وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٣٥
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنّا أحقّ من عفا وصفح.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص٩٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٣٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ الله تعالی ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان منهم فيها على إضرار وظلم للمؤمنين فيقول للسيّئات: كوني حسنات.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰۰
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٣٧
قال جابر بن عبد الله: كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنا من جانب وعليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) من جانب، إذ أقبل عمر بن الخطّاب ومعه رجل قد تلبّب به، فقال (صلى الله عليه وآله): ما باله؟ قال: حكى عنك يا رسول الله، أنّك قلت: من قال: «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» دخل الجنّة، وهذا إذا سمعته الناس فرّطوا في الأعمال، أ فأنت قلت ذلك يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، إذا تمسّك بمحبّة هذا وولايته.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي: قال الباقر (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰١
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٣٨
قال الصادق (عليه السلام): والله، لا يصف عبد هذا الأمر فتطعمه النار، قيل له: إنّ فيهم من يفعل ويفعل؟ فقال (عليه السلام): إنّه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه، وإلّا ضيّق الله عليه في رزقه، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه، وإلّا شدّد الله عليه عند موته، حتّى يأتي الله ولا ذنب له، ثمّ يدخله الجنّة.
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٣٩
عن ابن أبي يعفور قال: قلت للصادق (عليه السلام): إنّي أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ويتولّون فلاناً وفلاناً، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولّونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق، فاستوى الصادق (عليه السلام) جالساً وأقبل عليّ كالغضبان، ثمّ قال (عليه السلام): لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله، قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال (عليه السلام): نعم، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثمّ قال (عليه السلام): أ ما تسمع لقول الله: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ﴾؟ يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة، لولايتهم كلّ إمام عادل من الله، وقال: ﴿وَ الَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ﴾، قلت: أ ليس الله عنى بها الكفّار حين قال: ﴿وَ الَّذينَ كَفَرُوا﴾؟ فقال (عليه السلام): وأيّ نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات؟ إنّما عنى الله بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام، فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله، خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفّار فقال: ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ﴾.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰٤-١۰٥
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنّ من شيعة عليّ (عليه السلام) لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفّة سيّئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار التيّارة، يقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا يشكّون أنّه من الهالكين، وفي عذاب الله تعالی من الخالدين، فيأتيه النداء من قبل الله تعالی: يا أيّها العبد الخاطئ الجاني، هذه الذنوب الموبقات، فهل بإزائها حسنة تكافئها وتدخل جنّة الله برحمة الله؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله؟ يقول العبد: لا أدري.
فيقول منادي ربّنا عزّ وجلّ: إنّ ربّي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إنّي فلان بن فلان من بلد كذا وكذا أو قرية كذا وكذا، قد رهنت بسيّئات كأمثال الجبال والبحار، ولا حسنة لي بإزائها، فأيّ أهل هذا المحشر كانت لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها؟ فهذا أوان شدّة حاجتي إليها.
فينادي الرجل بذلك، فأوّل من يجيبه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): لبّيك لبّيك لبّيك أيّها الممتحن في محبّتي المظلوم بعداوتي، ثمّ يأتي هو ومن معه عدد كثير وجمّ غفير، وإن كانوا أقلّ عدداً من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات، فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين، نحن إخوانه المؤمنون، كان بنا بارّاً ولنا مكرماً، وفي معاشرته إيّانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعاً، وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا وبذلناها له، فيقول عليّ (عليه السلام): فبماذا تدخلون جنّة ربّكم؟ فيقولون: برحمة الله الواسعة التي لا يعدمها من والاك، ووالى آلك يا أخا رسول الله، فيأتي النداء من قبل الله تعالی: يا أخا رسول الله، هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له، فأنت ماذا تبذل له؟ فإنّي أنا الحكم ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إيّاك، وما بينه وبين عبادي من الظلامات، فلا بدّ من فصلي بينه وبينهم.
