أحاديث في كرم الإمام علي بن الحسين (ع) وتواضعه، وفي شدة خشيته وفي حاله عند حضور الصلوات، وفي عبادته وصلاته، وفي بره لوالديه وفي جميع مكارم أخلاقه، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٠
قال الصادق (عليه السلام): مرّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) على المجذومين وهو راكب حماره وهم يتغدّون، فدعوه إلى الغداء، فقال: أما إنّي لو لا أنّي صائم لفعلت، فلمّا صار إلى منزله أمر بطعام فصنع، وأمر أن يتنوّقوا فيه، ثمّ دعاهم فتغدّوا عنده وتغدّى معهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٥
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨١
ذكر عند عليّ بن الحسين (عليه السلام) غلاء السعر، فقال (عليه السلام): وما عليّ من غلائه، إن غلا فهو عليه وإن رخص فهو عليه ١ .
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٥
(١) المراد من هذه الرواية: أنّ الرزق على الله تعالی، كما تعهّده على نفسه في قوله: ، وقد تكفّله لخلقه سواء غلا السعر أو رخص، فهذا شأن يرتبط بالبشر من خلقه فيرون الشيء غالياً، فيستنكفون عن شرائه ولو تعهّدوه لغيرهم، وإلّا فإنّه تعالی لا ينقص من ملكه شيء وهو على كلّ شيء قدير، مضافاً إلی أنّ في بعض الأخبار أنّ هناك علامات لغضب الله على الخلق ومنها غلاء الأسعار.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٢
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا حضر الصلاة اقشعرّ جلده، واصفرّ لونه، وارتعد كالسعفة ١ .
المصدر الأصلي: فلاح السائل
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٥
() «السَعْف»: أَغصان النخلة، وواحدته: «السعفة». لسان العرب، ج٩، ص١٥١.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٣
روي أنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه، فلمّا أجابه في الثالثة، فقال له: يا بنيّ، أ ما سمعت صوتي؟ قال: بلى، قال (عليه السلام): فما لك لم تجبني؟ قال: أمنتك، قال (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني.
المصدر الأصلي: إعلام الورى، الإرشاد، مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٤
قال الصادق (عليه السلام): إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) استقبله مولى له في ليلة باردة، وعليه جبّة خزّ، ومطرف خزّ، وعمامة خزّ، وهو متغلّف بالغالية، فقال له: جعلت فداك، في مثل هذه الساعة، على هذه الهيئة، إلى أين؟ فقال (عليه السلام): إلى مسجد جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخطب الحور العين إلى الله عزّ وجلّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٩
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٥
قال الصادق (عليه السلام): مرض عليّ بن الحسين (عليه السلام) ثلاث مرضات، في كلّ مرضة يوصي بوصيّة، فإذا أفاق أمضى وصيّته.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٥٩-٦۰
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٦
قال الباقر (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، كما كان يفعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، كانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية اللهعزّ وجلّ، وكان يصلّي صلاة مودّع يرى أنّه لا يصلّي بعدها أبداً.
ولقد صلّى ذات يوم، فسقط الرداء عن أحد منكبيه، فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك، فقال: ويحك، أ تدري بين يدي من كنت؟ إنّ العبد لا تقبل من صلاته إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا، فقال: كلّا، إنّ الله عزّ وجلّ متمّم ذلك بالنوافل.
وكان (عليه السلام) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره، وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتّى يأتي باباً باباً فيقرعه، ثمّ يناول من يخرج إليه، وكان يغطّي وجهه إذا ناول فقيراً لئلّا يعرفه، فلمّا توفّي (عليه السلام) فقدوا ذلك، فعلموا أنّه كان عليّ بن الحسين (عليه السلام)، ولمّا وضع (عليه السلام) على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.
ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خزّ، فتعرّض له سائل فتعلّق بالمطرف فمضى وتركه، وكان يشتري الخزّ في الشتاء وإذا جاء الصيف باعه فتصدّق بثمنه.
ولقد نظر (عليه السلام) يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم، أ غير الله تسألون في مثل هذا اليوم، إنّه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً.
ولقد كان (عليه السلام) يأبى أن يؤاكل أمّه، فقيل له: يا ابن رسول الله، أنت أبرّ الناس وأوصلهم للرحم، فكيف لا تؤاكل أمّك؟ فقال (عليه السلام): إنّي أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه.
ولقد قال له رجل: يا بن رسول الله، إنّي لأحبّك في الله حبّاً شديداً، فقال: اللّهمّ، إنّي أعوذ بك أن أحبّ فيك وأنت لي مبغض.
