أحاديث في الرجاء الصادق والرجاء الكاذب، وفي الخوف من الله وآثار الخوف، وفي صفات الخائف، وفي ذم حب الشهرة، وفي حسن الظن بالله تعالى، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٣٩
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ لله ملائكة في السماء السابعة سجوداً منذ خلقهم إلى يوم القيامة، ترعد فرائصهم من مخافة الله، لا تقطر من دموعهم قطرة إلّا صار ملكاً، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم، وقالوا: ما عبدناك حقّ عبادتك.
بيــان:
قال بعض أهل المعرفة: إنّ أمثال هذه الآيات تدلّ على أنّ العالم كلّه في مقام الشهود والعبادة إلّا كلّ مخلوق له قوّة التفكّر، وليس إلّا النفوس الناطقة الإنسانية والحيوانية خاصّة من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم، فإنّ هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلّها مسبّحة ناطقة، أ لا تراها تشهد على النفوس المسخّرة لها يوم القيامة من الجلود والأيدي والأرجل والألسنة والسمع والبصر وجميع القوى؟ فالحكم لله العليّ الكبير. (ص٣٣٩)
قال بعض أهل المعرفة: إنّ أمثال هذه الآيات تدلّ على أنّ العالم كلّه في مقام الشهود والعبادة إلّا كلّ مخلوق له قوّة التفكّر، وليس إلّا النفوس الناطقة الإنسانية والحيوانية خاصّة من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم، فإنّ هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلّها مسبّحة ناطقة، أ لا تراها تشهد على النفوس المسخّرة لها يوم القيامة من الجلود والأيدي والأرجل والألسنة والسمع والبصر وجميع القوى؟ فالحكم لله العليّ الكبير. (ص٣٣٩)
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٣٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٠
سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ﴾، قال (عليه السلام): هي إشفاقهم ورجاؤهم، يخافون أن تردّ عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عزّ ذكره، ويرجون أن تقبل منهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٤١
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤١
قال الصادق (عليه السلام) في قوله تعالی ﴿إِنَّما يَخْشَى اللّهََ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾: يعني بالعلماء من صدّق قوله فعله، ومن لم يصدّق قوله فعله فليس بعالم.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٤٤
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٢
قال السجّاد (عليه السلام): وما العلم بالله والعمل إلّا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثّه الخوف على العمل بطاعة الله، وإنّ أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله: ﴿إِنَّما يَخْشَى اللّهََ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٤٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٣
قال الباقر (عليه السلام) في قوله تعالی ﴿لا تَرْجُونَ للَّهِ وَقاراً﴾: لا تخافون لله عظمة.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٤٩
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٤
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لما تلا قوله تعالی ﴿ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَريمِ﴾: غرّه جهله.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥١
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٥
عن الحارث بن المغيرة أو أبيه قال: قلت للصادق (عليه السلام) ما كان في وصيّة لقمان؟ قال (عليه السلام): كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله عزّ وجلّ خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٢
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٦
قال الباقر (عليه السلام): إنّه ليس من عبد مؤمن إلّا في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
بيــان:
ويدلّ على أنّه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس ولا تنافي بينهما، فإنّ ملاحظة سعة رحمة الله وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب الرجاء، والنظر إلى شدّة بأس الله وبطشه وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف، مع أنّ أسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره، وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال، وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال، وأسباب الرجاء تؤول إلى لطف الله ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه، وكلّ منهما في أعلى مدارج الكمال.
قال بعضهم: كلّ ما يلاقيك من مكروه ومحبوب ينقسم إلى موجود في الحال، وإلى موجود فيما مضى، وإلى منتظر في الاستقبال: فإذا خطر ببالك موجوداً فيما مضى: سمّي فكراً وتذكّراً، وإن كان ما خطر بقلبك موجوداً في الحال: سمّي إدراكاً، وإن كان خطر ببالك وجود شيء في الاستقبال وغلب ذلك على قلبك: سمّي انتظاراً وتوقّعاً، فإن كان المنتظر مكروهاً حصل منه ألم في القلب: سمّي خوفاً وإشفاقاً، وإن كان محبوباً حصل من انتظاره وتعلّق القلب به وإخطار وجوده بالبال، لذّة في القلب وارتياح: يسمّى ذلك الارتياح رجاء.
فالرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب، ولكن ذلك المحبوب المتوقّع لا بدّ وأن يكون له سبب، فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه، فاسم الرجاء عليه صادق، وإن كان ذلك انتظاراً مع عدم تهيّئ أسبابه واضطرابها، فاسم الغرور والحمق عليه أصدق من اسم الرجاء، وإن لم تكن الأسباب معلومة الوجود ولا معلومة الانتفاء، فاسم التمنّي أصدق على انتظاره لأنّه انتظار من غير سبب.
وعلى كلّ حال فلا يطلق اسم الرجاء والخوف إلّا على ما يتردّد فيه، أمّا ما يقطع به فلا، إذ لا يقال: أرجو طلوع الشمس وقت الطلوع، وأخاف غروبها وقت الغروب، لأنّ ذلك مقطوع به، نعم يقال: أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه.
