- جواهر البحار
- » كتاب القرآن
- » أحاديث في ثواب تعلّم القرآن وتعليمه
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ ليهمّ بعذاب أهل الأرض جميعاً، حتّى لا يريد أن يحاشي منهم أحداً إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيّئات، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات، والولدان يتعلّمون القرآن، رحمهم وأخّر عنهم ذلك.
قال الصادق (عليه السلام): من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن، اختلط القرآن بلحمه ودمه، جعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيجاً عنه يوم القيامة، ويقول: يا ربّ، إنّ كلّ عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلّغ به كريم عطاياك، فيكسوه الله عزّ وجلّ حلّتين من حلل الجنّة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثمّ يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا ربّ، قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا … .
قال حفص بن غیاث: قال الصادق (عليه السلام) لرجل: أ تحبّ البقاء في الدنيا؟ قال: نعم، قال (عليه السلام): ولم؟ قال: لقراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، فسكت عنه ثمّ قال (عليه السلام) لي بعد ساعة: يا حفص، من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن، عُلّم في قبره ليرفع الله فيه درجته، فإنّ درجات الجنّة على قدر عدد آيات القرآن، فيقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق.
قال الصادق (عليه السلام): من نسي سورة من القرآن، مثّلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة، فإذا رآها قال: من أنت؟ ما أحسنك! ليتك لي، فتقول: أ ما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان.
قال یعقوب الأحمر: قلت للصادق (عليه السلام): «جعلت فداك، إنه قد أصابني هموم وأشياء، لم يبق شيء من الخير إلّا وقد تفلّت ١ منّي منه طائفة، حتّى القرآن، لقد تفلّت منّي طائفة منه»، ففزع (عليه السلام) عند ذلك حين ذكرت القرآن، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن، فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فيقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام، من أنت؟ فيقول: أنا سورة كذا وكذا، ضيّعتني وتركتني، أما لو تمسّكت بي بلّغت بك هذه الدرجة، ثمّ أشار بأصبعه، ثمّ قال (عليه السلام): عليكم بالقرآن، فتعلّموه، فإنّ من الناس من يتعلّم ليقال: فلان قارئ، ومنهم من يتعلّمه ويطلب به الصوت ليقال: فلان حسن الصوت، وليس في ذلك خير، ومنهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله ونهاره، ولا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه.