أحاديث في ذم التعصب للآخرين، وفي عذاب العصبية يوم القيامة، وفي قصة إسلام حمزة بن عبدالمطلب عم النبي (ص)، وفي ذم التفاخر بالقوم والعشيرة والتعالي على الآخرين، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٥
قال الصادق (عليه السلام): من تعصّب أو تعصّب له، فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه ١ .
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٨٣
(١) من الواضح أنّ التعصّب لأحد وهو التحزّب له من دون وجه عقلائي من موجبات الخروج من دائرة الإيمان، فإنّ الذي يستحقّ أن يتحزّب له هو صاحب الملك والملكوت، ولكنّ الكلام في تحزّب الغير لأحدهم والذي عبّرت عنه الرواية بعبارة «أو تُعصِّب له» فلا بدّ من القول في توجيه ذلك أنّ المراد به هنا _ بقرينة الذمّ _ هو من رضي بذلك بل كان سبباً في تحقّق هذا الأمر بدعوة الناس إلى نفسه، وهذا المعنى قريب ممّا ورد في لعن من خفقت النعال خلفه، وهذا الأمر لا يتمّ غالباً إلّا لمن حرص على متابعة أحدهم بغير تعقّل، وهو معنى التحزّب والتعصّب.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه حبّة من خردل من عصبية، بعثه الله تعالی يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٨٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٧
قال السجّاد (عليه السلام): لم تدخل الجنّة حميّة غير حميّة حمزة بن عبد المطّلب، وذلك حين أسلم غضباً للنبيّ (صلى الله عليه وآله) في حديث السلی الذي ألقي على النبيّ (صلى الله عليه وآله).
بيــان:
قال عليّ بن برهان الدین الحلبي: وممّا وقع له (صلى الله عليه وآله) من الأذيّة ما كان سبباً لإسلام عمّه حمزة _ رضی الله عنه _ وهو ما حدّث به ابن إسحاق عن رجل من أسلم: أنّ أبا جهل مرّ برسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الصفا _ وقيل عند الحجون _ فآذاه وشتمه، ونال منه ما نكرهه، وقيل: أنّه صبّ التراب على رأسه، وقيل: ألقى عليه فرثاً ووطئ برجله على عاتقه، فلم يكلّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك وتبصره، ثمّ انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى نادي قريش فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة أن أقبل متوشّحاً بسيفه راجعاً من قنصه _ أي من صيده _ وكان من عادته إذا رجع من قنصه لا يدخل إلى أهله إلّا بعد أن يطوف بالبيت، فمرّ على تلك المولاة فأخبرته الخبر، وقيل: أخبرته مولاة أخته صفيّة، قالت له: إنّه صبّ التراب على رأسه وألقى عليه فرثاً ووطئ برجله على عاتقه _ وعلى إلقاء الفرث عليه اقتصر أبو حيّان _ فقال لها حمزة: أنت رأيت هذا الذي تقولين؟ قالت: نعم.
فاحتمل حمزة الغضب ودخل المسجد، فرأى أبا جهل جالساً في القوم فأقبل نحوه حتّى قام على رأسه ورفع القوس فضربه فشجّه شجّة منكرة، ثمّ قال: أ تشتمه وأنا على دينه؟ أقول ما يقول، فردّ علىّ ذلك إن استطعت، وفي لفظ: إنّ حمزة لمّا قام على رأس أبي جهل بالقوس صار أبو جهل يتضرّع إليه ويقول: سفّه عقولنا، وسبّ آلهتنا، وخالف آبائنا، فقال: ومن أسفه منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله.
فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقالوا: ما نراك إلّا قد صبأت، فقال حمزة: ما يمنعني وقد استبان لي منه، أنا أشهد أنّه رسول الله وأنّ الذي يقوله حقّ، والله، لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا يعلى، فإنّي _ والله _ قد أسمعت ابن أخيه شيئاً قبيحاً، وتمّ حمزة على إسلامه، فقال لنفسه لمّا رجع إلى بيته: أنت سيّد قريش، اتّبعت هذا الصابيّ وتركت دين آبائك، الموت خير لك ممّا صنعت، ثمّ قال: اللّهمّ، إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلّا فاجعل لي ممّا وقعت فيه مخرجاً، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان حتّى أصبح.