وقد علم أرباب القلوب أنّ الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تقليب الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار وسياقة الماء إليها، والقلب المستغرق بالدنيا كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر ويوم القيامة الحصاد، ولا يحصد أحد إلّا ما زرع، ولا ينمو زرع إلّا من بذر الإيمان، وقلّما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينمو بذر في أرض سبخة.
فينبغي أن يقاس رجاء العبد للمغفرة برجاء صاحب الزرع، فكلّ من طلب أرضاً طيّبة، وألقى فيها بذراً جيّداً غير عفن ولا مسوس، ثمّ أمدّه بما يحتاج إليه وهو سياق الماء إليه في أوقاته، ثمّ نقّى الأرض عن الشوك والحشيش، وكلّ ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثمّ جلس منتظراً من فضل الله رفع الصواعق والآيات المفسدة إلى أن يثمر الزرع ويبلغ غايته، سمّي انتظاره رجاء.
وإن بثّ البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة لا ينصبّ الماء إليها، ولم يشغل بتعهّد البذر أصلاً، ثمّ انتظر حصاد الزرع يسمّى انتظاره حمقاً وغروراً لا رجاء.
وإن بثّ البذر في أرض طيّبة ولكن لا ماء لها، وينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار ولا يمتنع، سمّي انتظاره تمنّياً لا رجاء. فإذا اسم الرجاء إنّما يصدق على انتظار محبوب تمهّدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد، ولم يبق إلّا ما ليس يدخل تحت اختياره، وهو فضل الله بصرف القواطع والمفسدات.
فالعبد إذا بثّ بذر الإيمان، وسقاه بماء الطاعة، وطهّر القلب عن شوك الأخلاق الرديّة، وانتظر من فضل الله تثبيته على ذلك إلى الموت، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره رجاء حقيقياً محموداً في نفسه، باعثاً له على المواظبة والقيام بمقتضى الإيمان في إتمام أسباب المغفرة إلى الموت.
وإن انقطع عن بذر الإيمان تعهّده بماء الطاعات، أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق وانهمك في طلب لذّات الدنيا، ثمّ انتظر المغفرة فانتظاره حمق وغرور، كما قال تعالی: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا﴾ وإنّما الرجاء بعد تأكّد الأسباب، ولذا قال تعالی: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَ الَّذينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾.
وأمّا من ينهمك فيما يكرهه الله، ولا يذمّ نفسه عليه، ولا يعزم على التوبة والرجوع، فرجاؤه المغفرة حمق، كرجاء من بثّ البذر في أرض سبخة وعزم أن لا يتعهّدها بسقي ولا تنقية.
فإذا عرفت حقيقة الرجاء ومظنّته، فقد عرفت أنّها حالة أثمرها العلم بجريان أكثر الأسباب، وهذه الحالة تثمر الجهد للقيام ببقيّة الأسباب على حسب الإمكان، فإنّ من حسن بذره، وطابت أرضه، وغزر ماؤه، صدق رجاؤه، فلا يزال يحمله صدق الرجاء على تفقّد الأرض وتعهّده، وتنقية كلّ حشيش ينبت فيه، ولا يفترّ عن تعهّده أصلاً إلى وقت الحصاد، وهذا لأنّ الرجاء يضادّه اليأس، واليأس يمنع من التعهّد، والخوف ليس بضدّ للرجاء، بل هو رفيق له وباعث آخر بطريق الرهبة، كما أنّ الرجاء باعث بطريق الرغبة. (ص٣٥٢-٣٥٤)
ويدلّ على أنّه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس ولا تنافي بينهما، فإنّ ملاحظة سعة رحمة الله وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب الرجاء، والنظر إلى شدّة بأس الله وبطشه وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف، مع أنّ أسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره، وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال، وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال، وأسباب الرجاء تؤول إلى لطف الله ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه، وكلّ منهما في أعلى مدارج الكمال.
قال بعضهم: كلّ ما يلاقيك من مكروه ومحبوب ينقسم إلى موجود في الحال، وإلى موجود فيما مضى، وإلى منتظر في الاستقبال: فإذا خطر ببالك موجوداً فيما مضى: سمّي فكراً وتذكّراً، وإن كان ما خطر بقلبك موجوداً في الحال: سمّي إدراكاً، وإن كان خطر ببالك وجود شيء في الاستقبال وغلب ذلك على قلبك: سمّي انتظاراً وتوقّعاً، فإن كان المنتظر مكروهاً حصل منه ألم في القلب: سمّي خوفاً وإشفاقاً، وإن كان محبوباً حصل من انتظاره وتعلّق القلب به وإخطار وجوده بالبال، لذّة في القلب وارتياح: يسمّى ذلك الارتياح رجاء.
فالرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب، ولكن ذلك المحبوب المتوقّع لا بدّ وأن يكون له سبب، فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه، فاسم الرجاء عليه صادق، وإن كان ذلك انتظاراً مع عدم تهيّئ أسبابه واضطرابها، فاسم الغرور والحمق عليه أصدق من اسم الرجاء، وإن لم تكن الأسباب معلومة الوجود ولا معلومة الانتفاء، فاسم التمنّي أصدق على انتظاره لأنّه انتظار من غير سبب.
وعلى كلّ حال فلا يطلق اسم الرجاء والخوف إلّا على ما يتردّد فيه، أمّا ما يقطع به فلا، إذ لا يقال: أرجو طلوع الشمس وقت الطلوع، وأخاف غروبها وقت الغروب، لأنّ ذلك مقطوع به، نعم يقال: أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه.
