قال سدیر بن حكیم: قال الصادق (عليه السلام): يا سدير، ما عليك أن تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كلّ جمعة خمس مرّات وفي كلّ يوم مرّة؟ قلت: جعلت فداك، إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال (عليه السلام): تصعد فوق سطحك، ثمّ تلتفت يمنة ويسرة، ثمّ ترفع رأسك إلى السماء، ثمّ تحول نحو قبر الحسين (عليه السلام)، ثمّ تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة، قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرّة.
قال سلیمان بن عیسی عن أبیه: قلت للصادق (عليه السلام): كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك؟ قال (عليه السلام): يا عيسى، إذا لم تقدر على المجيء، فإذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضّأ، واصعد إلى سطحك، وصلّ ركعتين، وتوجّه نحوي، فإنّه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي.
هذا الخبر يدل على أنّ زيارة الإمام الحيّ أيضاً تجوز بهذا الوجه، فهذا مستند لزيارة القائم (عليه السلام) في أيّ مكان أراد، ويتوجّه إلى السرداب المقدّس. (ص٣٦٧)
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله تعالى قبل توبته ١ بالتمسّح بالحسين (عليه السلام). فقال فطرس: يا رسول الله، أما إنّ أمّتك ستقتله، وله عليّ مكافاة أن لا يزوره زائر إلّا أبلغته عنه، ولا يسلّم عليه مسلّم إلّا أبلغته سلامه، ولا يصلّي عليه مصلٍّ إلّا أبلغته سلامه.
قال الحسین بن ثویر: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السرّاج جلوساً عند الصادق (عليه السلام)، وكان المتكلّم يونس _ وكان أكبرنا سنّاً _ فقال له: جعلت فداك، إنّي كثيراً ما أذكر الحسين (عليه السلام)، فأيّ شيء أقول؟ قال (عليه السلام): قل: «صلّى الله عليك يا أبا عبد الله» تعيد ذلك ثلاثاً، فإنّ السلام عليه يصل من قريب وبعيد.