- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الباقر (عليه السلام): من أوتر بالمعوّذتين و﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، قيل له: يا عبد الله، أبشر، فقد قبل الله وترك.
قال عروة بن الزبیر: كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم، أ لا أخبركم بأقلّ القوم مالاً وأكثرهم ورعاً، وأشدّهم اجتهاداً في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
قال عروة: فوالله، إن كان في جماعة أهل المجلس إلّا معرض عنه بوجهه، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار فقال له: يا عويمر، لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها، فقال أبو الدرداء: يا قوم، إنّي قائل ما رأيت، وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا، شهدت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بشويحطات النجار، وقد اعتزل من مواليه واختفى ممّن يليه واستتر بمغيلات النخل، فافتقدته وبعد عليّ مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ، وهو يقول: «إلهي، كم من موبقة حملت عنّي مقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تکـرّمت عن كشفها بكرمك. إلهي، إن طال في عصيانك عمري، وعَظُم في الصّحف ذنبي، فما أنا أؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براجٍ غير رضوانك».
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر، فإذا هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعينه، فاستترت له وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثمّ فرغ إلى الدعاء والبكاء، والبثّ والشكوى، فكان ممّا به الله ناجى أن قال: «إلهي، أفكّر في عفوك، فتهون عليّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك، فتعظم عليّ بليّتي»، ثمّ قال: «آه، إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء»، ثمّ قال: «آه، من نار تنضج الأكباد والكلى، آه، من نار نزّاعة للشوى، آه، من غمرة من ملهبات لظى»، قال: ثمّ أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّاً ولا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر.
قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحرّكته فلم يتحرّك، وزويته فلم ينزو، فقلت: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَاجِعُونَ﴾، مات _ والله _ عليّ بن أبي طالب.
قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم، فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبا الدرداء، ما كان من شأنه ومن قضيّته؟ فأخبرتها الخبر، فقالت (عليها السلام): هي _ والله _ يا أبا الدرداء، الغشية التي تأخذه من خشية الله، ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق ونظر إليّ وأنا أبكي، فقال (عليه السلام): ممّ بكاؤك يا أبا الدرداء؟ فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك، فقال (عليه السلام): يا أبا الدرداء، فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار، قد أسلمني الأحبّاء، ورحمني أهل الدنيا، لكنت أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية؟
فقال أبو الدرداء: فوالله، ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال الباقر أو الصادق (عليه السلام): قل في قنوت الوتر: لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، سبحان الله، ربّ السموات السبع، وربّ الأرضين السبع، وما فيهنّ وما بينهنّ، وربّ العرش العظيم، اللّهمّ، أنت الله نور السموات والأرض، وأنت الله زين السموات والأرض، وأنت الله جمال السموات والأرض، وأنت الله عماد السموات والأرض، وأنت الله صريخ المستصرخين، وأنت الله غياث المستغيثين، وأنت الله المفرّج عن المكروبين، وأنت الله المروّح عن المغمومين، وأنت الله مجيب دعوة المضطرّين، وأنت الله إله العالمين، وأنت الله الرحمن الرحيم، وأنت الله كاشف السوء، وأنت الله بك تنزل كلّ حاجة.
يا الله، ليس يردّ غضبك إلّا حلمك، ولا ينجي من عقابك إلّا رحمتك، ولا ينجي منك إلّا التضرّع إليك، فهب لي من لدنك رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، بالقدرة التي بها أحييت جميع ما في البلاد، وبها تنشر ميّت العباد، ولا تهلكني غمّاً حتّى تغفر لي وترحمني، وتعرّفني الإجابة في دعائي، وارزقني العافية إلى منتهى أجلي، وأقلني عثرتي، ولا تشمت بي عدوّي، ولا تمكّنه من رقبتي.
اللّهمّ، إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني؟ وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني؟ وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني، ويتعرّض لك في شيء من أمري؟ وقد علمت أن ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، إنّما یعجل من يخاف الفوت، وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت عن ذلك يا إلهي، فلا تجعلني للبلاء غرضاً، ولا لنقمتك نصباً، ومهّلني ونفّسني، وأقلني عثرتي، ولا تتبعني ببلاءٍ على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلّة حيلتي، أستعيذ بك الليلة فأعذني، وأستجير بك عن النار فأجرني، وأسألك الجنّة فلا تحرمني.