فيقول عليّ (عليه السلام): يا ربّ، أفعل ما تأمرني، فيقول الله تعالی: يا عليّ، اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله، فيضمن لهم عليّ (عليه السلام) ذلك، ويقول لهم: اقترحوا عليّ ما شئتم أعطكم عوضاً من ظلاماتكم قبله، فيقولون: يا أخا رسول الله، تجعل لنا بإزاء ظلاماتنا قبله، ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟فيقول عليّ (عليه السلام): قد وهبت ذلك لكم، فيقول الله عزّ وجلّ: فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من عليّ (عليه السلام) فداء لصاحبه من ظلاماتكم، ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون ذلك ما يرضي الله عزّ وجلّ به خصماء أولئك المؤمنين، ثمّ يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰٧-١۰٨
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤١
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله يبعث يوم القيامة أقواماً تمتلئ من جهة السيّئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيّئات، فأين الحسنات؟ وإلّا فقد عطبتم، فيقولون: يا ربّنا، ما نعرف لنا حسنات، فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ: لئن لم تعرفوا لأنفسكم _ عبادي _ حسنات، فإنّي أعرفها لكم وأوفّرها عليكم، ثمّ يأتي برقعة صغيرة يطرحها في كفّة حسناتهم فترجح بسيّئاتهم بأكثر ما بين السماء إلى الأرض، فيقال لأحدهم: خذ بيد أبيك وأمّك وإخوانك وأخواتك وخاصّتك وقراباتك وأخدانك ومعارفك، فأدخلهم الجنّة.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١۰٩-١١۰
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٢
قال الصادق (عليه السلام): ما يمنعكم من أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنّه من أهل الجنّة؟ إنّ الله يقول: ﴿كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنينَ﴾.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١۰
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٣
قال أبو ولّاد: قلت للصادق (عليه السلام): جعلت فداك، إنّ رجلاً من أصحابنا ورعاً مسلماً كثير الصلاة، قد ابتلي بحبّ اللهو وهو يسمع الغناء، فقال (عليه السلام): أ يمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قلت: لا، ليس يمنعه ذلك من شيء من الخير والبرّ، فقال (عليه السلام): هذا من خطوات الشيطان، مغفور له ذلك إن شاء الله، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذّات والشهوات _ أعني لكم الحلال ليس الحرام _ فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، فألقى الله في همّة أولئك الملائكة اللذّات والشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين.
فلمّا أحسّوا ذلك من هممهم عجّوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربّنا، عفوك عفوك، ردّنا إلى ما خلقنا له وأجبرتنا عليه، فإنّا نخاف أن نصير في أمر مريج، فنزع الله ذلك من هممهم، فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنّة في الجنّة، استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنّة فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلّمون عليهم، ويقولون لهم: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ﴾ في الدنيا، عن اللذّات والشهوات الحلال.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١۰-١١١
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٤
قال زيد الشحّام: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقال لي: يا زيد، جدّد التوبة وأحدث عبادة، قلت: نعيت إليّ نفسي؟ فقال (عليه السلام) لي: يا زيد، ما عندنا لك خير وأنت من شيعتنا، إلينا الصراط، وإلينا الميزان، وإلينا حساب شيعتنا. والله، لأنّا لكم أرحم من أحدكم بنفسه، يا زيد، كأنّي أنظر إليك في درجتك من الجنّة، ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النضري.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٥
قال عمرو بن إلیاس: دخلت أنا وأبي إلياس بن عمرو على أبي بكر الحضرمي _ وهو يجود بنفسه _ فقال: يا عمرو، ليست ساعة الكذب، أشهد على جعفر بن محمّد (عليه السلام) أنّي سمعته يقول: لا يمسّ النار من مات وهو يقول بهذا الأمر.
المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٦
قال صفوان الجمّال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك … سمعتك تقول: «شيعتنا في الجنّة» وفيهم أقوام مذنبون: يركبون الفواحش، ويأكلون أموال الناس، ويشربون الخمور، ويتمتّعون في دنياهم؟ فقال (عليه السلام): هم في الجنّة، اعلم أنّ المؤمن من شيعتنا لا يخرج من الدنيا حتّى يبتلی بدين أو بسقم أو بفقر، فإن عفي عن هذا كلّه، شدّد الله عليه في النزع عند خروج روحه حتّى يخرج من الدنيا ولا ذنب عليه.
