أحاديث في الغلاة وشأنهم، وفي نفي الغلو في النبي (ص) والأئمة (ع)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٢
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، مثلك في أمّتي مثل المسيح عيسى بن مريم، افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان؛ وإنّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: ففرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة عدوّك وهم الشاكّون، وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون، وأنت في الجنّة يا عليّ، وشيعتك ومحبّ شيعتك؛ وعدوّك والغالي في النار.
المصدر الأصلي: المناقب لابن شاذان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٤-٢٦٥
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٣
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ترفعوني فوق حقّي، فإنّ الله تعالی اتّخذني عبداً قبل أن يتّخذني نبيّاً.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٤
قال الصادق عليه السلام: احذروا على شبابكم، الغلاة لا يفسدوهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله، والله، إنّ الغلاة لشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
ثمّ قال عليه السلام: إلينا يرجع الغالي فلا نقبله، وبنا يلحق المقصّر فنقبله، فقيل له: كيف ذلك يا ابن رسول الله، قال عليه السلام: الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحجّ، فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله عزّ وجلّ أبداً وإنّ المقصّر إذ عرف عمل وأطاع.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٥-٢٦٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٥
قال صاحب الزمان عليه السلام _ ردّاً على الغلاة في جواب كتاب كتب إليه على يدي محمّد بن عليّ بن هلال الكرخي _: يا محمّد بن عليّ، تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى: ﴿قُل لَّا يَعلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا الله﴾، وأنا وجميع آبائي من الأوّلين آدم ونوح وإبراهيم وموسى عليهم السلام وغيرهم من النبيّين، ومن الآخرين محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وغيرهم ممّن مضى من الأئمّة عليهم السلام، إلى مبلغ أيّامي ومنتهى عصري عبيد الله عزّ وجلّ، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَى ۞ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمَى وَقَد كُنتُ بَصِيرًا ۞ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسَى﴾.
يا محمّد بن عليّ، قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه، وأشهد الله الذي لا إله إلّا هو وكفى به شهيداً، ومحمّداً رسوله وملائكته وأنبياءه وأولياءه، وأشهدك وأشهد كلّ من سمع كتابي هذا، أنّي بريء إلى الله وإلى رسوله ممّن يقول: إنّا نعلم الغيب، أو نشارك الله في ملكه، أو يحلّنا محلّاً سوى المحلّ الذي نصبه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدّى بنا عمّا قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي. وأشهدكم أنّ كلّ من نتبرّأ منه، فإنّ الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه، أن لا يكتمه من أحد من مواليّ وشيعتي حتّى يظهر على هذا التوقيع الكلّ من الموالي، لعلّ الله عزّ وجلّ يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحقّ، وينتهون عمّا لا يعلمون منتهى أمره ولا يبلغ منتهاه. فكلّ من فهم كتابي ولم يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته، فلقد حلّت عليه اللعنة من الله، وممّن ذكرت من عباده الصالحين.
بيــان:
المراد من نفي علم الغيب عنهم، أنّهم لا يعلمونه من غير وحي وإلهام، وأمّا ما كان من ذلك فلا يمكن نفيه، إذ كانت عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء عليهم السلام الإخبار عن المغيبات، وقد استثناهم الله تعالی في قوله: ﴿إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾.
المراد من نفي علم الغيب عنهم، أنّهم لا يعلمونه من غير وحي وإلهام، وأمّا ما كان من ذلك فلا يمكن نفيه، إذ كانت عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء عليهم السلام الإخبار عن المغيبات، وقد استثناهم الله تعالی في قوله: ﴿إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٦-٢٦٨
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٦
قال عبد السلام أبو الصلت الهروي: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله، ما شيء يحكيه عنكم الناس؟ قال عليه السلام: وما هو؟ قلت: يقولون: إنّكم تدّعون أنّ الناس لكم عبيد، فقال عليه السلام: اللّهمّ فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت شاهد بأنّي لم أقل ذلك قطّ، ولا سمعت أحداً من آبائي عليهم السلام قال قطّ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمّة، وإنّ هذه منها، ثمّ أقبل عليّ، فقال عليه السلام: يا عبد السلام، إذا كان الناس كلّهم عبيدنا على ما حكوه عنّا، فممّن نبيعهم؟ فقلت: يا بن رسول الله، صدقت.
ثمّ قال عليه السلام: يا عبد السلام، أ منكر أنت لما أوجب الله عزّ وجلّ لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟ قلت: معاذ الله، بل أنا مقرّ بولايتكم.
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٧
قال الصادق عليه السلام: اتّقوا الله وعظّموا الله وعظّموا رسوله، ولا تفضّلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله أحداً، فإنّ الله تبارك وتعالى قد فضّله، وأحبّوا أهل بيت نبيّكم حبّاً مقتصداً، ولا تغلوا ولا تفرّقوا ولا تقولوا ما لا نقول، فإنّكم إن قلتم وقلنا متّم ومتنا، ثمّ بعثكم الله وبعثنا فكنّا حيث يشاء الله وكنتم.
بيــان:
أي حيث يشاء الله في مكان غير مكاننا، أو محرومين عن لقائنا، هذا إذا كان المراد بقوله: «قلتم وقلنا» غير قولنا كما هو الظاهر، وإن كان المعنى: قلتم مثل قولنا، كان المعنى: كنتم معنا أو حيث كنّا، أو هو عطف على «كنّا».
