أحاديث في وصايا أمير المؤمنين (ع) عند وفاته، وفي الحث على الاهتمام بالأيتام والقرآن الكريم وتعهد الجيران وحج البيت الحرام، وفي الصلاة والزكاة والصيام والاهتمام بالفقراء والمساكين وإصلاح ذات البين، وغير ذلك، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٢١
قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): لمّا حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال (عليه السلام): ثمّ إنّي أوصيك _ يا حسن، وكفى بك وصيّاً _ بما أوصاني به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإذا كان ذلك _ يا بنيّ _ الزم بيتك، وابك على خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همّك.
وأوصيك _ يا بنيّ _ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين ومجالستهم، والتواضع فإنّه من أفضل العبادة.
وقصّر الأمل، واذكر الموت، وازهد في الدنيا، فإنّك رهين موت وغرض بلاء وصريع سقم، وأوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّ حتّى تصيب رشدك فيه.
وإيّاك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه.
وكن لله _ يا بنيّ _ عاملاً، وعن الخنى زجوراً، وبالمعروف آمراً وعن المنكر ناهياً، وواخ الإخوان في الله، وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك وأبغضه بقلبك وزايله بأعمالك كيلا تكون مثله.
وإيّاك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له ولا علم، واقصد _ يا بنيّ _ في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه، والزم الصمت تسلم، وقدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم، وكن لله ذاكراً على كلّ حال، وارحم من أهلك الصغير ووقّر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتّى تصدّق منه قبل أكله.
وعليك بالصوم، فإنّه زكاة البدن وجنّة لأهله، وجاهد نفسك واحذر جليسك واجتنب عدوّك.
وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإنّي لم آلك _ يا بنيّ _ نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك.
المصدر الأصلي: المجالس للمفيد، الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص٩٨-٩٩
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٢٢
وصيّته (عليه السلام) عند الوفاة: ثمّ إنّي أوصيك يا حسن، وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى الله ربّكم ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم» وإنّ المبيرة _ وهي الحالقة للدين _ فساد ذات البين، ولا قوّة إلّا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم، يهوّن الله عليكم الحساب.
الله، الله في الأيتام، لا يضيّعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب الله له الجنّة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار».
الله، الله في القرآن، فلا يسبقنّكم إلى العلم به غيركم.
الله، الله في جيرانكم، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم.
الله، الله في بيت ربّكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، وأدنى ما يرجع به من أمّه أن يغفر له ما سلف.
الله، الله في الصلاة، فإنّها خير العمل، إنّها عماد دينكم.
الله، الله في الزكاة، فإنّها تطفئ غضب ربّكم.
الله، الله في صيام شهر رمضان، فإنّ صيامه جنّة من النار.
الله، الله في الفقراء والمساكين، فشاركوهم في معائشكم.
الله، الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنّما يجاهد رجلان: إمام هدىً، أو مطيع له مقتدٍ بهداه.
الله، الله في ذرّيّة نبيّكم، لا تظلمنّ بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم.
الله، الله في أصحاب نبيّكم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يأووا محدثاً، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدثين.
الله، الله في النساء وما ملكت أيمانكم، فإنّ آخر ما تكلّم به نبيّكم أن قال (صلى الله عليه وآله): «أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم».
الصلاة، الصلاة، الصلاة، لا تخافوا في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغي عليكم، ﴿قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّي الله أمركم شراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.
عليكم _ يا بنيّ _ بالتواصل والتبادل والتبادر، وإيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرّق، ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾، وحفظكم الله من أهل بيت وحفظ نبيّكم فيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثمّ لم يزل يقول: «لا إله إلّا الله»، حتّى مضى.
المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص٩٩-١۰١