- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في تتمّة فضل المساجد وآدابها وأحكامها
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المساجد سوق من أسواق الآخرة، قراها المغفرة وتحفتها الجنّة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل: أيّ البقاع أحبّ إلى الله تبارك وتعالى؟ قال (عليه السلام): المساجد، وأحبّ أهلها إلى الله أوّلهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فأيّ البقاع أبغض إلى الله تعالى؟ قال (عليه السلام): الأسواق، وأبغض أهلها إليه أوّله دخولاً وآخرهم خروجاً منها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من بنى مسجداً _ ولو مفحص قطاة _ بنى الله له بيتاً في الجنّة.
«أفحوص القطاة»: موضعها التي تجثم فيه وتبيض، كأنّها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، والفحص: البحث والكشف ... والتشبيه إمّا في الصغر أو في عدم البناء والجدران. (ص٥)
قال أبو عبيدة الحذّاء: سمعت الباقر (عليه السلام) يقول: من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنّة. قال أبو عبيدة: مرّ (عليه السلام) بي وأنا بين مكّة والمدينة وأنا أضع الأحجار، فقلت: هذا من ذاك؟ فقال (عليه السلام): نعم. ١
قال الباقر (عليه السلام): إذا أخرج أحدكم الحصاة من المسجد فليردّها مكانها أو في مسجد آخر، فإنّها تسبّح.
﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِ﴾، فوجه الاختصاص كونها سابقاً فيها، والحاصل: لا تقولوا: إنّها جماد ولا يضرّ إخراجها إذ لكلّ شيء تسبيح، فلا ينبغي إخراجها وإخلاء المسجد عن تسبيحها، ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ اللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا اسۡمُهُ﴾. (ص٨)
سئل الباقر (عليه السلام) عن الثوم، فقال (عليه السلام): إنّما نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه لريحه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أكل هذه البقلة المنتنة فلا يقرب مسجدنا» فأمّا من أكله ولم يأت المسجد فلا بأس.
قال الصادق (عليه السلام): المروّة مروّتان: مروّة الحضر، ومروّة السفر.
فأمّا مروّة الحضر: فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه.
وأمّا مروّة السفر: فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله، وقلّة الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم.
قال الصادق (عليه السلام): من تنخّع في مسجد ثمّ ردّها في جوفه، لم تمرّ بداء إلّا أبرأته.
ويدلّ على عدم حرمة نخامة الإنسان على نفسه، وقال جماعة بحرمتها للخباثة، وحرمة كلّ خبيث بالمعنى الذي ذكره الأصحاب وهو ما يتنفّر عنه الطبع غير معلوم، وكون نخامة نفسه أيضاً قبل الخروج من الفم خبيثاً ممنوع، وربما يحمل ما إذا لم يدخل فضاء الفم ولا ضرورة تدعو إليه.
قال الصادق (عليه السلام): من مشى إلى المسجد لم يضع رجله على رطب ولا يابس إلّا سبّحت له الأرض إلى الأرضين السابعة.
يمكن أن يكون المراد إعطاء الثواب التقديري أو تسبيح أهلها، أو هو كناية عن أنّه يظهر أثر عبادته في جميع الأرضين، لكون عمارة الأرض بالعبادة، فكأنّها تسبّح له شكراً. (ص١٤)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تبارك وتعالى: ألا إنّ بيوتي في الأرض المساجد تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، ألا طوبى لعبد توضّأ في بيته ثمّ زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشّائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ ليهمّ بعذاب أهل الأرض جميعاً، لا يحاشي منهم أحداً إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيّئات، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلاة والولدان يتعلّمون القرآن رحمهم، فأخّر ذلك عنهم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له، ما دام في ذلك المسجد ضوء من السراج.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلاة في بيت المقدس ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من وقّر مسجداً لقي الله يوم يلقاه ضاحكاً مستبشراً، وأعطاه كتابه بيمينه.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ردّ ريقه تعظيماً لحقّ المسجد جعل الله ذلك قوّة في بدنه وكتب له بها حسنة، وقال (عليه السلام): لا تمرّ بداء في جوفه إلّا أبرأته.
قال موسى بن عمران (عليه السلام): يا ربّ، من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك؟ فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم والتربة أيديهم، الذين يذكرون جلالي إذا ذكروا ربّهم، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبيّ الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور ١ إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت مثل النمر إذا حرد.