وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الإيمان والكفر
- » أحاديث في ترك الشهوات والأهواء
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٦٦
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٦٧
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أشجع الناس من غلب هواه.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٦٨
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل، واتّباع الهوى: فأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، وأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، ألا وإنّ الدنيا قد تولّت مدبرة، والآخرة قد أقبلت مقبلة، ولكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٦٩
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من أكل ما يشتهي، لم ينظر الله إليه حتّى ينزع أو يترك.
المصدر الأصلي: التحميص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٨
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧٠
قال عليّ (عليه السلام): من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧١
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): حفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات، واعلموا أنّه ما من طاعة الله شيء إلّا يأتي في كره، وما من معصية الله شيء إلّا يأتي في شهوة، فرحم الله رجلاً نزع عن شهوته، وقمع هوى نفسه، فإنّ هذه النفس أبعد شيء منزعاً، وإنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى، واعلموا عباد الله، أنّ المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلّا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زارياً عليها، ومستزيداً لها، فكونوا كالسابقين قبلكم، والماضين أمامكم، قوّضوا من الدنيا تقويض الراحل، وطووها طيّ المنازل.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٨
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧٢
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي إلّا شتتّ أمره، ولبّست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم أوته منها إلّا ما قدّرت له، وعزّتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّا استحفظته ملائكتي، وكفّلت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.
بيــان:
إنّ فقرة «وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر» تحتمل وجوهاً:
الأوّل: أن يكون المعنى: كنت له عقب تجارة كلّ تاجر أسوقها إليه، أي ألقي محبّته في قلوب التجّار ليتّجروا له ويكفّوا مهمّاته.
الثاني: أن يكون المعنى: كنت له عوضاً من تجارة كلّ تاجر، فإنّ كلّ تاجر يتّجر لمنفعة دنيوية أو أخروية، ولمّا أعرض عن جميع ذلك كفّلت أنا ربح تجارته، وهذا معنى دقيق خطر بالبال، لكن لا يناسب إلّا من بلغ في درجات المحبّة أقصى مراتب الكمال.
الثالث: الجمع بين المعنيين، أي كنت له بعد حصول تجارة كلّ تاجر له.
الرابع: ما قيل: إنّ كلّ تاجر في الدنيا للآخرة يجد نفع تجارته فيها من الحسنة ونعيمها، والله سبحانه بذاته المقدّسة والتجلّيات اللائقة وراء هذا لهذا العبد، ففيه دلالة على أنّ للزاهدين في الجنّة نعمة روحانية أيضاً وهو قريب من الثالث.
الخامس: أن يكون الوراء بمعنى القدّام، أي كنت له أنيساً ومعيناً ومحبّاً ومحبوباً، قبل وصوله إلى نعيم الآخرة، الذي هو غاية مقصود التاجرين لها.
السادس: ما قيل: أي أنا أتّجر له، فأربح له مثل ربح جميع التجّار لو اتّجروا له، ولا يخفى بعده. (ص٨١-٨٢)
إنّ فقرة «وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر» تحتمل وجوهاً:
الأوّل: أن يكون المعنى: كنت له عقب تجارة كلّ تاجر أسوقها إليه، أي ألقي محبّته في قلوب التجّار ليتّجروا له ويكفّوا مهمّاته.
الثاني: أن يكون المعنى: كنت له عوضاً من تجارة كلّ تاجر، فإنّ كلّ تاجر يتّجر لمنفعة دنيوية أو أخروية، ولمّا أعرض عن جميع ذلك كفّلت أنا ربح تجارته، وهذا معنى دقيق خطر بالبال، لكن لا يناسب إلّا من بلغ في درجات المحبّة أقصى مراتب الكمال.
الثالث: الجمع بين المعنيين، أي كنت له بعد حصول تجارة كلّ تاجر له.
الرابع: ما قيل: إنّ كلّ تاجر في الدنيا للآخرة يجد نفع تجارته فيها من الحسنة ونعيمها، والله سبحانه بذاته المقدّسة والتجلّيات اللائقة وراء هذا لهذا العبد، ففيه دلالة على أنّ للزاهدين في الجنّة نعمة روحانية أيضاً وهو قريب من الثالث.
الخامس: أن يكون الوراء بمعنى القدّام، أي كنت له أنيساً ومعيناً ومحبّاً ومحبوباً، قبل وصوله إلى نعيم الآخرة، الذي هو غاية مقصود التاجرين لها.
السادس: ما قيل: أي أنا أتّجر له، فأربح له مثل ربح جميع التجّار لو اتّجروا له، ولا يخفى بعده. (ص٨١-٨٢)
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٧٩
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧٣
قال الصادق (عليه السلام): احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء أعدى للرجال من اتّباع أهوائهم، وحصائد ألسنتهم.
