- جواهر البحار
- » تتمة كتاب المزار
- » أحاديث في زيارة الأربعين
قال العسكري (عليه السلام): علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم». ١
وقال عطا: كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أ معك شيء من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سعد، فجعل منه على رأسه وساير جسده، ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (عليه السلام)، وكـبّر ثلاثاً ثمّ خرّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سمعته يقول: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه، السلام عليكم يا سادات السادات، السلام عليكم يا ليوث الغابات، السلام عليكم يا سفينة النجاة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا وارث علم الأنبياء، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبيّ الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.
السلام عليك يا ابن محمّد المصطفى، السلام عليك يا ابن عليّ المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا شهيد بن الشهيد، السلام عليك يا قتيل بن القتيل، السلام عليك يا وليّ الله وابن وليّه، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته على خلقه.
أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وبررت والديك وجاهدت عدوّك، أشهد أنّك تسمع الكلام وتردّ الجواب، وأنّك حبيب الله وخليله ونجيبه وصفيّه وابن صفيّه، زرتك مشتاقاً، فكن لي شفيعاً إلى الله يا سيّدي، أستشفع إلى الله بجدك سيّد النبيّين وبأبيك سيّد الوصيّين وبأمّك سيّدة نساء العالمين، لعن الله قاتليك وظالميك وشانئيك ومبغضيك من الأوّلين والآخرين.
ثمّ انحنى على القبر ومرّغ خدّيه عليه، وصلّى أربع ركعات، ثمّ جاء إلى قبر عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتلك، لعن الله ظالمك، أتقرّب إلى الله بمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من عدوّكم.
ثمّ قبّله وصلّى ركعتين والتفت إلى قبور الشهداء، فقال: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله الحسین (عليه السلام)، السلام عليكم يا شيعة الله وشيعة رسوله وشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين(عليهم السلام)، السلام عليكم يا طاهرون، السلام عليكم يا مهديّون، السلام عليكم يا أبرار، السلام عليكم وعلى ملائكة الله الحافّين بقبوركم، جمعني الله وإيّاكم في مستقرّ رحمته تحت عرشه.
ثمّ جاء إلى قبر العبّاس بن أمير المؤمنين (عليه السلام) فوقف عليه، وقال: السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا عبّاس بن عليّ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة، وأدّيت الأمانة، وجاهدت عدوّك وعدوّ أخيك، فصلوات الله على روحك الطيّبة، وجزاك الله من أخ خيراً، ثمّ صلّى ركعتين ودعا إلى الله ومضى. ١
هذا الخبر يدلّ على أنّ جابراً (رض) كان يستحسن الطيب لزيارته (عليه السلام)، وقد مرّ في بعض الأخبار المنع عنه، ولا يبعد أن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان المقصود منه التلذّذ، لا حرمة الروضة المقدّسة وإكرامها وتطييبها.