وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الإيمان والكفر
- » أحاديث في الرياء
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩١
قال الصادق (عليه السلام) لعبّاد بن كثير البصري في المسجد: ويلك يا عبّاد، إيّاك والرياء، فإنّه من عمل لغير الله، وكله الله إلى من عمل له.
بيــان:
وقال بعض المحقّقين: اعلم أنّ الرياء مشتقّ من الرؤية، والسمعة مشتقّ من السماع، وإنّما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير؛ إلّا أنّ الجاه والمنزلة يطلب في القلب بأعمال سوى العبادات ويطلب بالعبادات، واسم الرياء مخصوص بحكم العادة بطلب المنزلة في القلوب بالعبادات وإظهارها، فحدّ الرياء هو إرادة المنزلة بطاعة الله تعالی، فالمرائي هو العابد، والمراءى هو الناس المطلوب رؤيتهم لطلب المنزلة في قلوبهم، والمراءى به هو الخصال التي قصد المرائي إظهارها، والرياء هو قصد إظهار ذلك، والمراءى به كثيرة ويجمعها خمسة أقسام وهي مجامع ما يتزيّن العبد به للناس: وهو البدن والزيّ والقول والعمل والأتباع والأشياء الخارجة.
ولذلك أهل الدنيا يراؤون بهذه الأسباب الخمسة، إلّا أنّ طلب الجاه وقصد الرياء بأعمال ليست من جملة الطاعات، أهون من الرياء بالطاعات.
والأوّل: الرياء في الدين من جهة البدن، وذلك بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدّة الاجتهاد، وعظم الحزن على أمر الدين، وغلبة خوف الآخرة، وليدلّ بالنحول على قلّة الأكل، وبالصفار على سهر الليل وكثرة الأرق في الدين، وكذلك يرائي بتشعّث الشعر ليدلّ به على استغراق الهمّ بالدين، وعدم التفرّغ لتسريح الشعر، ويقرب من هذا خفض الصوت وإغارة العينين وذبول الشفتين، فهذه مراءاة أهل الدين في البدن.
وأمّا أهل الدنيا فيراؤون بإظهار السمن، وصفاء اللون، واعتدال القامة، وحسن الوجه، ونظافة البدن، وقوّة الأعضاء.
وثانيها: الرياء بالزيّ والهيئة، أمّا الهيئة: فتشعّث شعر الرأس، وحلق الشارب، وإطراق الرأس في المشي، والهدوّ في الحركة، وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب، ولبس الصوف وتشميرها إلى قريب من نصف الساق، وتقصير الأكمام، وترك تنظيف الثوب وتركه مخرقاً، كلّ ذلك يرائي به ليظهر من نفسه أنّه يتّبع السنّة فيه ومقتدٍ فيه بعباد الله الصالحين.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالثياب النفيسة، والمراكب الرفيعة، وأنواع التوسّع والتجمّل.
الثالث: الرياء بالقول، ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار والآثار، لأجل الاستعمال في المحاورة إظهاراً لغزارة العلم، ولدلالته على شدّة العناية بأقوال السلف الصالحين، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق، وإظهار الغضب للمنكرات، وإظهار الأسف على مقارفة الناس بالمعاصي، وتضعيف الصوت في الكلام.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالقول بحفظ الأمثال والأشعار، والتفاصح في العبارات، وحفظ النحو الغريب للأغراب على أهل الفضل، وإظهار التودّد إلى الناس لاستمالة القلوب.