بيــان:
ينبغي أن يعلم أنّ ما تهواه النفس ليس كلّه مذموماً، وما لا تهواه النفس ليس كلّه ممدوحاً، بل المعيار ما مرّ في باب ذمّ الدنيا، وهو أنّ كلّ ما يرتكبه الإنسان لمحض الشهوة النفسانية، واللذّة الجسمانية، والمقاصد الفانية الدنيوية، ولم يكن الله مقصوداً له في ذلك، فهو من الهوى المذموم، ويتّبع فيه النفس الأمّارة بالسوء _ وإن كان مشتملاً على زجر النفس عن بعض المشتهيات أيضاً _ كمن يترك لذيذ المأكل والمطعم والملبس، ويقاسي الجوع والصوم والسهر للاشتهار بالعبادة، وجلب قلوب الجهّال، وما يرتكبه الإنسان لإطاعة أمره سبحانه وتحصيل رضاه _ وإن كان ممّا تشتهيه نفسه وتهواه _ فليس هو من الهوى المذموم، كمن يأكل ويشرب لأمره تعالی بهما، أو لتحصيل القوّة على العبادة، وكمن يجامع الحلال لكونه مأموراً به، أو لتحصيل الأولاد الصالحين، أو لعدم ابتلائه بالحرام.
فهؤلاء وإن حصل لهم الالتذاذ بهذه الأمور، لكن ليس مقصودهم محض اللذّة، بل لهم في ذلك أغراض صحيحة إن صدقتهم أنفسهم، ولم تكن تلك من التسويلات النفسانية، والتخييلات الشيطانية، ولو لم يكن غرضهم من ارتكاب تلك اللذّات هذه الأمور، فليسوا بمعاقبين في ذلك إذا كان حلالاً، لكن إطاعة النفس في أكثر ما تشتهيه قد ينجرّ إلى ارتكاب الشبهات والمكروهات، ثمّ إلى المحرّمات، ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه.
فظهر أنّ كلّ ما تهواه النفس ليس ممّا يلزم اجتنابه، فإنّ كثيراً من العلماء قد يلتذّون بعلمهم أكثر ممّا يلتذّ الفسّاق بفسقهم، وكثيراً من العباد يأنسون بالعبادات بحيث يحصل لهم الهمّ العظيم بتركها، وليس كلّ ما لا تشتهيه النفس يحسن ارتكابه، كأكل القاذورات والزنا بالجارية القبيحة، ويطلق أيضاً الهوى على اختيار ملّة أو طريقة أو رأي لم يستند إلى برهان قطعي، أو دليل من الكتاب والسنّة كمذاهب المخالفين، وآرائهم وبدعهم، فإنّها من شهوات أنفسهم، ومن أوهامهم المعارضة للحقّ الصريح، كما دلّت عليه أكثر الآيات المتقدّمة.
فذمّ الهوى مطلقاً إمّا مبنيّ على أنّ الغالب فيما تشتهيه الأنفس أنّها مخالفة لما ترتضيه العقل، أو على أنّ المراد بالنفس النفس المعتادة بالشرّ، الداعية إلى السوء والفساد، ويعبّر عنها بالنفس الأمّارة كما قال تعالی: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي﴾ أو صار الهوى حقيقة شرعية في المعاصي والأمور القبيحة التي تدعو النفس إليها، والآراء والملل والمذاهب الباطلة التي تدعو إليها الشهوات الباطلة، والأوهام الفاسدة، لا البراهين الحقّة. (ص٨٤-٨٥)
ينبغي أن يعلم أنّ ما تهواه النفس ليس كلّه مذموماً، وما لا تهواه النفس ليس كلّه ممدوحاً، بل المعيار ما مرّ في باب ذمّ الدنيا، وهو أنّ كلّ ما يرتكبه الإنسان لمحض الشهوة النفسانية، واللذّة الجسمانية، والمقاصد الفانية الدنيوية، ولم يكن الله مقصوداً له في ذلك، فهو من الهوى المذموم، ويتّبع فيه النفس الأمّارة بالسوء _ وإن كان مشتملاً على زجر النفس عن بعض المشتهيات أيضاً _ كمن يترك لذيذ المأكل والمطعم والملبس، ويقاسي الجوع والصوم والسهر للاشتهار بالعبادة، وجلب قلوب الجهّال، وما يرتكبه الإنسان لإطاعة أمره سبحانه وتحصيل رضاه _ وإن كان ممّا تشتهيه نفسه وتهواه _ فليس هو من الهوى المذموم، كمن يأكل ويشرب لأمره تعالی بهما، أو لتحصيل القوّة على العبادة، وكمن يجامع الحلال لكونه مأموراً به، أو لتحصيل الأولاد الصالحين، أو لعدم ابتلائه بالحرام.
فهؤلاء وإن حصل لهم الالتذاذ بهذه الأمور، لكن ليس مقصودهم محض اللذّة، بل لهم في ذلك أغراض صحيحة إن صدقتهم أنفسهم، ولم تكن تلك من التسويلات النفسانية، والتخييلات الشيطانية، ولو لم يكن غرضهم من ارتكاب تلك اللذّات هذه الأمور، فليسوا بمعاقبين في ذلك إذا كان حلالاً، لكن إطاعة النفس في أكثر ما تشتهيه قد ينجرّ إلى ارتكاب الشبهات والمكروهات، ثمّ إلى المحرّمات، ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه.