وقد علم أرباب القلوب أنّ الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تقليب الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار وسياقة الماء إليها، والقلب المستغرق بالدنيا كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر ويوم القيامة الحصاد، ولا يحصد أحد إلّا ما زرع، ولا ينمو زرع إلّا من بذر الإيمان، وقلّما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينمو بذر في أرض سبخة.
فينبغي أن يقاس رجاء العبد للمغفرة برجاء صاحب الزرع، فكلّ من طلب أرضاً طيّبة، وألقى فيها بذراً جيّداً غير عفن ولا مسوس، ثمّ أمدّه بما يحتاج إليه وهو سياق الماء إليه في أوقاته، ثمّ نقّى الأرض عن الشوك والحشيش، وكلّ ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثمّ جلس منتظراً من فضل الله رفع الصواعق والآيات المفسدة إلى أن يثمر الزرع ويبلغ غايته، سمّي انتظاره رجاء.
وإن بثّ البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة لا ينصبّ الماء إليها، ولم يشغل بتعهّد البذر أصلاً، ثمّ انتظر حصاد الزرع يسمّى انتظاره حمقاً وغروراً لا رجاء.
وإن بثّ البذر في أرض طيّبة ولكن لا ماء لها، وينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار ولا يمتنع، سمّي انتظاره تمنّياً لا رجاء. فإذا اسم الرجاء إنّما يصدق على انتظار محبوب تمهّدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد، ولم يبق إلّا ما ليس يدخل تحت اختياره، وهو فضل الله بصرف القواطع والمفسدات.
فالعبد إذا بثّ بذر الإيمان، وسقاه بماء الطاعة، وطهّر القلب عن شوك الأخلاق الرديّة، وانتظر من فضل الله تثبيته على ذلك إلى الموت، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره رجاء حقيقياً محموداً في نفسه، باعثاً له على المواظبة والقيام بمقتضى الإيمان في إتمام أسباب المغفرة إلى الموت.
وإن انقطع عن بذر الإيمان تعهّده بماء الطاعات، أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق وانهمك في طلب لذّات الدنيا، ثمّ انتظر المغفرة فانتظاره حمق وغرور، كما قال تعالی: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا﴾ وإنّما الرجاء بعد تأكّد الأسباب، ولذا قال تعالی: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَ الَّذينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾.
وأمّا من ينهمك فيما يكرهه الله، ولا يذمّ نفسه عليه، ولا يعزم على التوبة والرجوع، فرجاؤه المغفرة حمق، كرجاء من بثّ البذر في أرض سبخة وعزم أن لا يتعهّدها بسقي ولا تنقية.
فإذا عرفت حقيقة الرجاء ومظنّته، فقد عرفت أنّها حالة أثمرها العلم بجريان أكثر الأسباب، وهذه الحالة تثمر الجهد للقيام ببقيّة الأسباب على حسب الإمكان، فإنّ من حسن بذره، وطابت أرضه، وغزر ماؤه، صدق رجاؤه، فلا يزال يحمله صدق الرجاء على تفقّد الأرض وتعهّده، وتنقية كلّ حشيش ينبت فيه، ولا يفترّ عن تعهّده أصلاً إلى وقت الحصاد، وهذا لأنّ الرجاء يضادّه اليأس، واليأس يمنع من التعهّد، والخوف ليس بضدّ للرجاء، بل هو رفيق له وباعث آخر بطريق الرهبة، كما أنّ الرجاء باعث بطريق الرغبة. (ص٣٥٢-٣٥٤)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٢
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٧
عن إسحاق بن عمّار قال: قال الصادق (عليه السلام): يا إسحاق، خف الله كأنّك تراه، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين.
بيــان:
اعلم أنّ الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر، وعلى الرؤية القلبية، وهي كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الأوّل هنا أنسب، أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالاً، ويحتمل الثاني أيضاً فإنّ المخاطب لمّا لم يكن من أهل الرؤية القلبية، ولم يكن يرتق إلى تلك الدرجة العليّة، فإنّها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، قال: «كأنّك تراه»، وهذه كمرتبة عين اليقين وأعلى مراتب السالكين.
وقوله: «فإن لم تكن تراه»، أي إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان فكن بحيث تتذكّر دائماً أنّه يراك، وهذه مقام المراقبة كما قال تعالی: ﴿أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ۞ إِنَّ اللّهََ كانَ عَلَيْكُمْ رَقيباً﴾ والمراقبة مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به، والمثمر لها هو تذكّر أنّ الله تعالی مطّلع على كلّ نفس بما كسبت، وأنّه سبحانه دائماً عالم بسرائر القلوب وخطراتها، فإذا استقرّ هذا العلم في القلب جذبه إلى مراقبة الله سبحانه دائماً، وترك معاصيه خوفاً وحياء، والمواظبة على طاعته وخدمته دائماً.