ولقد حجّ على ناقة له عشرين حجّة فما قرعها بسوط، فلمّا نفقت١ أمر بدفنها لئلّا يأكلها السباع. ولقد سئلت عنه مولاة له، فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً قطّ، وما فرشت له فراشاً بليل قطّ. ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم، فقال لهم: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم.
وكان (عليه السلام) إذا جاءه طالب علم فقال: مرحباً بوصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ يقول: إنّ طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض، إلّا سبّحت له إلى الأرضين السابعة.
ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى، والأضرّاء، والزمنى، والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاماً حتّى يبدأ فيتصدّق بمثله، ولقد كان تسقط منه كلّ سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلمّا مات دفنت معه.
ولقد بكى على أبيه الحسين (عليه السلام) عشرين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلّا بكى، حتّى قال له مولىً له: يا بن رسول الله، أ ما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال (عليه السلام) له: ويحك، إنّ يعقوب النبيّ (عليه السلام) كان له اثنى عشر ابناً فغيّب الله عنه واحداً منهم، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشابّ رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغمّ، وكان ابنه حيّاً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمّي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦٤٦
، ص٦١-٦٣
(١) «نفقت الدابّة»: ماتت. كتاب العين، ج٥، ص١٧٧.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٧
قال سفيان بن عيينة: قلت للزهري ١ : لقيت عليّ بن الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم، لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه، والله، ما علمت له صديقاً في السرّ، ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنّي لم أر أحداً _ وإن كان يحبّه _ إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً _ وإن كان يبغضه _ إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٤
(١) محمّد بن مسلم ابن شهاب الزهري (م١٢٤ه): كان أحد كبار الفقهاء والحفّاظ والمحدّثين، نزل الشام واستقرّ بها، ولزم عبد الملك بن مروان، وهشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه. راجع: موسوعة طبقات الفقهاء، ج١، ص٥٢٣.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٨
كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام إلى الصلاة كأنّه ساق شجرة، لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حرّكت الريح منه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٤
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٨٩
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتّى يرفضّ عرقاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٠
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا كان شهر رمضان لم يتكلّم إلّا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، فإذا أفطر قال: اللّهمّ، إن شئت أن تفعل فعلت ١ .
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٥
(١) يعني الإمام (عليه السلام) بهذا الدعاء أنه بعدما بالغ في الدعاء والتسبيح طوال الشهر الكريم، فإنّه أوكل الأمر إليه تعالی وأنّه إن شاء قضى حاجته وإن لم يشأ لم يقض، وعليه فإنّه لا موجب لليأس لثبوت قدرته كما أنّه لا موجب للقطع بالإجابة، فإنّ الأمر تابع لما يراه من المصالح في أمر عبيده.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩١
رأى الزهري عليّ بن الحسين (عليه السلام) ليلة باردة مطيرة، وعلى ظهره دقيق وهو يمشي، فقال: يا بن رسول الله، ما هذا؟ قال: أريد سفراً أعدّ له زاداً أحمله إلى موضع حريز، فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك، فأبى، قال: أنا أحمله عنك، فإنّي أرفعك عن حمله، فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام): لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري، ويحسن ورودي على ما أرد عليه، أسألك بحقّ الله، لمّا مضيت لحاجتك وتركتني، فانصرف عنه.
فلمّا كان بعد أيّام، قال له: يا بن رسول الله، لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً، قال: بلى، يا زهري، ليس ما ظننت، ولكنّه الموت وله أستعدّ، إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام، وبذل الندى في الخير.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٦
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٢
قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): مرضت مرضاً شديداً، فقال لي أبي (عليه السلام): ما تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممّن لا أقترح على الله ربّي ما يدبّره لي، قال (عليه السلام) لي: أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل (عليه السلام)، حيث قال جبرئيل (عليه السلام): هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربّي، بل حسبي الله ونعم الوكيل.
المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٧
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٣
جعلت جارية لعليّ بن الحسين (عليه السلام) تسكب الماء عليه _ وهو يتوضّأ للصلاة _ فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه، فشجّه ١ فرفع عليّ بن الحسين (عليه السلام) رأسه إليها، فقالت الجارية: إنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ﴾، فقال (عليه السلام) لها: قد كظمت غيظي، قالت: ﴿وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾، قال (عليه السلام) لها: قد عفا الله عنك، قالت: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ﴾، قال (عليه السلام): اذهبي، فأنت حرّة.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٧-٦٨
(١) «الشَّجّ»: كسر الرأس. كتاب العين، ج٦، ص٤.
