أحاديث في تعريف الحسد وفي تأثير الحسد على الإيمان، وفي أن الحاسد يسخط من قضاء الله، وفي أن الحسود أقل الناس لذة، وفي علامات الحسود وفي علاج الحسد، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الإيمان والكفر
- » أحاديث في الحسد
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٤
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الرجل ليأتي بأيّ بادرة فيكفر، وإنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب.
بيــان:
في القاموس: «البادرة»: ما يبدر من حدّتك في الغضب من قول أو فعل ...
واعلم أنّه لا حسد إلّا على نعمة، فإذا أنعم الله على أخيك فلك فيها حالتان:
إحداهما: أن تكره تلك النعمة، وتحبّ زوالها، سواء أردت وصولها إليك أم لا، فهذه الحالة تسمّى حسداً.
والثانية: أن لا تحبّ زوالها ولا تكره وجودها ودوامها، ولكنّك تشتهي لنفسك مثلها، وهذه يسمّى غبطة، وقد يخصّ باسم المنافسة ...
وبالجملة الحسد المذموم لا شكّ أنّه _ مع قطع النظر عن الآيات الكثيرة والأخبار المتواترة الواردة في ذمّه والنهي عنه _ صريح العقل أيضاً يحكم بقبحه، فإنّه سخط لقضاء الله في تفضيل بعض عباده على بعض، وأيّ معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك فيها مضرّة.
واعلم أنّ الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلّا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أنّ الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين، وأنّه لا ضرر به على المحسود في الدين والدنيا، بل ينتفع بها في الدنيا والدين، ومهما عرفت هذا عن بصيرة ولم تكن عدوّ نفسك وصديق عدوّك، فارقت الحسد لا محالة.
أمّا كونه ضرراً عليك في الدين: فهو أنّك بالحسد سخطت قضاء الله تعالی، وكرهت نعمته التي قسّمها لعباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفيّ حكمته، واستنكرت ذلك واستبشعته، وهذا جناية على حدقة التوحيد، وقذى في عين الإيمان، وناهيك بها جناية على الدين، وقد انضاف إليه أنّك غششت رجلاً من المؤمنين وتركت نصيحته، وفارقت أولياء الله وأنبياءه في حبّهم الخير لعباد الله، وشاركت إبليس وساير الكفّار في حبّهم للمؤمنين البلايا وزوال النعم، وهذه خبائث في القلب تأكل حسنات القلب والإيمان فيه.
والحاصل أنّ الحسد _ مع كونه في نفسه صفة منافية للإيمان، يستلزم عقائد فاسدة كلّها _ منافية لكمال الإيمان، وأيضاً لاشتغال النفس بالتفكّر في أمر المحسود والتدبير لدفعه يمنعها عن تحصيل الكمالات، والتوجّه إلى العبادات، وحضور القلب فيها، وتولد في النفس صفات ذميمة كلّها توجب نقص الإيمان، وأيضاً يوجب عللاً في البدن وضعفاً فيها يمنع الإتيان بالطاعات على وجهها، فينقص بل يفسد الإيمان على أيّ معنى كان، ولذا قال (عليه السلام): «يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب».
وأمّا كونه ضرراً في الدنيا عليك: فهو أنّه تتألّم بحسدك، وتتعذّب به، ولا تزال في كدر وغمّ، إذ أعداؤك لا يخلّيهم الله عن نعم يفيضها عليهم، فلا تزال تتعذّب بكلّ نعمة تراها عليهم، وتتأذّى وتتألّم بكلّ بليّة تنصرف عنهم، فتبقى مغموماً محزوناً متشعّب القلب، ضيّق النفس كما تشتهيه لأعدائك وكما يشتهي أعداؤك لك، فقد كنت تريد المحنة لعدوّك، فتنجّزت في الحال محنتك وغمّك نقداً، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لله درّ الحسد، حيث بدأ بصاحبه فقتله.
