أحاديث في ضرورة التوكل على الله والاستعانة به في جميع الأحوال، وفي معنى العبادة، وفي أن الغنى والعز مع التوكل، وفي حدود التوكل ودرجات التوكل، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٤٦
قال الصادق (عليه السلام): لم يفزع يوسف (عليه السلام) في حالة إلى الله فيدعوه، فلذلك قال الله: ﴿فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنينَ﴾ فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف، من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ فقال: أنت يا ربّي.
قال: فمن حبّبك إلى أبيك؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن وجّه السيّارة إليك؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن علّمك الدعاء الذي دعوت به حتّى جعل لك من الجبّ فرجاً؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجاً؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن انطق لسان الصبيّ بعذرك؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن صرف كيد امرأة العزيز والنسوة؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا ربّي.
قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي؟ وتسألني أن أخرجك من السجن، واستعنت وأمّلت عبداً من عبادي ليذكر إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع إليّ، البث في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبداً إلى عبد.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١١٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٤٧
قال الصادق (عليه السلام): ليست العبادة هي السجود ولا الركوع وإنّما هي طاعة الرجال، من أطاع مخلوقاً في معصية الخالق فقد عبده.
المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١١٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٤٨
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ ربّكم يقول كلّ يوم: أنا العزيز، فمن أراد عزّ الدارين فليطع العزيز.
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢۰
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٤٩
قال الباقر (عليه السلام): وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلّا هذه الآية: ﴿أَلا إِلَى اللَّهِ تَصيرُ الْأُمُورُ﴾.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢١
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٠
قال زين العابدين (عليه السلام): خرجت حتّى انتهيت إلى هذا الحائط فاتّكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثمّ قال: يا عليّ بن الحسين، ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ أ على الدنيا؟ فرزق الله حاضر للبرّ والفاجر، قلت: ما على هذا أحزن، وإنّه لكما تقول، قال: فعلى الآخرة؟ فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر _ أو قال: قادر _ قلت: ما على هذا أحزن، وإنّه لكما تقول، فقال: ممّا حزنك؟ قلت: ممّا يتخوّف من فتنة ابن الزبير وما فيه الناس، فضحك، ثمّ قال: يا عليّ بن الحسين، هل رأيت أحداً دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحداً توكّل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطيه؟ قلت: لا. ثمّ غاب عنّي.
بيــان:
و«ابن الزبير» هو عبد الله وكان أعدى عدوّ أهل البيت (عليهم السلام) وهو صار سبباً لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال (عليه السلام): «لا زال الزبير معنا حتّى أدرك فرخه». والمشهور أنّه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لسبع بقين من رجب سنة أربع وستّين في أيّام يزيد وقيل لمّا استشهد الحسين (عليه السلام) في سنة ستّين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكّة إلى نفسه وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور فبايعه أهل تهامة والحجاز، فلمّا بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضمّ إلى كلّ واحد جيشاً واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الأمراء ولمّا ودّعهم قال: يا مسلم، لا تردّ أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوّهم واجعل طريقك على المدينة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثاً.
فسار مسلم حتّى نزل الحرّة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثاً فلم يجيبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيّام ثمّ شخص بالجيش إلى مكّة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم _ لعنه الله _ في الطريق.
فتولّى أمر الجيش الحصين بن نمير حتّى وافى مكّة فتحصّن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد في الخبر على الحصين بموت يزيد _ لعنة الله عليهما _ فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت.
فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرّاً: هل لك في الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك؟ فإن أمرهم قد مرج ولا أدري أحداً أحقّ بها اليوم منك ولست أعصي هناك. فاجتذب ابن الزبير يده من يده وهو يجهر: دون أن أقتل بكلّ واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام. فقال الحصين: لقد كذب الذي زعم أنّك من دهاة العرب أكلّمك سرّاً وتكلّمني علانية وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب، ثمّ انصرف بمن معه إلى الشام.
و قالوا: بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب واستمرّ له العراق إلى سنة إحدى وسبعين وهي التي قتل فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر الإمارة بالكوفة.
و لمّا قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه وسار إلى الكوفة ودخلها واستقرّ له الأمر بالعراق والشام ومصر، ثمّ جهّز الحجّاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبد الله بن الزبير فحصره بمكّة ورمى البيت بالمنجنيق ثمّ ظفر به وقتله واجتزّ الحجّاج رأسه وصلبه منكّساً، ثمّ أنزله ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوماً وله من العمر ثلاث وسبعون سنة وقيل: اثنتان وسبعون سنة وكانت أمّه أسماء بنت أبي بكر.