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٤
قال الصادق (عليه السلام): كان بالمدينة رجل بطّال يضحك الناس منه، فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه _ يعني عليّ بن الحسين (عليه السلام) _ فمرّ السجّاد (عليه السلام) وخلفه موليان له، فجاء الرجل حتّى انتزع رداءه من رقبته ثمّ مضى، فلم يلتفت إليه السجّاد (عليه السلام)، فاتّبعوه وأخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟ فقالوا: هذا رجل بطّال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له: إنّ لله يوماً يخسر فيه المبطلون.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٨
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٥
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) لا يسافر إلّا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرّة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أ تدرون من هذا؟ فقالوا: لا، قال: هذا عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فوثبوا إليه، فقبّلوا يده ورجله، وقالوا: يا بن رسول الله، أردت أن تصلينا نار جهنّم لو بدرت منّا إليك يد أو لسان، أ ما كنّا قد هلكنا إلى آخر الدهر؟ فما الذي يحملك على هذا؟ فقال (عليه السلام): إنّي كنت سافرت مرّة مع قوم يعرفونني، فأعطوني برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا أستحقّ، فإنّي أخاف أن تعطوني مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحبّ إليّ.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٩
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٦
قيل لعليّ بن الحسين (عليه السلام): كيف أصحبت يا بن رسول الله؟ قال (عليه السلام): أصبحت مطلوباً بثمان: الله تعالی يطلبني بالفرائض، والنبيّ (صلى الله عليه وآله) بالسنّة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتّباعه، والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٩
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٧
روي أنّ موسى بن جعفر (عليه السلام) كان حسن الصوت، حسن القراءة، وقال يوماً من الأيّام: إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) كان يقرأ القرآن، فربما مرّ به المارّ فصعق من حسن صوته، وإنّ الإمام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس، قيل له: أ لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يحمّل من خلفه ما يطيقون.
المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٦٩
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٨
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان السقّاؤون يمرّون فيقفون ببابه، يستمعون قراءته … .
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧۰
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٧٩٩
قال الصادق (عليه السلام): قال عليّ بن الحسين (عليه السلام) لابنه محمّد (عليه السلام) حين حضرته الوفاة: إنّني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجّة، فلم أقرعها بسوط قرعة، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكل لحمها السباع، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج، إلّا جعله الله من نعم الجنّة، وبارك في نسله، فلمّا نفقت حفر لها الباقر (عليه السلام) ودفنها.
المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧۰
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٠
قال الصادق (عليه السلام) لمّا أتي بعليّ بن الحسين (عليه السلام) يزيد بن معاوية _ عليهما لعائن الله _ ومن معه، جعلوه في بيت، فقال بعضهم: إنّما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا، فراطن ١ الحرس، فقالوا: انظروا إلى هؤلاء، يخافون أن يقع عليهم البيت، وإنّما يخرجون غداً فيقتلون، قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧۰
(١) «المُراطَنة»: التكلّم بالعجمية. لسان العرب، ج١٣، ص١٨١.
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠١
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يمشي مشية كأنّ على رأسه الطير، لايسبق يمينه شماله.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧١
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٢
قال الزهري: حدّثنا عليّ بن الحسين (عليه السلام) _ وكان أفضل هاشمي أدركناه _
قال: أحبّونا حبّ الإسلام، فما زال حبّكم لنا حتّى صار شيناً علينا.
بيــان:
لعلّ المراد: النهي عن الغلوّ، أي أحبّونا حبّاً يكون موافقاً لقانون الإسلام ولا يخرجكم عنه، ولا زال حبّكم كان لنا حتّى أفرطتم وقلتم فينا ما لا نرضى به، فصرتم شيناً وعيباً علينا، حيث يعيبوننا الناس بما تنسبون إلينا.
لعلّ المراد: النهي عن الغلوّ، أي أحبّونا حبّاً يكون موافقاً لقانون الإسلام ولا يخرجكم عنه، ولا زال حبّكم كان لنا حتّى أفرطتم وقلتم فينا ما لا نرضى به، فصرتم شيناً وعيباً علينا، حيث يعيبوننا الناس بما تنسبون إلينا.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٣
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٣
قال عبد الله بن الحسن ١ : كانت أمّي فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) تأمرني أن أجلس إلى خالي عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فما جلست إليه قطّ إلّا قمت بخير قد أفدته: إمّا خشية لله تحدث لله في قلبي لما أرى من خشيته لله، أو علم استفدته منه.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٣
(١) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب(م١٤٥ه): وكان أمّه فاطمة بنت الحسین بن عليّ بن أبی طالب (عليه السلام)، كان وجیهاً عند عمر بن عبد العزیز ثمّ عند السفّاح، فلمّا انتقل الأمر إلی المنصور حبسه عدّة سنوات من أجل ابنيه محمّد وإبراهيم الذين خرجا علی الدولة العبّاسیة، فمات سجّيناً في الكوفة. راجع: الأعلام، ج٤، ص٧٨.