وقوله: «وإن كنت ترى»: تعليم لطريق جعل المراقبة ملكة للنفس فتصير سبباً لترك المعاصي، والحقّ أنّ هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي، ولا يمكن التفصّي عنها إلّا بالاتّكال على عفوه وكرمه سبحانه، ومن هنا يظهر أنّه لا يجتمع الإيمان الحقيقي مع الإصرار على المعاصي، كما مرّت الإشارة إليه. (ص٣٥٦)
اعلم أنّ الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر، وعلى الرؤية القلبية، وهي كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الأوّل هنا أنسب، أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالاً، ويحتمل الثاني أيضاً فإنّ المخاطب لمّا لم يكن من أهل الرؤية القلبية، ولم يكن يرتق إلى تلك الدرجة العليّة، فإنّها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، قال: «كأنّك تراه»، وهذه كمرتبة عين اليقين وأعلى مراتب السالكين.
وقوله: «فإن لم تكن تراه»، أي إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان فكن بحيث تتذكّر دائماً أنّه يراك، وهذه مقام المراقبة كما قال تعالی: ﴿أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ۞ إِنَّ اللّهََ كانَ عَلَيْكُمْ رَقيباً﴾ والمراقبة مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به، والمثمر لها هو تذكّر أنّ الله تعالی مطّلع على كلّ نفس بما كسبت، وأنّه سبحانه دائماً عالم بسرائر القلوب وخطراتها، فإذا استقرّ هذا العلم في القلب جذبه إلى مراقبة الله سبحانه دائماً، وترك معاصيه خوفاً وحياء، والمواظبة على طاعته وخدمته دائماً.
وقوله: «وإن كنت ترى»: تعليم لطريق جعل المراقبة ملكة للنفس فتصير سبباً لترك المعاصي، والحقّ أنّ هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي، ولا يمكن التفصّي عنها إلّا بالاتّكال على عفوه وكرمه سبحانه، ومن هنا يظهر أنّه لا يجتمع الإيمان الحقيقي مع الإصرار على المعاصي، كما مرّت الإشارة إليه. (ص٣٥٦)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٥
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٨
قال الصادق (عليه السلام): من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٧
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٤٩
قيل للصادق (عليه السلام): إنّ قوماً من مواليك يلمّون بالمعاصي ويقولون: نرجو، فقال (عليه السلام): كذبوا، ليسوا لنا بموالٍ، أولئك قوم ترجّحت بهم الأمانيّ، من رجا شيئاً عمل له، ومن خاف من شيء هرب منه.
بيــان:
و«الترجّح»: تذبذب الشيء المعلّق في الهواء، والتميّل من جانب إلى جانب، وترجّحت به الأرجوحة، مالت وهي حبل يعلّق ويركبّه الصبيان، فكأنّه (عليه السلام) شبّه أمانيّهم بأرجوحة يركبّه الصبيان يتحرّك بأدنى نسيم وحركة، فكذا هؤلاء يميلون بسبب الأمانيّ من الخوف إلى الرجاء بأدنى وهم.
و«الترجّح»: تذبذب الشيء المعلّق في الهواء، والتميّل من جانب إلى جانب، وترجّحت به الأرجوحة، مالت وهي حبل يعلّق ويركبّه الصبيان، فكأنّه (عليه السلام) شبّه أمانيّهم بأرجوحة يركبّه الصبيان يتحرّك بأدنى نسيم وحركة، فكذا هؤلاء يميلون بسبب الأمانيّ من الخوف إلى الرجاء بأدنى وهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٧
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٠
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمدّعٍ كاذب يرجو الله: يدّعي أنّه يرجو الله، كذب والله العظيم، ما باله لا يتبيّن رجاؤه في عمله، وكلّ من رجا عرف رجاؤه في عمله إلّا رجاء الله، فإنّه مدخول، وكلّ خوف محقّق إلّا خوف الله فإنّه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرجو العباد في الصغير، فيعطي العبد ما لا يعطي الربّ، فما بال الله جلّ ثناؤه يقصر به عمّا يصنع لعباده، أ لا تخاف أن تكون في رجائك له كاذباً، أو تكون لا تراه للرجاء موضعاً، وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربّه، فجعل خوفه من العباد نقداً وخوفه من خالقه ضماراً ووعداً.
بيــان:
قال ابن میثم البحراني (رحمة الله عليه): وبيان الدليل: إنّ كلّ من رجا أمراً من سلطان أو غيره فإنّه يخدمه الخدمة التامّة، ويبالغ في طلب رضاه، ويكون عمله له بقدر قوّة رجائه له وخلوصه، ويرى هذا المدّعي للرجاء غير عامل، فيستدلّ بتقصيره في الأعمال الدينية على عدم رجائه الخالص في الله، وكذلك «كلّ خوف محقّق إلّا خوف الله فإنّه معلول» توبيخ للسامعين في رجائه مع تقصيرهم في الأعمال الدينية.
والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جدّاً، ولكن لا بدّ لمن يرجوها ويتوقّعها من العمل الخالص المعدّ لحصولها، وترك الانهماك في المعاصي المفوّت لهذا الاستعداد، كما عرفت في التمثيل بالبارزين سابقاً، فاحذر أن يغرّك الشيطان، ويثبّطك عن العمل، ويقنعك بمحض الرجاء والأمل، وانظر إلى حال الأنبياء والأولياء، واجتهادهم في الطاعات، وصرفهم العمر في العبادات ليلاً ونهاراً.
