حديث في ضرورة التهيئ للحج والتوكل على الله سبحانه، وفي الاعتبار بمشاهد الحج ومناسكها، وفي الآداب العامة التي ينبغي للحاج مراعاتها، وهذا حديث جليل من الأحاديث التي جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » كتاب الحج والعمرة
- » أحاديث في جوامع آداب الحجّ
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٩٥
قال الصادق (عليه السلام): إذا أردت الحجّ فجرّد قلبك لله من قبل عزمك من كلّ شاغل وحجاب كلّ حاجب، وفوّض أمورك كلّها إلى خالقك، وتوكّل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك، وسلّم لقضائه وحكمه وقدره، وودّع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوّتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدوّاً ووبالاً.
قال (عليه السلام): من ادّعى رضى الله واعتمد على شيء سواه، صيّره عليه عدوّاً ووبالاً، ليعلم أنّه ليس له قوّة ولا حيلة ولا لأحد، إلّا بعصمة الله وتوفيقه، واستعدّ استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراعِ أوقات فرائض الله وسنن نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء، وإيثار الزاد على دوام الأوقات، ثمّ اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع، وأحرم عن كلّ شيء يمنعك من ذكر الله، ويحجبك عن طاعته، ولبّ بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية لله عزّ وجلّ في دعوتك، متمسّكاً بالعروة الوثقى، وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش، كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، وهرول هرباً من هواك، وتبرّياً من جميع حولك وقوّتك، واخرج عن غفلتك وزلّاتك بخروجك إلى منى، ولا تتمنّ ما لا يحلّ لك ولا تستحقّه، واعترف بالخطايا بعرفات.
وجدّد عهدك عند الله بوحدانيّته، وتقرّب إلى الله واتّقه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك إلى الجبل، واذبح حنجرة الهواء والطمع عند الذبيحة، وارم الشهوات، والخساسة، والدناءة، والأفعال الذميمة عند رمي الجمرات، واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك، وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم، وزر البيت متحقّقاً لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم الحجر رضاء بقسمته وخضوعاً لعزّته، وودّع ما سواه بطواف الوداعف واصف روحك وسرّك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا، وكن ذا مروّة من الله نقيّاً أوصافك عند المروّة.
واستقم على شرط حجّتك، ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربّك، وأوجبت له إلى يوم القيامة، واعلم بأنّ الله تعالى لم يفترض الحجّ، ولم يخصّه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله عزّ وجلّ:﴿وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً﴾، ولا شرع نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سنّة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه، إلّا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة، وفصّل بيان السابقة من الدخول في الجنّة أهلها ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحجّ من أوّلها إلى آخرها لأولي الألباب وأولي النهى.
المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٦
، ص١٢٤-١٢٥