والظاهر أنّ خوفه (عليه السلام) كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ... ثمّ الظاهر أنّ هذا الرجل إمّا كان ملكاً تمثّل بشراً بأمر الله تعالی، أو كان بشراً كخضر أو إلياس (عليهما السلام)، وكونه (عليه السلام) أفضل وأعلم منهم لا ينافي إرسال الله تعالی بعضهم إليه، لتذكيره وتنبيهه وتسكينه، كإرسال بعض الملائكة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) مع كونه أفضل منهم، وكإرسال خضر إلى موسى (عليه السلام)، وكونه (عليه السلام) عالماً بما ألقى إليه لا ينافي التذكير والتنبيه، فإنّ أكثر أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية، ومع ذلك ينفعهم، لا سيّما إذا علم أنّ ذلك من قبل الله تعالی. (ص١٢٣-١٢٥)
و«ابن الزبير» هو عبد الله وكان أعدى عدوّ أهل البيت (عليهم السلام) وهو صار سبباً لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال (عليه السلام): «لا زال الزبير معنا حتّى أدرك فرخه». والمشهور أنّه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لسبع بقين من رجب سنة أربع وستّين في أيّام يزيد وقيل لمّا استشهد الحسين (عليه السلام) في سنة ستّين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكّة إلى نفسه وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور فبايعه أهل تهامة والحجاز، فلمّا بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضمّ إلى كلّ واحد جيشاً واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الأمراء ولمّا ودّعهم قال: يا مسلم، لا تردّ أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوّهم واجعل طريقك على المدينة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثاً.
فسار مسلم حتّى نزل الحرّة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثاً فلم يجيبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيّام ثمّ شخص بالجيش إلى مكّة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم _ لعنه الله _ في الطريق.
فتولّى أمر الجيش الحصين بن نمير حتّى وافى مكّة فتحصّن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد في الخبر على الحصين بموت يزيد _ لعنة الله عليهما _ فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت.
فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرّاً: هل لك في الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك؟ فإن أمرهم قد مرج ولا أدري أحداً أحقّ بها اليوم منك ولست أعصي هناك. فاجتذب ابن الزبير يده من يده وهو يجهر: دون أن أقتل بكلّ واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام. فقال الحصين: لقد كذب الذي زعم أنّك من دهاة العرب أكلّمك سرّاً وتكلّمني علانية وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب، ثمّ انصرف بمن معه إلى الشام.
و قالوا: بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب واستمرّ له العراق إلى سنة إحدى وسبعين وهي التي قتل فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر الإمارة بالكوفة.
و لمّا قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه وسار إلى الكوفة ودخلها واستقرّ له الأمر بالعراق والشام ومصر، ثمّ جهّز الحجّاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبد الله بن الزبير فحصره بمكّة ورمى البيت بالمنجنيق ثمّ ظفر به وقتله واجتزّ الحجّاج رأسه وصلبه منكّساً، ثمّ أنزله ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوماً وله من العمر ثلاث وسبعون سنة وقيل: اثنتان وسبعون سنة وكانت أمّه أسماء بنت أبي بكر.
والظاهر أنّ خوفه (عليه السلام) كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ... ثمّ الظاهر أنّ هذا الرجل إمّا كان ملكاً تمثّل بشراً بأمر الله تعالی، أو كان بشراً كخضر أو إلياس (عليهما السلام)، وكونه (عليه السلام) أفضل وأعلم منهم لا ينافي إرسال الله تعالی بعضهم إليه، لتذكيره وتنبيهه وتسكينه، كإرسال بعض الملائكة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) مع كونه أفضل منهم، وكإرسال خضر إلى موسى (عليه السلام)، وكونه (عليه السلام) عالماً بما ألقى إليه لا ينافي التذكير والتنبيه، فإنّ أكثر أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية، ومع ذلك ينفعهم، لا سيّما إذا علم أنّ ذلك من قبل الله تعالی. (ص١٢٣-١٢٥)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢٢-١٢٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥١
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الغناء والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا.
بيــان:
«يجولان»، من الجولان أي يسيران ويتحرّكان لطلب موطن ومنزل يقيمان فيه، فإذا وجدا موضع التوكّل _ أي المتوكّل _ أوطنا عنده ولزماه، وكأنّه استعارة تمثيلية لبيان أنّ الغنى والعزّ يلزمان التوكّل، فإنّ المتوكّل يعتمد على الله ولا يلتجئ إلى المخلوقين، فينجو من ذلّ الطلب ويستغني عنهم، فإنّ الغنى غنى النفس، لا الغنى بالمال، مع أنّه سبحانه يغنيه عن التوسّل إليهم على كلّ حال.