أ ما كانوا يرجون عفو الله ورحمته؟ بلى، والله، إنّهم كانوا أعلم بسعة رحمته، وأرجا لها منك، ومن كلّ أحد، ولكن علموا أنّ رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض، وسفه بحت، فصرفوا في العبادات أعمارهم، وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم. (ص٣٥٩)
قال ابن میثم البحراني (رحمة الله عليه): وبيان الدليل: إنّ كلّ من رجا أمراً من سلطان أو غيره فإنّه يخدمه الخدمة التامّة، ويبالغ في طلب رضاه، ويكون عمله له بقدر قوّة رجائه له وخلوصه، ويرى هذا المدّعي للرجاء غير عامل، فيستدلّ بتقصيره في الأعمال الدينية على عدم رجائه الخالص في الله، وكذلك «كلّ خوف محقّق إلّا خوف الله فإنّه معلول» توبيخ للسامعين في رجائه مع تقصيرهم في الأعمال الدينية.
والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جدّاً، ولكن لا بدّ لمن يرجوها ويتوقّعها من العمل الخالص المعدّ لحصولها، وترك الانهماك في المعاصي المفوّت لهذا الاستعداد، كما عرفت في التمثيل بالبارزين سابقاً، فاحذر أن يغرّك الشيطان، ويثبّطك عن العمل، ويقنعك بمحض الرجاء والأمل، وانظر إلى حال الأنبياء والأولياء، واجتهادهم في الطاعات، وصرفهم العمر في العبادات ليلاً ونهاراً.
أ ما كانوا يرجون عفو الله ورحمته؟ بلى، والله، إنّهم كانوا أعلم بسعة رحمته، وأرجا لها منك، ومن كلّ أحد، ولكن علموا أنّ رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض، وسفه بحت، فصرفوا في العبادات أعمارهم، وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم. (ص٣٥٩)
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٨
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥١
قال الصادق (عليه السلام): إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب.
بيــان:
قال المحقّق الطوسي (رحمة الله عليه) في أوصاف الأشراف ما حاصله: إنّ الخوف والخشية وإن كانا بمعنى واحد في اللغة إلّا أنّ بينهما فرقاً بين أرباب القلوب، وهو أنّ الخوف تألّم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقّع، بسبب احتمال فعل المنهيّات وترك الطاعات، وهو يحصل لأكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدّاً، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلّا للقليل، والخشية حالة نفسانية تنشأ عن الشعور بعظمة الربّ وهيبته، وخوف الحجب عنه، وهذه الحالة لا تحصل إلّا لمن اطّلع على جلال الكبرياء، وذاق لذّة القرب، ولذلك قال سبحانه:
﴿إِنَّما يَخْشَى اللّهََ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾، والخشية خوف خاصّ وقد يطلقون عليها الخوف أيضاً. (ص٣٦۰)
قال المحقّق الطوسي (رحمة الله عليه) في أوصاف الأشراف ما حاصله: إنّ الخوف والخشية وإن كانا بمعنى واحد في اللغة إلّا أنّ بينهما فرقاً بين أرباب القلوب، وهو أنّ الخوف تألّم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقّع، بسبب احتمال فعل المنهيّات وترك الطاعات، وهو يحصل لأكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدّاً، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلّا للقليل، والخشية حالة نفسانية تنشأ عن الشعور بعظمة الربّ وهيبته، وخوف الحجب عنه، وهذه الحالة لا تحصل إلّا لمن اطّلع على جلال الكبرياء، وذاق لذّة القرب، ولذلك قال سبحانه:
﴿إِنَّما يَخْشَى اللّهََ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾، والخشية خوف خاصّ وقد يطلقون عليها الخوف أيضاً. (ص٣٦۰)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٥٩
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٢
قال السجّاد (عليه السلام): إنّ رجلاً ركب البحر بأهله، فكسر بهم فلم ينج ممّن كان في السفينة إلّا امرأة الرجل، فإنّها نجت على لوح من ألواح السفينة، حتّى ألجئت إلى جزيرة من جزائر البحر، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق، ولم يدع لله حرمة إلّا انتهكها، فلم يعلم إلّا والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها فقال: إنسية أم جنّية؟ فقالت: إنسية، فلم يكلّمها كلمة حتّى جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلمّا أن همّ بها اضطربت فقال لها: ما لك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا _ وأومأت بيدها إلى السماء _ قال: فصنعت من هذا شيئاً؟ قالت: لا وعزّته، قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئاً؟ وإنّما استكرهتك استكراهاً، فأنا _ والله _ أولى بهذا الفرق والخوف، وأحقّ منك.
فقام ولم يحدث شيئاً، ورجع إلى أهله، وليس له همّة إلّا التوبة والمراجعة، فبينما هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت عليهما الشمس، فقال الراهب للشابّ: ادع الله يظلّنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس، فقال الشابّ: ما أعلم أنّ لي عند ربّي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئاً، قال: فأدعو أنا وتؤمّن أنت؟ قال: نعم، فأقبل الراهب يدعو والشابّ يؤمّن، فما كان بأسرع من أن أظلّتهما غمامة فمشيا تحتها مليّاً من النهار، ثمّ انفرقت الجادّة جادّتين فأخذ الشابّ في واحدة وأخذ الراهب في واحدة، فإذا السحاب مع الشابّ، فقال الراهب: أنت خير منّي، لك استجيب ولم يستجب لي، فخبّرني ما قصّتك؟ فأخبره بخبر المرأة، فقال: غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل.
