- جواهر البحار
- » كتاب المزار
- » أحاديث في مقدّمات السفر وآدابه
قال الصادق (عليه السلام): يوم الخميس يوم يحبّه الله ورسوله وملائكته.
قال الباقر (عليه السلام): كان عليّ (عليه السلام) إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله، اشترى السلامة من الله عزّ وجلّ بما تيسّر له.
وتقول أيضاً في السفر: «بسم الله وبالله، توكّلت على الله، واستعنت بالله، وألجأت ظهري إلى الله، وفوّضت أمري إلى الله، رهبة من الله، ورغبة إلى الله، ولا ملجأ ولا منجا ولا مفرّ من الله إلّا إلى الله، ربّ، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت، لأنّه لا يأتي بالخير إلهي إلّا أنت، ولا يصرف السوء إلّا أنت، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، ولا إله غيرك».
روي أنّ من خرج من منزله مصبحاً ودعا بهذا الدعاء، لم يطرقه بلاء حتّى يمسي أو يؤب، وكذلك إن خرج في المساء ودعا به، لم يطرقه بلاء حتّى يصبح أو يئوب إلى منزله.
ثمّ اقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ عشر مرّات، و﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾ وآية الكرسيّ والمعوّذتين، وأمرّها على جميع جسدك، وتصدّق بما يسهل عليك وقل: «اللّهــمّ إنّي اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري وما معي، اللّهمّ احفظني واحفظ ما معي، وسلّمني وسلّم ما معي، وبلّغني وبلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل».
ثمّ تقول: «لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، سبحان الله، ربّ السموات السبع، وربّ الأرضين السبع، وما فيهنّ وما بينهنّ وربّ العرش العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين.
اللّهمّ كن لي جاراً من كلّ جبّار عنيد، ومن كلّ شيطان مريد، بسم الله دخلت، وبسم الله خرجت.
اللّهــمّ إنّي أقدّم بين يدي نسياني وعجلتي، بسم الله وما شاء الله في سفري هذا ذكرته أم نسيته.
اللّهــمّ أنت المستعان على الأمور كلّها، وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل.
اللّهمّ هوّن علينا سفرنا، واطو لنا الأرض، وسيّرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك.
اللّهمّ أصلح لنا ظهرنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النار.
اللّهــمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد.
اللّهــمّ أنت عضدي وناصري.
اللّهمّ اقطع عنّي بعده ومشقّته، واصحبني فيه، واخلفني في أهلي بخير، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
قال الكاظم (عليه السلام): تأخذ معك شيئاً من تربة الحسين (عليه السلام) وقل إذا أخذتها: «اللّهــمّ هذه طينة قبر الحسين (عليه السلام) وليّك وابن وليّك، اتّخذتها حرزاً لما أخاف وما لا أخاف».
إذا أشرفت على منزل أو قرية أو بلد فقل: «اللّهــمّ ربّ السموات السبع وما أظلّت، وربّ الأرضين السبع وما أقلّت، وربّ الشياطين وما أضلّت، وربّ الرياح وما ذرّت، وربّ البحار وما جرت، إنّي أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، اللّهمّ يسّر لي ما كان فيها من يسر، وأعنّي على قضاء حاجتي يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً﴾».
إذا أردت الرحيل من منزل فصلّ ركعتين، وادع الله بالحفظ، وودّع الموضع وأهله، فإنّ لكلّ موضع أهلاً من الملائكة وقل: السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته، وقل: اللّهــمّ قد ارتحلنا من منزلنا هذا، ونحن عنك راضون، فارض عنّا برحمتك.
وقال الجزري فيه: «اللّهــمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر»، أي شدّته ومشقّته.
وقال فيه: «أعوذ بك من كآبة المنقلب»، الكآبة تغيّر النفس بالإنكسار من شدّة الهمّ والحزن، والمعنى: أنّه يرجع من سفره بأمر يحزنه: إمّا أصابه في سفره، وإمّا قدم عليه، مثل أن يعود غير مقضيّ الحاجة أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى، أو قد فقد بعضهم.
قوله: «وسوء المنظر»، المنظر: مصدر ميمي أو اسم مكان، وحاصله الاستعاذة من أن ينظر في سفره، أو بعد رجوعه في أهله وماله وولده إلى شيء يسوؤه. (ص١١٤)
قال أبو بصیر: قلت للصادق (عليه السلام): جعلت فداك، يدخل عليّ شهر رمضان فأصوم بعضه، فيحضرني نيّة زيارة قبر الحسین (عليه السلام) فأزوره وأفطر ذاهباً وجائياً؟ أو أقيم حتّى أفطر وأزوره بعد ما أفطر بيوم أو يومين؟ فقال (عليه السلام): أقم حتّى تفطر، قلت له: جعلت فداك، فهو أفضل؟ قال (عليه السلام): نعم، أ ما تقرأ في كتاب الله: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾؟
قد ورد الحثّ على زيارة الحسين (عليه السلام) في ليالي القدر وغيرها من ليالي الشهر، ولا يتأتّى لأكثر الناس بدون الإفطار، ولا يبعد حملهما على التقيّة، والله يعلم.