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٤
ذكر لعليّ بن الحسين (عليه السلام) فضله، فقال (عليه السلام): حسبنا أن نكون من صالحي قومنا.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٤
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٥
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يقول: ما تجرّعت جرعة غيظ أحبّ إليّ من جرعة غيظ أعقبها صبراً، وما أحبّ أن لي بذلك حمر النعم.
وكان (عليه السلام) يقول: الصدقة تطفئ غضب الربّ، وكان لا تسبق يمينه شماله، وكان يقبّل الصدقة قبل أن يعطيها السائل، قيل له: ما يحملك على هذا؟ فقال (عليه السلام): لست أقبّل يد السائل، إنّما أقبّل يد ربّي، إنّها تقع في يد ربّي قبل أن تقع في يد السائل.
ولقد كان يمرّ على المدرة ١ في وسط الطريق، فينزل عن دابّته حتّى ينحّيها بيده عن الطريق.
ولقد مرّ بمجذومين فسلّم عليهم وهم يأكلون، فمضى ثمّ قال: إنّ الله لا يحبّ المتكـبّرين، فرجع إليهم فقال: إنّي صائم، وقال: ائتوني بهم في المنزل، فأتوه فأطعمهم ثمّ أعطاهم.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٤
(١) «المَدَرَة»: قطعة من الطين اليابس. لسان العرب، ج٥،ص١٦٢.
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٦
قال طاوس: دخلت الحجر في الليل فإذا عليّ بن الحسين (عليه السلام) قد دخل فقام يصلّي، فصلّى ما شاء الله ثمّ سجد، فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير، لأستمعنّ إلى دعائه، فسمعته يقول في سجوده: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك.
قال طاوس: فما دعوت بهنّ في كرب إلّا فرّج عنّي.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٦
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٧
حججت مع عليّ بن الحسين (عليه السلام) فالتاثت ١ الناقة عليه في سيرها، فأشار إليها بالقضيب، ثمّ قال: آه، لولا القصاص، وردّ يده عنها.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٦
() «التاث»: أبطأ. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٤، ص٢٧٥.
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٨
كان له (عليه السلام) خريطة فيها تربة الحسين (عليه السلام)، وكان لا يسجد إلّا على التراب.
المصدر الأصلي: مصباح المتهجّد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٧٩
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٠٩
روي أنّه كان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه، وأصابته رعدة، وحال أمره، فربما سأله عن حاله من لا يعرف أمره في ذلك، فيقول: إنّي أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم، وكان إذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها، ولم يسمع شيئاً لشغله بالصلاة.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨۰
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٠
ووقع حريق في بيت هو (عليه السلام) فيه ساجد، فجعلوا يقولون: يا بن رسول الله، النار، النار، فما رفع رأسه حتّى أطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال (عليه السلام): ألهتني عنها النار الكبرى.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨۰
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١١
قال الأصمعي ١ : كنت أطوف حول الكعبة ليلة، فإذا شابّ ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان ٢ ، وهو متعلّق بأستار الكعبة وهو يقول: نامت العيون، وعلت النجوم، وأنت الملك الحيّ القيّوم، غلّقت الملوك أبوابها، وأقامت عليها حرّاسها، وبابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثمّ أنشأ يقول:
يا من يجيب دعا المضطرّ في الظلم
يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت قاطبة
وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم
أدعوك ربِّ دعاء قد أمرت به
فارحم بكائي بحقّ البيت والحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف
فمن يجود على العاصين بالنعم
قال: فاقتفيته فإذا هو زين العابدين (عليه السلام).
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨۰-٨١
(١) والظاهر أنّه هو عبد الملك بن قريب الأصمعي راویة العرب، فعلی هذا كیف یمكن أنّه رأی الإمام عليّ بن الحسین (عليه السلام) مع أنّ الأصمعي من موالید سنة ١٢٢ هـ والإمام (عليه السلام) توفّي سنة ٩٦هـ والذی یسهّل الأمر أنّ من المحتمل جدّاً حكایته هذا الكلام عن الإمام (عليه السلام) بواسطة لم یذكر، وهذا مع شأن الأصمعي في حكایة شعر العرب، أمر غیر مستبعد.
(٢) «الذُؤابَة»: شعر الناصية. راجع: لسان العرب، ج١، ص٣٧٩.
(٢) «الذُؤابَة»: شعر الناصية. راجع: لسان العرب، ج١، ص٣٧٩.
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٢
قال طاوس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى سحر ويتعبّد، فلمّا لم ير أحداً رمق السماء بطرفه، وقال: إلهي، غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتّحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني، وتريني وجه جدّي محمّد (صلى الله عليه وآله) في عرصات القيامة.