قال الحسن بن عليّ (عليه السلام): علّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللّهمّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يقضى عليك، إنّه لا يذلّ من واليت، تباركت وتعاليت». وقال (عليه السلام): إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقولها في قنوت الوتر.
قال الصادق (عليه السلام): من قال في وتره إذا أوتر: «أستغفر الله وأتوب إليه» سبعين مرّة وهو قائم، فواظب على ذلك حتّى يمضي له سنة، كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار، ووجبت له المغفرة من الله عزّ وجلّ.
سئل الكاظم (عليه السلام) عن الرجل يتخوّف أن لا يقوم من الليل يصلّي صلاة الليل إذا انصرف من العشاء الآخرة؟ وهل يجزيه ذلك أم عليه القضاء؟ قال (عليه السلام): لا صلاة حتّى يذهب الثلث الأوّل من الليل، والقضاء بالنهار أفضل من تلك الساعة.
نقل الفاضلان إجماع علمائنا على أنّ وقت الليل بعد انتصافه، وكذا نقلا الإجماع على أنّ كلّما قرب من الفجر كان أفضل، وإثباتهما بالأخبار لا يخلو من عسر لاختلافهما، والمشهور بين الأصحاب جواز تقديمها على الانتصاف لمسافر يصدّه جدّه، أو شابّ تمنعه رطوبة رأسه عن القيام إليها في وقتها.
ونقل عن زرارة بن أعين المنع من تقديمها على الانتصاف مطلقاً، واختاره ابن إدريس والعلّامة في المختلف، وجوّز ابن أبي عقيل التقديم للمسافر خاصّة، والأوّل قويّ.
وقد دلّت أخبار كثيرة على جواز التقديم مطلقاً، ولولا دعوى الإجماع لكان القول بها وحمل أخبار التأخير على الفضل قويّاً، وعلى المشهور يمكن حمل هذا الخبر على من جوّز له التقديم، ويكون التأخير إلى الثلث محمولاً على الفضل، وأمّا كون القضاء أفضل من التقديم فهو المشهور بين الأصحاب، وقد دلّت عليه روايات أخر. (ص٢٠٦-٢٠٧)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظّه من قيامه السهر.
قال الصادق (عليه السلام): إذا قمت بالليل فاستك، فإنّ الملك يأتيك فيضع فاه على فيك، فليس من حرف تتلوه وتنطق به إلّا صعد به إلى السماء، فليكن فوك
طيّب الريح.
سأل رجل الباقر (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك، إنّي كثير المال، ليس يولد لي ولد، فهل من حيلة؟ قال (عليه السلام): نعم، استغفر ربّك سنة في آخر الليل مائة مرّة، فإن ضيّعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فإنّ الله يقول: ﴿اسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ۞ يُرۡسِلِ السَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَاراً ۞ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٍ وَبَنِينَ﴾.
قال الصادق (عليه السلام): من قدّم أربعين من المؤمنين ثمّ دعا استجيب له، ويتأكّد بعد الفراغ من صلاة الليل يقول وهو ساجد: «اللّهمّ، ربّ الفجر، والليالي العشر، ﴿والشفع والوتر، والليل إذا يسر﴾، وربّ كلّ شيء، وإله كلّ شيء، ومليك كلّ شيء، صلّ على محمّد وآل محمّد، وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، يا أهل التقوى وأهل المغفرة».
سئل الباقر (عليه السلام) عن وقت صلاة الليل، فقال (عليه السلام): الوقت الذي جاء عن جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: ينادي فيه منادي الله عزّ وجلّ: هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ قال السائل: وما هو؟ قال (عليه السلام): الوقت الذي وعد يعقوب فيه بنيه بقوله: ﴿سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّي﴾، قال: وما هو؟ قال (عليه السلام): الوقت الذي قال الله فيه: ﴿وَالۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِالۡأَسۡحَارِ﴾، إنّ صلاة الليل في آخره أفضل منها قبل ذلك، وهو وقت الإجابة، وهي هدية المؤمن إلى ربّه، فأحسنوا هداياكم إلى ربّكم، يحسن الله جوائزكم، فإنّه لا يواظب عليها إلّا مؤمن أو صدّيق.
إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ في الركعتين من الوتر، في الأولى ﴿سَبِّحِ اسۡمَ رَبِّكَ الۡأَعۡلَى﴾ وفي الثانية ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا الۡكَٰفِرُونَ﴾ وفي الثالثة التي يقنت فيها بـ ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، وذلك بعد فاتحة الكتاب.