قلت: فداك أبي وأمّي، فمن يردّ المظالم؟ قال (عليه السلام): الله عزّ وجلّ يجعل حساب الخلق إلى محمّد وعليّ (عليهما السلام)، فكلّ ما كان على شيعتنا حاسبناهم ممّا كان لنا من الحقّ في أموالهم، وكلّ ما بينه وبين خالقه استوهبناه منه، ولم نزل به حتّى ندخله الجنّة برحمة من الله، وشفاعة من محمّد وعليّ (عليهما السلام).
المصدر الأصلي: الروضة، الفضائل
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١٤-١١٥
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٧
قال السجّاد (عليه السلام): من أحبّنا لله نفعه حبّنا، ولو كان في جبل الديلم، ومن أحبّنا لغير ذلك فإنّ الله يفعل ما يشاء، إنّ حبّنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما تساقط الريح الورق من الشجر.
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١١٦
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٨
قال الأصبغ بن نباتة: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منه منزلة، فقال: كيف تجدك يا حارث؟ قال: نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين، وزادني _ أو زاد _ غليلاً اختصام أصحابك ببابك، قال (عليه السلام): وفيم خصومتهم؟ قال: في شأنك والثلاثة من قبلك، فمن مفرط غالٍ، ومقتصد تالٍ، ومن متردّد مرتاب لا يدري أ يقدم أم يحجم؟
قال (عليه السلام): بحسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي، فقال له الحارث: لو كشفت فداك أبي وأمّي الريب عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا، قال (عليه السلام): قدك، فإنّك امرء ملبوس عليه، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله.
يا حارث، إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحقّ أخبرك فأعرني سمعك، ثمّ خبّر به من كانت له حصافة من أصحابك، ألا إنّي عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصدّيقه الأكبر، صدّقته وآدم وبين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ألا وإنّي خاصّته _ يا حارث _ وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرآن، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد، وأيّدت _ أو قال: أمددت _ بليلة القدر نفلاً، وإنّ ذلك ليجري لي وللمستحفظين من ذرّيّتي كما يجري الليل والنهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها …
وأبشّرك يا حارث، ليعرفني وليّي وعدوّي في مواطن شتّى: ليعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة، قال الحارث: وما المقاسمة يا مولاي؟ قال: مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحاحاً، أقول: هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوّي فخذيه.
ثمّ أخذ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بيد الحارث، فقال (عليه السلام): يا حارث … أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيديّ، فقال (صلى الله عليه وآله) لي _ وقد اشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين _: «إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل أو بحجزة _ يعني عصمة من ذي العرش تعالى _ وأخذت أنت _ يا عليّ _ بحجزتي، وأخذت ذرّيّتك بحجزتك، وأخذت شيعتكم بحجزتكم»، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيّه؟ وماذا يصنع نبيّه بوصيّه؟ خذها إليك يا حارث، قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت _ قالها ثلاثاً _ فقال الحارث: وقام يجرّ رداءه جذلاً: ما أبالي وربّي، بعد هذا، متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح: فأنشدني أبو هاشم السيّد بن محمّد في كلمة له:
قول عليّ لحارث عجب
كم ثمّ أعجوبة له حملاً
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن أو منافق قبلاً
يعرفني طرفه وأعرفه بعينه
و اسمه وما عملا
و أنت عند الصراط تعرفني
فلا تخف عثرة ولا زللاً
أسقيك من بارد على ظماء
تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض
على جسرها ذري الرجلا
ذرّيّة لا تقربيه إنّ له
حبلاً بحبل الوصيّ متّصلاً
هذا لنا شيعة وشيعتنا
أعطاني الله فيهم الأملا
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٢۰-١٢٢
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٤٩
سئل النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فغضب وقال (صلى الله عليه وآله): ما بال أقوام يذكرون منزلة من منزلته من الله كمنزلتي، من له منزلة كمنزلتي؟ ألا ومن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني رضي الله عنه، ومن رضي الله عنه كافأه الجنّة، ألا ومن أحبّ عليّاً تقبّل الله صلاته وصيامه وقيامه، واستجاب الله له دعاءه.