الرابع: الرياء في العمل كمراءاة المصلّي بطول القيام ومدّه، وتطويل الركوع والسجود، وإطراق الرأس، وترك الالتفات، وإظهار الهدوء والسكون، وتسوية القدمين واليدين، وكذلك بالصوم وبالحجّ وبالصدقة، وبإطعام الطعام وبالإخبات بالشيء عند اللقاء، كإرخاء الجفون، وتنكيس الرأس، والوقار في الكلام، حتّى أنّ المرائي قد يسرع في المشي إلى حاجته، فإذا اطّلع عليه واحد من أهل الدين رجع إلى الوقار وإطراق الرأس خوفاً من أن ينسبه إلى العجلة وقلّة الوقار، فإن غاب الرجل عاد إلى عجلته، فإذا رآه عاد إلى خشوعه، ومنهم من يستحيي أن يخالف مشيته في الخلوة لمشيته بمرئىّ من الناس، فيكلّف نفسه المشية الحسنة في الخلوة، حتّى إذا رآه الناس لم يفتقر إلى التغيير، ويظنّ أنّه تخلّص به من الرياء وقد تضاعف به رياؤه فإنّه صار في خلواته أيضاً مرائياً.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالتبختر والاختيال، وتحريك اليدين، وتقريب الخطى، والأخذ بأطراف الذيل، وإدارة العطفين، ليدلّوا بذلك على الجاه والحشمة.
الخامس: المراءاة بالأصحاب والزائرين والمخالطين، كالذي يتكلّف أن يزور عالماً من العلماء، ليقال: إنّ فلاناً قد زار فلاناً أو عابداً من العبّاد لذلك، أو ملكاً من الملوك وأشباهه ليقال: إنّهم يتبرّكون به، وكالذي يكثر ذكر الشيوخ ليرى أنّه لقي شيوخاً كثيراً واستفاد منهم فيباهي بشيوخه، ومنهم من يريد انتشار الصيت في البلاد لتكثر الرحلة إليه، ومنهم من يريد الاشتهار عند الملوك لتقبل شفاعته، ومنهم من يقصد التوصّل بذلك إلى جمع حطام وكسب مال، ولو من الأوقاف وأموال اليتامى وغير ذلك ...
قال الشهيد _ قدّس الله روحه _ في القواعد: يجب التحرّز من الرياء، فإنّه يلحق العمل بالمعاصي، وهو قسمان: جليّ وخفيّ، فالجليّ ظاهر والخفيّ إنّما يطّلع عليه أولوا المكاشفة والمعاينة لله، كما يروى عن بعضهم أنّه طلب الغزو فتاقت نفسه إليه فتفقّدها، فإذا هو يحبّ المدح بقولهم فلان غازٍ، فتركه فتاقت نفسه إليه، فأقبل يعرض على ذلك الرياء حتّى أزاله، ولم يزل يتفقّدها شيئاً بعد شيء حتّى وجد الإخلاص بعد بقاء الانبعاث، فاتّهم نفسه وتفقّد أحوالها فإذا هي يحبّ أن يقال: مات فلان شهيداً لتحسن سمعته في الناس بعد موته وقد يكون في ابتداء النيّة إخلاصاً وفي الأثناء يحصل الرياء، فيجب التحرّز منه فإنّه مفسد للعمل، نعم لا يتكلّف بضبط هواجس النفس وخواطرها بعد إيقاع النيّة في الابتداء خالصة، فإنّ ذلك معفوّ عنه كما جاء في الحديث: «إنّ الله تجاوز لأمّتي عمّا حدّثت به أنفسها». (ص٢٦٦-٢٨١)
وقال بعض المحقّقين: اعلم أنّ الرياء مشتقّ من الرؤية، والسمعة مشتقّ من السماع، وإنّما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير؛ إلّا أنّ الجاه والمنزلة يطلب في القلب بأعمال سوى العبادات ويطلب بالعبادات، واسم الرياء مخصوص بحكم العادة بطلب المنزلة في القلوب بالعبادات وإظهارها، فحدّ الرياء هو إرادة المنزلة بطاعة الله تعالی، فالمرائي هو العابد، والمراءى هو الناس المطلوب رؤيتهم لطلب المنزلة في قلوبهم، والمراءى به هو الخصال التي قصد المرائي إظهارها، والرياء هو قصد إظهار ذلك، والمراءى به كثيرة ويجمعها خمسة أقسام وهي مجامع ما يتزيّن العبد به للناس: وهو البدن والزيّ والقول والعمل والأتباع والأشياء الخارجة.