بيــان:
ويدلّ على أنّ ترك كبيرة واحدة مع القدرة عليها خوفاً من الله وخالصاً لوجهه، موجب لغفران الذنوب كلّها ولو كان حقّ الناس، لأنّ الرجل كان يقطع الطريق مع احتمال أن تكون المغفرة للخوف مع التوبة إلى الله، والمراجعة إلى الناس في حقوقهم، كما يفهم من قوله وليس له همّة إلّا التوبة والمراجعة. (ص٣٦٢)
ويدلّ على أنّ ترك كبيرة واحدة مع القدرة عليها خوفاً من الله وخالصاً لوجهه، موجب لغفران الذنوب كلّها ولو كان حقّ الناس، لأنّ الرجل كان يقطع الطريق مع احتمال أن تكون المغفرة للخوف مع التوبة إلى الله، والمراجعة إلى الناس في حقوقهم، كما يفهم من قوله وليس له همّة إلّا التوبة والمراجعة. (ص٣٦٢)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٦١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٣
قال الصادق (عليه السلام): المؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلّا خائفاً، ولا يصلحه إلّا الخوف.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٦٥
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٤
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزّ وجلّ، حرّم الله عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾.
المصدر الأصلي: من لا یحضره الفقيه
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٦٥
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٥
قال الرضا (عليه السلام): أحسن الظنّ بالله، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند حسن ظنّ عبدي ١ المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٦٦
(١) كذا ورد في البحار وفي المصدر «عن ظنّ عبدي المؤمن». راجع: الكافي، ج٢، ص٧٢.
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٦
قال الصادق (عليه السلام): المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن، فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في الولد ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ، قيل: وما هنّ؟ قال (عليه السلام): صدق البأس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافاة على الصنائع، والتذمّم للجار، والتذمّم للصاحب، ورأسهنّ الحياء.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٦٧
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٧
قال السجّاد (عليه السلام): كان في بني إسرائيل رجل ينبش القبور، فاعتلّ جار له فخاف الموت فبعث إلى النبّاش فقال: كيف كان جواري لك؟ قال: أحسن جوار، قال: فإنّ لي إليك حاجة، قال: قضيت حاجتك، فأخرج إليه كفنين، فقال: أحبّ أن تأخذ أحبّهما إليك، وإذا دفنت فلا تنبشني، فامتنع النبّاش من ذلك وأبى أن يأخذه، فقال له الرجل: أحبّ أن تأخذه، فلم يزل به حتّى أخذ أحبّهما ومات الرجل. فلمّا دفن قال النبّاش: هذا قد دفن، فما علمه بأنّي تركت كفنه أو أخذته، لآخذنّه، فأتى قبره فنبشه فسمع صائحاً يقول ويصيح به: لا تفعل.
ففزع النبّاش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه، وقال لولده: أيّ أب كنت لكم؟ قالوا: نعم الأب كنت لنا، قال: فإنّ لي إليكم حاجة، قالوا: قل ما شئت، فإنّا سنصير إليه إن شاء الله، قال: فأحبّ إذا أنا متّ أن تأخذوني فتحرقوني بالنار، فإذا صرت رماداً فدفّوني، ثمّ تعمّدوا بي ريحاً عاصفاً فذروا نصفي في البرّ ونصفي في البحر، قالوا: نفعل.
فلمّا مات فعل بعض ولده ما أوصاهم به، فلمّا ذروه قال الله عزّ وجلّ للبرّ: اجمع ما فيك، وقال للبحر: اجمع ما فيك، فإذا الرجل قائم بين يدي الله جلّ جلاله، قال الله عزّ وجلّ: ما حملك على ما أوصيت ولدك أن يفعلوه بك؟ قال: حملني على ذلك _ وعزّتك _ خوفك، فقال جلّ جلاله: فإنّي سأرضي خصومك، وقد آمنت خوفك، وغفرت لك.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٧٨
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٨
بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستظلّ بظلّ شجرة في يوم شديد الحرّ إذ جاء رجل فنزع ثيابه، ثمّ جعل يتمرّغ في الرمضاء، يكوي ظهره مرّة وبطنه مرّة وجبهته مرّة، ويقول: يا نفس، ذوقي، فما عند الله عزّ وجلّ أعظم ممّا صنعت بك، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى ما يصنع، ثمّ إنّ الرجل لبس ثيابه، ثمّ أقبل فأومأ إليه النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيده ودعاه فقال له: يا عبد الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما رأيت أحداً من الناس صنعه، فما حملك على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عزّ وجلّ، وقلت لنفسي: يا نفس، ذوقي، فما عند الله أعظم ممّا صنعت بك، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لقد خفت ربّك حقّ مخافته، فإنّ ربّك ليباهي بك أهل السماء، ثمّ قال لأصحابه: يا معاشر من حضر، ادنوا من صاحبكم حتّى يدعو لكم، فدنوا منه فدعا لهم، وقال لهم: اللّهمّ اجمع أمرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا، والجنّة مآبنا.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٧٨
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٥٩
روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا صلّى سمع لصدره أزيز ١ كأزيز المرجل من الهيبة.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨١
(١) «الْأَزِيز»: صوت النشيش. كتاب العين، ج٧، ص٣٩٨.