من صلّى الركعتين الأوليين من صلاة الليل بالحمد وثلاثين مرّة ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾في كلّ ركعة، انفتل وليس بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنب إلّا غفر له.
قال المفضّل بن عمر: قلت للصادق (عليه السلام): جعلت فداك، تفوتني صلاة الليل، فأصلّي الفجر، فلي أن أصلّي بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصلاة، وأنا في صلاة قبل طلوع الشمس؟
قال (عليه السلام): نعم، ولكن لا تعلم به أهلك فيتّخذونه سنّة، فيبطل قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَالۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِالۡأَسۡحَارِ﴾.
يدلّ على جواز إيقاع قضاء النوافل بعد صلاة الفجر، وهو المشهور لأنّها ذات سبب، وعدم إعلام الأهل، لعدم جرأتهم على ترك صلاة الليل في وقتها، ويدلّ على جواز إخفاء بعض الأحكام إذا تضمّن إظهارها مفسدة.
قال الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم من الليل مراراً، وذلك أشدّ القيام، كان إذا صلّى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه فوضع عند رأسه مخمّراً، ثمّ يرقد ما شاء الله، ثمّ يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّى أربع ركعات، ثمّ يرقد ما شاء الله، ثمّ يقوم فيتوضّأ ويستاك ويصلّى أربع ركعات، يفعل ذلك مراراً حتّى إذا قرب الصبح، أوتر بثلاث ثمّ صلّى ركعتين جالساً، وكان كلّما قام قلّب بصره في السماء ثمّ قرأ الآيات من سورة آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ﴾ إلى قوله: ﴿لَا تُخۡلِفُ الۡمِيعَادَ﴾ ثمّ يقوم إذا طلع الفجر، فيتطهّر ويستاك ويخرج إلى المسجد، فيصلّي ركعتي الفجر ويجلس إلى أن يصلّي الفجر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين، ثمّ يسلّم ويقوم فيصلّي ما كتب الله له.
قال الصادق (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا قام من الليل أطال القيام، وإذا ركع أو سجد أطال حتّى يقال: إنّه قد نام، فما يفجأنا منه إلّا وهو يقول: «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، سجدت لك يا ربّ، تعبّداً ورقّاً، يا عظيم، إنّ عملي ضعيف فضاعفه، يا كريم، يا جبّار، اغفر لي ذنوبي وجرمي، وتقّبل عملي، يا جبّار، يا كريم، إنّي أعوذ بك أن أخيب أو أحمل جرماً».
اعلم أنّ الأصحاب ذهبوا إلى أنّ صلاة الليل كلّما كانت أقرب من الفجر فهو أفضل، ونقل في المعتبر والمنتهى إجماع الأصحاب، ويدلّ عليه بعض الأخبار، وقد دلّت أخبار كثيرة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام) كانوا يشرّعون في صلاة الليل بعد نصف الليل بلا فصل كثير، ويؤكّدها كثير من الروايات الدالّة على فضيلة ذلك الوقت، وأنّها ساعة الاستجابة.
كان السجّاد (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون: «إلهي، غارت نجوم سمائك، ونامت عيون أنامك، وهدأت أصوات عبادك وأنعامك، وغلّقت الملوك عليها أبوابها، وطاف عليها حرّاسها، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة، أو ينتجع منهم فائدة. وأنت إلهي حيّ قيّوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، ولا يشغلك شيء عن شيء، أبواب سمائك لمن دعاك مفتّحات، وخزائنك غير مغلقات، وأبواب رحمتك غير محجوبات، وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات.
فأنت إلهي الكريم الذي لا تردّ سائلاً من المؤمنين سألك، ولا تحتجب عن أحد منهم أرادك، لا وعزّتك وجلالك، لا تختزل حوائجهم دونك، ولا يقضيها أحد غيرك.
إلهي، وقد تراني ووقوفي وذلّ مقامي، وتعلم سريرتي، وتطّلع على ما في قلبي، وما يصلح به أمر آخرتي ودنياي.
إلهي، إن ذكرت الموت وهول المطّلع والوقوف بين يديك نغصّني مطعمي ومشربي، وأغصّني بريقي، وأقلقني عن وسادي، ومنعني رقادي، وكيف ينام من يخاف بغتات ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار؟
بل كيف ينام العاقل، وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار، ويطلب قبض روحه بالبيات، أو في آناءالساعات؟» ثمّ يسجد ويلصق خدّه بالتراب، وهو يقول: «أسألك الروح والراحة عند الموت، والعفو عنّي حين ألقاك».