ثمّ بكى وقال: وعزّتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكّ، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرّض، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عنّي؟ فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفّين: جوزوا، وللمثقلين حطّوا، أ مع المخفّين أجوز؟ أم مع المثقلين أحطّ؟ ويلي، كلّما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أ ما آن لي أن أستحیي من ربّي؟ ثمّ بكى وأنشأ يقول:
أ تحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي ثمّ أين محبّتي
أتيت بأعمال قباح زريّة
وما في الورى خلق جنى كجنايتي
ثمّ بكى وقال: سبحانك تعصى كأنّك لا ترى، وتحلم كأنّك لم تعص، تتودّد إلى خلقك بحسن الصنيع كأنّ بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيّدي، الغنيّ عنهم.
ثمّ خرّ إلى الأرض ساجداً، فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي، وبكيت حتّى جرت دموعي على خدّه، فاستوى جالساً وقال: من الذي أشغلني عن ذكر ربّي؟ فقلت: أنا طاوس، يا بن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن عليّ (عليه السلام)، وأمّك فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وجدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالتفت إليّ وقال: هيهات هيهات يا طاوس، دع عنّي حديث أبي وأمّي وجدّي، خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشياً، أ ما سمعت قوله تعالی: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾؟ والله، لا ينفعك غداً إلّا تقدمة تقدّمها من عمل صالح.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨١-٨٢
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٣
كان (عليه السلام) إذا جنّه الليل وهدأت العيون قام إلى منزله، فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله، وجعله في جراب ورمى به على عاتقه، وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثّم، ويفرّق عليهم، وكثيراً ما كانوا قياماً على أبوابهم ينتظرونه، فإذا رأوه تباشروا به، وقالوا: جاء صاحب الجراب.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨٩
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٤
كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يتصدّق بالسكّر واللوز، فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالی: ﴿لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وكان يحبّه.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٨٩
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٥
وكان (عليه السلام) إذا انقضى الشتاء تصدّق بكسوته، وإذا انقضى الصيف تصدّق بكسوته، وكان يلبس من خزّ اللباس، فقيل له: تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها، فلو بعتها فتصدّقت بثمنها، فقال (عليه السلام): إنّي أكره أن أبيع ثوباً صلّيت فيه.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩۰
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٦
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) شديد الاجتهاد في العبادة: نهاره صائم، وليله قائم، فأضرّ ذلك بجسمه، فقلت له: يا أبه، كم هذا الدؤوب؟ فقال له: أ تحبّب إلى ربّي، لعلّه يزلفني. وحجّ (عليه السلام) ماشياً فسار في عشرين يوماً من المدينة إلى مكّة.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩١
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٧
قال عبد الله بن مبارك: حججت بعض السنين إلى مكّة، فبينما أنا سائر في عرض الحاجّ وإذا صبيّ سباعيّ أو ثمانيّ وهو يسير في ناحية من الحاجّ، بلا زاد ولا راحلة، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه، وقلت له: مع من قطعت البرّ؟ قال: مع الباري، فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي، أين زادك وراحلتك؟ فقال: زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي، فعظم في نفسي، فقلت: يا ولدي، ممّن تكون؟ فقال: مطّلبي، فقلت: أبن لي، فقال: هاشمي، فقلت: أبن لي، فقال: علوي فاطمي، فقلت: يا سيّدي، هل قلت شيئاً من الشعر؟ فقال: نعم، فقلت: أنشدني شيئاً من شعرك، فأنشد:
لنحن على الحوض روّاده
نذود ونسقي ورّاده
وما فاز من فاز إلّا بنا
وما خاب من حبّنا زاده
ومن سرّنا نال منّا السرور
ومن ساءنا ساء ميلاده
ومن كان غاصبنا حقّنا
فيوم القيامة ميعاده
ثمّ غاب عن عيني إلى أن أتيت مكّة، فقضيت حجّتي ورجعت، فأتيت الأبطح فإذا بحلقة مستديرة، فاطّلعت لأنظر من بها؟ فإذا هو صاحبي، فسألت عنه فقيل: هذا زين العابدين (عليه السلام). ويروى له (عليه السلام):
نحن بنو المصطفى ذوو غصص
يجرعها في الأنام كاظمنا
عظيمة في الأنام محنتنا
أوّلنا مبتلى وآخرنا
يفرح هذا الورى بعيدهم
ونحن أعيادنا مآتمنا
والناس في الأمن والسرور
وما يأمن طول الزمان خائفنا
وما خصصنا به من الشرف
الطائل بين الأنام آفتنا
يحكم فينا والحكم فيه لنا
جاحدنا حقّنا وغاصبنا
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦٤٦
، ص٩١-٩٢
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٨
قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): ما عرض لي قطّ أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة، فآثرت الدنيا إلّا رأيت ما أكره قبل أن أمسي.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٢
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨١٩
قيل له (عليه السلام): إذا سافرت كتمت نفسك أهل الرفقة؟ فقال (عليه السلام): أكره أن آخذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا أعطي مثله.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٣
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٠
قال (عليه السلام): ما أكلت بقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً قطّ.