أي حيث يشاء الله في مكان غير مكاننا، أو محرومين عن لقائنا، هذا إذا كان المراد بقوله: «قلتم وقلنا» غير قولنا كما هو الظاهر، وإن كان المعنى: قلتم مثل قولنا، كان المعنى: كنتم معنا أو حيث كنّا، أو هو عطف على «كنّا».
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٦٩
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٨
قال الرضا عليه السلام: … ومن تجاوز بأمير المؤمنين عليه السلام العبوديّة، فهو من ﴿المَغضُوبِ عَلَيهِم﴾ ومن ﴿الضَّالِّينَ﴾، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تتجاوزوا بنا العبوديّة، ثمّ قولوا ما شئتم ولن تبلغوا، وإيّاكم والغلوّ كغلوّ النصارى، فإنّي بريء
من الغالين.
فقام إليه رجل فقال له: يا بن رسول الله، صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال الرضا عليه السلام: إنّه من يصف ربّه بالقياس، فإنّه لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، طاعناً في الاعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل، ثمّ قال عليه السلام: أعرّفه بما عرّف به نفسه، أعرّفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه، أصفه من غير صورة، لا يدرك بالحواسّ، ولا يقاس بالناس، معروف بالآيات، بعيد بغير تشبيه، ومتدانٍ في بعده بلا نظير، لا يتوهّم ديمومته، ولا یمثّل بخليقته، ولا يجور في قضيّته، الخلق إلى ما علم منهم منقادون، وعلى ما سطره في المكنون من كتابه ماضون، لا يعملون بخلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقصّ، يحقّق ولا يمثّل، ويوحّد ولا يبعّض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، ولا إله غيره الكبير المتعال.
فقال الرجل: بأبي أنت وأمّي يا بن رسول الله، فإنّ معي من ينتحل موالاتكم، ويزعم أنّ هذه كلّها صفات عليّ عليه السلام، وأنّه هو الله ربّ العالمين.
فلمّا سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه وتصبّب عرقاً، وقال: سبحان الله، سبحان الله عمّا يقول الظالمون والكافرون علوّاً كبيراً، أ وليس كان عليّ عليه السلام آكلاً في الآكلين، وشارباً في الشاربين، وناكحاً في الناكحين، ومحدثاً في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصلّياً خاضعاً بين يدي الله ذليلاً، وإليه أوّاهاً منيباً، أ فمن كان هذه صفته يكون إلهاً؟ فإن كان هذا إلهاً، فليس منكم أحد إلّا وهو إله؛ لمشاركته له في هذه الصفات الدالّات على حدث كلّ موصوف بها.
فقال الرجل: يا بن رسول الله، إنّهم يزعمون أنّ عليّاً عليه السلام لمّا أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله دلّ على أنّه إله، ولمّا ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبّس ذلك عليهم، فامتحنهم ليعرفوه، وليكون إيمانهم به اختياراً من أنفسهم.
فقال الرضا عليه السلام: أوّل ما ههنا أنّهم لا ينفصلون ممّن قلب هذا عليهم لمّا ظهر منه الفقر والفاقة، دلّ على أنّ من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون، لا تكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أنّ الذي ظهر منه من المعجزات إنّما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين، لا فعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف.
ثمّ قال الرضا عليه السلام: إنّ هؤلاء الضلّال الكفرة ما أتوا إلّا من قبل جهلهم بمقدار أنفسهم، حتّى اشتدّ إعجابهم بها، وكثر تعظيمهم لما يكون منها، فاستبدّوا بآرائهم الفاسدة، واقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير سبيل الواجب، حتّى استصغروا قدر الله واحتقروا أمره وتهاونوا بعظيم شأنه، إذ لم يعلموا أنّه القادر بنفسه، الغنيّ بذاته التي ليست قدرته مستعارة ولا غناه مستفاداً، والذي من شاء أفقره، ومن شاء أغناه، ومن شاء أعجزه بعد القدرة، وأفقره بعد الغنى، فنظروا إلى عبد قد اختصّه الله بقدرته، ليبيّن بها فضله عنده، وآثره بكرامته ليوجب بها حجّته على خلقه، وليجعل ما آتاه من ذلك ثواباً على طاعته، وباعثاً على اتّباع أمره، ومؤمناً عباده المكلّفين من غلط من نصبه عليهم حجّة ولهم قدوة.
وكانوا كطلّاب ملك من ملوك الدنيا ينتجعون فضله، ويأملون نائله، ويرجون التفيّؤ بظلّه والانتعاش بمعروفه، والانقلاب إلى أهلهم بجزيل عطائه الذي يعينهم على كلب الدنيا، وينقذهم من التعرّض لدنيّ المكاسب وخسيس المطالب. فبينا هم يسألون عن طريق الملك ليترصّدوه _ وقد وجّهوا الرغبة نحوه وتعلّقت قلوبهم برؤيته _ إذ قيل: سيطلع عليكم في جيوشه ومواكبه وخيله ورجله، فإذا رأيتموه فأعطوه من التعظيم حقّه، ومن الإقرار بالمملكة واجبه، وإيّاكم أن تسمّوا باسمه غيره، وتعظّموا سواه كتعظيمه، فتكونوا قد بخستم الملك حقّه، وأزريتم عليه واستحققتم بذلك منه عظيم عقوبته.
