- جواهر البحار
- » تتمة كتاب المزار
- » أحاديث في الحائر وفضله
قال الصادق (عليه السلام): قبر الحسين بن عليّ (عليه السلام) عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسّراً، روضة من رياض الجنّة، منه معراج إلى السماء، فليس من ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا وهو يسأل الله أن يزوره، وفوج يهبط وفوج يصعد.
قال أبوهاشم الجعفري: دخلت على الهادي (عليه السلام) وهو محموم عليل، فقال (عليه السلام) لي: يا أبا هاشم، ابعث رجلاً من موالينا إلى الحير يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني عليّ بن بلال، فأعلمته ما قال (عليه السلام) لي، وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكنّني أقول: إنّه أفضل من الحير إذا كان بمنزلة من في الحير، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحير، فأعلمته ما قال، فقال (عليه السلام) لي: قل له: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وإنّ لله تبارك وتعالى بقاعاً يحبّ أن يدعى فيها، فيستجيب لمن دعاه، والحير منها.
قال الصادق (عليه السلام): حريم قبر الحسين (عليه السلام) فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ.
قال السجّاد (عليه السلام): كأنّي بالقصور وقد شيّدت حول قبر الحسين (عليه السلام) وكأنّي بالأسواق قد حفّت حول قبره، فلا تذهب الأيّام والليالي حتّى يسار إليه من الآفاق، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان.
قال الصادق (عليه السلام): مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بكربلا في أناس من أصحابه، فلمّا مرّ بها اغرورقت عيناه بالبكاء، ثمّ قال (عليه السلام): هذا مناخ ركابهم، وهذا ملقى رحالهم، وهنا تهراق دماؤهم، طوبى لك من تربة، عليك تهراق دماء الأحبّة.