أحاديث في القراءة والدعاء عند النوم والانتباه

قال عليّ (عليه السلام): إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل: «لا إله إلّا الله الحليم الكريم الحيّ القيوم، وهو على كلّ شيء قدير، سبحان ربّ النبيّين وإله المرسلين ربّ السموات السبع وما فيهنّ، وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ وما بينهنّ، وربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين». فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: «حسبي الله، حسبي الربّ من العباد، حسبي الله الذي هو حسبي منذ كنت، حسبي الله ونعم الوكيل».

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ حين يأخذ مضجعه، غفر الله له ذنوب خمسين سنة.

قال الصادق (عليه السلام): من قال حين يأوي إلى فراشه: «لا اله إلّا الله» مائة مرّة بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن استغفر الله حين يأوي إلى فراشه مائة مرّة تحاتّت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر.

قال الصادق (عليه السلام): من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرّات: «الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كلّ شيء قدير»، خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمّه.

قال رجاء بن ضحّاك فيما كان يعمل الرضا (عليه السلام) في طريق خراسان: فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام (عليه السلام) عن فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار، بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار.

قال عليّ (عليه السلام) لرجل من بني سعد: أ لا أحدّثك عنّي وعن فاطمة (عليها السلام)؟ إنّها كانت عندي _ وكانت (عليها السلام)من أحبّ أهله إليه (صلى الله عليه وآله) _ وإنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتّى مجلت يداها، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتّى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل.

فأتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوجدت عنده حدّاثاً فاستحت وانصرفت، فعلم النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّها جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لفاعنا ^١ فقال (صلى الله عليه وآله): السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا، ثمّ قال: السلام عليكم، فسكتنا، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): السلام عليكم، فخشينا إن لم نردّ عليه ينصرف، وقد كان يفعل ذلك يسلّم ثلاثاً، فإن أذن له وإلّا انصرف، فقلت: وعليك السلام يا رسول الله، ادخل، فلم يعد (صلى الله عليه وآله) أن جلس عند رؤوسنا، فقال: يا فاطمة، ما كانت حاجتك أمس عند محمّد؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم، فأخرجت رأسي فقلت: أنا _ والله _ أخبرك يا رسول الله، إنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها، وجرّت بالرحى حتّى مجلت يداها، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل، قال: أ فلا أعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكـبّرا أربعاً وثلاثين، فأخرجت رأسها فقالت (عليها السلام): رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله.

قال عليّ (عليه السلام): عوذة للصبيّ إذا كثر بكاؤه، ولمن يفزع بالليل، وللمرأة إذا سهرت من وجع: ﴿فَضَرَبْنَا عَلىَ ءَاذَانِهِمْ فىِ الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَىُّ الحِزْبَينْ‏ِ أَحْصىَ‏ لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا﴾.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ آية الكرسيّ في دبر كلّ صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت، ولا يواظب عليها إلّا صدّيق أو عابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه، آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله.

قال الصادق (عليه السلام): إذا خفت الجنابة فقل في فراشك: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الأحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام».

قال الصادق (عليه السلام): فإذا خفت الأرق ^١ فقل عند منامك: «سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ﴾ ثمّ قل: «يا مشبع البطون الجائعة، يا كاسي الجنوب العارية، يا مسكّن العروق الضاربة، يا منوّم العيون الساهرة،سكّن عروقي الضاربة، وائذن لعيني نوماً عاجلاً». وفي قول آخر: اقرأ آية الكرسيّ و﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ﴾ و﴿وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً﴾ … وللنعاس: ﴿وَ لَمَّا جاءَ مُوسى لِميقاتِنا﴾ إلى قوله: ﴿أَوَّلُ الْمُؤْمِنينَ﴾، يقرأ على الماء ويمسح به رأسه ووجهه وذراعيه.

وللفزع أيضاً: ﴿شَهِدَ الله﴾ إلى قوله ﴿سَريعُ الْحِسابِ﴾، وآية الكرسيّ، و﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ﴾ إلى آخر سورة الإسراء، و﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ﴾، إلى آخر الآية و﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ إلى آخر السورة، و﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ﴾ في سورة الأنبياء.

و للفزع من السباع والجنّ والسحرة: ﴿قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ﴾ و﴿الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَريعُ الْحِسابِ﴾ و﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ﴾.

قال علي (عليه السلام): ما من عبد يقرأ ﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‏ إِلَيَّ﴾ إلى آخر السورة، إلّا كان له نوراً من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نوراً إلى بيت المقدس.

قال الصادق (عليه السلام): من قرأ «يس» في ليلته قبل أن ينام، وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من كلّ شيطان رجيم ومن كلّ آفة.

قال الباقر (عليه السلام): من قرأ الواقعة كلّ ليلة قبل أن ينام، لقي الله عزّ وجلّ ووجهه كالقمر ليلة البدر.

قال الصادق (عليه السلام): من أوى إلى فراشه فقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ إحدى عشر مرّة، حفظه الله في داره ودويرات حوله.

قال الكاظم (عليه السلام): لم يقل أحد قطّ إذا أراد أن ينام: ﴿إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَليماً غَفُوراً﴾ فسقط عليه البيت.

قال الصادق (عليه السلام): من قال: «أستغفر الله» مائة مرّة حين ينام، بات وقد تحاتت الذنوب كلّها عنه كما تتحاتّ الورق من الشجر ويصبح وليس عليه ذنب.

قال الكاظم (عليه السلام): من بات في بيت وحده أو في دار أو في قرية وحده، فليقل: «اللّهمّ آنس وحشتي وأعنّي على وحدتي».