ولا تزول النعمة عن المحسود بحسدك، ولو لم تكن تؤمن بالبعث والحساب لكان مقتضى الفطنة، إن كنت عاقلاً أن تحذر من الحسد، لما فيه من ألم القلب ومساءته مع عدم النفع، فكيف وأنت عالم بما في الحسد من العذاب الشديد في الآخرة؟
وأمّا أنّه لا ضرر على المحسود في دينه ودنياه فواضح، لأنّ النعمة لا تزول عنه بحسدك، بل ما قدّره الله من إقبال ونعمة فلا بدّ من أن يدوم إلى أجل قدّره الله فلا حيلة في دفعه، بل ﴿كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ﴾، و﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ﴾.
وأمّا إذا كففت ظاهرك، وألزمت مع ذلك قلبك كراهية ما يترشّح منه بالطبع من حبّ زوال النعمة، حتّى كأنّك تمقت نفسك على ما في طبعها فتكون تلك الكراهية من جهة العقل، في مقابلة الميل من جهة الطبع، فقد أدّيت الواجب عليك ولا مدخل تحت اختيارك في أغلب الأحوال أكثر من هذا. (ص٢٣٧-٢٤٣)
في القاموس: «البادرة»: ما يبدر من حدّتك في الغضب من قول أو فعل ...
واعلم أنّه لا حسد إلّا على نعمة، فإذا أنعم الله على أخيك فلك فيها حالتان:
إحداهما: أن تكره تلك النعمة، وتحبّ زوالها، سواء أردت وصولها إليك أم لا، فهذه الحالة تسمّى حسداً.
والثانية: أن لا تحبّ زوالها ولا تكره وجودها ودوامها، ولكنّك تشتهي لنفسك مثلها، وهذه يسمّى غبطة، وقد يخصّ باسم المنافسة ...
وبالجملة الحسد المذموم لا شكّ أنّه _ مع قطع النظر عن الآيات الكثيرة والأخبار المتواترة الواردة في ذمّه والنهي عنه _ صريح العقل أيضاً يحكم بقبحه، فإنّه سخط لقضاء الله في تفضيل بعض عباده على بعض، وأيّ معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك فيها مضرّة.
واعلم أنّ الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلّا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أنّ الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين، وأنّه لا ضرر به على المحسود في الدين والدنيا، بل ينتفع بها في الدنيا والدين، ومهما عرفت هذا عن بصيرة ولم تكن عدوّ نفسك وصديق عدوّك، فارقت الحسد لا محالة.
أمّا كونه ضرراً عليك في الدين: فهو أنّك بالحسد سخطت قضاء الله تعالی، وكرهت نعمته التي قسّمها لعباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفيّ حكمته، واستنكرت ذلك واستبشعته، وهذا جناية على حدقة التوحيد، وقذى في عين الإيمان، وناهيك بها جناية على الدين، وقد انضاف إليه أنّك غششت رجلاً من المؤمنين وتركت نصيحته، وفارقت أولياء الله وأنبياءه في حبّهم الخير لعباد الله، وشاركت إبليس وساير الكفّار في حبّهم للمؤمنين البلايا وزوال النعم، وهذه خبائث في القلب تأكل حسنات القلب والإيمان فيه.
والحاصل أنّ الحسد _ مع كونه في نفسه صفة منافية للإيمان، يستلزم عقائد فاسدة كلّها _ منافية لكمال الإيمان، وأيضاً لاشتغال النفس بالتفكّر في أمر المحسود والتدبير لدفعه يمنعها عن تحصيل الكمالات، والتوجّه إلى العبادات، وحضور القلب فيها، وتولد في النفس صفات ذميمة كلّها توجب نقص الإيمان، وأيضاً يوجب عللاً في البدن وضعفاً فيها يمنع الإتيان بالطاعات على وجهها، فينقص بل يفسد الإيمان على أيّ معنى كان، ولذا قال (عليه السلام): «يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب».
وأمّا كونه ضرراً في الدنيا عليك: فهو أنّه تتألّم بحسدك، وتتعذّب به، ولا تزال في كدر وغمّ، إذ أعداؤك لا يخلّيهم الله عن نعم يفيضها عليهم، فلا تزال تتعذّب بكلّ نعمة تراها عليهم، وتتأذّى وتتألّم بكلّ بليّة تنصرف عنهم، فتبقى مغموماً محزوناً متشعّب القلب، ضيّق النفس كما تشتهيه لأعدائك وكما يشتهي أعداؤك لك، فقد كنت تريد المحنة لعدوّك، فتنجّزت في الحال محنتك وغمّك نقداً، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لله درّ الحسد، حيث بدأ بصاحبه فقتله.