فقالوا: نحن كذلك فاعلون جهدنا وطاقتنا، فما لبثوا أن طلع عليهم بعض عبيد الملك في خيل قد ضمّها إليه سيّده، ورجل قد جعلهم في جملته وأموال قد حباه بها، فنظر هؤلاء وهم للملك طالبون، واستكبروا ما رأوه بهذا العبد من نعم سيّده، ورفعوه عن أن يكون من هو المنعم عليه بما وجدوا معه عبداً، فأقبلوا يحيّونه تحيّة الملك ويسمّونه باسمه، ويجحدون أن يكون فوقه ملك أو له مالك.
فأقبل عليهم العبد المنعم عليه وسائر جنوده بالزجر والنهي عن ذلك والبراءة ممّا يسمّونه به، ويخبرونهم بأنّ الملك هو الذي أنعم عليه بهذا واختصّه به، وإنّ قولكم ما تقولون، يوجب عليكم سخط الملك وعذابه، ويفوتكم كلّ ما أمّلتموه من جهته.
وأقبل هؤلاء القوم يكذّبونهم ويردّون عليهم قولهم، فما زال كذلك حتّى غضب عليهم الملك لما وجد هؤلاء قد ساؤوا به عبده، وأزروا عليه في مملكته، وبخسوه حقّ تعظيمه، فحشرهم أجمعين إلى حبسه، ووكّل بهم من يسومهم سوء العذاب.
فكذلك هؤلاء وجدوا أمير المؤمنين عليه السلام عبداً أكرمه الله ليبيّن فضله ويقيم حجّته، فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليّاً عليه السلام له عبداً، وأكبروا عليّاً عليه السلام عن أن يكون الله عزّ وجلّ له ربّاً، فسمّوه بغير اسمه، فنهاهم هو وأتباعه من أهل ملّته وشيعته … .
بيــان:
تبيين: قوله عليه السلام: «ولن تبلغوا» أي بعد ما أثبتم لنا العبودية كلّ ما قلتم في وصفنا كنتم مقصّرين في حقّنا ولن تبلغوا ما نستحقّه من التوصيف.
قوله عليه السلام: «طاعناً» _ بالطاء المهملة _ أي ذاهباً كثيراً، يقال: طعن في الوادي، أي ذهب، وفي السنّ أي عمّر طويلاً، وفي بعض النسخ: بالمعجمة، من الظعن بمعنى: السير.
قوله عليه السلام: «غير متقصّ»، التقصّي: بلوغ الغاية في البعد، أي ليس بعده بعداً مكانياً يوصف بذلك أو ليس بعداً ينافي القرب.
قوله عليه السلام: «ما أتوا» _ على بناء المجهول _ أي ما أهلكوا؛ و«البخس»: النقص؛ و«الإزراء»: التحقير.
وقوله عليه السلام: «يفيتكم» _ على بناء الإفعال _ من الفوت وفي بعض النسخ: «يفوتكم» وهو أظهر؛ و«جَمَحَ الفرس» _ كمَنَعَ _ جِماحاً _ بالكسر _: اعتزّ فارسه وغلبه. (ص٢٧٨-٢٧٩)
تبيين: قوله عليه السلام: «ولن تبلغوا» أي بعد ما أثبتم لنا العبودية كلّ ما قلتم في وصفنا كنتم مقصّرين في حقّنا ولن تبلغوا ما نستحقّه من التوصيف.
قوله عليه السلام: «طاعناً» _ بالطاء المهملة _ أي ذاهباً كثيراً، يقال: طعن في الوادي، أي ذهب، وفي السنّ أي عمّر طويلاً، وفي بعض النسخ: بالمعجمة، من الظعن بمعنى: السير.
قوله عليه السلام: «غير متقصّ»، التقصّي: بلوغ الغاية في البعد، أي ليس بعده بعداً مكانياً يوصف بذلك أو ليس بعداً ينافي القرب.
قوله عليه السلام: «ما أتوا» _ على بناء المجهول _ أي ما أهلكوا؛ و«البخس»: النقص؛ و«الإزراء»: التحقير.
وقوله عليه السلام: «يفيتكم» _ على بناء الإفعال _ من الفوت وفي بعض النسخ: «يفوتكم» وهو أظهر؛ و«جَمَحَ الفرس» _ كمَنَعَ _ جِماحاً _ بالكسر _: اعتزّ فارسه وغلبه. (ص٢٧٨-٢٧٩)
المصدر الأصلي: الاحتجاج، تفسير الإمام العسكري عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٧٤-٢٧٨
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٠٩
قال محمّد بن زيد الطبري: كنت قائماً على رأس الرضا عليّ بن موسى عليه السلام بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم منهم إسحاق بن العبّاس بن موسى، فقال عليه السلام له: يا إسحاق، بلغني أنّكم تقولون إنّ الناس عبيد لنا، لا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله، ما قلته قطّ، ولا سمعته من أحد من آبائي ولا بلغني عن أحد منهم قاله، لكنّا نقول: الناس عبيد لنا في الطاعة موالٍ لنا في الدين، فليبلّغ الشاهد الغائب،
المصدر الأصلي: المجالس للمفيد، الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٧٩
الحديث: ۹
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٠
قال زرارة: قال الصادق عليه السلام: أخبرني عن حمزة ١ ، أ يزعم أنّ أبي عليه السلام آتيه؟ قلت: نعم، قال عليه السلام: كذب والله، ما يأتيه إلّا المتكوّن، إنّ إبليس سلّط شيطاناً يقال له المتكوّن، يأتي الناس في أيّ صورة شاء، إن شاء في صورة كبيرة، وإن شاء في صورة صغيرة، ولا والله، ما يستطيع أن يجيء في صورة أبي عليه السلام.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٨١
(١) حمزة بن عمارة البربري: من أصحاب الباقر عليه السلام ثمّ غلا وزعم أنّه یحضره بعد موته في كلّ لیلة، فلعنه الصادق عليه السلام. راجع: اختیار معرفة الرجال، ص٣٠٤.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١١
قال الصادق عليه السلام: تراءى _ والله _ إبليس لأبي الخطّاب على سور المدينة أو المسجد، فكأنّي أنظر إليه وهو يقول: إيهاً، تظفر الآن، إيهاً، تظفر الآن.