قال الصادق (عليه السلام): من كانت له إلى الله تعالی حاجة فليقم جوف الليل، ويغتسل وليلبس أطهر ثيابه، وليأخذ قلّة جديدة ملأى من ماء، ويقرأ عليها: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ عشر مرّات، ثمّ يرشّ حول مسجده وموضع سجوده، ثمّ يصلّي ركعتين يقرأ فيهما الحمد و﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ في الركعتين جميعاً، ثمّ يسأل حاجته، فإنّه حريّ أن تقضى إن شاء الله.
روي عن الصادقين (عليهم السلام): أنّ من غفل عن صلاة الليل فليصلّ عشر ركعات بعشر سور:
يقرأ في الأولى الحمد، و﴿الٓمٓ ۞ تَنزِيلُ﴾، وفي الثانية الحمد ويس.
وفي الثالثة الحمد والدخان، وفي الرابعة الفاتحة و﴿اقۡتَرَبَتِ﴾.
وفي الخامسة الحمد والواقعة، وفي السادسة الفاتحة و﴿تَبَٰرَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الۡمُلۡكُ﴾.
وفي السابعة الحمد والمرسلات، وفي الثامنة الحمد و﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ﴾.
وفي التاسعة الحمد و﴿إِذَا الشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ﴾، وفي العاشرة الحمد والفجر.
قال (عليه السلام): من صلّاها على هذه الصفة لم يغفل عنها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد يقوم من الليل فيصلّي ركعتين ويدعو في سجوده لأربعين من أصحابه، يسمّي بأسمائهم وأسماء آبائهم، إلّا ولم يسأل الله تعالی شيئاً إلّا أعطاه.
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو بعد ركعتي الوتر قبل صلاة الليل بهذا الدعاء:
«اللّهمّ، إليك حنت قلوب المخبتين، وبك أنست عقول العاقلين، وعليك عكفت رهبة العالمين، وبك استجارت أفئدة المقصّرين. فيا أمل العارفين، ورجاء الآملين، صلّ على محمّد وآله الطاهرين، وأجرني من فضائح يوم الدين عند هتك الستور، وتحصيل ما في الصدور، وآنسني عند خوف المذنبين، ودهشة المفرّطين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
فوعزّتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي إيّاك مخالفتك، ولا عصيتك إذ عصيتك وأنا بمكانك جاهل، ولا لعقوبتك متعرّض، ولا بنظرك مستخفّ، ولكن سوّلت لي نفسي، وأعانتني على ذلك شقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ فعصيتك بجهلي، وخالفتك بجهدي، فمن الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من اعتصم إذا قطعت حبلك عنّي؟ واسوأتاه، من الوقوف بين يديك غداً، إذا قيل للمخفّين: جوزوا، وللمثقلين: حطّوا، أ مع المخفّين أجوز؟ أم مع المثقلين أحطّ؟ يا ويلتا، كلّما كبرت سنّي كثرت معاصي، فكم ذا أتوب وكم ذا أعود؟ ما آن لي أن أستحيي من ربّي؟!» ثمّ يسجد ويقول ثلاثمائة مرّة: أستغفر الله ربّي وأتوب إليه.
قال الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تقوم إلى صلاة الليل فقل: اللّهمّ، إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة وآله، وأقدّمهم بين يدي حوائجي، فاجعلني بهم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين. اللّهمّ ارحمني بهم، ولا تعذّبني بهم، ولا تضلّني بهم، وارزقني بهم، ولا تحرمني بهم، واقض لي حوائجي للدنيا والآخرة، إنّك على كلّ شيءٍ قدير وبكلّ شيء عليم.
ومن طلب العافية فليقل في هذه السجدة: «يا عليّ، يا عظيم، يا رحمن، يا رحيم، يا سامع الدعوات، يا معطي الخيرات، صلّ على محمّد وآل محمّد، وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله، واصرف عنّي من شرّ الدنيا والآخرة ما أنت أهله، وأذهب عنّي هذا الوجع _ ويسمّيه بعينه _ فإنّه قد غاظني وأحزنني»، وألحّ في الدعاء، فإنّه يعجّل الله لك في العافية إن شاء الله.
