- جواهر البحار
- » كتاب القرآن
- » أحاديث في فضائل سورة البقرة وسورة آل عمران
سئل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أيّ آية أنزلها الله عليك أعظم، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): آية الكرسيّ.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسيّ، وليضمر في نفسه أنّها تبرأ، فإنّه يعافى إن شاء الله.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من قرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشرة مرّة، ومثلها ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾، ومثلها آية الكرسيّ منع ماله ممّا يخاف.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ليقرأ أحدكم إذا خرج من بيته الآيات من آل عمران، وآية الكرسيّ، و﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ﴾، وأمّ الكتاب، فإنّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ آية الكرسيّ مائة مرّة كان كمن عبد الله طول حياته.
قال أبو أمامة: قال عليّ (عليه السلام): ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام ودلّه في الإسلام يبيت ليلة سوادها، قلت: وما سوادها يا أبا أمامة ١ ؟ قال (عليه السلام): جميعها، حتّى يقرأ هذه الآية ﴿اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾، فقرأ الآية إلى قوله: ﴿وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ﴾، ثمّ قال (عليه السلام): فلو تعلمون ما هي _ أو قال: ما فيها _ لما تركتموها على حال، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرني قال: أعطيت آية الكرسيّ من كنز تحت العرش، ولم يؤتها نبيّ كان قبلي.
قال عليّ (عليه السلام): فما بتّ ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أقرأها، ثمّ قال (عليه السلام) لي: يا أبا أمامة، إنّي أقرأها ثلاث مرّات في ثلاثة أحايين كلّ ليلة. فقلت: وكيف تصنع في قراءتك لها يا بن عمّ محمّد؟ قال (عليه السلام): أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة، فوالله، ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من نبيّكم (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أخبرتك به.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسيّ وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وماله شيئاً يكرهه، ولا يقربه الشيطان، ولا ينسى القرآن.
قال الصادق (عليه السلام): إذا دخلت مدخلاً تخافه فاقرأ هذه الآية:
﴿رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً﴾، فإذا عاينت الذي تخافه فاقرأ آية الكرسيّ.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ العفاريت من أولاد الأبالسة، تتخلّل وتدخل بين محامل المؤمنين، فتنفّر عليهم إبلهم، فتعاهدوا ذلك بآية الكرسيّ.
قال الصادق (عليه السلام) في سمك البيت: إذا رفع فوق ثماني أذرعٍ صار مسكوناً، فإذا زاد على ثماني أذرعٍ فليكتب على رأس الثماني آية الكرسيّ.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ لكلّ شيء ذروة، وذروة القرآن آية الكرسيّ.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الشياطين يقولون: لكلّ شيء ذروة، وذروة القرآن آية الكرسيّ، من قرأها مرّة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا وألف مكروه من مكاره الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر، وإنّي لأستعين بها على صعود الدرجة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): القرآن مأدبة الله، فتعلّموا من مأدبة الله ما استطعتم، إنّه النور المبين، والشفاء النافع، تعلّموه، فإنّ الله يشرّفكم بتعلّمه، تعلّموا سورة البقرة وآل عمران، فإنّ أخذهما بركة، وتركهما حسرة، ولا يستطيعهما البطلة _ يعني السحرة _ وإنّهما ليجيئان يوم القيامة كأنّه غمامتان أو عباءتان، أو فرقان من طير صوافّ، يحاجّان عن صاحبهما، ويحاجّهما ربّ العزّة، يقولان: يا ربّ الأرباب، إنّ عبدك هذا أقرأناً، وأظمأنا نهاره، وأسهرنا ليله، وأنصبنا بدنه، فيقول الله عزّ وجلّ: يا أيّها القرآن، فكيف كان تسليمه لما أنزلته فيك من تفضيل عليّ بن أبي طالب أخي محمّد رسول الله؟ يقولان: يا ربّ الأرباب وإله الآلهة، والاه ووالى وليّه، وعادى أعداءه، إذا قدر جهر، وإذا عجز اتّقى واستتر، يقول الله تعالی: فقد عمل إذاً بكما كما أمرته، وعظّم من حقّكما ما أعظمته.
يا عليّ، أ ما تستمع شهادة القرآن لوليّك هذا؟ فيقول عليّ (عليه السلام): بلى، يا ربّ، فيقول الله: فاقترح له ما تريد، فيقترح له ما يريده عليّ (عليه السلام) من أمانيّ هذا القاري أضعاف المضاعفات ما لا يعلمه إلّا الله عزّ وجلّ، فيقال: قد أعطيته ما اقترحت يا عليّ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وإنّ والدي القاري ليتوّجان بتاج الكرامة، يضيء نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة، ويكسيان حلّة لا يقوم لأقلّ سلك منها مائة ألف ضعف ما في الدنيا، بما يشتمل عليه من خيراتها، ثمّ يعطى هذا القاري الملك بيمينه في كتاب، والخلد بشماله في كتاب، يقرأ من كتابه بيمينه: قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان، ومن رفقاء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيّد الأنبياء، وعليّ (عليه السلام) خير الأوصياء، والأئمّة بعدهما سادة الأتقياء، ويقرأ من كتابه بشماله: قد أمنت الزوال والانتقال عن هذا الملك، وأعذت من الموت والأسقام، وكفيت الأمراض والأعلال، وجنّبت حسد الحاسدين وكيد الكائدين. ثمّ يقال له: اقرأ وارق، ومنزلك عند آخر آية تقرأها، فإذا نظر والداه إلى حليتهما وتاجيهما قالا: ربّنا، أنّى لنا هذا الشرف، ولم تبلغه أعمالنا؟ فقال لهما: إكرام الله عزّ وجلّ هذا لكما، بتعليمكما ولدكما القرآن.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ فاتحة الكتاب وآية الكرسيّ والآيتين من
آل عمران ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ﴾، ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْك﴾ إلى آخرها معلّقات ما بينهنّ وبين الله تعالی حجاب، يقلن: يا ربّ، تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؟ فقال الله تعالی: لا يقرأكنّ أحد من عبادي دبر كلّ صلاة إلّا جعلت الجنّة مثواه على ما كان فيه ولأسكنته حظيرة القدس، ولأنظرنّ إليه في كلّ يوم سبعين نظرة.
قال الباقر (عليه السلام) أو الصادق (عليه السلام): أيّما دابّة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في أذنها أو عليها: ﴿أَ فَغَيْرَ دينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾.
خطّ الشهید الأوّل (رحمه الله): قال الحسن (عليه السلام): أنا ضامن لمن قرأ العشرين آية أن يعصمه الله من كلّ سلطان ظالم، ومن كلّ شيطان مارد، ومن كلّ لصّ عاد، ومن كلّ سبع ضارّ، وهي آية الكرسيّ وثلاث آيات من الأعراف ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ﴾ إلى ﴿الْمُحْسِنينَ﴾ وعشر من أوّل الصافّات، وثلاث من الرحمن ﴿يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ﴾ إلى ﴿تَنْتَصِرانِ﴾، وثلاث من آخر سورة الحشر ﴿هُوَ اللَّهُ﴾ إلى آخرها.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا أراد أحدكم الحاجة فليكن في طلبها يوم الخميس، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم الخميس»، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر آل عمران، و﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، وأمّ الكتاب، فإنّ فيهنّ قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
قال أمير المومنين (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات: ﴿أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾، و﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، و﴿إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها﴾ في ركعة. وفي الثانية: ﴿وَالْعَصْرِ﴾، و﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾، و﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾، وفي الثالثة: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.