بيــان:
الظاهر أنّ إبليس إنّما قال له ذلك عندما أتى العسكر لقتله، فحرّضه على القتال ليكون أدعى لقتله، فالمعنى: اسكت ولا تتكلّم بكلمة توبة واستكانة، فإنّك تظفر عليهم الآن، ويحتمل الرضا والتصديق أيضاً. (ص٢٨٢)
الظاهر أنّ إبليس إنّما قال له ذلك عندما أتى العسكر لقتله، فحرّضه على القتال ليكون أدعى لقتله، فالمعنى: اسكت ولا تتكلّم بكلمة توبة واستكانة، فإنّك تظفر عليهم الآن، ويحتمل الرضا والتصديق أيضاً. (ص٢٨٢)
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٨١
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٢
قال حفص بن عمرو النخعي: كنت جالساً عند الصادق عليه السلام فقال له رجل: جعلت فداك، إنّ أبا منصور ١ حدّثني أنه رفع إلى ربّه وتمسح على رأسه، وقال له بالفارسية: «يا پسر»، فقال له الصادق عليه السلام: حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنّ إبليس اتّخذ عرشاً فيما بين السماء والأرض، واتّخذ زبانية بعدد الملائكة، فإذا دعا رجلاً فأجابه وطئ عقبه وتخطّت إليه الأقدام، تراءى له إبليس ورفع إليه.وإنّ أبا منصور كان رسول إبليس، لعن الله أبا منصور، لعن الله أبا منصور _ ثلاثاً _.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٨٢
(١) أبومنصور العجلي: كان ینسب نفسه إلی الباقر عليه السلام، فلمّا تبرّأ منه ادّعی لنفسه إمامة، فیه انحراف عظیم حتّی صلب وقتل. راجع: قاموس الرجال، ج١١، ص٥٢٣-٥٢٥.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٣
قال السجّاد عليه السلام: لعن الله من كذب علينا، إنّي ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كلّ شعرة في جسدي، لقد ادّعى أمراً عظيماً، ما له _ لعنه الله _؟ كان عليّ عليه السلام _ والله _ عبداً لله صالحاً، أخو رسول الله صلى الله عليه وآله، ما نال الكرامة من الله إلّا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله صلى الله عليه وآله الكرامة من الله إلّا بطاعته لله.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٨٦-٢٨٧
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٤
قال الصادق عليه السلام: إنّا أهل بيت صدّيقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البريّة كلّها، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ.
بيــان:
قال الكشّي: وذكر بعض أهل العلم أنّ عبد الله بن سبأ كان يهودياً، فأسلم ووالى عليّاً عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصيّ موسى بالغلوّ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام مثل ذلك. وكان أوّل من أشهر بالقول بفرض إمامة عليّ عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وأكفرهم. فمن ههنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيّع والرفض مأخوذ من اليهودية.
قال الكشّي: وذكر بعض أهل العلم أنّ عبد الله بن سبأ كان يهودياً، فأسلم ووالى عليّاً عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصيّ موسى بالغلوّ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام مثل ذلك. وكان أوّل من أشهر بالقول بفرض إمامة عليّ عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وأكفرهم. فمن ههنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيّع والرفض مأخوذ من اليهودية.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٨٧
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٥
قال مصادف: لمّا لبّى القوم الذين لبّوا بالكوفة ١ ، دخلت على الصادق عليه السلام فأخبرته بذلك، فخرّ ساجداً وألزق جؤجؤه ٢ بالأرض، وبكى وأقبل يلوذ بإصبعه ويقول: بل عبد لله قنّ ٣ داخر ٤ _ مراراً كثيرةً _ ثمّ رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته.
فندمت على إخباري إيّاه، فقلت: جعلت فداك، وما عليك أنت من ذا؟ فقال عليه السلام: يا مصادف، إنّ عيسى لو سكت عمّا قالت النصارى فيه لكان حقّاً على الله أن یصمّ سمعه ويعمي بصره، ولو سكتّ عمّا قال أبو الخطّاب لكان حقّاً على الله أن يصمّ سمعي ويعمي بصري.
بيــان:
قوله: «لمّا لبّى»، أي قالوا: «لبّيك جعفر بن محمّد لبّيك»، كما يلبّون لله.
