قال معاویة بن وهب: سألت الصادق (عليه السلام) عن الرجل المؤمن يتزوج النصرانية واليهودية، فقال: إذا أصاب المسلمة فما يصنع باليهودية والنصرانية؟ قلت: يكون له فيها الهوى، قال: إذا فعل فليمنعها من شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، واعلم أنّ عليه في دينه غضاضة.
قال الصادق (عليه السلام): تزوّجوا في الشكّاك ولا تزوّجوهم، لأنّ المرأة تأخذ من أدب الرجل، ويقهرها على دينه.
دخل زرارة على الصادق (عليه السلام)، فقال (عليه السلام): يا زرارة، متأهّل أنت؟ قال: لا، قال (عليه السلام): وما يمنعك عن ذلك؟ قال: لأنّي لا أعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا، قال (عليه السلام): فكيف تصبر وأنت شابّ؟ قال: أشتري الإماء، قال (عليه السلام): ومن أين طاب لك نكاح الإماء؟ قال: إنّ الأمة إن رابني من أمرها شيء بعتها، قال (عليه السلام): لم أسألك عن هذا، ولكن سألتك من أين طاب لك فرجها؟ قال له: فتأمرني أن أتزوّج؟ قال (عليه السلام) له: ذاك إليك، فقال له زرارة: هذا الكلام ينصرف على ضربين، إمّا أن لا تبالي أن أعصي الله إذ لم تأمرني بذلك، والوجه الآخر أن يكون مطلقاً لي، فقال (عليه السلام): عليك بالبلهاء، فقلت: مثل التي يكون على رأي الحكم بن عتيبة، وسالم بن أبي حفصة؟ قال (عليه السلام): لا، التي لا تعرف ما أنتم عليه ولا تنصب، قد زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا العاص بن الربيع، وعثمان بن عفّان، وتزوّج عائشة وحفصة وغيرهما، فقال: لست أنا بمنزلة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يجري عليه حكمه، وما هو إلّا مؤمن أو كافر، قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾، فقال له الصادق (عليه السلام): فأين ﴿أَصْحابُ الْأَعْرافِ﴾؟ وأين ﴿الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم﴾؟ وأين الذين ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً﴾؟ وأين الذين لم يدخلوها وهم يطمعون؟