المصدر الأصلي: الأغاني
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٣
الحديث: ٤٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢١
سمع عليّ بن الحسين (عليه السلام) واعية في بيته _ وعنده جماعة _ فنهض إلى منزله ثمّ رجع إلى مجلسه، فقيل له: أ من حدث كانت الواعية؟ قال (عليه السلام): نعم، فعزّوه وتعجّبوا من صبره، فقال (عليه السلام): إنّا أهل بيت نطيع الله عزّ وجلّ فيما نحبّ، ونحمده فيما نكره.
المصدر الأصلي: حلية الأولياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٥
الحديث: ٤٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٢
قال عليّ بن الحسين (عليه السلام) _ وكان من أفضل بني هاشم _ لابنه: يا بنيّ، اصبر على النوائب، ولا تتعرّض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرّته عليك أكثر من منفعته له.
المصدر الأصلي: حلية الأولياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٥
الحديث: ٤٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٣
بلغ عبد الملك أنّ سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنده (عليه السلام)، فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه، فكتب إليه عبد الملك يهدّده وأنّه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه (عليه السلام): أمّا بعد، فإنّ الله ضمن للمتّقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، وقال جلّ ذكره: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾، فانظر أيّنا أولى بهذه الآية؟
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٥
الحديث: ٤٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٤
شتم بعضهم زين العابدين (عليه السلام)، فقصده غلمانه، فقال (عليه السلام): دعوه، فإنّ ما خفي منّا أكثر ممّا قالوا، ثمّ قال له: أ لك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل، فأعطاه ثوبه، وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخاً يقول: أشهد أنّك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٥
الحديث: ٤٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٥
نال منه الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فلم يكلّمه، ثمّ أتى منزله وصرخ به، فخرج الحسن متوثّباً للشرّ، فقال للحسن: يا أخي، إن كنت قلت ما فيّ فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ يغفر الله لك، فقبّل الحسن بين عينيه وقال: بل قلت ما ليس فيك، وأنا أحقّ به.
وشتمه آخر، فقال: يا فتى، إنّ بين أيدينا عقبة كؤوداً، فإن جزت منها فلا أبالي بما تقول، وإن أتحيّر فيها فأنا شرّ ممّا تقول.
وسبّه (عليه السلام) رجل، فسكت، فقال: إيّاك أعني، فقال (عليه السلام): وعنك أغضي.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٦
الحديث: ٤٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٦
كسرت جارية له (عليه السلام) قصعة فيها طعام فاصفرّ وجهها، فقال (عليه السلام) لها: اذهبي، فأنت حرّة لوجه الله.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٦
الحديث: ٤٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٧
وكان يقول (عليه السلام): اللّهمّ، إنّي أعوذ بك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي، وتقبح عندك سريرتي، اللّهمّ، كما أسأت وأحسنت إليّ، فإذا عدت فعد عليّ.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٨
الحديث: ٤٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٨
كان إذا أتاه السائل يقول: مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٨
الحديث: ٥۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٢٩
كان (عليه السلام) لا يحبّ أن يعينه على طهوره أحد، وكان يستقي الماء لطهوره ويخمّره قبل أن ينام، فإذا قام من الليل بدأ بالسواك، ثمّ توضّأ ثمّ يأخذ في صلاته، وكان يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل، ويقول: يا بنيّ، ليس هذا عليكم بواجب، ولكن أحبّ لمن عوّد منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها، وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٩
الحديث: ٥١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٠
كان عنده (عليه السلام) قوم أضياف، فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنّور، فأقبل به الخادم مسرعاً فسقط السفود ١ منه على رأس بنيّ لعليّ بن الحسين (عليه السلام) تحت الدرجة، فأصاب رأسه فقتله، فقال عليّ (عليه السلام) للغلام _ وقد تحيّر الغلام واضطرب _: أنت حرّ، فإنّك لم تعتمده، وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٩
(١) «السُفُّود»: حديدة ذات شعب معَقَّفَة يشوى به اللحم. لسان العرب، ج٣، ص٢١٨.