قوله: «لمّا لبّى»، أي قالوا: «لبّيك جعفر بن محمّد لبّيك»، كما يلبّون لله.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٩٣
(١) كان أبو الخطّاب رأس هذه الطائفة، خرجوا بالكوفة قائلاً «لبّیك جعفر» وادّعوا أنّ الصادق عليه السلام أسری بأبي الخطّاب إلی السماء وهو بعد هبوطه دعا إلی الصادق عليه السلام. راجع: الأصول الستّة عشر، ص١٩٢.
(٢) «الجُؤْجُؤ»: الصدر. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٢٣٢.
(٣) «القِنّ»: العبد. لسان العرب، ج١٣، ص٣٤٨.
(٤) «الداخِر»: الصاغر الذليل. مجمع البحرين، ج٣، ص٣٠٠.
(٢) «الجُؤْجُؤ»: الصدر. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٢٣٢.
(٣) «القِنّ»: العبد. لسان العرب، ج١٣، ص٣٤٨.
(٤) «الداخِر»: الصاغر الذليل. مجمع البحرين، ج٣، ص٣٠٠.
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٦
قال هشام بن الحكم: قال الصادق عليه السلام: إنّ بناناً والسريّ وبزيعاً ١ _ لعنهم الله _ تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدميّ من قرنه إلى سرّته، فقلت: إنّ بناناً يتأوّل هذه الآية: ﴿وَهُوَ الذي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرضِ إِلَهٌ﴾، أنّ الذي في الأرض غير إله السماء وإله السماء غير إله الأرض، وأنّ إله السماء أعظم من إله الأرض، وأنّ أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظّمونه.
فقال عليه السلام: والله، ما هو إلّا الله وحده لا شريك له، إله في السماوات وإله في الأرضين، كذب بنان _ عليه لعنة الله _ صغّر الله جلّ جلاله، وصغّر عظمته.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٩٥-٢٩٦
(١) هؤلاء رجال مذهب الغلوّ والارتفاع. راجع: اختیار معرفة الرجال، ص٣٠٥.
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٧
عن المفضّل بن یزید،١ قال: ذكر الصادق عليه السلام أصحاب أبي الخطّاب والغلاة، فقال عليه السلام: يا مفضّل، لا تقاعدوهم، ولا تؤاكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تصافحوهم، ولا توارثوهم.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٩٦
(١) ورد في المصدر «المفضّل بن مزید». راجع: اختیار معرفة الرجال، ص٢٩٧.
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٨
قال الصادق عليه السلام في الغلاة: إنّ فيهم من يكذب حتّى أنّ الشيطان ليحتاج إلى كذبه.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٢٩٦
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨١٩
قيل للصادق عليه السلام: جعلنا فداك، إنّ المفضّل بن عمر ١ يقول: إنّكم تقدّرون أرزاق العباد، فقال عليه السلام: والله، ما يقدّر أرزاقنا إلّا الله، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري، وأبلغت إليّ الفكرة في ذلك حتّى أحرزت قوتهم، فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ منه، قیل: أ فنلعنه ونتبرّأ منه؟ قال عليه السلام: نعم، فلعنّاه وبرئنا منه، برئ الله ورسوله منه.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٣٠١
(١) المفضّل بن عمرالجعفي: فقیه محدّث، من أصحاب الصادق عليه السلام والكاظم عليه السلام، قد ورد فیه مدح وذمّ وینسب إلیه الغلوّ والفساد في العقیدة إلّا أنّ المشهور صلاحه ووثاقته. راجع: موسوعة طبقات الفقهاء، ج٢، ص٥٦٦-٥٦٨.
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٢٠
قال العسكري عليه السلام: لعن الله القاسم اليقطيني، ولعن الله عليّ بن حسكة القمي ١ ، إنّ شيطاناً تراءى للقاسم، فيوحي إليه ﴿زُخرُفَ القَولِ غُرُورًا﴾.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٣١٦
(١) عليّ بن حسكة الحوار: كان أستاد القاسم الشعراني اليقطيني، كانا قمّیین من الغلاة الكبار في زمن الإمام العسكري عليه السلام. راجع: اختیار معرفة الرجال، ص٥١٨.
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٢١
عن بعض أصحاب الصادق عليه السلام، قال: خرج إلينا الصادق عليه السلام وهو مغضب، فقال: إنّي خرجت آنفاً في حاجة فتعرّض لي بعض سودان المدينة فهتف بي: لبّيك جعفر بن محمّد، لبّيك، فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي، خائفاً ذعراً ممّا قال، حتّى سجدت في مسجدي لربّي، وعفّرت له وجهي، وذلّلت له نفسي، وبرئت إليه ممّا هتف بي … .
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٣٢١
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٢٢
قال الرضا عليه السلام في دعائه: اللّهمّ، إنّي بريء من الحول والقوّة، ولا حول ولا قوّة إلّا بك.
اللّهمّ، إنّي أعوذ بك، وأبرأ إليك من الذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحقّ.
اللّهمّ، إنّي أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.
اللّهمّ، لك الخلق ومنك الرزق، و﴿إِيَّاكَ نَعبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ﴾.
اللّهمّ، أنت خالقنا وخالق آبائنا الأوّلين وآبائنا الآخرين.
اللّهمّ، لا تليق الربوبية إلّا بك ولا تصلح الإلهية إلّا لك، فالعن النصارى الذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهئين لقولهم من بريّتك.
اللّهمّ، إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضرّاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.