ثمّ يدعو بما يحبّ، ثمّ يسجد سجدتي الشكر، ويقول فيهما: يا عماد من لا عماد له، يا ذخر من لا ذخر له، يا سند من لا سند له، يا ملاذ من لا ملاذ له، يا كهف من لا كهف له، يا غياث من لا غياث له، يا جار من لا جار له، يا حرز من لا حرز له، يا حرز الضعفاء، يا كنز الفقراء، يا عون أهل البلاء، يا أكرم من عفا، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا كاشف البلوى، يا محسن يا مجمل، يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودوي الماء وحفيف الشجر.
يا الله، يا الله، يا الله، لا شريك لك ولا وزير، ولا عضد ولا نصير، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تعطيني من كلّ خير سألك منه سائل، وأن تجيرني من كلّ سوء استجار بك منه مستجير، إنّك على كلّ شيء قدير، وذلك عليك سهل يسير.
ويستحبّ أن يقرأ بعد الفراغ من صلاة الليل: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ ثلاث مرّات، ويصلّي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عشراً، ويقرأ: ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ثلاثاً، ويقول في آخرها: «كذلك الله ربّنا» ثلاثاً، ويقول ثلاث مرّات: يا ربّاه، يا ربّاه، يا ربّاه، ثمّ يقول: محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بين يديّ، وعليّ (عليه السلام) ورائي، وفاطمة (عليها السلام) فوق رأسي، والحسن (عليه السلام) عن يميني، والحسين (عليه السلام) عن شمالي، والأئمّة (عليهم السلام) بعدهم _ ويذكرهم واحداً واحداً _ حولي، ثمّ يقول: «يا ربّ، ما خلقت خلقاً خيراً منهم، اجعل صلاتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجاباً، وحاجاتي بهم مقضيّة، وذنوبي بهم مغفورة، ورزقي بهم مبسوطاً»، ثمّ تصلّي على محمّد وآله وتسأل حاجتك.
ويستحبّ أن يدعو بهذا الدعاء عقيب الشفع: إلهي، تعرّض لك في هذا الليل المتعرّضون، وقصدك القاصدون، وأمّل فضلك ومعروفك الطالبون، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب، تمنّ بها على من تشاء من عبادك، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك، وها أنا ذا عبدك الفقير إليك، المؤمّل فضلك ومعروفك.
فإن كنت يا مولاي، تفضّلت في هذه الليلة على أحد من خلقك، وعدت عليه بعائدة من عطفك، فصلّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين الخيّرين الفاضلين، وجد عليّ بطولك ومعروفك وكرمك يا ربّ العالمين، وصلّ اللّهمّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين الخيّرين الفاضلين، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً، إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ، إنّي أدعوك كما أمرتني، فصلّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين، واستجب لي كما وعدتني، إنّك لا تخلف الميعاد.
يقول عقيب الشفع: يا من برحمته يستغيث المذنبون، وإلى ذكر إحسانه يفزع المضطرّون، يا أنس كلّ مستوحش غريب، ويا فرج كلّ محزون كئيب، ويا أمل كلّ محتاج طريد، ويا عون كلّ مخذول فريد، أنت الذي ﴿وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٍ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡماً﴾، وجعلت لكلّ مخلوق في نعمتك سهماً، وأنت الذي عفوه أنساني عقابه، وأنت الذي عطاؤه أكثر من منعه، وأنت الذي لا يرغب في الجزاء، وأنت الذي لا يبخل بالعطاء، وأنا عبدك الذي أمرته بالدعاء.
فقال: لبّيك وسعديك، ها أنا واقف بين يديك، وأنا الذي أثقلت الخطايا ظهره، وأنا الذي أفنت الذنوب عمره، وأنا الذي بجهله عصاك، ولم تكن أهلاً لذاك، فهل أنت يا إلهي، غافر لمن دعاك؟ فأعلن في الدعاء، أم أنت يا إلهي، راحم من بكى؟ فأسرع في البكاء، أم أنت متجاوز عمّن عفّر وجهه لك تذلّلاً؟ أم أنت معين من شكا إليك فقره توكّلاً؟
إلهي، لا تخيّب من لا يرجو أحداً غيرك، ولا تخذل من لا يستعين بأحد دونك، أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة، فصلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين.