ولذلك أهل الدنيا يراؤون بهذه الأسباب الخمسة، إلّا أنّ طلب الجاه وقصد الرياء بأعمال ليست من جملة الطاعات، أهون من الرياء بالطاعات.
والأوّل: الرياء في الدين من جهة البدن، وذلك بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدّة الاجتهاد، وعظم الحزن على أمر الدين، وغلبة خوف الآخرة، وليدلّ بالنحول على قلّة الأكل، وبالصفار على سهر الليل وكثرة الأرق في الدين، وكذلك يرائي بتشعّث الشعر ليدلّ به على استغراق الهمّ بالدين، وعدم التفرّغ لتسريح الشعر، ويقرب من هذا خفض الصوت وإغارة العينين وذبول الشفتين، فهذه مراءاة أهل الدين في البدن.
وأمّا أهل الدنيا فيراؤون بإظهار السمن، وصفاء اللون، واعتدال القامة، وحسن الوجه، ونظافة البدن، وقوّة الأعضاء.
وثانيها: الرياء بالزيّ والهيئة، أمّا الهيئة: فتشعّث شعر الرأس، وحلق الشارب، وإطراق الرأس في المشي، والهدوّ في الحركة، وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب، ولبس الصوف وتشميرها إلى قريب من نصف الساق، وتقصير الأكمام، وترك تنظيف الثوب وتركه مخرقاً، كلّ ذلك يرائي به ليظهر من نفسه أنّه يتّبع السنّة فيه ومقتدٍ فيه بعباد الله الصالحين.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالثياب النفيسة، والمراكب الرفيعة، وأنواع التوسّع والتجمّل.
الثالث: الرياء بالقول، ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار والآثار، لأجل الاستعمال في المحاورة إظهاراً لغزارة العلم، ولدلالته على شدّة العناية بأقوال السلف الصالحين، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق، وإظهار الغضب للمنكرات، وإظهار الأسف على مقارفة الناس بالمعاصي، وتضعيف الصوت في الكلام.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالقول بحفظ الأمثال والأشعار، والتفاصح في العبارات، وحفظ النحو الغريب للأغراب على أهل الفضل، وإظهار التودّد إلى الناس لاستمالة القلوب.
الرابع: الرياء في العمل كمراءاة المصلّي بطول القيام ومدّه، وتطويل الركوع والسجود، وإطراق الرأس، وترك الالتفات، وإظهار الهدوء والسكون، وتسوية القدمين واليدين، وكذلك بالصوم وبالحجّ وبالصدقة، وبإطعام الطعام وبالإخبات بالشيء عند اللقاء، كإرخاء الجفون، وتنكيس الرأس، والوقار في الكلام، حتّى أنّ المرائي قد يسرع في المشي إلى حاجته، فإذا اطّلع عليه واحد من أهل الدين رجع إلى الوقار وإطراق الرأس خوفاً من أن ينسبه إلى العجلة وقلّة الوقار، فإن غاب الرجل عاد إلى عجلته، فإذا رآه عاد إلى خشوعه، ومنهم من يستحيي أن يخالف مشيته في الخلوة لمشيته بمرئىّ من الناس، فيكلّف نفسه المشية الحسنة في الخلوة، حتّى إذا رآه الناس لم يفتقر إلى التغيير، ويظنّ أنّه تخلّص به من الرياء وقد تضاعف به رياؤه فإنّه صار في خلواته أيضاً مرائياً.
وأمّا أهل الدنيا: فمراءاتهم بالتبختر والاختيال، وتحريك اليدين، وتقريب الخطى، والأخذ بأطراف الذيل، وإدارة العطفين، ليدلّوا بذلك على الجاه والحشمة.