اللّهمّ، من زعم أنّا أرباب فنحن منه براء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن براء منه، كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى.
اللّهمّ، إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون، واغفر لنا ما يدّعون، ولا تدع على الأرض منهم ديّاراً ﴿إِنَّكَ إِن تَذَرهُم يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾.
بيــان:
فذلكة: اعلم أنّ الغلوّ في النبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام إنّما يكون بالقول بألوهيّتهم، أو بكونهم شركاء الله تعالی في المعبودية أو في الخلق والرزق، أو أنّ الله تعالی حلّ فيهم أو اتّحد بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالی أو بالقول في الأئمّة عليهم السلام أنّهم كانوا أنبياء، أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأنّ معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي. والقول بكلّ منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلّت عليه الأدلّة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت أنّ الأئمّة عليهم السلام تبرّؤوا منهم وحكموا بكفرهم وأمروا بقتلهم. وإن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك، فهي إمّا مأوّلة أو هي من مفتريات الغلاة.
ولكن أفرط بعض المتكلّمين والمحدّثين في الغلوّ لقصورهم عن معرفة الأئمّة عليهم السلام، وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم، فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتّى قال بعضهم: من الغلوّ نفي السهو عنهم، أو القول بأنّهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلك، مع أنّه قد ورد في أخبار كثيرة: «لا تقولوا فينا ربّاً، وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا». وورد: «أنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان» وورد: «لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله» وغير ذلك ممّا مرّ وسيأتي.
فلابدّ للمؤمن المتديّن أن لا يبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي أمورهم، إلّا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين، أو بقواطع البراهين، أو بالآيات المحكمة، أو بالأخبار المتواترة، كما مرّ في باب التسليم وغيره.
وأمّا التفويض فيطلق على معانٍ بعضها منفيّ عنهم عليهم السلام وبعضها مثبت لهم:
فالأوّل: التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء، فإنّ قوماً قالوا: إنّ الله تعالی خلقهم وفوّض إليهم أمر الخلق، فهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون، وهذا الكلام يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يقال: إنّهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة، وهذا كفر صريح دلّت على استحالته الأدلّة العقلية والنقلية، ولا يستريب عاقل في كفر من قال به.
وثانيهما: أنّ الله تعالی يفعل ذلك مقارناً لإرادتهم كشقّ القمر، وإحياء الموتى، وقلب العصا حيّة وغير ذلك من المعجزات، فإنّ جميع ذلك إنّما تحصل بقدرته تعالى مقارناً لإرادتهم لظهور صدقهم، فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالی خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثمّ خلق كلّ شيء مقارناً لإرادتهم ومشيّتهم. وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحاً، لكنّ الأخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهراً بل صراحاً، مع أنّ القول به قول بما لا يعلم، إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم، وما ورد من الأخبار الدالّة على ذلك كخطبة البيان وأمثالها، فلم يوجد إلّا في كتب الغلاة وأشباههم، مع أنّه يحتمل أن يكون المراد كونهم علّة غائية لإيجاد جميع المكوّنات، وأنّه تعالی جعلهم مطاعين في الأرضين والسماوات، ويطيعهم بإذن الله تعالی كلّ شيء حتّى الجمادات، وأنّهم إذا شاؤوا أمراً لا يردّ الله مشيّتهم، ولكنّهم لا يشاؤون إلّا أن يشاء الله.
أمّا ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة والروح لكلّ أمر إليهم وأنّه لا ينزل ملك من السماء لأمر إلّا بدأ بهم، فليس ذلك لمدخليّتهم في ذلك، ولا الاستشارة بهم، بل له الخلق والأمر تعالى شأنه، وليس ذلك إلّا لتشريفهم وإكرامهم وإظهار رفعة مقامهم.
الثاني: التفويض في أمر الدين، وهذا أيضاً يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون الله تعالی فوّض إلى النبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام عموماً أن يحلّوا ما شاؤوا ويحرّموا ما شاؤوا من غير وحي وإلهام، أو يغيّروا ما أوحى إليهم بآرائهم، وهذا باطل لا يقول به عاقل، فإنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان ينتظر الوحي أيّاماً كثيرة لجواب سائل ولا يجيبه من عنده، وقد قال تعالی: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى ۞ إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى﴾.
وثانيهما: أنّه تعالی لمّا أكمل نبيّه صلى الله عليه وآله بحيث لم يكن يختار من الأمور شيئاً إلّا ما يوافق الحقّ والصواب، ولا يحلّ بباله ما يخالف مشيّته تعالى في كلّ باب، فوّض إليه تعيين بعض الأمور كالزيادة في الصلاة، وتعيين النوافل في الصلاة والصوم، وطعمة الجدّ، وغير ذلك ممّا مضى وسيأتي، إظهاراً بشرفه وكرامته عنده، ولم يكن أصل التعيين إلّا بالوحي، ولم يكن الاختيار إلّا بإلهام، ثمّ كان يؤكّد ما اختاره صلى الله عليه وآله بالوحي، ولا فساد في ذلك عقلاً، وقد دلّت النصوص المستفيضة عليه ممّا تقدّم في هذا الباب وفي أبواب فضائل نبيّنا صلى الله عليه وآله من المجلّد السادس ١ .