«الانتحاب»: البكاء بصوت طويل؛ و«الكآبة»: سوء الحال من الحزن؛ و«خذله» ترك عونه ونصرته. (ص٢٦٨)
قال الصادق (عليه السلام): ادع بهذا الدعاء في الوتر: اللّهمّ املأ قلبي حبّاً لك وخشية منك وتصديقاً وإيماناً بك وفرقاً منك وشوقاً إليك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهمّ حبّب إليّ لقاءك، واجعل في لقائك خير الرحمة والبركة، وألحقني بالصالحين، ولا تؤخّرني مع الأشرار، وألحقني بالصالحين ممّن مضى، واجعلني من صالحي من بقي، وخذ بي سبيل الصالحين، ولا تردّني في شرّ استنقذتني منه يا ربّ العالمين، وأعنّي على نفسي بما أعنت به الصالحين على أنفسهم، أسألك إيماناً لا أجل له دون لقائك، تحييني عليه وتميتني عليه، وتولّني عليه، وتحييني ما أحييتني عليه، وتوفّني عليه إذا توفيتني، وتبعثني عليه إذا بعثتني وأبرئ قلبي من الرياء والسمعة والشكّ في ديني.
اللّهمّ أعطني بصراً في دينك، وفقهاً في عبادتك، وفهماً في حكمك، وكفلين من رحمتك، وبيّض وجهي بنورك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفّني في سبيلك على ملّتك وملّة رسولك (صلى الله عليه وآله وسلم).
اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغلبة والذلّة والقسوة والمسكنة، وأعوذ بك من نفس لا تشبع، وقلب لا يخشع، ومن دعاء لا یسمع، ومن صلاة لا تنفع، وأعيذ بك ديني وأهلي من الشيطان الرجيم.
اللّهمّ، إنّه لن يجيرني منك أحد، ولن أجد من دونك ملتحداً، فلا تجعل أجلي في شيء من عذابك، ولا تردّني بهلكة ولا بعذاب، أسألك الثبات على دينك، والتصديق بكتابك، واتّباع رسولك، أسألك أن تذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي، وتقبّل منّي، وتزيدني من فضلك، إنّي إليك راغب.
اللّهمّ اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك، واجعل عملي ودعائي خالصاً لك، واجعل ثوابي الجنّة برحمتك، وزدني من فضلك، إنّي إليك راغب، اللّهمّ، غارت النجوم، ونامت العيون، وأنت الحيّ القيّوم، لا يواري منك ليل ساجٍ، ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد، ولا بحر لجّيّ، ولا ظلمات بعضها فوق بعض، تدلج على من تشاء من خلقك، أشهد بما شهدت به على نفسك وملائكتك، اكتب شهادتي مثل شهادتهم.
اللّهمّ، أنت السلام ومنك السلام، أسألك يا ذا الجلال والإكرام، أن تفكّ رقبتي من النار.
ثمّ يركع، فإذا رفع رأسه يقول: هذا مقام من حسناته نعمة منك، وسيّئاته بعمله، وذنبه عظيم، وشكره قليل، وليس لذلك إلّا دفعك ورحمتك.
إلهي، طموح الآمال قد خابت إلّا لديك ومعاكف الهمم قد تعطّلت إلّا إليك، ومذاهب العقول قد سمت إلّا إليك، فأنت الرجاء وإليك الملتجأ، يا أكرم مقصود ويا أجود مسئول، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين، بأثقال الذنوب أحملها على ظهري ولا أجد لي إليك شافعاً سوى معرفتي أنّك أقرب من لجأ إليه المضطرّون وأمّل ما لديه الراغبون، يا من فتق العقول بمعرفته وأطلق الألسن بحمده وجعل ما امتنّ به على عباده كفاء لتأدية حقّه، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلاً ولا للباطل على عملي دليلاً، اللّهمّ إنّك قلت في محكم كتابك المنزل على نبيّك المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) ﴿كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ۞ وَبِالۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ طال هجوعي وقلّ قيامي وهذا السحر، وأنا أستغفرك لذنوبي استغفار من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ولا موتاً ولا حياتاً ولا نشوراً.
جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا رسول الله، إنّي كنت غنيّاً فافتقرت، وصحيحاً فمرضت، وكنت مقبولاً عند الناس فصرت مبغوضاً، وخفيفاً على قلوبهم فصرت ثقيلاً، وكنت فرحاناً فاجتمعت عليّ الهموم، وقد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، وأجول طول نهاري في طلب الرزق، فلا أجد ما أتقوّت به، كأنّ اسمي قد محي من ديوان الأرزاق.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يا هذا، لعلّك تستعمل مثيرات الهموم؟ فقال: وما مثيرات الهموم؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لعلّك تتعمّم من قعود، أو تتسرول من قيام، أو تقلّم أظفارك بسنّك، أو تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحاً على وجهك؟ قال: لم أفعل من ذلك شيئاً، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فاتّق الله تعالى، وأخلص ضميرك، وادع بهذا الدعاء، وهو دعاء الفرج: «بسم الله الرحمن الرحيم، إلهي، طموح الآمال قد خابت إلّا لديك ومعاكف الهمم قد تقطّعت إلّا عليك ومذاهب العقول قد سمت إلّا إليك فإليك الرجاء وإليك الملتجأ، يا أكرم مقصود ويا أجود مسئول، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين، بأثقال الذنوب أحملها على ظهري وما أجد إليك شافعاً سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطالبون ولجأ إليه المضطرّون وأمّل ما لديه الراغبون، يا من فتق العقول بمعرفته وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما امتنّ به على عباده كفاء لتأدية حقّه صلّ على محمّد وآله، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلاً ولا للباطل على عملي دليلاً وافتح لي بخير الدنيا والآخرة، يا وليّ الخير» فلمّا دعا به الرجل وأخلص نيّته عاد إلى حسن حالاته.
كان الكاظم (عليه السلام) إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر، قال: هذا مقام من حسناته نعمة منك، وشكره ضعيف، وذنبه عظيم، وليس لذلك إلّا دفعك ورحمتك، فإنّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ۞ وَبِالۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾، طال هجوعي وقلّ قيامي، وهذا السحر وأنا استغفرك لذنبي، استغفار من لا يجد لنفسه ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ثمّ يخرّ ساجداً.
قال بعض الأصحاب في الوتر قنوتان: أحدهما قبل الركوع، والآخر بعده لهذه الرواية وشبهها. (ص٢٠٨)
يستحبّ أن يقول في قنوت الوتر ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في الاستغفار: اللّهمّ، إنّك قلت في كتابك المحكم المنزل على
نبيّك المرسل، وقولك الحقّ: ﴿كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ۞ وَبِالۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسۡتَغۡفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿الصَّٰبِرِينَ وَالصَّٰدِقِينَ وَالۡقَٰنِتِينَ وَالۡمُنفِقِينَ وَالۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِالۡأَسۡحَارِ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَاعۡفُ عَنۡهُمۡ وَاسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي الۡأَمۡرِ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الۡمُتَوَكِّلِين﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَاسۡتَغۡفَرُواْ اللَّهَ وَاسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءاً أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿اسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ اللَّهُ لَهُمۡ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ الۡجَحِيمِ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَمَا كَانَ اسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَأَنِ اسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعاً حَسَناً إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٍ فَضۡلَهُ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: هو الذي ﴿أَنشَأَكُم مِّنَ الۡأَرۡضِ وَاسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَاسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَاسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿اسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ السَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَاراً وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَاسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الۡخَاطِِٔينَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿يَٰٓأَبَانَا اسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِِٔينَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓ إِنَّهُ هُوَ الۡغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ الۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿سَلَامٌ عَلَيۡكَ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيٓ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَاسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿يَٰقَوۡمِ لِمَ تَسۡتَعۡجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبۡلَ الۡحَسَنَةِ لَوۡلَا تَسۡتَغۡفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَاسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿الَّذِينَ يَحۡمِلُونَ الۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَاصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِالۡعَشِيِّ وَالۡإِبۡكَٰرِ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَاسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَاسۡتَغۡفِرُوهُ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَالۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي الۡأَرۡضِ أَلَآ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الۡغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَاعۡلَمۡ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَالۡمُؤۡمِنَٰتِ وَاللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿سَيَقُولُ لَكَ الۡمُخَلَّفُونَ مِنَ الۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَاسۡتَغۡفِرۡ لَنَا﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِاللَّهِ وَحۡدَهُ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيۡءٍ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ الۡمَصِيرُ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَلَا يَعۡصِينَكَ فِي مَعۡرُوفٍ فَبَايِعۡهُنَّ وَاسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ يَسۡتَغۡفِرۡ لَكُمۡ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوۡاْ رُءُوسَهُمۡ وَرَأَيۡتَهُمۡ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ اللَّهُ لَهُمۡ﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿اسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيۡراً وَأَعۡظَمَ أَجۡراً وَاسۡتَغۡفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
وقلت تباركت وتعاليت: ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَاسۡتَغۡفِرۡهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾، وأنا أستغفرك وأتوب إليك.
