- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في القنوت وآدابه وأحكامه
قال عبد الله بن هلال: قلت للصادق (عليه السلام) إنّ حالنا قد تغيّرت، قال (عليه السلام): فادع في صلاتك الفريضة، قلت: أ يجوز في الفريضة فأسمّي حاجتي للدين والدنيا؟ قال (عليه السلام): نعم، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وفعله عليّ (عليه السلام) من بعده.
قال إبراهیم بن علقمة: كتبت إلى العسكري (عليه السلام): جعلت فداك، قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في الصلاة؟ قال (عليه السلام): نعم، اقنت عليهم في صلاتك.
«الممطورة» هم الواقفية، لقّبوا بذلك لأنّهم لكثرة ضررهم على الشيعة وافتتانهم بهم، كانوا كالكلاب التي أصابها المطر، وابتلّت ومشت بين الناس فلا محالة يتنجّس الناس بها، فكذلك هؤلاء في اختلاطهم بالإمامية وافتتانهم بهم.
المواطن التي ليس فيها دعاء موقّت: الصلاة على الجنازة، والقنوت، والمستجار، والصفا، والمروة، والوقوف بعرفات، وركعتي الطواف.
قال الصادق (عليه السلام): الرغبة أن تستقبل ببطن كفّيك إلى السماء، والرهبة أن تجعل ظهر كفّيك إلى السماء، وقوله: ﴿وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلاً﴾، قال (عليه السلام): الدعاء بإصبع واحدة تشير بها، والتضرّع: تشير بإصبعيك وتحرّكهما، والابتهال: رفع اليدين وتمدّهما وذلك عند الدمعة، ثمّ ادع.
سئل الصادق (عليه السلام) عن الدعاء ورفع اليدين، فقال (عليه السلام): على أربعة أوجه:
أمّا التعوّذ فتستقبل القبلة بباطن كفّيك، وأمّا الدعاء في الرزق فتبسط كفّيك وتفضي بباطنهما إلى السماء، وأمّا التبتّل فإيماؤك بأصبعك السبّابة، وأمّا الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك، ودعاء التضرّع أن تحرّك إصبعك السبّابة ممّا يلي وجهك، وهو دعاء الخيفة.
قال الحسن بن عليّ (عليه السلام): علّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلمات في القنوت أقولهنّ: «اللّهمّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يقضى عليك، إنّه لا يذلّ من واليت، تباركت ربّنا وتعاليت».