الحديث: ٥٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣١
قال عبد الله بن عليّ بن الحسين: كان أبي (عليه السلام) يصلّي بالليل، حتّى يزحف إلى فراشه.
بيــان:
الزحف: مشي الصبيّ بالانسحاب على الأرض، أي كان يعسر عليه القيام لشدّة الإعياء من العبادة.
الزحف: مشي الصبيّ بالانسحاب على الأرض، أي كان يعسر عليه القيام لشدّة الإعياء من العبادة.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٩
الحديث: ٥٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٢
قال أسباط: دخلت مسجد الكوفة، فإذا شابّ يناجي ربّه وهو يقول في سجوده: «سجد وجهي متعفّراً في التراب لخالقي، وحقّ له». فقمت إليه، فإذا هو عليّ بن الحسين (عليه السلام).
فلمّا انفجر الفجر، نهضت إليه فقلت له: يا بن رسول الله، تعذّب نفسك وقد فضّلك الله بما فضّلك؟ فبكى ثمّ قال: … قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا أربعة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين فقئت في سبيل الله، وعين غضّت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة ساجدة، يباهي بها الله الملائكة ويقول: انظروا إلى عبدي، روحه عندي وجسده في طاعتي، قد جافى بدنه عن المضاجع، يدعوني خوفاً من عذابي، وطمعاً في رحمتي، اشهدوا أنّي قد غفرت له.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٩٩-١۰۰
الحديث: ٥٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٣
سقط له (عليه السلام) ابن في بئر فتفزّع أهل المدينة لذلك حتّى أخرجوه، وكان قائماً يصلّي، فما زال عن محرابه، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام): ما شعرت، إنّي كنت أناجي ربّاً عظيماً.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰۰
الحديث: ٥٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٤
كان له (عليه السلام) ابن عمّ يأتيه بالليل متنكّراً، فيناوله شيئاً من الدنانير، فيقول: لكن عليّ بن الحسين لا يواصلني، لا جزاه الله عنّي خيراً، فيسمع ذلك ويحتمل ويصبر عليه ولا يعرّفه بنفسه. فلمّا مات عليّ بن الحسین (عليه السلام) فقدها، فحينئذٍ علم أنّه هو كان، فجاء إلى قبره وبكى عليه.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰۰
الحديث: ٥٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٥
كان (عليه السلام) يقول في دعائه: اللّهمّ، من أنا حتّى تغضب عليّ؟ فوعزّتك، ما يزيّن ملكك إحساني، ولا يقبّحه إساءتي، ولا ينقص من خزائنك غناي، ولا يزيد فيها فقري.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰١
الحديث: ٥٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٦
قال ابن الأعرابي: لمّا وجّه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة، ضمّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) إلى نفسه أربعمائة منّا يعولهنّ، إلى أن انقرض جيش مسلم بن عقبة.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰١
الحديث: ٥٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٧
قال طاوس: رأيت رجلاً يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه، فجئته حين فرغ من الصلاة، فإذا هو عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فقلت له: يا بن رسول الله، رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف: أحدها: أنّك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدّك، والثالث: رحمة الله، فقال: يا طاوس، أمّا أنّي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالی يقول: ﴿فَلَا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾، وأمّا شفاعة جدّي فلا تؤمنني؛ لأنّ الله تعالی يقول:﴿وَلَا يَشفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارتَضَى﴾، وأمّا رحمة الله فإنّ الله تعالی يقول: إنها قريبة من المحسنين، ولا أعلم أنّي محسن.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٢
الحديث: ٥٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٨
قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النعم، وما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٢
الحديث: ٦۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٣٩
أثنى رجل على عليّ بن الحسين (عليه السلام) في وجهه
_ وكان يبغضه _ قال (عليه السلام): أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك ١ .
المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٣
(١) كذا قال العلّامة المجلسي (رحمة الله عليه)، ولكنّ الموجود في شرح نهج البلاغة أنّ الإمام عليّ بن أبی طالب (عليه السلام) هو صاحب هذا القول. راجع: شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحدید)، ج٤، ص١۰٤.
الحديث: ٦١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٤٠
قال الصادق (عليه السلام): كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً له ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده: أذنب فلان، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب، حتّى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، دعاهم وجمعهم حوله ثمّ أظهر الكتاب، ثمّ قال: يا فلان، فعلت كذا وكذا ولم أؤدّبك، أ تذكر ذلك؟ فيقول: بلى، يا بن رسول الله، حتّى يأتي على آخرهم، ويقرّرهم جميعاً.
