- جواهر البحار
- » تتمة كتاب المزار
- » أحاديث في الزيارة بالنيابة عن الأئمّة (ع)
قال إبراهيم الحضرمي: رجعت من مكّة فأتيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) في المسجد، وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر، فقلت له: يا بن رسول الله، إنّي إذا خرجت إلى مكّة ربما قال لي الرجل: طف عنّي أسبوعاً وصلّ ركعتين، فربما شغلت عن ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له؟ قال (عليه السلام): إذا أتيت مكّة فقضيت نسكك، فطف أسبوعاً وصلّ ركعتين وقل: «اللّهــمّ إنّ هذا الطواف وهاتين الركعتين، عن أبي وأمّي وعن زوجتي وعن ولدي وعن حامّتي وعن جميع أهل بلدي، حرّهم وعبدهم، أبيضهم وأسودهم، فلا تشاء أن تقول للرجل: إنّي قد طفت عنك وصلّيت عنك ركعتين إلّا كنت صادقاً»، فإذا أتيت قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقضيت ما يجب عليك، فصلّ ركعتين ثمّ قف عند رأس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قل: السلام عليك يا نبيّ الله، من أبي وأمّي وزوجتي وولدي وحامتي ومن جميع أهل بلدي، حرّهم وعبدهم، أبيضهم وأسودهم، فلا تشاء أن تقول للرجل: إنّي قد أقرأت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنك السلام، إلّا كنت صادقاً.
يقول الزائر إذا ناب عن غيره: اللّهــمّ إنّ فلان بن فلان أوفدني إلى مواليه ومواليّ لأزور عنه رجاء لجزيل الثواب، وفراراً من سوء الحساب، اللّهــمّ إنّه يتوجّه إليك بأوليائك، الدالّين عليك في غفرانك ذنوبه وحطّ سيّئاته، ويتوسّل إليك بهم عند مشهد إمامه (عليه السلام)، اللّهمّ فتقبّل منه، واقبل شفاعة أوليائه(عليهم السلام)فيه … .
روى أصحابنا جميعاً أنّ الصادق (عليه السلام) أرسل إلى بعض الشيعة فقال: خذ هذه الدراهم، فحجّ عن ابني إسماعيل، يكن لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد، وقد أنفذ الهادي (عليه السلام) زائراً عنه إلى مشهد الصادق (عليه السلام) فقال: إنّ لله مواطن يحبّ أن يدعى فيها فيجيب، وإنّ حائر الحسين (عليه السلام) من تلك المواطن.
إذا لم يكن خروجك لقبورهم زائراً لنفسك بل مستأجراً عن أخ من إخوانك فقل: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الطاهرين، واجعل ثواب وأجر جميع ما نالني وينالني في سفري هذا، في بدئي ومرجعي من تعب ونصب ووصب ومصيبة في مال ونفقة، وكلّ غمّ وهمّ وكدّ وغير ذلك، ممّا يكسب الثواب ويوجب الحسنات، ويحطّ الأوزار والسيّئات والخطايا، إلى أن بلغت هذا المشهد الذي شرّفته وعظّمت حرمته لفلان بن فلان الذي أوفدني له وعنه وبماله ونفقته، إنّك رؤوف رحيم وعلى كلّ شيء قدير، وأنت أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمّد خاتم النبيّين وعلى آله الطيّبين الطاهرين.