أحاديث في أنه لم يخلق للسيدة الزهراء (س) كفؤ غير أمير المؤمنين (ع)، وفي كيفية زواجها من أمير المؤنين (ع) وحضور الملائكة عندهما، وخطبة أمير المؤمنين في يوم الزواج، وفي مقدار صداقها، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
- » أحاديث في تزويج فاطمة (س)
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٥٦
قال عليّ عليه السلام: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة عليها السلام، وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوّجت عليّاً، فقلت لهم: والله، ما أنا منعتكم وزوّجته، بل الله منعكم وزوّجه. فهبط عليّ جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ الله جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه.
المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٩٢-٩٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٥٧
قال عليّ عليه السلام: أتاني أبو بكر وعمر، فقالا: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت له فاطمة عليها السلام، فأتيته فلمّا رآني رسول الله صلى الله عليه وآله ضحك، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: ما جاء بك يا أبا الحسن؟ حاجتك؟ قال عليه السلام: فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي، فقال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، صدقت، فأنت أفضل ممّا تذكر، فقلت: يا رسول الله، فاطمة تزوّجنيها؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتّى أخرج إليك.
فدخل صلى الله عليه وآله عليها، فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضّأته بيدها وغسلت رجليه، ثمّ قعدت، فقال لها: يا فاطمة، فقالت: لبّيك لبّيك، حاجتك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: إنّ عليّ بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئاً، فما ترين؟ فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول الله صلى الله عليه وآله كراهة، فقام وهو يقول صلى الله عليه وآله: الله أكبر، سكوتها إقرارها.
فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، زوّجها عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها. قال عليّ عليه السلام: فزوّجني رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ أتاني، فأخذ بيدي، فقال: قم بسم الله، وقل على بركة الله، و﴿مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، ﴿تَوَكَّلتُ عَلَى اللَّهِ﴾، ثمّ جاءني حتّى أقعدني عندها، ثمّ قال: اللّهمّ، إنّهما أحبّ خلقك إليّ، فأحبّهما وبارك في ذرّيّتهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإنّي أعيذهما بك وذرّيّتهما من الشيطان الرجيم.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص٩٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٥٨
قال الصادق عليه السلام: … وهي عليها السلام الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١٠٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٥٩
إنّ الله تعالی أوحى إلى جبرئيل: زوّج النور من النور، وكان الوليّ الله، والخطيب جبرئيل، والمنادي ميكائيل، والداعي إسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود ملائكة السماوات والأرضين؛ ثمّ أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك، فنثرت الدرّ الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر واللؤلؤ الرطب، فبادرن الحور العين يلتقطن ويهدين بعضهنّ إلى بعض.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١۰٩-١١۰
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٦٠
قال النبيّ صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: تكلّم خطيباً لنفسك، فقال: الحمد الله الذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة من يتّقيه، وأنذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه حمد من يعلم أنّه خالقه وبارئه ومميته ومحييه ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونستكفيه، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله صلاة تزلفه وتحظيه وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا ممّا قدّره الله وأذن فيه، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله زوّجني ابنته فاطمة عليها السلام على خمسمائة درهم وقد رضيت، فاسألوه واشهدوا.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١١٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٦١
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: مرحباً ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان، ثمّ خرج إلى الباب يقول: طهّركما وطهّر نسلكما، أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما. وباتت عندها أسماء بنت عميس أسبوعاً بوصيّة خديجة إليها، فدعا لها النبيّ صلى الله عليه وآله في دنياها وآخرتها، ثمّ أتاهما في صبيحتهما، وقال: السلام عليكم، أدخل؟ رحمكم الله، ففتحت أسماء الباب وكانا نائمين تحت كساء، فقال صلى الله عليه وآله: على حالكما، فأدخل رجليه بين أرجلهما، فأخبر الله عن أورادهما: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ﴾.
فسأل صلى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام: كيف وجدت أهلك؟ قال عليه السلام: نعم العون على طاعة الله، وسأل صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام، فقالت: خير بعل، فقال صلى الله عليه وآله: اللّهمّ اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذرّيّتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذرّيّة طاهرة طيّبة مباركة، واجعل في ذرّيّتهما البركة، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك.
ثمّ أمر بخروج أسماء وقال: جزاك الله خيراً، ثمّ خلا بها بإشارة الرسول صلى الله عليه وآله.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١١٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٦٢
لمّا كان صبيحة عرس فاطمة عليها السلام، جاء النبيّ صلى الله عليه وآله بعسّ فيه لبن، فقال لفاطمة عليها السلام: اشربي، فداك أبوك، وقال لعليّ عليه السلام: اشرب، فداك ابن عمّك.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١١٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٦٣
قال سلمان الفارسي: فخرج أبوبكر وعمر وسعد بن معاذ من المسجد والتمسوا عليّاً عليه السلام في منزله فلم يجدوه، وكان ينضح ببعير _ كان له _ الماء على نخل رجل من الأنصار بأجرة، فانطلقوا نحوه، فلمّا نظر إليهم عليّ عليه السلام قال: ما وراءكم، وما الذي جئتم له؟ فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، إنّه لم يبق خصلة من خصال الخير إلّا ولك فيها سابقة وفضل، وأنت من رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكان الذي قد عرفت من القرابة، والصحبة والسابقة، وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة عليها السلام فردّهم، وقال صلى الله عليه وآله: إنّ أمرها إلى ربّها، إن شاء أن يزوّجها زوّجها، فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله صلى الله عليه وآله وتخطبها منه؟ فإنّي أرجو أن يكون الله ورسوله صلى الله عليه وآله إنّما يحبسانها عليك.
