- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في فضل التعقيب وشرائطه وآدابه
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيّما امرئ مسلم جلس في مصلّاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله حتّى تطلع الشمس، كان له من الأجر كحاجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ١
قال الصادق (عليه السلام): التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد.
قال عبد الله القروي: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح، فقال لي: ادن فدنوت حتّى حاذيته، قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت، فقال: ما ترى في البيت؟ قلت: ثوباً مطروحاً، فقال: انظر حسناً، فتأمّلت فنظرت فتيقّنت، فقلت: رجل ساجد، فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا، قال: هذا مولاك، قلت: ومن مولاي؟ فقال: تتجاهل عليّ؟ فقلت: ما أتجاهل، ولكنّي لا أعرف لي مولىً، فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر، إنّي أتفقّده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات، إلّا على الحالة التي أخبرك بها.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.
وقال (عليه السلام): إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء، فقال عبد الله بن سبأ: يا أمير المؤمنين، أ ليس الله في كلّ مكان؟ فقال (عليه السلام): بلى، قال: فلم يرفع العبد يديه إلى السماء؟ قال: أ ما تقرأ: ﴿وَفِي السَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ فمن أين يطلب الرزق إلّا من موضعه؟ وموضع الرزق ما وعد الله عزّ وجلّ السماء.
الضرب في الأرض: المسافرة فيها، والمراد هنا السفر للتجارة، مع أنّه قد ورد أنّ تسعة أعشار الرزق في التجارة، ومع ذلك التعقيب أبلغ منها في طلبه، وذلك لأنّ المعقّب يكل أمره إلى الله، ويشتغل بطاعته بخلاف التاجر، فإنّه يطلب بكدّه ويتّكل على السبب، وقد مرّ أنّه من كان لله كان الله له.
﴿وَفِي السَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ﴾، قيل: أي أسباب رزقكم، أو تقديره، وقيل: المراد بالسماء السحاب وبالرزق المطر، لأنّه سبب الأقوات.
﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾، أي من الثواب، لأنّ الجنّة فوق السماء السابعة، أو لأنّ الأعمال وثوابها مكتوبة مقدّرة في السماء. والحاصل أنّه لمّا كان تقدير الرزق وأسبابه في السماء والمثوبات الأخروية وتقديراتها في السماء، فناسب رفع اليد إليها في طلب الأمور الدنيوية والأخروية في التعقيب وغيره.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله جلّ جلاله: يا بن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلّمني ما يصلحك.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله جلّ جلاله: يا بن آدم، اذكرني بعد الغداة ساعة وبعد العصر ساعة، أكفك ما أهمّك.
قال عمیر بن مأمون: رأيت الحسن بن عليّ (عليه السلام) يقعد في مجلسه، حين يصلّي الفجر حتّى تطلع الشمس، وسمعته يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صلّى الفجر ثمّ جلس في مجلسه، يذكر الله عزّ وجلّ حتّى تطلع الشمس ستره الله عزّ وجلّ من النار، ستره الله عزّ وجلّ من النار، ستره الله عزّ وجلّ من النار.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أدّى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة.
قال ابن الفحّام: رأيت _ والله _ أمير المؤمنين (عليه السلام) في النوم، فسألته عن الخبر، فقال (عليه السلام): صحيح، إذا فرغت من المكتوبة فقل _ وأنت ساجد _: «اللّهمّ، بحقّ من رواه وروي عنه، صلّ على جماعتهم وافعل بي كيت وكيت».
قيل للباقر (عليه السلام): جعلت فداك، إنّهم يقولون: إنّ النوم بعد الفجر مكروه، لأنّ الأرزاق تقسم في ذلك الوقت؟
فقال (عليه السلام): الأرزاق موظوفة مقسومة، ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله: ﴿وَسَۡٔلُواْ اللَّهَ مِن فَضۡلِهِ﴾.
قال الصادق (عليه السلام): ثلاثة من خالصة الله عزّ وجلّ يوم القيامة: رجل زار أخاه في الله عزّ وجلّ فهو زور الله، وعلى الله أن يكرم زوره ويعطيه ما سأل، ورجل دخل المسجد فصلّى وعقّب انتظاراً للصلاة الأخرى فهو ضيف الله، وحقّ على الله أن يكرم ضيفه.
والحاجّ والمعتمر فهذا وفد الله، وحقّ على الله أن يكرم وفده.
قال الباقر (عليه السلام) أو الصادق (عليه السلام): الدعاء دبر الصلاة المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوّع كفضل المكتوبة على التطوّع.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا فرغ العبد من الصلاة ولم يسأل الله تعالى حاجته، يقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي، فقد أدّى فريضتي ولم يسأل حاجته منّي، كأنّه قد استغنى عنّي، خذوا صلاته فاضربوا بها وجهه.
سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٌ مُّنِيبٌ﴾ قال (عليه السلام): الأوّاه الدعّاء.
روي أنّ المؤمن معقّب ما دام على وضوئه.