فغدا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا ابن أخي، إنّي وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري أ رشد هو أم غيّ شديد؟ فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكّره ووعظه وخوّفه وبشّره، فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: أشهد أنّك لصادق، فأظهر _ يا ابن أخي _ دينك، وقد قال ابن عبّاس: في ذلك نزل ﴿أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ يعني حمزة ﴿كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها﴾ يعني أبا جهل، وسرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإسلامه سروراً كثيراً، لأنّه كان أعزّ فتىً في قريش وأشدّهم شكيمة، ومن ثمّ لمّا عرفت قريش أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد عزّ، كفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه، وأقبلوا على بعض أصحابه بالأذيّة سيّما المستضعفين منهم الذين لا جوار لهم. (ص٢٨٥-٢٨٧)
قال عليّ بن برهان الدین الحلبي: وممّا وقع له (صلى الله عليه وآله) من الأذيّة ما كان سبباً لإسلام عمّه حمزة _ رضی الله عنه _ وهو ما حدّث به ابن إسحاق عن رجل من أسلم: أنّ أبا جهل مرّ برسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الصفا _ وقيل عند الحجون _ فآذاه وشتمه، ونال منه ما نكرهه، وقيل: أنّه صبّ التراب على رأسه، وقيل: ألقى عليه فرثاً ووطئ برجله على عاتقه، فلم يكلّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك وتبصره، ثمّ انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى نادي قريش فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة أن أقبل متوشّحاً بسيفه راجعاً من قنصه _ أي من صيده _ وكان من عادته إذا رجع من قنصه لا يدخل إلى أهله إلّا بعد أن يطوف بالبيت، فمرّ على تلك المولاة فأخبرته الخبر، وقيل: أخبرته مولاة أخته صفيّة، قالت له: إنّه صبّ التراب على رأسه وألقى عليه فرثاً ووطئ برجله على عاتقه _ وعلى إلقاء الفرث عليه اقتصر أبو حيّان _ فقال لها حمزة: أنت رأيت هذا الذي تقولين؟ قالت: نعم.
فاحتمل حمزة الغضب ودخل المسجد، فرأى أبا جهل جالساً في القوم فأقبل نحوه حتّى قام على رأسه ورفع القوس فضربه فشجّه شجّة منكرة، ثمّ قال: أ تشتمه وأنا على دينه؟ أقول ما يقول، فردّ علىّ ذلك إن استطعت، وفي لفظ: إنّ حمزة لمّا قام على رأس أبي جهل بالقوس صار أبو جهل يتضرّع إليه ويقول: سفّه عقولنا، وسبّ آلهتنا، وخالف آبائنا، فقال: ومن أسفه منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله.
فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقالوا: ما نراك إلّا قد صبأت، فقال حمزة: ما يمنعني وقد استبان لي منه، أنا أشهد أنّه رسول الله وأنّ الذي يقوله حقّ، والله، لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا يعلى، فإنّي _ والله _ قد أسمعت ابن أخيه شيئاً قبيحاً، وتمّ حمزة على إسلامه، فقال لنفسه لمّا رجع إلى بيته: أنت سيّد قريش، اتّبعت هذا الصابيّ وتركت دين آبائك، الموت خير لك ممّا صنعت، ثمّ قال: اللّهمّ، إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلّا فاجعل لي ممّا وقعت فيه مخرجاً، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان حتّى أصبح.
فغدا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا ابن أخي، إنّي وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري أ رشد هو أم غيّ شديد؟ فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكّره ووعظه وخوّفه وبشّره، فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: أشهد أنّك لصادق، فأظهر _ يا ابن أخي _ دينك، وقد قال ابن عبّاس: في ذلك نزل ﴿أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ يعني حمزة ﴿كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها﴾ يعني أبا جهل، وسرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإسلامه سروراً كثيراً، لأنّه كان أعزّ فتىً في قريش وأشدّهم شكيمة، ومن ثمّ لمّا عرفت قريش أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد عزّ، كفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه، وأقبلوا على بعض أصحابه بالأذيّة سيّما المستضعفين منهم الذين لا جوار لهم. (ص٢٨٥-٢٨٧)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٨٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٨
سئل السجّاد (عليه السلام) عن العصبية، فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.