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٢٤
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٠
دخل رجل على الصادق (عليه السلام) فقال: جعلت فداك، إنّ لي أخاً لا يؤتى من محبّتكم وإجلالكم وتعظيمكم غير أنّه يشرب الخمر؟ فقال الصادق (عليه السلام): أما إنّه لعظيم أن يكون محبّنا بهذه الحالة، ولكن أ لا أنبّئكم بشرّ من هذا؟ الناصب لنا شرّ منه.
بيــان:
«لا يؤتى من محبّتكم»، أي لا يأتيه الشيطان من جهة محبّتكم، أو لا يهلك بسبب ترك المحبّة.
«لا يؤتى من محبّتكم»، أي لا يأتيه الشيطان من جهة محبّتكم، أو لا يهلك بسبب ترك المحبّة.
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٢٦
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥١
قال بشير النبّال: اشتريت بعيراً نضواً ١ فقال لي قوم: يحملك، وقال قوم: لا يحملك، فركبت ومشيت حتّى وصلت المدينة، وقد تشقّق وجهي ويداي ورجلاي، فأتيت باب الباقر (عليه السلام) فقلت: يا غلام، استأذن لي عليه، فسمع صوتي فقال (عليه السلام): ادخل يا بشير، مرحباً يا بشير، ما هذا الذي أرى بك؟ قلت: جعلت فداك، اشتريت بعيراً نضواً، فركبت ومشيت فشقّق وجهي ويداي ورجلاي، قال (عليه السلام): فما دعاك إلى ذلك؟ … قلت: حبّكم _ والله _ جعلت فداك، قال (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة فزع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله، وفزعنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفزعتم إلينا، فإلى أين ترونا نذهب بكم؟ إلى الجنّة وربّ الكعبة، إلى الجنّة وربّ الكعبة.
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٣٢
(١) «النِضْو»: الدابّة التى أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٥، ص٧٢.
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٢
لمّا قدم عليّ (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفتح خيبر، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالاً، لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
المصدر الأصلي: بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٣٧
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٣
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) فتح له في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) جعل الله قبره قرار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد (عليهم السلام) مات على السنّة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمّد (عليهم السلام) جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: «آيس من رحمة الله». ألا ومن مات على بغض آل محمّد (عليهم السلام) مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد (عليهم السلام) لم يشمّ رائحة الجنّة.
المصدر الأصلي: جامع الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٣٧-١٣٨
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٤
قال منهال القصّاب: قلت للصادق (عليه السلام): ادع الله أن يرزقني الشهادة، فقال (عليه السلام): المؤمن شهيد، ثمّ تلا: ﴿وَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ﴾.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٤١
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٥
قال الحارث بن المغیرة: قال الباقر (عليه السلام): العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، كمن جاهد _ والله _ مع قائم آل محمّد (عليهم السلام) بسيفه، ثمّ قال (عليه السلام): بل _ والله _ كمن جاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسيفه، ثمّ قال (عليه السلام) الثالثة: بل _ والله _ كمن استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فسطاطه، وفيكم آية في كتاب الله، قلت: وأيّ آية؟ جعلت فداك … قال (عليه السلام): قول الله تعالی: ﴿وَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ﴾، ثمّ قال: صرتم _ والله _ صادقين، شهداء عند ربّكم.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٤١
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٦
قال الباقر (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: لأعذّبنّ كلّ رعيّة في الإسلام أطاعت كلّ إمام ليس من الله وإن كانت الرعيّة بارّة تقيّة، ولأعفونّ عن كلّ رعيّة أطاعت كلّ إمام عادل من الله وإن كانت الرعيّة ظالمة مسيئة.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٤٢
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤١٥٧
قال زید النرسي: قلت للكاظم (عليه السلام): الرجل من مواليكم يكون عارفاً يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب، نتبرّأ منه؟ فقال (عليه السلام): تبرّؤوا من فعله، ولا تبرّؤوا منه، أحبّوه وأبغضوا عمله.
المصدر الأصلي: كتاب زيد النرسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٥
، ص١٤٧-١٤٨