- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في صلاة الحوائج والأدعية لها يوم الجمعة
قال الباقر (عليه السلام): ما يمنع أحدكم إذا أصابه شيء من غمّ الدنيا أن يصلّي يوم الجمعة ركعتين، ويحمد الله تعالی ويثني عليه، ويصلّي على محمّد وآله، ويمدّ يده ويقول: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّك ملك وأنّك على كلّ شيء قدير مقتدر، وأنّك ما تشاء من أمر يكون، وما شاء الله من شيء يكون، وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، يا رسول الله، إنّي أتوجّه بك إلى الله ربّي وربّك لينجح بك طلبتي ويقضي بك حاجتي، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأنجح طلبتي واقض حاجتي بتوجّهي إليك بنبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
اللّهمّ من أرادني من خلقك ببغي أو عنت أو سوء أو مساءة أو كيد من جنّي أو إنسي من قريب أو بعيد صغير أو كبير، فصلّ على محمّد وآل محمّد وأحرج صدره وأفحم لسانه وقصّر يده واسدد بصره وادفع في نحره وأقمع رأسه وأوهن كيده وأمته بدائه وغيظه واجعل له شاغلاً من نفسه، واكفنيه بحولك وقوّتك وعزّتك وعظمتك وقدرتك وسلطانك ومنعتك عزّ جارك وجلّ ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا حول ولا قوّة إلّا بك يا الله، إنّك على كلّ شيء قدير، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، والمح من أرادني بسوء منك لمحة توهن بها كيده، وتغلب بها مكره، وتضعف بها قوّته، وتكسر بها حدّته، وتردّ بها كيده في نحره يا ربّي وربّ كلّ شيء، وتقول ثلاث مرّات: اللّهمّ، إنّي أستكفيك ظلم من لم تعظه المواعظ ولم تمنعه منّي المصائب ولا الغير، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واشغله عنّي بشغل شاغل في نفسه وجميع ما يعانيه، إنّك على كلّ شيء قدير، اللّهمّ إنّي بك أعوذ وبك ألوذ، وبك أستجير من شرّ فلان _ وتسمّيه _ فإنّك تكفاه إن شاء الله وبه الثقة.
قال الصادق (عليه السلام): إذا حضرت لك حاجة مهمّة إلى الله عزّ وجلّ، فصم ثلاثة أيّام متوالية أربعاً وخميساً وجمعة، فإذا كان يوم الجمعة إن شاء الله فاغتسل، والبس ثوباً جديداً نظيفاً، ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك، فصلّ فيه ركعتين، وارفع يديك إلى السماء، وقل:
«اللّهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وأنّه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك، وقد علمت يا ربّ، أنّه كلّما تظاهرت نعمتك عليّ اشتدّت فاقتي إليك، وقد طرقني همّ كذا وكذا، وأنت بكشفه عالم غير معلّم واسع غير متكلّف، فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماوات فانشقّت، وعلى النجوم فانتشرت، وعلى الأرض فسطحت، وأسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد وآل محمّد، وعند فلان وفلان _ وتذكر الأئمّة (عليهم السلام) واحداً واحداً _ أن تصلّي على محمّد وأهل بيته، وأن تقضي لي حاجتي وتيسّر لي عسيرها وتكفيني مهمّها، فإن فعلت فلك الحمد، وإن لم تفعل فلك الحمد، غير جائر في حكمك ولا متّهم في قضائك ولا حائف في عدلك، ثمّ يلصق خدّه بالأرض، ويقول: اللّهمّ، إنّ يونس بن متى عبدك دعاك في بطن الحوت وهو عبدك فاستجبت له وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي».
قال الصادق (عليه السلام): ربما كانت لي الحاجة فأدعو بها، فأرجع وقد قضيت.
قال الصادق (عليه السلام): صم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كانت عشيّة يوم الخميس تصدّقت على عشرة مساكين مدّاً مدّاً من طعام، فإذا كان يوم الجمعة اغتسلت وبرزت إلى الصحراء، فصلّ صلاة جعفر بن أبي طالب، واكشف ركبتيك وألزمهما الأرض، وقل: «يا من أظهر الجميل وستر عليّ القبيح، ويا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كلّ نجوى ومنتهى كلّ شكوى، يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه يا ربّاه يا ربّاه، _ عشراً _ يا الله يا الله _ عشراً _ يا سيّداه يا سيّداه _ عشراً _ يا مولاه يا مولاه _ عشراً _ يا رجاءاه _ عشراً _ يا غياثاه _ عشراً _ يا غاية رغبتاه _ عشراً _ يا رحمان _ عشراً _ يا رحيم _ عشراً _ يا معطي الخيرات _ عشراً _ صلّ على محمّد وآل محمّد كثيراً طيّباً مباركاً كأفضل ما صلّيت على أحد من خلقك _ عشراً _ وتسأل حاجتك … .
قال الرضا (عليه السلام): من كانت له حاجة قد ضاق بها ذرعاً فلينزلها بالله تعالى، قیل: كيف يصنع؟ قال (عليه السلام): فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة، ويلبس أنظف ثيابه، ويتطيّب بأطيب طيبه، ثمّ يقدّم صدقة على امرئ مسلم بما تيسّر من ماله، ثمّ يبرز إلى أفق السماء ولا يحتجب ويستقبل القبلة ويصلّي ركعتين يقرأ في الأوّلة فاتحة الكتاب و﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ خمس عشرة مرّة، ثمّ ليركع ويقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد ثانية فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية، فإذا جلس للتشهّد قرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يتشهّد ويسلّم ويقرأها بعد التسليم خمس عشرة مرّة.
ثمّ يخرّ ساجداً فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يضع خدّه الأيمن على الأرض فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يضع خدّه الأيسر على الأرض فيقرأ مثل ذلك، ثمّ يعود إلى السجود فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يقول _ وهو ساجد يبكي _: «يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا، لا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلّا وجهك، جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، ويا مذلّ كلّ عزيز، تعلم كربتي فصلّ على محمّد وآله، وفرّج عنيّ» ثمّ تقلب خدّك الأيمن، وتقول ذلك ثلاثاً، ثمّ تقلب خدّك الأيسر، وتقول مثل ذلك.
قال الرضا (عليه السلام): فإذا فعل العبد ذلك يقضي الله حاجته، وليتوجّه في حاجته إلى الله تعالى بمحمّد وآله عليه وعليهم السلام ويسمّيهم عن آخرهم.