- جواهر البحار
- » تتمة كتاب العقود والإيقاعات
- » أحاديث في جوامع أحكام القضاء
وجد عليّ (عليه السلام) درعاً له عند نصراني، فجاء به إلى شريح يخاصمه إليه، فلمّا نظر إليه شريح ذهب يتنحّى، وقال: مكانك، فجلس إلى جنبه وقال: يا شريح، أما لو كان خصمي مسلماً ما جلست إلّا معه ولكنّه نصراني، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كنتم وإيّاهم في طريق فألجؤوهم إلى مضايقه، وصغّروا بهم كما صغّر الله بهم في غير أن تظلموا، ثمّ قال عليّ (عليه السلام): إنّ هذا درعي لم أبع ولم أهب، فقال للنصراني ما يقول أمير المؤمنين.
فقال النصراني: ما الدرع إلّا درعي، وما أمير المؤمنين عندي إلّا بكاذب، فالتفت شريح إلى عليّ (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، هل من بيّنة؟ قال: لا، فقضى بها للنصراني، فمشى هنيئة ثمّ أقبل فقال: أمّا أنا فأشهد أنّ هذه أحكام النبيّين، أمير المؤمنين يمشي بي إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، الدرع _ والله _ درعك يا أمير المؤمنين، فخرج مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفّين، فأخبرني من رآه يقاتل مع عليّ (عليه السلام) الخوارج في النهروان.
قال الصادق (عليه السلام): فأيّ قضيّة أعدل من القرعة، إذا فوّض الأمر إلى الله، لقوله: ﴿فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضينَ﴾.