ثمّ يقوم (عليه السلام) وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين، إنّ ربّك قد أحصى عليك كلّما عملت، كما أحصيت علينا كلّما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق، ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً﴾، ممّا أتيت ﴿إِلَّا أَحصَاهَا﴾، وتجد كلّما عملت لديه حاضراً، كما وجدنا كلّما عملنا لديك حاضراً، فاعف واصفح، كما ترجو من المليك العفو، وكما تحبّ أن يعفو المليك عنك، فاعف عنّا، تجده عفوّاً، وبك رحيماً، ولك غفوراً، ﴿وَلَا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾، كما لديك ﴿كِتَابٌ يَنطِقُ بِالحَقِّ﴾ علينا ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً﴾ ممّا أتيناها ﴿إِلَّا أَحصَاهَا﴾.
فاذكر يا عليّ بن الحسين، ذلّ مقامك بين يدي ربّك الحكم العدل، الذي لا يظلم مثقال حبّة من خردل، ويأتي بها يوم القيامة ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ وشهيداً، فاعف واصفح، يعف عنك المليك ويصفح، فإنّه يقول: ﴿وَليَعفُوا وَليَصفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللَّهُ لَكُم﴾، وهو ينادي بذلك على نفسك ويلقّنهم، وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح ويقول: ربّ، إنّك أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا، وقد عفونا عمّن ظلمنا كما أمرت فاعف عنّا، فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، وأمرتنا أن لا نردّ سائلاً عن أبوابنا، وقد أتيناك سؤّالاً ومساكين، وقد أنخنا بفنائك وببابك، نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا، ولا تخيّبنا، فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، إلهي كرمت، فأكرمني، إذ كنت من سؤّالك، وجدت بالمعروف، فأخلطني بأهل نوالك يا كريم.
ثمّ يقبل عليهم فيقول: قد عفوت عنكم، فهل عفوتم عنّي وممّا كان منّي إليكم من سوء ملكة؟ فإنّي مليك سوء لئيم ظالم مملوك، لمليك كريم جواد عادل محسن متفضّل؟ فيقولون: قد عفونا عنك يا سيّدنا، وما أسأت.
فيقول لهم: قولوا: اللّهمّ اعف عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) كما عفا عنّا، فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرقّ، فيقولون ذلك، فيقول: اللّهمّ آمين ربّ العالمين، اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عنّي، وعتق رقبتي فيعتقهم، فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عمّا في أيدي الناس.
وما من سنة إلّا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأساً إلى أقلّ أو أكثر، وكان يقول: إن لله تعالی في كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار سبعين ألف ألف عتيق من النار، كلّاً قد استوجب النار، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، وإنّي لأحبّ أن يراني الله وقد أعتقت رقاباً في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار، وما استخدم خادماً فوق حول، كان إذا ملك عبداً في أوّل السنة أو في وسط السنة _ إذا كان ليلة الفطر _ أعتق، واستبدل سواهم في الحول الثاني، ثمّ أعتق، كذلك كان يفعل حتّى لحق بالله تعالی .
ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات، فيسدّ بهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم، وجوائز لهم من المال.
المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٣-١۰٥
الحديث: ٦٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٤١
قال الصادق (عليه السلام): إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) تزوّج سرّيّة كانت للحسن بن عليّ (عليه السلام)، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكتب إليه في ذلك كتاباً: إنّك صرت بعل الإماء، فكتب إليه عليّ بن الحسين (عليه السلام): إنّ الله رفع بالإسلام الخسيسة، وأتمّ به الناقصة، وأكرم به من اللؤم، فلا لؤم على مسلم، إنّما اللؤم لؤم الجاهلية، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنكح عبده ونكح أمته.
فلمّا انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال لمن عنده: أخبروني عن رجل إذا أتى ما يضع الناس، لم يزده إلّا شرفاً؟ قالوا: ذاك أمير المؤمنين، قال: لا، والله، ما هو ذاك، قالوا: ما نعرف إلّا أمير المؤمنين، قال: فلا، والله، ما هو بأمير المؤمنين، ولكنّه عليّ بن الحسين (عليه السلام).
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٥
الحديث: ٦٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٤٢
قال أبوحمزة الثمالي: رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) في فناء الكعبة في الليل _ وهو يصلّي _ فأطال القيام حتّى جعل مرّة يتوكّأ على رجله اليمنى ومرّة على رجله اليسرى، ثمّ سمعته يقول بصوت كأنّه باكٍ: يا سيّدي، تعذّبني وحبّك في قلبي، أما وعزّتك، لئن فعلت لتجمعنّ بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٧
الحديث: ٦٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٤٣
قال عليّ بن الحسين (عليه السلام): لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي. وكان (عليه السلام) إذا قرأ ﴿مَلِكِ يَومِ الدِّينِ﴾، يكرّرها حتّى كاد أن يموت.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص١۰٧