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٠
قال الباقر (عليه السلام): في حكمة آل داود: يا بن آدم، كيف تتكلّم بالهدى وأنت لا تفيق عن الردى، يا بن آدم، أصبح قلبك قاسياً وأنت لعظمة الله ناسياً، فلو كنت بالله عالماً وبعظمته عارفاً لم تزل منه خائفاً، ولمن وعده راجياً، ويحك، كيف لا تذكر لحدك، وانفرادك فيه وحدك.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨١-٣٨٢
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦١
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ المؤمن لا يصبح إلّا خائفاً وإن كان محسناً، ولا يمسي إلّا خائفاً وإن كان محسناً، لأنّه بين أمرين: بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٢
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٢
قال زين العابدين (عليه السلام): ابن آدم، لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همّك، وما كان الخوف لك شعاراً، والحزن لك دثاراً، ابن آدم … إنّك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ ومسؤول، فأعدّ جواباً.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٢
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٣
قال الصادق (عليه السلام) للمعلّى بن خنيس: يا معلّى، اعتزز بالله يعززك الله، قال: بماذا يا بن رسول الله؟ قال (عليه السلام): يا معلّى، خف الله يخف منك كلّ شيء.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٢
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٤
قال الصادق (عليه السلام): إنّ قوماً أصابوا ذنوباً فخافوا منها وأشفقوا، فجاءهم قوم آخرون فقالوا لهم: ما لكم؟ فقالوا: إنّا أصبنا ذنوباً فخفنا منها وأشفقنا، فقالوا لهم: نحن نحملها عنكم، فقال الله تبارك وتعالى: يخافون وتجترؤون عليّ؟ فأنزل الله عليهم العذاب.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٣
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٥
قال الصادق (عليه السلام): ارج الله رجاء لا يجرّئك على معاصيه وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٤
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٦
قال الصادق (عليه السلام): الخائف من لم يدع له الرهبة لساناً ينطق به.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٤
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٧
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار، فإذا أمر به التفت فيقول الجبّار: ردّوه، فيردّونه، فيقول له: لم التفتّ؟ فيقول: يا ربّ، لم يكن ظنّي بك هذا، فيقول: وما كان ظنّك بي؟ فيقول: يا ربّ، كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنّتك، فيقول الجبّار: يا ملائكتي، وعزّتي وجلالي وآلائي وعلوّي وارتفاع مكاني، ما ظنّ بي عبدي هذا ساعة من خير قطّ، ولو ظنّ بي ساعة من خير ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنّة، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس من عبد يظنّ بالله خيراً إلّا كان عند ظنّه به وذلك قوله: ﴿وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرينَ﴾.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٤-٣٨٥
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٨
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزّ وجلّ: لا يتّكل العاملون على أعمالهم التي يعملون بها لثوابي، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين، غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي، فيما يطلبون من كرامتي والنعيم في جنّاتي ورفيع الدرجات العلى في جواري، ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا، فإنّ رحمتي عند ذلك تدركهم، وبمنّي أبلّغهم رضواني، وألبسهم عفوي، فإنّي أنا الله الرحمن الرحيم، بذلك تسمّيت.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٥
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٦٩
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، لا تشاورنّ جباناً، فإنّه يضيق عليك المخرج، ولا تشاورنّ البخيل، فإنّه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاورنّ حريصاً، فإنّه يزيّن لك شرّها. واعلم يا عليّ، أنّ الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظنّ.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٦
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٠
قال سلمان (رحمة الله عليه): أضحكتني ثلاث وأبكتني ثلاث: فأمّا الثلاث التي أبكتني: ففراق الأحبّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحزبه، والهول عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي ربّ العالمين، يوم تكون السريرة علانية، لا أدري إلى الجنّة أصير أم الى النار؟
وأمّا الثلاث التي أضحكتني: فغافل ليس بمغفول عنه، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وضاحك ملء فيه لا يدري أ راضٍ عنه سيّده أم ساخط عليه؟
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٦-٣٨٧
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧١
قال الباقر (عليه السلام): خرجت امرأة بغيّ على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم، فقال بعضهم: لو كان العابد فلاناً لو رآها أفتنته، وسمعت مقالتهم، فقالت: والله، لا أنصرف إلى منزلي حتّى أفتنه. فمضت نحوه في الليل، فدقّت عليه فدلك، فقالت: آوي عندك؟ فأبى عليها، فقالت: إنّ بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي فإن أدخلتني، وإلّا لحقوني وفضحوني، فلمّا سمع مقالتها فتح لها، فلمّا دخلت عليه رمت بثيابها، فلمّا رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه، فضرب يده عليها ثمّ رجعت إليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتّى وضع يده على النار فقالت: أيّ شيء تصنع؟ فقال: أحرقها، لأنّها عملت العمل، فخرجت حتّى أتت جماعة بني إسرائيل، فقالت: الحقوا فلاناً، فقد وضع يده على النار، فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٧-٣٨٨
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٢
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالی: يا ابن آدم، لا يغرّنّك ذنب الناس عن ذنبك ولا نعمة الناس من نعمة الله عليك، ولا تقنّط الناس من رحمة الله تعالی وأنت ترجوها لنفسك.