ولعلّ الصدوق رحمة الله عليه أيضاً إنّما نفى المعنى الأوّل حيث قال في الفقيه: وقد فوّض الله عزّ وجلّ إلى نبيّه صلى الله عليه وآله أمر دينه، ولم يفوّض إليه تعدّي حدوده، وأيضاً هو رحمة الله عليه قد روى كثيراً من أخبار التفويض في كتبه ولم يتعرّض لتأويلها.
الثالث: تفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم، وأمر الخلق بإطاعتهم فيما أحبّوا وكرهوا، وفيما علموا جهة المصلحة فيه وما يعلموا، وهذا حقّ؛ لقوله تعالی: ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا﴾وغير ذلك من الآيات والأخبار، وعليه يحمل قولهم عليهم السلام: «نحن المحلّلون حلاله، والمحرّمون حرامه»، أي بيانهما علينا ويجب على الناس الرجوع فيهما إلينا ...
الرابع: تفويض بيان العلوم والأحكام بما رأوا المصلحة فيها، بسبب اختلاف عقولهم، أو بسبب التقيّة، فيفتون بعض الناس بالواقع من الأحكام، وبعضهم بالتقيّة ويبيّنون تفسير الآيات وتأويلها، وبيان المعارف بحسب ما يحتمل عقل كلّ سائل، ولهم أن يبيّنوا ولهم أن يسكتوا كما ورد في أخبار كثيرة: «عليكم المسألة، وليس علينا الجواب» كلّ ذلك بحسب ما يريهم الله من مصالح الوقت كما ورد في خبر ابن أشيم وغيره. وهو أحد معاني خبر محمّد بن سنان في تأويل قوله تعالی: ﴿لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله﴾، ولعلّ تخصيصه بالنبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام لعدم تيسّر هذه التوسعة لسائر الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، بل كانوا مكلّفين بعدم التقيّة في بعض الموارد وإن أصابهم الضرر، والتفويض بهذا المعنى أيضاً ثابت حقّ بالأخبار المستفيضة.
الخامس: الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة، أو بعلمهم وبما يلهمهم الله من الواقع ومخّ الحقّ في كلّ واقعة، وهذا أظهر محامل خبر ابن سنان وعليه أيضاً دلّت الأخبار.
السادس: التفويض في العطاء، فإنّ الله تعالی خلق لهم الأرض وما فيها، وجعل لهم الأنفال والخمس والصفايا وغيرها، فلهم أن يعطوا ما شاءوا ويمنعوا ما شاءوا، كما مرّ في خبر الثمالي وسيأتي في مواضعه، وإذا أحطت خبراً بما ذكرنا من معاني التفويض سهّل عليك فهم الأخبار الواردة فيه، وعرفت ضعف قول من نفى التفويض مطلقاً ولمّا يحط بمعانيه. (ص٣٤٦-٣٥٠)
فذلكة: اعلم أنّ الغلوّ في النبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام إنّما يكون بالقول بألوهيّتهم، أو بكونهم شركاء الله تعالی في المعبودية أو في الخلق والرزق، أو أنّ الله تعالی حلّ فيهم أو اتّحد بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالی أو بالقول في الأئمّة عليهم السلام أنّهم كانوا أنبياء، أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأنّ معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي. والقول بكلّ منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلّت عليه الأدلّة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت أنّ الأئمّة عليهم السلام تبرّؤوا منهم وحكموا بكفرهم وأمروا بقتلهم. وإن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك، فهي إمّا مأوّلة أو هي من مفتريات الغلاة.
ولكن أفرط بعض المتكلّمين والمحدّثين في الغلوّ لقصورهم عن معرفة الأئمّة عليهم السلام، وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم، فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتّى قال بعضهم: من الغلوّ نفي السهو عنهم، أو القول بأنّهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلك، مع أنّه قد ورد في أخبار كثيرة: «لا تقولوا فينا ربّاً، وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا». وورد: «أنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان» وورد: «لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله» وغير ذلك ممّا مرّ وسيأتي.
فلابدّ للمؤمن المتديّن أن لا يبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي أمورهم، إلّا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين، أو بقواطع البراهين، أو بالآيات المحكمة، أو بالأخبار المتواترة، كما مرّ في باب التسليم وغيره.
وأمّا التفويض فيطلق على معانٍ بعضها منفيّ عنهم عليهم السلام وبعضها مثبت لهم:
فالأوّل: التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء، فإنّ قوماً قالوا: إنّ الله تعالی خلقهم وفوّض إليهم أمر الخلق، فهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون، وهذا الكلام يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يقال: إنّهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة، وهذا كفر صريح دلّت على استحالته الأدلّة العقلية والنقلية، ولا يستريب عاقل في كفر من قال به.
وثانيهما: أنّ الله تعالی يفعل ذلك مقارناً لإرادتهم كشقّ القمر، وإحياء الموتى، وقلب العصا حيّة وغير ذلك من المعجزات، فإنّ جميع ذلك إنّما تحصل بقدرته تعالى مقارناً لإرادتهم لظهور صدقهم، فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالی خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثمّ خلق كلّ شيء مقارناً لإرادتهم ومشيّتهم. وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحاً، لكنّ الأخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهراً بل صراحاً، مع أنّ القول به قول بما لا يعلم، إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم، وما ورد من الأخبار الدالّة على ذلك كخطبة البيان وأمثالها، فلم يوجد إلّا في كتب الغلاة وأشباههم، مع أنّه يحتمل أن يكون المراد كونهم علّة غائية لإيجاد جميع المكوّنات، وأنّه تعالی جعلهم مطاعين في الأرضين والسماوات، ويطيعهم بإذن الله تعالی كلّ شيء حتّى الجمادات، وأنّهم إذا شاؤوا أمراً لا يردّ الله مشيّتهم، ولكنّهم لا يشاؤون إلّا أن يشاء الله.