فتغرغرت عينا عليّ عليه السلام بالدموع، وقال: يا أبا بكر، لقد هيّجت منّي ساكناً، وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلاً، والله، إنّ فاطمة عليها السلام لموضع رغبة، وما مثلي قعد عن مثلها، غير أنّه يمنعني من ذلك قلّة ذات اليد …
ثمّ إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام حلّ عن ناضحه وأقبل يقوده إلى منزله فشدّه فيه، ولبس نعله، وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله في منزل زوجته أمّ سلمة ابنة أبي أمّية بن المغيرة المخزومي، فدقّ عليّ عليه السلام الباب، فقالت أمّ سلمة: من بالباب؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله _ من قبل أن يقول عليّ عليه السلام: أنا عليّ _: قومي يا أمّ سلمة، فافتحي له الباب، ومريه بالدخول، فهذا رجل يحبّه الله ورسوله، ويحبّهما، فقالت أمّ سلمة: فداك أبي وأمّي، ومن هذا الذي تذكر فيه هذا وأنت لم تره؟ فقال صلى الله عليه وآله: مه يا أمّ سلمة، فهذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق، هذا أخي وابن عمّي وأحبّ الخلق إليّ.
قالت أمّ سلمة: فقمت مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي ١، ففتحت الباب، فإذا أنا بعليّ بن أبي طالب عليه السلام، ووالله، ما دخل حين فتحت حتّى علم أنّي قد رجعت إلى خدري.
ثمّ إنّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله: وعليك السلام يا أبا الحسن، اجلس، قالت أمّ سلمة: فجلس عليّ بن أبي طالب عليه السلام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل ينظر إلى الأرض، كأنّه قصد الحاجة وهو يستحيي أن يبديها، فهو مطرق إلى الأرض حياء من رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقالت أمّ سلمة: فكأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله علم ما في نفس عليّ عليه السلام، فقال له: يا أبا الحسن، إنّي أرى أنّك أتيت لحاجة، فقل حاجتك وأبد ما في نفسك، فكلّ حاجة لك عندي مقضيّة.
قال عليّ عليه السلام: فقلت: فداك أبي وأمّي، إنّك لتعلم أنّك أخذتني من عمّك أبي طالب، ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبيّ لا عقل لي، فغذّيتني بغذائك، وأدّبتنى بأدبك، فكنت إليّ أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البرّ والشفقة، وإنّ الله تعالی هداني بك وعلى يديك، واستنقذني ممّا كان عليه آبائي وأعمامي من الحيرة والشكّ، وأنّك _ والله _ يا رسول الله، ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة. يا رسول الله، فقد أحببت مع ما شدّ الله من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن يكون لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطباً راغباً أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوّجي يا رسول الله؟
قالت أمّ سلمة: فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتهلّل فرحاً وسروراً، ثمّ تبسّم في وجه عليّ عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن، فهل معك شيء أزوّجك به؟ فقال عليّ عليه السلام: فداك أبي وأمّي، والله، ما يخفى عليك من أمري شيء، أملك سيفي، ودرعي، وناضحي، وما أملك شيئاً غير هذا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، أمّا سيفك فلا غنا بك عنه، تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمّل عليه رحلك في سفرك، ولكنّي قد زوّجتك بالدرع، ورضيت بها منك …
قال عليّ عليه السلام: فلمّا كان بعد شهر دخل عليّ أخي عقيل بن أبي طالب، فقال: يا أخي، ما فرحت بشيء كفرحتي بتزويجك فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله، يا أخي، فما بالك لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله يدخلها عليك فنقرّ عيناً باجتماع شملكما، قال عليّ عليه السلام: والله يا أخيّ، إنّي لأحبّ ذلك وما يمنعني من مسألته إلّا الحياء منه، فقال: أقسمت عليك إلّا قمت معي.
فقمنا نريد رسول الله صلى الله عليه وآله فلقينا في طريقنا أمّ أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرنا ذلك لها، فقالت: لا تفعل، دعنا نحن نكلّمه، فإنّ كلام النساء في هذا الامر أحسن وأوقع بقلوب الرجال، ثمّ انثنت راجعة فدخلت إلى أمّ سلمة فأعلمتها بذلك، وأعلمت نساء النبيّ صلى الله عليه وآله فاجتمعن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وكان في بيت عائشة، فأحدقن به وقلن: فديناك بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله، قد اجتمعنا لأمر لو أنّ خديجة في الأحياء لقرّت بذلك عينها.
