- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصوم
- » أحاديث في صوم الثلاثة الأيّام في كلّ شهر
كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون: صوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر سنّة، في كلّ عشرة أيّام يوم، أربعاء بين خميسين.
قال مسعدة بن صدقة: قال الصادق (عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام): قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها البله، قال مسعدة: قلت: ما الأبله؟ فقال (عليه السلام): العاقل في الخير، الغافل عن الشرّ، الذي يصوم في كلّ شهر ثلاثة أيّام.
قال الحسین بن أبي حمزة: قلت للباقر (عليه السلام) أو للصادق (عليه السلام): صوم ثلاثة أيّام في الشهر أؤخّرها في الصيف إلى الشتاء؟ فإنّي أجده أهون عليّ، فقال (عليه السلام): نعم، واحفظها.
قال إبراهيم بن المثنّى: قلت للصادق (عليه السلام) إنّي قد اشتدّ عليّ صوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر، فما يجزي عنّي أن أتصدّق مكان كلّ يوم بدرهم؟ فقال (عليه السلام): صدقة درهم أفضل من صيام يوم.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ آخر خميس من الشهر ترفع فيه الأعمال.
ولعلّ قائلاً يقول: إنّ كلّ يوم اثنين وخميس من كلّ أسبوع ترفع فيه أعمال العباد، فما وجه هذه الأحاديث في تخصيصها الخميس الآخر من الشهر وهي صحيحة الإسناد؟
والجواب: أنّ الأعمال يعرض عرضاً في آخر خميس في الشهر بعد عرضها في كلّ يوم اثنين وخميس، فيكون العرض الأوّل عرضاً خاصّاً من غير كشف للملائكة وأرواح الأنبياء(عليهم السلام)في الملأ الأعلى، بل بوجه مستور عنهم، ثمّ يعرض أعمال كلّ الشهر آخر خميس فيه عرضاً عاماً بتفصيل أعمال الشهر عن جملتها أو على وجه مكشوف للروحانيين، وإظهار ملك الأعمال على صفتها؛ لأنّ العرض للأعمال ما هو جنس واحد على التحقيق من كلّ طريق، لأنّ الملكين الحافظين بالنهار يعرضان عمل العبد في نهاره كما يختصّان به، وملكي الليل يعرضان ما يعمله العبد في ليله كما ينفردان به.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دخلت الجنّة، فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون أيّام البيض.