ثمّ تمدّ يدك وتدعو فتقول: إلهي، كيف أصدر عن بابك بخيبة منك، وقد قصدته على ثقة بك؟ إلهي، كيف تؤيسني من عطائك، وقد أمرتني بدعائك؟ صلّ على محمّد وآل محمّد، وارحمني إذا اشتدّ الأنين، وحظر عليّ العمل، وانقطع منّي الأمل، وأفضيت إلى المنون، وبكت عليّ العيون، وودّعني الأهل والأحباب، وحثي عليّ التراب، ونسي اسمي، وبلي جسمي، وانطمس ذكري، وهجر قبري، فلم يزرني زائر، ولم يذكرني ذاكر، وظهرت منّي المآثم، واستولت عليّ المظالم، وطالت شكاية الخصوم، واتّصلت دعوة المظلوم.
اللّهمّ، صلّ على محمّد وآل محمّد، وأرض خصومي عنّي بفضلك وإحسانك، وجد عليّ بعفوك ورضوانك.
إلهي، ذهبت أيّام لذّاتي، وبقيت مآثمي وتبعاتي، وقد أتيتك منيباً تائباً، فلا تردّني محروماً ولا خائباً.
اللّهمّ، آمن روعتي، واغفر زلّتي، وتب عليّ، إنّك أنت التوّاب الرحيم.
قال الصادق (عليه السلام): استغفر الله في الوتر سبعين مرّة، تنصب يدك اليسرى وتعدّ باليمنى الاستغفار.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول: «هذا مقام العائذ بك من النار» سبع مرّات.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أطولكم قنوتاً في الوتر أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف.
يستحبّ أن يسجد عقيب الوتر سجدتين: يقول في الأولى: «سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح» خمس مرّات، ثمّ يجلس ويقرأ آية الكرسيّ، ثمّ يسجد ثانياً ويقول كذلك خمساً.
فقد روى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ من فعل ذلك لم يقم من مقامه حتّى يغفر له، ويكتب له ثواب شهداء أمّتي إلى يوم القيامة، ويعطى ثواب مائة حجّة وعمرة.
ويكتب له بكلّ سورة من القرآن مدينة في الجنّة، وبعث الله تعالى ألف ملك، يكتبون له الحسنات إلى يوم يموت.
ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة، وكأنّما طاف بالبيت مائة طواف، وأعتق مائة رقبة.
ولا يقوم من مقامه حتّى تنزل عليه ألف رحمة ويستجاب دعاؤه، وقضى الله تعالى حاجته في دنياه وآخرته، وله بكلّ سجدة ثواب ألف صلاة تطوّع.
يستحبّ أن يستغفر الله في كلّ سحر سبعين مرّة، وهو أتمّ الإستغفار، وروي ذلك عن عليّ (عليه السلام) فيقول: «أستغفر الله ربّي وأتوب إليه»، ويقول سبعاً: «أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه».
كان من دعاء السجّاد (عليه السلام) بعد صلاة الليل: إلهي وسيّدي، هدأت العيون، وغارت النجوم، وسكنت الحركات من الطير في الوكور، والحيتان في البحور، وأنت العدل الذي لا يجور، والقسط الذي لا تميل، والدائم الذي لا يزول، أغلقت الملوك أبوابها، ودارت عليه حرّاسها، وبابك مفتوح لمن دعاك، يا سيّدي، وخلا كلّ حبيب بحبيبه، وأنت المحبوب إليّ.
إلهي، إنّي وإن كنت عصيتك في أشياء أمرتني بها، وأشياء نهيتني عنها، فقد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك، آمنت بك لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، منّك عليّ لا منّي عليك.
إلهي، عصيتك في أشياء أمرتني بها، وأشياء نهيتني عنها، لا حدّ مكابرة ولا معاندة، ولا استكبار ولا جحود لربوبيتك، ولكن استفزّني الشيطان بعد الحجّة والمعرفة والبيان، لا عذر لي فأعتذر، فإن عذّبتني فبذنوبي وبما أنا أهله، وإن غفرت لي فبرحمتك وبما أنت أهله، أنت أهل التقوى وأهل المغفرة، وأنا من أهل الذنوب والخطايا فاغفر لي، فانّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين. ١