- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في تعقيب العصر المختصّ بها
قال الصادق (عليه السلام): من استغفر الله عزّ وجلّ بعد العصر سبعين مرّة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب، فإن لم يكن له ذنب فلأبيه، وإن لم يكن لأبيه فلأمّه، فإن لم يكن لأمّه فلأخيه، فإن لم يكن لأخيه فلأخته، فإن لم يكن لأخته فللأقرب والأقرب.
سئل الصادق (عليه السلام) عن أفضل الأعمال يو م الجمعة، فقال (عليه السلام): الصلاة على محمّد وآل محمّد مائة مرّة بعد العصر، وما زدت فهو أفضل.
قال الصادق (عليه السلام): من قال بعد العصر يوم الجمعة: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته» كان له مثل ثواب عبادة الثقلين في ذلك اليوم.
قال الكاظم (عليه السلام): من قرأ ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡ﴾ بعد صلاة العصر عشر مرّات، مرّت له على مثال أعمال الخلائق.
قال يحيى بن الفضل النوفلي: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول: «أنت الله لا إله إلّا أنت الأوّل والآخر والظاهر والباطن … أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك، وأنجز له ما وعدته يا ذا الجلال والإكرام» قلت: من المدعوّ له؟ قال (عليه السلام): ذاك المهديّ من آل محمّد (عليهم السلام)، ثمّ قال (عليه السلام): بأبي المنتدح البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً، بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر الله.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قال بعد صلاة العصر في كلّ يوم مرّة واحدة: «أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيوم، الرحمن الرحيم، ذو الجلال والإكرام، وأسأله أن يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير، بائس مسكين مستكين مستجير، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً» أمر الله الملكين بتخريق صحيفته كائنة ماكانت.
قال السيّد ابن طاوس (رحمه الله): قد نبّهناك على صفة المستغفرين، فانظر إلى هذا الحديث الآن عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتأدّب بغاية الإمكان، وكن صادقاً في قولك، إنّك تتوب توبة عبد ذليل، فليظهر الذلّ على سؤالك وعلى لسان حالك.
وقلت: خاضع، فليكن الخضوع على وجه مقالك وفعالك.
وقلت: فقير، فليكن صورة مسألتك صورة عبد فقير لمولى غنيّ كبير.
وقلت: بائس، فلتكن صفتك ما تعرفه من أهل الباساء إذا تعرّضوا لسؤال أعظم العظماء.
وقلت: مسكين، فليكن على قلبك ووجهك وجوارحك أثر المسكنة، والاستكانة بالصدق والإنابة.
وقلت: مستجير، فليكن هربك إلى الله جلّ جلاله في تلك الحال هرب من قد أحاطت به عظائم الأهوال فهرب إلى مولاه، واستجار به استجارة من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ولا دفعاً، وانقطع إليه على كلّ الأحوال بالقلب والقالب والمقال والفعال. فإنّك أيّها العبد، إذا صدقت في هذه المقامات، كان الله جلّ جلاله أهلاً أن يأمر الملكين بتخريق صحيفتك من الجنايات. فلا تحسب _ أنّك إذا قلت ذلك وأنت غافل أو كاذب في هذه الدعاوي والاستغفار _ أنّك تكون قد سلمت من زيادة الجنايات.