- جواهر البحار
- » كتاب الأدعية والأذكار
- » أحاديث في ذكر الله تعالى
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، سيّد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك، ومواساتك الأخ في الله عزّ وجلّ، وذكر الله تعالی على كلّ حال.
قيل للصادق (عليه السلام): إنّ من سعادة المرء خفّة عارضيه، فقال (عليه السلام): وما في هذا من السعادة، إنّما السعادة خفّة ماضغيه بالتسبيح.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله كثيراً، فإنّه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اذكروا الله في كلّ مكان، فإنّه معكم، وقال (عليه السلام): أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنّه كفّارة للذنوب، وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكثروا ذكر الله تعالی على الطعام ولا تطغوا، فإنّها نعمة من نعم الله، ورزق من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وحمده.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام، وأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته، ومن عصى الله فقد نسي الله، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته.
ناجى موسى (عليه السلام) ربّه عزّ وجلّ: إلهي، ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال عزّ وجلّ: أظلّه يوم القيامة بظلّ عرشي، وأجعله في كنفي.
قال الصادق (عليه السلام): قال الله تعالی: ابن آدم، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم، اذكرني في الخلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم، اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملئك، وقال (عليه السلام): ما من عبد يذكر الله في ملأ من الناس إلّا ذكره الله في ملأ من الملائكة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارّين، والمقاتل عن الفارّين نزوله الجنّة.
قال الصادق (عليه السلام): من كان ذاكراً لله على الحقيقة فهو مطيع، ومن كان غافلاً عنه فهو عاصٍ، والطاعة علامة الهداية، والمعصية علامة الضلالة، وأصلهما من الذكر والغفلة، فاجعل قلبك قبلة، ولسانك لا تحرّكه إلّا بإشارة القلب وموافقة العقل ورضا الإيمان، فإنّ الله تعالی عالم بسرّك وجهرك.
وكن كالنازع روحه، أو كالواقف في العرض الأكبر، غير شاغل نفسك عمّا عناك ممّا كلّفك به ربّك في أمره ونهيه، ووعده ووعيده، ولا تشغلها بدون ما كلّفك. واغسل قلبك بماء الحزن، واجعل ذكر الله من أجل ذكره لك، فإنّه ذكرك وهو غنيّ عنك، فذكره لك أجلّ وأشهى وأتمّ من ذكرك له وأسبق.
ومعرفتك بذكره لك يورثك الخضوع والاستحياء والانكسار، ويتولّد من ذلك رؤية كرمه وفضله السابق، ويصغر عند ذلك طاعاتك وإن كثرت في جنب مننه، فتخلص لوجهه، ورؤيتك ذكرك له تورثك الريا والعجب والسفه والغلظة في خلقه واستكثار الطاعة ونسيان فضله وكرمه، وما تزداد بذلك من الله إلّا بعداً، ولا تستجلب به على مضي الأيّام إلّا وحشة … .
قال الباقر (عليه السلام) أو الصادق (عليه السلام): لايكتب الملك إلّا ما أسمع نفسه، وقال الله تعالی: ﴿اذْكُرْ رَبَّكَ في نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخيفَةً﴾، قال (عليه السلام): لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته إلّا الله.
قال الصادق (عليه السلام) في قوله تعالی ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثيراً﴾: إذا ذكر العبد ربّه في اليوم مائة مرّة كان ذلك كثيراً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكثر ذكر الله أحبّه.
قال الصادق (عليه السلام): ما قعد قوم قطّ يذكرون الله إلّا بعث إليهم إبليس شيطاناً، فيقطع عليهم حديثهم.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله يقول: من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من يسألني.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ربّ، وددت أن أعلم من تحبّ من عبادك فأحبّه؟ فقال: إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبّه، وإذا رأيت عبدي لايذكرني فأنا حجبته وأنا أبغضته.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا الله ولم يصلّوا على نبيّهم إلّا كان ذلك المجلس حسرة ووبالاً عليهم.
قال الصادق (عليه السلام): ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه: فرض الله الفرائض، فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه، والحجّ فمن حجّ فهو حدّه، إلّا الذكر فإنّ الله لم يرض فيه بالقليل، ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه، ثمّ تلا قوله تعالی: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ۞ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾، فلم يجعل الله له حدّاً ينتهي إليه.
قال الصادق (عليه السلام): وكان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، آكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولو كان يحدّث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لاصقاً بحنكه يقول: «لا إله إلّا الله»، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس، وكان يأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر.
والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله تعالی فيه تقلّ بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين.
قال الصادق (عليه السلام): جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثرهم ذكراً.
قال الصادق (عليه السلام): شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً.
قال الصادق (عليه السلام): قال الله تعالی لموسى: أكثر ذكري بالليل والنهار، وكن عند ذكري خاشعاً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع لا يصيبهنّ إلّا مؤمن: الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع لله سبحانه، وذكر الله على كلّ حال، وقلّة الشيء _ يعني قلّة المال _.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله سبحانه وتعالى: إذا علمت أنّ الغالب على عبدي الاشتغال بي نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقّاً، أولئك الأبطال حقّاً، أولئك الذين إذا أردت أن أهلك أهل الأرض عقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك الأبطال.
خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه فقال: ارتعوا في رياض الجنّة، قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنّة؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): مجالس الذكر، اغدوا وروحوا واذكروا، ومن كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإنّ الله تعالی ينزل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه، واعلموا أنّ خير أعمالكم عند مليككم وأزكاها وأرفعها في درجاتكم، وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله تعالی، فإنّه تعالی أخبر عن نفسه فقال: أنا جليس من ذكرني.
عنهم(عليهم السلام): إنّ في الجنة قيعاناً، فإذا أخذ الذاكر في الذكر أخذت الملائكة في غرس الأشجار، فربما وقف بعض الملائكة فيقال له: لم وقفت؟ فيقول: إنّ صاحبي قد فتر _ يعني عن الذكر _.
قال الصادق (عليه السلام): من أشدّ ما فرض الله تعالی على خلقه ذكر الله كثيراً، ثمّ قال (عليه السلام): أما لا أعني «سبحان الله»، و«الحمد لله»، و«لا إله إلّا الله»، و«الله أكبر» وإن كان منه، ولكن ذكر الله تعالی عند ما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها.
قيل للصادق (عليه السلام): من أكرم الخلق على الله؟ قال (عليه السلام): أكثرهم ذكراً لله، وأعملهم بطاعته.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله عزّ وجلّ: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي القلب، وإنّ أبعد الناس من الله القاسي القلب.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلام ابن آدم كلّه عليه لا له، إلّا أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر، أو ذكراً لله تعالی.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ ربّي أمرني أن يكون نطقي ذكراً، وصمتي فكراً، ونظري عبرة.