بيــان:
«أن يحبّ الرجل قومه»، إمّا محض المحبّة، فإنّه من الجبلّة الإنسانية أن يحبّ الرجل قومه وعشيرته وأقاربه أكثر من غيرهم وقلّما ينفكّ عنه أحد، والظاهر أنّه ليس من الصفات الذميمة، أو بالأفعال أيضاً بأن يسعى في حوائجهم أكثر من السعي في حوائج غيرهم، ويبذل لهم المال أكثر من غيرهم. والظاهر أنّ هذا أيضاً غير مذموم شرعاً بل ممدوح، فإنّ أكثره من صلة الرحم، وبعضه من رعاية الأخلّاء والإخوان والأصحاب، وقد مرّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلة الرحم الحثّ على جميع ذلك وعن غيره (عليه السلام)، فظهر أنّ العصبية المذمومة إمّا إعانة قومه على الظلم أو إثبات ما ليس فيهم لهم، أو التفاخر بالأمور الباطلة التي توجب المنقصة، أو تفضيلهم على غيرهم من غير فضل. (ص٢٨٨-٢٨٩)
«أن يحبّ الرجل قومه»، إمّا محض المحبّة، فإنّه من الجبلّة الإنسانية أن يحبّ الرجل قومه وعشيرته وأقاربه أكثر من غيرهم وقلّما ينفكّ عنه أحد، والظاهر أنّه ليس من الصفات الذميمة، أو بالأفعال أيضاً بأن يسعى في حوائجهم أكثر من السعي في حوائج غيرهم، ويبذل لهم المال أكثر من غيرهم. والظاهر أنّ هذا أيضاً غير مذموم شرعاً بل ممدوح، فإنّ أكثره من صلة الرحم، وبعضه من رعاية الأخلّاء والإخوان والأصحاب، وقد مرّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلة الرحم الحثّ على جميع ذلك وعن غيره (عليه السلام)، فظهر أنّ العصبية المذمومة إمّا إعانة قومه على الظلم أو إثبات ما ليس فيهم لهم، أو التفاخر بالأمور الباطلة التي توجب المنقصة، أو تفضيلهم على غيرهم من غير فضل. (ص٢٨٨-٢٨٩)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٨٨
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٩
قال أحمد بن محمّد بن أبي نصر: كنت عند الرضا (عليه السلام): فأمسيت عنده فقلت: أنصرف؟ فقال (عليه السلام) لي: لا تنصرف، فقد أمسيت فأقمت عنده، فقال (عليه السلام) لجاريته: هاتي مضربتي ووسادتي، فافرشي لأحمد في ذلك البيت، فلمّا صرت في البيت دخلني شيء فجعل يخطر ببالي: من مثلي في بيت وليّ الله، وعلى مهاده؟ فناداني: يا أحمد، إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد صعصعة بن صوحان فقال: يا صعصعة بن صوحان، لا تجعل عيادتي إيّاك فخراً على قومك، وتواضع لله، يرفعك.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٩٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٢٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإنّ العربية ليست بأب والد، ولكنّها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلّغه رضوان الله حسبه، ألا وإنّ كلّ دم أو مظلمة أو إحنة ١ كانت في الجاهلية، فهي تطلّ تحت قدمّي إلى يوم القيامة.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٩٣
(١) «الإِحْنَة»: الحقد. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص: ٢٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٢١
قیل للباقر (عليه السلام): الناس يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: أشرفكم في الجاهلية أشرفكم في الإسلام، فقال (عليه السلام): صدقوا وليس حيث تذهبون، كان أشرفهم في الجاهلية: أسخاهم نفساً وأحسنهم خلقاً وأحسنهم جواراً وأكفّهم أذى، فذلك الذي إذا أسلم لم يزده إسلامه إلّا خيراً.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٩٤
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٢٢
قال عليّ (عليه السلام): ما لابن آدم والفخر؟ أوّله نطفة وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٩٤