- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في تحقيق منتصف الليل ومفتتح النهار
سأل نصراني الشام الباقر (عليه السلام) عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار: أيّ ساعة هي؟ قال (عليه السلام): ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل، ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ قال (عليه السلام): من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا، فقال النصراني: أصبت.
قال الصادق (عليه السلام): من قال: «ما شاء الله كان، لاحول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» مائة مرّة حين يصلّي الفجر، لم ير في يومه ذلك شيئاً يكرهه.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من صلّى الفجر وقرأ ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أحد عشر مرّة، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ إبليس إنّما يبثّ جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى أن يغيب الشفق، ويبثّ جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى أن تطلع الشمس.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله ينادي كلّ ليلة من أوّل اللیل إلى آخره: أ لا عبد مؤمن يدعوني لدينه ودنياه، قبل طلوع الفجر؟
قال الصادق (عليه السلام): إنّ العبد يوقظ ثلاث مرّات من الليل، فإن لم يقم أتاه الشيطان فبال في أذنه.
قال محمّد بن مسلم: وسألته عن قول الله: ﴿كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ﴾ قال (عليه السلام): كانوا أقلّ الليالي تفوتهم لا يقومون فيها.
قال معاویة بن وهب: قلت للصادق (عليه السلام): إنّ رجلاً من مواليك من صلحائهم شكا إليّ ما يلقى من النوم، وقال: إنّي أريد القيام إلى الصلاة بالليل فيغلبني النوم إلى أن أصبح … قال معاویة: ولم يرخّص في النوافل أوّل الليل، وقال (عليه السلام): القضاء بالنهار أفضل.
قال الصادق (عليه السلام): لا تدع قيام الليل، فإنّ المغبون من حرم قيام الليل.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إنّي قد حرمت الصلاة بالليل، فقال (عليه السلام): قد قيّدتك ذنوبك.
قال الصادق (عليه السلام): إنّي لأمقت الرجل قد قرأ القرآن ثمّ يستيقظ من الليل، فلا يقوم حتّى إذا كان عند الصبح قام يبادر بالصلاة.
قال الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى ﴿وَبِالۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾: في الوتر في آخر الليل سبعين مرّة.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الجهني أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، إنّ لي إبلاً وغنماً وغلمة، فأحبّ أن تأمرني في ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة، وذلك في شهر رمضان، فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسارّه في أذنه.
قال (عليه السلام): فكان الجهني إذا كانت ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله وولده وغلمته، فكان تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين بالمدينة، فإذا أصبح خرج بأهله وغنمه وإبله إلى مكانه.
قال الصادق (عليه السلام): لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ الۡقَدۡرِ﴾ ألف مرّة لأصبح وهو شديد اليقين في الاعتراف بما يختصّ فينا.