- جواهر البحار
- » كتاب الأدعية والأذكار
- » أحاديث في فضل الدعاء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الدعاء يردّ القضاء، وإنّ المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه الرزق.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا أبواب البلاء بالدعاء، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، فإنّه ما يصاد ما تصيد من الطير إلّا بتضييعهم التسبيح.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الرزق لينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كلّ نفس بما قدّر لها، ولكن لله فضول، فـ ﴿اسأَلُوا اللَّهَ مِن فَضلِهِ﴾.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها، ومن ركض البراذين.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلّا بذنوب اجترحوا، ﴿أَنَّ اللّهََ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبيدِ﴾، ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تنزل، ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم، فزعوا إلى الله بصدق من نيّاتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا، لأصلح الله لهم كلّ فاسد، ولردّ عليهم كلّ صالح.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا، وذلك أنّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.
قال الباقر (عليه السلام) في قوله﴿إِنَّ إِبْراهيمَ لَأَوَّاهٌ حَليمٌ﴾: الأوّاه المتضرّع إلى الله في صلاته، وإذا خلا في قفرة من الأرض وفي الخلوات.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وإنّ أبخل الناس من بخل بالسلام.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام): يا بنيّ، للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذّتها، فيما يحلّ ويحمد.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد يسلك وادياً، فيبسط كفّيه فيذكر الله ويدعو، إلّا ملأ الله ذلك الوادي حسنات، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر.
قال الباقر (عليه السلام): ما من شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله يحبّ العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم، ويبغض العبد أن يستخفّ بالجرم اليسير.
قال الرضا (عليه السلام): إنّ الدعاء يدفع من البلاء ما قدّر وما لم يقدّر، قيل: وكيف يدفع ما لم يقدّر؟ قال (عليه السلام): حتّى لا يكون.
قال الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء، فإنّكم لا تتقرّبون بمثله ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تسألوها، فإنّ صاحب الصغائر هو صاحب الكبائر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء.
قال الحسين بن عليّ (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع يديه إذا ابتهل ودعا، كما يستطعم المسكين.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليست فيها قطيعة رحم ولا استجلاب إثم، إلّا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث: إمّا أن يعجّل له الدعوة، وإمّا أن يدّخرها في الآخرة، وإمّا أن يرفع عنه مثلها من السوء.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تستحقروا دعوة أحد، فإنّه يستجاب لليهودي فيكم، ولا يستجاب له في نفسه.
قال الصادق (عليه السلام): الدعاء يردّ القضاء بعد ما أبرم إبراماً، فأكثر من الدعاء، فإنّه مفتاح كلّ رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا ينال ما عند الله إلّا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه.
قال الصادق (عليه السلام): الدعاء كهف الإجابة، كما أنّ السحاب كهف المطر.
قال الصادق (عليه السلام): الدعاء يردّ القضاء وينقضه، كما ينقض السلك وقد أبرم إبراماً.
قال الكاظم (عليه السلام): عليكم بالدعاء، فإنّ الدعاء والطلبة إلى الله جلّ وعزّ يردّ البلاء وقد قدّر وقضي، فلم يبق إلّا إمضاؤه، فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفاً.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): البلاء معلّق بين السماء والأرض مثل القنديل، فإذا سأل العبد ربّه العافية صرف الله عنه البلاء، وقال: سلوا الله عزّ وجلّ ما بدا لكم من حوائجكم حتّى شسع النعل، فإنّه إن لم ييسّره لم يتيسّر.
قال الباقر (عليه السلام) للصادق (عليه السلام): يا بنيّ، من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشكا إلى الله عزّ وجلّ، كان حقّاً على الله أن يعافيه من ذلك.
قال الصادق (عليه السلام): من تقدّم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقيل: صوت معروف ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدّم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إنّ ذا الصوت لا نعرفه.
قال الصادق (عليه السلام): من تقدّم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقيل: «صوت معروف» ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدّم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إنّ ذا الصوت لا نعرفه.
قال العالم (عليه السلام): لكلّ داء دواء، فسئل عن ذلك فقال (عليه السلام): لكلّ داء دعاء، فإذا ألهم المريض الدعاء فقد أذن الله في شفائه، وقال (عليه السلام): أفضل الدعاء الصلاة على محمّد وآله، ثمّ الدعاء للإخوان، ثمّ الدعاء لنفسك فيما أحببت، وأقرب ما يكون العبد من الله سبحانه إذا سجد، وقال (عليه السلام): الدعاء أفضل من قراءة القرآن؛ لأنّ الله عزّ وجلّ قال: ﴿قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُم﴾ فإنّ الله عزّ وجلّ ليؤخّر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول: صوتاً أحبّ أن أسمعه، ويعجّل إجابة الدعاء للمنافق ويقول: صوتاً أكره سماعه.
قال أبو ولّاد حفص بن سالم الخيّاط: دخلت على الكاظم (عليه السلام) بالمدينة وكان معي شيء فأوصلته إليه، فقال (عليه السلام): أبلغ أصحابك وقل لهم: اتّقوا الله عزّ وجلّ، فإنّكم في إمارة جبّار _ يعني (عليه السلام) أبا الدوانيق _ فأمسكوا ألسنتكم، وتوقّوا على أنفسكم ودينكم، وادفعوا ما تحذرون علينا، وعليكم منه بالدعاء، فإنّ الدعاء _ والله _ والطلب إلى الله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي ولم يبق إلّا إمضاؤه، فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفاً، فألحّوا في الدعاء أن يكفيكموه الله.
فلمّا بلّغت أصحابي مقالة الكاظم (عليه السلام)، ففعلوا ودعوا عليه _ وكان ذلك في السنة التي خرج فيها أبو الدوانيق إلى مكّة _ فمات عند بئر ميمون قبل أن يقضي نسكه وأراحنا الله منه، وكنت تلك السنة حاجّاً، فدخلت على الكاظم (عليه السلام) فقال: يا أبا ولّاد، كيف رأيتم نجاح ما أمرتكم به وحثثتكم عليه من الدعاء على أبي الدوانيق؟ يا أبا ولّاد، ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله الدعاء، إلّا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلّا كان ذلك البلاء طويلاً، فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء.
قال معاوية بن عمّار: قلت للصادق (عليه السلام): رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة، فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته، ثمّ انصرفا في ساعة واحدة، أيّهما أفضل؟ فقال (عليه السلام): كلّ فيه فضل، كلّ حسن، قلت: قد علمت أنّ كلّاً حسن وأنّ كلّاً فيه فضل، فقال (عليه السلام): الدعاء أفضل، أ ما سمعت قول اللّه تبارك وتعالى: ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾، هي _ واللّه _ العبادة، هي _ والله _ العبادة، أ ليست هي العبادة؟ هي _ واللّه _ العبادة، هي _ واللّه _ العبادة، أ ليست أشدّهنّ؟ هي _ واللّه _ أشدّهنّ، هي _ واللّه _ أشدّهنّ، هي _ واللّه _ أشدّهنّ.
قال الصادق (عليه السلام): من لم يسأل اللّه من فضله افتقر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الحذر لا ينجي من القدر، ولكن ينجي من القدر الدعاء، فتقدّموا في الدعاء قبل أن ينزل بكم البلاء، إنّ الله يدفع بالدعاء ما نزل من البلاء وما لم ينزل.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): الدعاء مخّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام): واعلم أنّ الذي بيده خزائن السماوات والأرض، قد أذن لك في الدعاء، وتكفّل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك، وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يفضحك حيث الفضيحة، ولم يشدّد عليك في قبول الإنابة، ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة، وحسب سيّئتك واحدة وحسب حسنتك عشراً، وفتح لك باب المتاب، وباب الاستعتاب.
فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك، واستكشفته كروبك، واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره، من زيادة الأعمار وصحّة الأبدان،
وسعة الأرزاق.
ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيها من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمه، واستمطرت شآبيب رحمته، فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته، فإنّ العطيّة على قدر النيّة.
وربما أخّرت عنك الإجابة، ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الأمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيراً منه عاجلاً وآجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك، فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، وينفى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أكسل الناس عبد صحيح فارغ، لا يذكر الله بشفة ولا لسان.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): سلوا الله وأجزلوا، فإنّه لا يتعاظمه شيء.
في الحديث القدسي: يا موسى، سلني كلّ ما تحتاج إليه حتّى علف شاتك، وملح عجينك.
قال الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء، فإنّكم لا تقرّبون إلى الله بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، فإنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار.
قال الصادق (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً دعّاء.