قالت أمّ سلمة: فلمّا ذكرنا خديجة بكى رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ قال: خديجة وأين مثل خديجة؟ صدّقتني حين كذّبني الناس، ووازرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها، إنّ اللهU أمرني أن أبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب الزمرّد لا صخب فيه ولا نصب. قالت أمّ سلمة: فقلنا؛ بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله، إنّك لم تذكر من خديجة أمراً إلّا وقد كانت كذلك، غير أنّها قد مضت إلى ربّها، فهنّاها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنّته ورضوانه ورحمته، يا رسول الله، وهذا أخوك في الدنيا وابن عمّك في النسب: عليّ بن أبي طالب عليه السلام، يحبّ أن تدخل عليه زوجته فاطمة عليها السلام، وتجمع بها شمله، فقال صلى الله عليه وآله: يا أمّ سلمة، فما بال عليّ عليه السلام لا يسألني ذلك؟ فقلت: يمنعه الحياء منك يا رسول الله.
قالت أمّ أيمن: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: انطلقي إلى عليّ عليه السلام فائتيني به، فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا عليّ عليه السلام ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله صلى الله عليه وآله، فلمّا رآني قال: ما وراك يا أمّ أيمن؟ قلت: أجب رسول الله صلى الله عليه وآله، قال عليه السلام: فدخلت عليه وقمن أزواجه، فدخلن البيت وجلست بين يديه مطرقاً نحو الأرض حياء منه، فقال: أ تحبّ أن تدخل عليك زوجتك؟ فقلت _ وأنا مطرق _: نعم، فداك أبي وأمّي، فقال صلى الله عليه وآله: نعم وكرامة يا أبا الحسن، أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء الله، فقمت فرحاً مسروراً، وأمر صلى الله عليه وآله أزواجه أن يزينّ فاطمة عليها السلام ويطيّبنها ويفرشن لها بيتاً، ليدخلنها على بعلها، ففعلن ذلك …
قال علي عليه السلام: ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا، فلمّا كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا، فصادف في حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعمية، فقال صلى الله عليه وآله لها: ما يقفك ها هنا وفي الحجرة رجل؟ فقالت: فداك أبي وأمّي، إنّ الفتاة إذا زفّت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعاهدها وتقوم بحوائجها، فأقمت ههنا لأقضي حوائج فاطمة عليها السلام، قال صلى الله عليه وآله: يا أسماء، قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة …
وخلا النبيّ صلى الله عليه وآله بابنته، وقال: كيف أنت يا بنيّة؟ وكيف رأيت زوجك؟ قالت له: يا أبه، خير زوج، إلّا أنّه دخل عليّ نساء من قريش وقلن لي: زوّجك رسول الله من فقير لا مال له، فقال صلى الله عليه وآله لها: يا بنيّة، ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير، ولقد عرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضّة، فاخترت ما عند ربّي عزّ وجلّ.
يا بنيّة، لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينيك، والله، يا بنيّة، ما ألوتك ٢ نصحاً أن زوّجتك أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. يا بنيّة، إنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعة، فاختار من أهلها رجلين: فجعل أحدهما أباك، والآخر بعلك. يا بنيّة، نعم الزوج زوجك، لا تعصي له أمراً.
ثمّ صاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، فقلت: لبّيك يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله: ادخل بيتك، والطف بزوجتك، وارفق بها، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما. قال عليّ عليه السلام: فوالله، ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتّى قبضها اللهU، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنيّ الهموم والأحزان.
قال عليّ عليه السلام: ثمّ قام رسول الله صلى الله عليه وآله لينصرف، فقالت له فاطمة: يا أبه، لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت، فقال صلى الله عليه وآله لها: يا فاطمة، أ ولا تريدين خيراً من الخادم؟ فقال عليّ عليه السلام: قولي: بلى، قالت: يا أبه، خيراً من الخادم؟ فقال صلى الله عليه وآله: تسبّحين اللهU في كلّ يوم ثلاثاً وثلاثين مرّة، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرّة، وتكـبّرينه أربعاً وثلاثين مرّة، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان. يا فاطمة، إنّك إن قلتها في صبيحة كلّ يوم كفاك الله ما أهمّك من أمر الدنيا والآخرة.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١٢٥-١٣٤
(١) «المِرْط»: كساء من صوف، أو خزّ، أو كتّان يؤتزر به. تاج العروس، ج١٠، ص٤٠٨.
(٢) «أَلِيَ»: قصّر وترك الجهد. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٦٣.
(٢) «أَلِيَ»: قصّر وترك الجهد. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٦٣.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٣٦٤
قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا عليّ، إنّ الله زوّجك فاطمة عليها السلام، وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٣
، ص١٤١