- جواهر البحار
- » كتاب المزار
- » أحاديث في ثواب زيارة قبور النبيّ والأئمّة (ع)
قال الرضا (عليه السلام): إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة.
قال الصادق (عليه السلام): ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّموا عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسن (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثمّ تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى إذا دنت الشمس للغروب انصرفوا إلى قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسن (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس.
قال الصادق (عليه السلام): من زار واحداً منّا، كان كمن زار الحسين (عليه السلام).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أهدت لنا أمّ أيمن لبناً وزبداً وتمراً، قدّمنا منه فأكل ثمّ قام إلى زاوية البيت فصلّى ركعات، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاء شديداً، فلم يسأله أحد منّا إجلالاً وإعظاماً له، فقام الحسين (عليه السلام) فقعد في حجره، وقال له: يا أبه، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء كسرونا بدخولك، ثمّ بكيت بكاء غمّنا فما أبكاك؟ فقال: يا بنيّ، أتاني جبرئيل (عليه السلام) آنفاً، فأخبرني أنّكم قتلى، وأنّ مصارعكم شتّى، فقال: يا أبه، فما لمن يزور قبورنا على تشتّتها؟ فقال: يا بنيّ، أولئك طوائف من أمّتي يزورونكم، فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق عليّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى أخلّصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم، ويسكنهم الله الجنّة.
قال الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل الحسين (عليه السلام) اجتذبه إليه، ثمّ يقول لأمير المؤمنين (عليه السلام): أمسكه، ثمّ يقع عليه فيقبّله ويبكي، فيقول (عليه السلام): يا أبه، لم تبكي؟ فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بنيّ، أقبّل موضع السيوف منك وأبكي، قال (عليه السلام): يا أبه، وأقتل؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والله، وأبوك وأخوك وأنت، قال (عليه السلام): يا أبه، فمصادرنا شتّى، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، يا بنيّ، قال (عليه السلام): فمن يزورنا من أمّتك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلّا الصدّيقون من أمّتي.
قال زید الشحّام: قلت للصادق (عليه السلام): ما لمن زار الحسين (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام): كمن زار الله في عرشه، قلت: فما لمن زار أحداً منكم؟ قال (عليه السلام): كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال عیسی بن راشد: سألت الصادق (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك، ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) وصلّى عنده ركعتين؟ قال (عليه السلام): كتبت له حجّة وعمرة، قلت له: جعلت فداك، وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته؟ قال (عليه السلام): وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته.
قال عبد الرحمن بن مسلم: دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقلت له: أيّما أفضل؟ الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أو للصادق (عليه السلام) أو لفلان أو فلان وسمّيت الأئمّة(عليهم السلام)واحداً واحداً؟ فقال (عليه السلام) لي: يا عبد الرحمن بن مسلم، من زار أوّلنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أوّلنا، ومن تولّى أوّلنا فقد تولّى آخرنا، ومن تولّى آخرنا فقد تولّى أوّلنا، ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنّما قضاها لجميعنا، يا عبد الرحمن، أحببنا وأحبب فينا، وأحبب لنا وتولّنا، وتولّ من يتولّانا، وأبغض من يبغضنا، ألا وإنّ الرادّ علينا كالرادّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جدّنا، ومن ردّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد ردّ على الله، ألا يا عبد الرحمن، من أبغضنا فقد أبغض محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أبغض محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أبغض الله جلّ وعلا، ومن أبغض الله جلّ وعلا كان حقّاً على الله أن يصليه النار، وما له من نصير.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله قد وكل بفاطمة (عليها السلام)رعيلاً ١ من الملائكة، يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن يسارها، وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنّما زار فاطمة (عليها السلام)، ومن زار فاطمة (عليها السلام)فكأنّما زارني، ومن زار عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فكأنّما زار فاطمة (عليها السلام)، ومن زار الحسن والحسين (عليهما السلام)فكأنّما زار عليّاً (عليه السلام)، ومن زار ذرّيّتهما فكأنّما زارهما.
قال الكاظم (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين: فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين: فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى(عليهم السلام)، وأمّا الأربعة من الآخرين: محمّد وعليّ والحسن والحسين(عليهم السلام)، ثمّ يمدّ الطعام فيقعد معنا من زار قبور الأئمّة، ألا إنّ أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوّار قبر ولدي (عليه السلام).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة أن أخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى أصيّره معي في درجتي.
قال الصادق (عليه السلام): من زارنا في مماتنا فكأنّما زارنا في حياتنا، ومن جاهد عدوّنا فكأنّما جاهد معنا، ومن تولّى محبّنا فقد أحبّنا، ومن سرّ مؤمناً فقد سرّنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافاته على جدّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال الباقر (عليه السلام): من نوى من بيته زيارة قبر إمام مفترض طاعته وأخرج لنفقته درهماً واحداً كتب الله جلّ ذكره له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيّئة، وكتب اسمه في ديوان الصدّيقين والشهداء، أسرف في تلك النفقة أو لم يسرف. ١