- جواهر البحار
- » كتاب القرآن
- » أحاديث في فضل حامل القرآن وبيان أصناف القرّاء
قال الباقر (عليه السلام): قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتّخذه بضاعة واستدرّ به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده، ورجل قرأ القرآن ووضع دواء القرآن على دائه، وأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، وأقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله عزّ وجلّ البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبأولئك ينزّل الله الغيث من السماء، فوالله، لهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يعذّب الله قلباً وعى القرآن.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة: أميراً وقارئاً وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطاناً فلم يعدل، فتزدرده كما تزدرد الطير حبّ السمسم، وتقول للقاري: يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي، فتزدرده، وتقول للغنيّ: يا من وهب الله له دنياً كثيرة واسعة فيضاً، وسأله الحقير اليسير قرضاً، فأبى إلّا بخلاً، فتزدرده.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ في جهنّم رحىً تطحن، أ فلا تسألوني ما طحنها؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): العلماء الفجرة، والقرّاء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ القرآن ثمّ شرب عليه حراماً، أو آثر عليه حبّاً للدنيا وزينتها، استوجب عليه سخط الله إلّا أن يتوب، ألا وإنّه إن مات على غير توبة حاجّه القرآن يوم القيامة، فلا يزايله إلّا مدحوضاً.
جاء أبو ذرّ إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، إنّي أخاف أن أتعلّم القرآن ولا أعمل به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يعذّب الله قلباً أسكنه القرآن.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله تعالی جواد يحبّ الجود، ومعالي الأمور، ويكره سفسافها ١ ، وإنّ من عظم جلال الله تعالی إكرام ثلاثة: ذي الشيبة في الإسلام، والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي ولا الجافي عنه.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): كم من قارئ القرآن والقرآن يلعنه.