الخامس: المراءاة بالأصحاب والزائرين والمخالطين، كالذي يتكلّف أن يزور عالماً من العلماء، ليقال: إنّ فلاناً قد زار فلاناً أو عابداً من العبّاد لذلك، أو ملكاً من الملوك وأشباهه ليقال: إنّهم يتبرّكون به، وكالذي يكثر ذكر الشيوخ ليرى أنّه لقي شيوخاً كثيراً واستفاد منهم فيباهي بشيوخه، ومنهم من يريد انتشار الصيت في البلاد لتكثر الرحلة إليه، ومنهم من يريد الاشتهار عند الملوك لتقبل شفاعته، ومنهم من يقصد التوصّل بذلك إلى جمع حطام وكسب مال، ولو من الأوقاف وأموال اليتامى وغير ذلك ...
قال الشهيد _ قدّس الله روحه _ في القواعد: يجب التحرّز من الرياء، فإنّه يلحق العمل بالمعاصي، وهو قسمان: جليّ وخفيّ، فالجليّ ظاهر والخفيّ إنّما يطّلع عليه أولوا المكاشفة والمعاينة لله، كما يروى عن بعضهم أنّه طلب الغزو فتاقت نفسه إليه فتفقّدها، فإذا هو يحبّ المدح بقولهم فلان غازٍ، فتركه فتاقت نفسه إليه، فأقبل يعرض على ذلك الرياء حتّى أزاله، ولم يزل يتفقّدها شيئاً بعد شيء حتّى وجد الإخلاص بعد بقاء الانبعاث، فاتّهم نفسه وتفقّد أحوالها فإذا هي يحبّ أن يقال: مات فلان شهيداً لتحسن سمعته في الناس بعد موته وقد يكون في ابتداء النيّة إخلاصاً وفي الأثناء يحصل الرياء، فيجب التحرّز منه فإنّه مفسد للعمل، نعم لا يتكلّف بضبط هواجس النفس وخواطرها بعد إيقاع النيّة في الابتداء خالصة، فإنّ ذلك معفوّ عنه كما جاء في الحديث: «إنّ الله تجاوز لأمّتي عمّا حدّثت به أنفسها». (ص٢٦٦-٢٨١)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٢
قال الصادق (عليه السلام): اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للناس، فإنّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨١
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٣
قال الصادق (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾: الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه الله، إنّما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه، ثمّ قال (عليه السلام): ما من عبد أسرّ خيراً فذهبت الأيّام أبداً حتّى يظهر الله له خيراً، وما من عبد يسرّ شرّاً فذهبت الأيّام حتّى يظهر الله له شرّاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨١-٢٨٢
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٤
جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: إنّي أتصدّق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلّا لله، فيذكر ذلك منّي وأحمد عليه، فيسرّني ذلك وأعجب به، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئاً فنزلت الآية: ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ﴾.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٢
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٥
روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: قال الله عزّ وجلّ: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء، فهو للذي أشرك.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٦
قال عمر بن یزید: إنّي لأتعشّى ١ عند الصادق (عليه السلام) إذ تلا هذه الآية: ﴿بَلِ الْانسَانُ عَلىَ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ۞ وَ لَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾، يا أبا حفص، ما يصنع الإنسان أن يتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بخلاف ما يعلم الله، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: من أسرّ سريرة ردّاه الله رداءها، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٥-٢٨٦
(١) «تَعَشَّى»: أَطعمه العشاء. لسان العرب، ج١٥، ص٦٢.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٧
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به، فإذا صعد بحسناته يقول الله عزّ وجلّ: اجعلوها في سجّين، إنّه ليس إيّاي أراد به.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٨
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحبّ أن يحمد في جميع أموره. ١
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٨
(١) هناك فرق بين أن يكون حبّ حمد الآخرين من باب طلب الشهرة بين الناس، وبين أن يكون الارتياح لحمد الغير من باب أنّه كاشف عن الصواب إجمالاً ولو في بعض موارده، وذلك فيما لو كان الحامد له من أهل البصيرة والفراسة، ولذا قُيّد الذمّ في الرواية بقيد «حبّ الحمد في جميع الأمور» لتحقّق علامة الرياء، فكأنّ صاحبه يريد أن يُحمد في كلّ شيء من أجل الشهرة والرياء. وليعلم في المقام أنّه وردت بعض الروايات الدالّة على أنّ حسن الذكر بين الخلق من علامات القبول عند الخالق، ولهذا فسّر قوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ بالثناء الحسن بين الناس.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٩٩
