ثمّ اختار من العرب مضر، ثمّ اختار من مضر قريشاً، ثمّ اختار من قريش هاشماً، ثمّ اختار من هاشم أنا وأهل بيتي كذلك، فمن أحبّ العرب فبحبّي أحبّهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.
وإنّ الله عزّ وجلّ اختار من الشهور شهر رجب وشعبان وشهر رمضان، فشعبان أفضل الشهور إلّا ممّا كان من شهر رمضان، فإنّه أفضل منه، وإنّ الله عزّ وجلّ ينزّل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزّل في سائر الشهور، ويحشر شهر رمضان في أحسن صورة، فيقيمه على تلعة لا يخفى، وهو عليها على أحد ممّن ضمّه ذلك المحشر، ثمّ يأمر ويخلع عليه من كسوة الجنّة وخلعها وأنواع سندسها وثيابها، حتّى يصير في العظم بحيث لا ينفده بصر، ولا يغني علم مقداره أذن، ولا يفهم كنهه قلب … .
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٣
، ص٣٧٣