ولا تزول النعمة عن المحسود بحسدك، ولو لم تكن تؤمن بالبعث والحساب لكان مقتضى الفطنة، إن كنت عاقلاً أن تحذر من الحسد، لما فيه من ألم القلب ومساءته مع عدم النفع، فكيف وأنت عالم بما في الحسد من العذاب الشديد في الآخرة؟
وأمّا أنّه لا ضرر على المحسود في دينه ودنياه فواضح، لأنّ النعمة لا تزول عنه بحسدك، بل ما قدّره الله من إقبال ونعمة فلا بدّ من أن يدوم إلى أجل قدّره الله فلا حيلة في دفعه، بل ﴿كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ﴾، و﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ﴾.
وأمّا إذا كففت ظاهرك، وألزمت مع ذلك قلبك كراهية ما يترشّح منه بالطبع من حبّ زوال النعمة، حتّى كأنّك تمقت نفسك على ما في طبعها فتكون تلك الكراهية من جهة العقل، في مقابلة الميل من جهة الطبع، فقد أدّيت الواجب عليك ولا مدخل تحت اختيارك في أغلب الأحوال أكثر من هذا. (ص٢٣٧-٢٤٣)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٣٧
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٥
قال الصادق (عليه السلام): اتّقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضاً، إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان من شرائعه السيح في البلاد، فخرج في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى بن مريم، فلمّا انتهى عيسى إلى البحر قال: بسم الله بصحّة يقين منه، فمشى على ظهر الماء.
فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى (عليه السلام) جازه بسم الله بصحّة يقين منه، فمشى على الماء ولحق بعيسى (عليه السلام) فدخله العجب بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله، يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء، فما فضله عليّ؟ قال: فرمس في الماء فاستغاث بعيسى، فتناوله من الماء فأخرجه ثمّ قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي، فدخلني من ذلك عجب، فقال له عيسى (عليه السلام): لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله فيه فمقتك الله على ما قلت، فتب إلى الله عزّ وجلّ ممّا قلت، قال (عليه السلام): فتاب الرجل وعاد إلى المرتبة التي وضعه الله فيها، فاتّقوا الله، ولا يحسدنّ بعضكم بعضاً.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٤٤-٢٤٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران: يا بن عمران، لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدّنّ عينيك إلى ذلك، ولا تتّبعه نفسك، فإنّ الحاسد ساخط لنعمي، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٤٩
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٧
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقلّ الناس لذّة الحسود.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥۰
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٨
قال الصادق (عليه السلام): قال لقمان لابنه: للحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب ويتملّق إذا شهد ويشمت بالمصيبة.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥١
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٣٩٩
سئل الصادق (عليه السلام) عن الحسد فقال: لحم ودم يدور في الناس، حتّى إذا انتهى إلينا يئس، وهو الشيطان.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٣
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً لأصحابه: ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد، ليس بحالق الشعر لكنّه حالق الدين، وينجي منه أن يكفّ الإنسان يده، ويخزن لسانه، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن.
المصدر الأصلي: المجالس للمفيد، الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٤
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠١
سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله: ﴿وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ﴾، قال: لا يتمنّى الرجل امرأة الرجل ولا ابنته، ولكن يتمنّى مثلهما.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٣-٢٥٥
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٢
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): عليكم بإنجاح الحوائج بكتمانها، فإنّ كلّ ذي نعمة محسود.
المصدر الأصلي: جامع الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٦
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٣
قال عليّ (عليه السلام): صحّة الجسد من قلّة الحسد.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٦
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٤
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم.
المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٦
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٥
قال عليّ (عليه السلام): الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه، بخيل بما لا يملكه.
المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٦
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٦
قال عليّ (عليه السلام): يكفيك من الحاسد أنّه يغتمّ في وقت سرورك.
المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٥٦