أمّا ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة والروح لكلّ أمر إليهم وأنّه لا ينزل ملك من السماء لأمر إلّا بدأ بهم، فليس ذلك لمدخليّتهم في ذلك، ولا الاستشارة بهم، بل له الخلق والأمر تعالى شأنه، وليس ذلك إلّا لتشريفهم وإكرامهم وإظهار رفعة مقامهم.
الثاني: التفويض في أمر الدين، وهذا أيضاً يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون الله تعالی فوّض إلى النبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام عموماً أن يحلّوا ما شاؤوا ويحرّموا ما شاؤوا من غير وحي وإلهام، أو يغيّروا ما أوحى إليهم بآرائهم، وهذا باطل لا يقول به عاقل، فإنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان ينتظر الوحي أيّاماً كثيرة لجواب سائل ولا يجيبه من عنده، وقد قال تعالی: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى ۞ إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى﴾.
وثانيهما: أنّه تعالی لمّا أكمل نبيّه صلى الله عليه وآله بحيث لم يكن يختار من الأمور شيئاً إلّا ما يوافق الحقّ والصواب، ولا يحلّ بباله ما يخالف مشيّته تعالى في كلّ باب، فوّض إليه تعيين بعض الأمور كالزيادة في الصلاة، وتعيين النوافل في الصلاة والصوم، وطعمة الجدّ، وغير ذلك ممّا مضى وسيأتي، إظهاراً بشرفه وكرامته عنده، ولم يكن أصل التعيين إلّا بالوحي، ولم يكن الاختيار إلّا بإلهام، ثمّ كان يؤكّد ما اختاره صلى الله عليه وآله بالوحي، ولا فساد في ذلك عقلاً، وقد دلّت النصوص المستفيضة عليه ممّا تقدّم في هذا الباب وفي أبواب فضائل نبيّنا صلى الله عليه وآله من المجلّد السادس ١ .
ولعلّ الصدوق رحمة الله عليه أيضاً إنّما نفى المعنى الأوّل حيث قال في الفقيه: وقد فوّض الله عزّ وجلّ إلى نبيّه صلى الله عليه وآله أمر دينه، ولم يفوّض إليه تعدّي حدوده، وأيضاً هو رحمة الله عليه قد روى كثيراً من أخبار التفويض في كتبه ولم يتعرّض لتأويلها.
الثالث: تفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم، وأمر الخلق بإطاعتهم فيما أحبّوا وكرهوا، وفيما علموا جهة المصلحة فيه وما يعلموا، وهذا حقّ؛ لقوله تعالی: ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا﴾وغير ذلك من الآيات والأخبار، وعليه يحمل قولهم عليهم السلام: «نحن المحلّلون حلاله، والمحرّمون حرامه»، أي بيانهما علينا ويجب على الناس الرجوع فيهما إلينا ...
الرابع: تفويض بيان العلوم والأحكام بما رأوا المصلحة فيها، بسبب اختلاف عقولهم، أو بسبب التقيّة، فيفتون بعض الناس بالواقع من الأحكام، وبعضهم بالتقيّة ويبيّنون تفسير الآيات وتأويلها، وبيان المعارف بحسب ما يحتمل عقل كلّ سائل، ولهم أن يبيّنوا ولهم أن يسكتوا كما ورد في أخبار كثيرة: «عليكم المسألة، وليس علينا الجواب» كلّ ذلك بحسب ما يريهم الله من مصالح الوقت كما ورد في خبر ابن أشيم وغيره. وهو أحد معاني خبر محمّد بن سنان في تأويل قوله تعالی: ﴿لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله﴾، ولعلّ تخصيصه بالنبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام لعدم تيسّر هذه التوسعة لسائر الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، بل كانوا مكلّفين بعدم التقيّة في بعض الموارد وإن أصابهم الضرر، والتفويض بهذا المعنى أيضاً ثابت حقّ بالأخبار المستفيضة.
الخامس: الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة، أو بعلمهم وبما يلهمهم الله من الواقع ومخّ الحقّ في كلّ واقعة، وهذا أظهر محامل خبر ابن سنان وعليه أيضاً دلّت الأخبار.
السادس: التفويض في العطاء، فإنّ الله تعالی خلق لهم الأرض وما فيها، وجعل لهم الأنفال والخمس والصفايا وغيرها، فلهم أن يعطوا ما شاءوا ويمنعوا ما شاءوا، كما مرّ في خبر الثمالي وسيأتي في مواضعه، وإذا أحطت خبراً بما ذكرنا من معاني التفويض سهّل عليك فهم الأخبار الواردة فيه، وعرفت ضعف قول من نفى التفويض مطلقاً ولمّا يحط بمعانيه. (ص٣٤٦-٣٥٠)
المصدر الأصلي: العقائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٥
، ص٣٤٣
(١) حسب تجزئة المصنّف.