قال الصادق (عليه السلام): من أظهر للناس ما يحبّ الله وبارز الله بما كرهه، لقي الله وهو ماقت له.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٨٨
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٠
قال الصادق (عليه السلام): من أراد الله عزّ وجلّ بالقليل من عمله، أظهره الله له أكثر ممّا أراد، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله، أبى الله عزّ وجلّ إلّا أن يقلّله في عين من سمعه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩۰
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠١
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربّهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف، يعمّهم الله بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩۰
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٢
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إيّاك وما تعتذر منه، فإنّه لا تعتذر من خير، وإيّاك وكلّ عمل في السرّ تستحيي منه في العلانية، وإيّاك وكلّ عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩١-٢٩٢
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٣
قال الباقر (عليه السلام): الإبقاء على العمل أشدّ من العمل، قیل: وما الإبقاء على العمل؟ قال (عليه السلام): يصل الرجل بصلة، وينفق نفقة لله وحده لا شريك له، فتكتب له سرّاً، ثمّ يذكرها فتمحى فتكتب له علانية، ثمّ يذكرها فتمحى وتكتب له رياء.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٤
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله): فيم النجاة غداً؟ فقال (صلى الله عليه وآله): إنّما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنّه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر، فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): يعمل بما أمر الله به ثمّ يريد به غيره، فاتّقوا الله واجتنبوا الرياء، فإنّه شرك بالله، إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٥
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٥
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنّك مرائي، فليطل صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت فريضة، وإذا كان على شيء من أمر الآخرة، فليتمكّث ما بدا له، وإذا كان على شيء من أمر الدنيا فليبرح، وإذا دعيتم إلى العرسات فأبطئوا، فإنّها تذكّر الدنيا، وإذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا، فإنّها تذكّر الآخرة.
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٥-٢٩٦
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يؤمر برجال إلى النار، فيقول الله جلّ جلاله لمالك: قل للنار: لا تحرق لهم أقداماً، فقد كانوا يمشون إلى المساجد.
ولا تحرق لهم وجهاً، فقد كانوا يسبغون الوضوء.
ولا تحرق لهم أيدياً، فقد كانوا يرفعونها بالدعاء.
ولا تحرق لهم ألسناً، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن.
فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء، ما كان حالكم؟ قالوا: كنّا نعمل لغير الله عزّ وجلّ، فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممّن عملتم له.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٦
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٧
قال الصادق (عليه السلام): ما على أحدكم لو كان على قلّة جبل حتّى ينتهي إليه أجله، أ تريدون تراؤون الناس؟ إنّ من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله، إنّ كلّ رياء شرك.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٦
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٨
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أيّ عمل أنجح؟ قال (عليه السلام): طلب ما عند الله.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٧
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٠٩
قال الصادق (عليه السلام): الاشتهار بالعبادة ريبة.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٧
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٠
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ أنزل كتاباً من كتبه على نبيّ من الأنبياء، وفيه: أن يكون خلق من خلقي يلحسون الدنيا بالدين، يلبسون مسوك الضأن على قلوب كقلوب الذئاب أشدّ مرارة من الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف، فبي يغترّون؟ أم إيّاي يخادعون؟ أم عليّ يجترؤون؟ فبعزّتي حلفت لأبعثنّ عليهم فتنة تطأ في خطامها حتّى تبلغ أطراف الأرض، تترك الحكيم منها حيراناً، يبطل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم، وألبسهم شيعاً، وأذيق بعضهم بأس بعض، أنتقم من أعدائي بأعدائي، فلا أبالي بما أعذّبهم جميعاً ولا أبالي.
المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٨
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١١
قال العسكري (عليه السلام): الشرك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة.
المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٨-٢٩٩
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٢
قال الباقر (عليه السلام): ما بين الحقّ والباطل إلّا قلّة العقل، قيل: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال (عليه السلام): إنّ العبد يعمل العمل الذي هو لله رضىً، فيريد به غير الله، فلو أنّه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك.
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٩٩
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٣
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن عظيم الشقاق، قال: رجل ترك الدنيا للدنيا ففاتته الدنيا وخسر الآخرة، ورجل تعبّد واجتهد وصام رئاء الناس، فذلك الذي حرم لذّات الدنيا، ولحقه التعب الذي لو كان به مخلصاً لاستحقّ ثوابه، فورد الآخرة وهو يظنّ أنّه قد عمل ما يثقل به ميزانه، فيجده هباء منثوراً. ١
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰۰-٣۰١
(١) ذكرها المجلسي (رحمة الله عليه) بدون ذكر المصدر.
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٤
قال عبيد: قلت للصادق (عليه السلام): الرجل يدخل في الصلاة فيجوّد صلاته ويحسّنها رجاء أن يستجرّ بعض من يراه إلى هواه؟ قال (عليه السلام): ليس هو من الرياء.
المصدر الأصلي: السرائر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰١
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٥
قال الباقر (عليه السلام): كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود (عليه السلام)، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: لا يعجبنّك شيء من أمره فإنّه مراء، فمات الرجل، فأتي داود (عليه السلام) فقيل له: مات الرجل، فقال: ادفنوا صاحبكم، فأنكرت ذلك بنو إسرائيل، وقالوا: كيف لم يحضره؟ فلمّا غسّل قام خمسون رجلاً، فشهدوا بالله ما يعلمون إلّا خيراً، فلمّا صلّوا عليه قام خمسون رجلاً فشهدوا بالله ما يعلمون إلّا خيراً، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام): ما منعك أن تشهد فلاناً؟ قال: الذي أطلعتني عليه من أمره، قال: إن كان لكذلك، ولكن شهده قوم من الأحبار والرهبان فشهدوا بي ما يعلمون إلّا خيراً، فأجزت شهادتهم عليه وغفرت له مع علمي فيه.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٢
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٦
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قلنا: يا رسول الله، الرجل منّا يصوم ويصلّي فيأتيه الشيطان فيقول: إنّك مراء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فليقل أحدكم عند ذلك: أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٣
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٧
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ لكلّ حقّ حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٤
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٨
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذرّ، لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتّى يرى الناس أمثال الأباعر ١ ، فلا يحفل بوجودهم ٢ ، ولا يغيّره ذلك كما لا يغيّره وجود بعير عنده، ثمّ يرجع هو إلى نفسه فيكون أعظم حاقر لها.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٤
(١) «الأباعر»: جمع البعیر. راجع لسان العرب، ج٤، ص٧١.
(٢) «ما أحفل بفلان»: ما أبالي به. لسان العرب، ج١١، ص١٥٩.
(٢) «ما أحفل بفلان»: ما أبالي به. لسان العرب، ج١١، ص١٥٩.
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢١٩
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): الریاء، يقول الله عزّ وجلّ إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذي كنتم تراءون في الدنيا، هل تجدون ثواب أعمالكم؟
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٤
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٢٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من آثر محامد الله على محامد الناس، كفاه الله مؤونة الناس.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٤-٣۰٥
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٢٢١
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٣۰٥