فظهر أنّ كلّ ما تهواه النفس ليس ممّا يلزم اجتنابه، فإنّ كثيراً من العلماء قد يلتذّون بعلمهم أكثر ممّا يلتذّ الفسّاق بفسقهم، وكثيراً من العباد يأنسون بالعبادات بحيث يحصل لهم الهمّ العظيم بتركها، وليس كلّ ما لا تشتهيه النفس يحسن ارتكابه، كأكل القاذورات والزنا بالجارية القبيحة، ويطلق أيضاً الهوى على اختيار ملّة أو طريقة أو رأي لم يستند إلى برهان قطعي، أو دليل من الكتاب والسنّة كمذاهب المخالفين، وآرائهم وبدعهم، فإنّها من شهوات أنفسهم، ومن أوهامهم المعارضة للحقّ الصريح، كما دلّت عليه أكثر الآيات المتقدّمة.
فذمّ الهوى مطلقاً إمّا مبنيّ على أنّ الغالب فيما تشتهيه الأنفس أنّها مخالفة لما ترتضيه العقل، أو على أنّ المراد بالنفس النفس المعتادة بالشرّ، الداعية إلى السوء والفساد، ويعبّر عنها بالنفس الأمّارة كما قال تعالی: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي﴾ أو صار الهوى حقيقة شرعية في المعاصي والأمور القبيحة التي تدعو النفس إليها، والآراء والملل والمذاهب الباطلة التي تدعو إليها الشهوات الباطلة، والأوهام الفاسدة، لا البراهين الحقّة. (ص٨٤-٨٥)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٨٢-٨٣
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٧٤
قال الكاظم (عليه السلام): اتّق المرقى ١ السهل إذا كان منحدره وعراً، ٢ وقال الصادق (عليه السلام): لا تدع النفس وهواها، فإنّ هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكفّ النفس عمّا تهوى دواها.
بيــان:
لعلّ المراد به النهي عن طلب الجاه والرياسة وسائر شهوات الدنيا ومرتفعاتها، فإنّها وإن كانت مؤاتية على اليسر والخفض، إلّا أنّ عاقبتها عاقبة سوء، والتخلّص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة.
والحاصل أنّ متابعة النفس في أهوائها والترقّي من بعضها إلى بعض، وإن كانت كلّ واحدة منها في نظره حقيرة، وتحصل له بسهولة، لكن عند الموت يصعب عليه ترك جميعها والمحاسبة عليها، فهو كمن صعد جبلاً بحيل شتّى، فإذا انتهى إلى ذروته تحيّر في تدبير النزول عنها، وأيضاً تلك المنازل الدنيّة تحصل له في الدنيا بالتدريج، وعند الموت لا بدّ من تركها دفعة، ولذا تشقّ عليها سكرات الموت بقطع تلك العلائق.
فهو كمن صعد سلّماً درجة درجة، ثم سقط في آخر درجة منه دفعة، فكلّما كانت الدرجات في الصعود أكثر، كان السقوط منها أشدّ ضرراً وأعظم خطراً، فلا بدّ للعاقل أن يتفكّر عند الصعود على درجات الدنيا في شدّة النزول عنها، فلا يرقى كثيراً ويكتفي بقدر الضرورة والحاجة، فهذا التشبيه البليغ _ على كلّ من الوجهين _ من أبلغ الاستعارات وأحسن التشبيهات. (ص٨٩-٩۰)
لعلّ المراد به النهي عن طلب الجاه والرياسة وسائر شهوات الدنيا ومرتفعاتها، فإنّها وإن كانت مؤاتية على اليسر والخفض، إلّا أنّ عاقبتها عاقبة سوء، والتخلّص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة.
والحاصل أنّ متابعة النفس في أهوائها والترقّي من بعضها إلى بعض، وإن كانت كلّ واحدة منها في نظره حقيرة، وتحصل له بسهولة، لكن عند الموت يصعب عليه ترك جميعها والمحاسبة عليها، فهو كمن صعد جبلاً بحيل شتّى، فإذا انتهى إلى ذروته تحيّر في تدبير النزول عنها، وأيضاً تلك المنازل الدنيّة تحصل له في الدنيا بالتدريج، وعند الموت لا بدّ من تركها دفعة، ولذا تشقّ عليها سكرات الموت بقطع تلك العلائق.
فهو كمن صعد سلّماً درجة درجة، ثم سقط في آخر درجة منه دفعة، فكلّما كانت الدرجات في الصعود أكثر، كان السقوط منها أشدّ ضرراً وأعظم خطراً، فلا بدّ للعاقل أن يتفكّر عند الصعود على درجات الدنيا في شدّة النزول عنها، فلا يرقى كثيراً ويكتفي بقدر الضرورة والحاجة، فهذا التشبيه البليغ _ على كلّ من الوجهين _ من أبلغ الاستعارات وأحسن التشبيهات. (ص٨٩-٩۰)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٨٩
(١) «المَرْقَى»: موضع الرقى. تاج العروس، ج١٩، ص٤٧٢.
(٢) «الوَعْرُ»: المكان الصُلْب. لسان العرب، ج٥، ص٢٨٥.
(٢) «الوَعْرُ»: المكان الصُلْب. لسان العرب، ج٥، ص٢٨٥.