- جواهر البحار
- » تتمة كتاب العقود والإيقاعات
- » أحاديث في عقوبة قتل النفس
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما عجّت الأرض إلى ربّها عزّ وجلّ كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، أو اغتسال من زنا، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس.
قال الصادق (عليه السلام): الذنوب التي تغيّر النعم: البغي، والذنوب التي تورث الندم: القتل، والتي تنزل النقم: الظلم، والتي تهتك الستور: شرب الخمر، والتي تحبس الرزق: الزنا، والتي تعجّل الفناء: قطيعة الرحم، والتي تردّ الدعاء، وتظلم الهواء: عقوق الوالدين.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يغرّنّكم رحب الذراعين بالدم، فإنّ له عند الله قاتلاً لا يموت، قالوا: يا رسول الله، وما قاتل لا يموت؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): النار.
قال حمران بن أعین: قلت للباقر (عليه السلام): قول الله عزّ وجلّ ﴿مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَني إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَميعاً﴾، وإنّما قتل واحداً، فقال (عليه السلام): يوضع في موضع من جهنّم إليه منتهى شدّة عذاب أهلها، لو قتل الناس جميعاً كان إنّما يدخل ذلك المكان، ولو كان قتل واحداً كان إنّما يدخل ذلك المكان، قلت: فإنّه قتل آخر؟ قال (عليه السلام): يضاعف عليه.
قال حمران بن أعین: قلت للباقر (عليه السلام): فـ ﴿مَنْ أَحْياها﴾؟ قال (عليه السلام): نجّاها من غرق أو حرق أو سبع أو عدوّ، ثمّ سكت ثمّ التفت إليّ فقال (عليه السلام): تأويلها الأعظم: دعاها، فاستجابت له.
قال الباقر (عليه السلام): أوّل ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما، ثمّ الذين يلونهم من أصحاب الدماء حتّى لا يبقى منهم أحد ثمّ الناس بعد ذلك، فيأتي المقتول قاتله فيشخب دمه في وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً.
قال الجواد (عليه السلام): ما من نفس تقتل برّة ولا فاجرة، إلّا وهي تحشر يوم القيامة متعلّقاً بقاتله بيده اليمنى، ورأسه بيده اليسرى، وأوداجه تشخب دماً، يقول: يا ربّ، سل هذا: فيم قتلني، فإن كان قتله في طاعة الله عزّ وجلّ، أثيب القاتل الجنّة، وذهب بالمقتول إلى النار، وإن قال: في طاعة فلان، قيل له: اقتله كما قتلك، ثمّ يفعل الله فيهما بعد مشيّته.