المصدر الأصلي: صحيفة الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٨
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٣
أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام): فلانة بنت فلانة معك في الجنّة في درجتك، فسار إليها فسألها عن عملها فخبّرته، فوجده مثل أعمال سائر الناس، فسألها عن نيّتها، فقالت: ما كنت في حالة فنقلني منها إلى غيرها، إلّا كنت بالحالة التي نقلني إليها، أسرّ منّي بالحالة التي كنت فيها، فقال: حسن ظنّك بالله جلّ وعزّ.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٨٨
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٤
نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى رجل أثر الخوف عليه، فقال: ما بالك؟ قال: إنّي أخاف الله، فقال (عليه السلام): يا عبد الله، خف ذنوبك، وخف عدل الله عليك في مظالم عباده، وأطعه فيما كلّفك، ولا تعصه فيما يصلحك، ثمّ لا تخف الله بعد ذلك، فإنّه لا يظلم أحداً، ولا يعذّبه فوق استحقاقه أبداً إلّا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغيّر أو تبدّل، فإن أردت أن يؤمّنك الله سوء العاقبة، فاعلم أنّ ما تأتيه من خير فبفضل الله وتوفيقه، وما تأتيه من سوء فبإمهال الله وإنظاره، إيّاك وحلمه وعفوه عنك.
المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٢
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٥
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت في المنام رجلاً قد هوت صحيفته قبل شماله، فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلاً من أمّتي قد هوى في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله فاستخرجه من ذلك.
المصدر الأصلي: الدروع الواقية
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٣
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٦
قال عليّ (عليه السلام): يا بنيّ، خف الله خوفاً أنّك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك، وارج الله رجاء أنّك لو أتيته بسيّئات أهل الأرض غفرها لك.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٤
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٧
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إذا اقشعرّ قلب المؤمن من خشية الله، تحاتّت عنه خطاياه كما تتحاتّ من الشجر ورقها.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٤
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٨
قال الصادق (عليه السلام): كان في زمن موسى بن عمران رجلان في الحبس، فأمّا أحدهما فسمن وغلظ، وأمّا الآخر فنحل فصار مثل الهدبة، فقال موسى بن عمران للمسمن: ما الذي أرى بك من حسن الحال في بدنك؟ قال: حسن الظنّ بالله، وقال للآخر: ما الذي أرى بك من سوء الحال في بدنك؟ قال: الخوف من الله، فرفع موسى يده إلى الله تعالی فقال: يا ربّ، قد سمعت مقالتهما، فأعلمني أيّهما أفضل؟ فأوحى الله تعالی إليه: صاحب حسن الظنّ بي.
المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٥
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٧٩
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن استطعتم أن يحسن ظنّكم بالله، ويشتدّ خوفكم منه، فاجمعوا بينهما، فإنّما يكون حسن ظنّ العبد بربّه على قدر خوفه منه، وإنّ أحسن الناس بالله ظنّاً لأشدّهم منه خوفاً.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٩
الحديث: ٤٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٨٠
روي أنّ إبراهيم (عليه السلام) كان يسمع تأوّهه على حدّ ميل حتّى مدحه الله تعالی بقوله: ﴿إِنَّ إِبْراهيمَ لَحَليمٌ أَوَّاهٌ مُنيبٌ﴾، وكان في صلاته يسمع له أزيز كأزيز المرجل، وكذلك كان يسمع من صدر سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل ذلك.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٣٩٩-٤۰۰
الحديث: ٤٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٨١
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أخذ في الوضوء يتغيّر وجهه من خيفة الله تعالی، وكانت فاطمة (عليها السلام) تنهج ١ في الصلاة من خيفة الله تعالی، وكان الحسن (عليه السلام) إذا فرغ من وضوئه يتغيّر لونه، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام): حقّ على من أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغيّر لونه.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٤۰۰
(١) «تنهَج»: تربو وتَتابَعَ نفسُه. راجع: تاج العروس، ج٣، ص٥۰٤.
الحديث: ٤٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٨٢
قال السجّاد (عليه السلام): كان الحسن بن عليّ (عليه السلام) أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً، ورمى ماشياً، وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة، وتعوّذ بالله من النار.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٤۰۰
الحديث: ٤٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٨٣
قالت عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدّثنا ونحدّثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٤۰۰
الحديث: ٤٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٥٨٤
قال الصادق (عليه السلام) كان عابد من بني إسرائيل فطرقته امرأة بالليل، فقالت له: أضفني، فقال: امرأة مع رجل لا يستقيم، قالت: إنّي أخاف أن يأكلني السبع، فتأثم فخرج وأدخلها، والقنديل بيده، فذهب يصعد به، فقالت له: أدخلتني من النور إلى الظلمة، فردّ القنديل، فما لبث أن جاءته الشهوة، فلمّا خشي على نفسه قرّب خنصره إلى النار، فلم يزل كلّما جاءته الشهوة أدخل إصبعه النار حتّى أحرق خمس أصابع، فلمّا أصبح قال: اخرجي، فبئست الضيفة كنت لي.
المصدر الأصلي: نوادر عليّ بن أسباط
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص٤۰١