أحاديث في العلة التي سميت لأجلها مكة أم القرى وبكة، وفي كراهة المكوث في مكة، وفي فضل ختم القرآن الكريم في مكة المكرمة، وهذه أحاديث جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
أمّ القرى مكّة، سمّيت أمّ القرى؛ لأنّها أوّل بقعة خلقها الله من الأرض لقوله: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً﴾.
قال عليّ بن جعفر: سألت الكاظم (عليه السلام) عن مكّة: لم سمّيت بكّة؟ قال: لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً بالأيدي _ يعني يدفع بعضهم بعضاً بالأيدي _ ولا يكون ذلك إلّا في المسجد حول الكعبة.
سئل الصادق (عليه السلام): لم سمّيت الكعبة بكّة؟ فقال (عليه السلام): لبكاء الناس حولها وفيها.
قال الصادق (عليه السلام): موضع البيت بكّة، والقرية مكّة.
كره الصادق (عليه السلام) المقام بمكّة، وذلك أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرج عنها والمقيم بها يقسو قلبه حتّى يأتي فيها ما يأتي في غيرها.
قال الصادق (عليه السلام): إذا قضى أحدكم نسكه فليركب راحلته وليلحق بأهله، فإنّ المقام بمكّة يقسي القلب.
قال الرضا (عليه السلام): إنّ عليّاً (عليه السلام) لم يبت بمكّة بعد إذ هاجر منها حتّى قبضه الله عزّ وجلّ إليه، قيل له: ولم ذلك؟ قال (عليه السلام): يكره أن يبيت بأرض هاجر منها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان يصلّي العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها.
قال الباقر (عليه السلام): من ختم القرآن بمكّة، لم يمت حتّى يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويرى منزله من الجنّة.
قال الباقر (عليه السلام): من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلى جمعة، وأقلّ من ذلك وأكثر وختمه في يوم الجمعة، كتب الله له من الأجر والحسنات من أوّل جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها، وإن ختمه في سائر الأيّام فكذلك.
أتى رجل الصادق (عليه السلام) فقال له: إنّي سألت هؤلاء شيئاً من منازلهم وأفنيتهم لتزيد في المسجد، وقد منعوني ذلك فقد غمّني غمّاً شديداً، فقال الصادق (عليه السلام): لم يغمّك ذلك وحجّتك عليهم فيه ظاهرة؟ فقال: وبما أحتجّ عليهم؟ فقال (عليه السلام): بكتاب الله، فقال: في أيّ موضع؟ فقال (عليه السلام): قول الله تعالى:﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً﴾، قد أخبرك الله إنّ أوّل بيت وضع للناس هو الذي ببكّة، فإن كانوا هم تولّوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن كان البيت قديماً قبلهم فله فناؤه، فدعاهم أبو جعفر المنصور فاحتجّ عليهم بهذا، فقالوا له: اصنع ما أحببت.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من مرض يوماً بمكّة، كتب الله له من العمل الصالح الذي كان يعمله عبادة ستّين سنة، ومن صبر على حرّ مكّة ساعة تباعدت عنه النار مسيرة مائة عام، وتقرّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام.
شبكة السراج في الطريق إلى الله
شبكة السراج في الطريق إلى الله؛ موقع ثقافي، إعلامي وتبليغي، يهدف لنشر معارف الإسلام المحمّدي وترويج الثّقافة الدّينيّة، يضمّ بساتين من المحتوى الهادف في مختلف المجالات، مضافا إلى محاضرات ومؤلّفات سماحة الشّيخ حبيب الكاظمي.
تمّت زيارة موقع سراج ١,٢٠٠,٠٠٠ مرة خلال الستة أشهر الماضية، كما ظهر في نتائج بحث المستخدمين ١١,٣٧٠,٠٠٠ مرّة.