ثمّ إنّ التوكّل ليس معناه ترك السعي في الأمور الضرورية، وعدم الحذر عن الأمور المحذورة بالكلّية، بل لا بدّ من التوسّل بالوسائل والأسباب، على ما ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه، ومع ذلك لا يعتمد على سعيه وما يحصله من الأسباب، بل يعتمد على مسبّب الأسباب.
قال المحقّق الطوسي (رحمة الله عليه) في أوصاف الأشراف: المراد بالتوكّل أن يكل العبد جميع ما يصدر عنه ويرد عليه إلى الله تعالی، لعلمه بأنّه أقوى وأقدر، ويضع ما قدر عليه على وجه أحسن وأكمل، ثمّ يرضى بما فعل، وهو مع ذلك يسعى ويجتهد فيما وكله إليه، ويعدّ نفسه وعمله وقدرته وإرادته من الأسباب والشروط المخصّصة، لتعلّق قدرته تعالی وإرادته بما صنعه بالنسبة إليه، ومن ذلك يظهر معنى «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين». (ص١٢٦-١٢٧)
«يجولان»، من الجولان أي يسيران ويتحرّكان لطلب موطن ومنزل يقيمان فيه، فإذا وجدا موضع التوكّل _ أي المتوكّل _ أوطنا عنده ولزماه، وكأنّه استعارة تمثيلية لبيان أنّ الغنى والعزّ يلزمان التوكّل، فإنّ المتوكّل يعتمد على الله ولا يلتجئ إلى المخلوقين، فينجو من ذلّ الطلب ويستغني عنهم، فإنّ الغنى غنى النفس، لا الغنى بالمال، مع أنّه سبحانه يغنيه عن التوسّل إليهم على كلّ حال.
ثمّ إنّ التوكّل ليس معناه ترك السعي في الأمور الضرورية، وعدم الحذر عن الأمور المحذورة بالكلّية، بل لا بدّ من التوسّل بالوسائل والأسباب، على ما ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه، ومع ذلك لا يعتمد على سعيه وما يحصله من الأسباب، بل يعتمد على مسبّب الأسباب.
قال المحقّق الطوسي (رحمة الله عليه) في أوصاف الأشراف: المراد بالتوكّل أن يكل العبد جميع ما يصدر عنه ويرد عليه إلى الله تعالی، لعلمه بأنّه أقوى وأقدر، ويضع ما قدر عليه على وجه أحسن وأكمل، ثمّ يرضى بما فعل، وهو مع ذلك يسعى ويجتهد فيما وكله إليه، ويعدّ نفسه وعمله وقدرته وإرادته من الأسباب والشروط المخصّصة، لتعلّق قدرته تعالی وإرادته بما صنعه بالنسبة إليه، ومن ذلك يظهر معنى «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين». (ص١٢٦-١٢٧)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢٦
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٢
قال الصادق (عليه السلام): أيّما عبد أقبل قبل ما يحبّ الله عزّ وجلّ، أقبل الله قبل ما يحبّ، ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه، لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة، كان في حزب الله بالتقوى من كلّ بليّة، أ ليس الله عزّ وجلّ يقول: ﴿إِنَّ الْمُتَّقينَ في مَقامٍ أَمينٍ﴾؟
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٣
قال الكاظم (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾: التوكّل على الله درجات، منها: أن تتوكّل على الله في أمورك كلّها، فما فعل بك كنت عنه راضياً، تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه، وثق به فيها وفي غيرها.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٨
، ص١٢٩
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٤
قال الحسين بن علوان: كنّا في مجلس يطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلاناً، فقال: إذاً _ والله _ لا تسعف ١ حاجتك، ولا يبلّغك أملك، ولا تنجح طلبتك، قلت: وما علّمك؟ رحمك الله.
قال: إنّ الصادق (عليه السلام) حدّثني: أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل من الناس أمّل غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة عند الناس، ولأنحّينّه من قربي، ولأبعّدنّه من وصلي، أ يؤمّل غيري في الشدائد؟ والشدائد بيدي، ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري؟ وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن ذا الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها؟ ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاه منّي؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، أ لم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلّا من بعد إذني، فما لي أراه لاهياً عنّي؟ أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثمّ انتزعته عنه فلم يسألني ردّه وسأل غيري، أ فيراني أبدأ بالعطايا قبل المسألة، ثمّ أسأل فلا أجيب سائلي؟ أ بخيل أنا فيبخّلني عبدي؟ أ وليس الجود والكرم لي؟ أ وليس العفو والرحمة بيدي؟ أ وليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني؟ أ فلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري؟ فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أمّلوا جميعاً ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع، ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرّة، وكيف ينقص ملك أنا قيّمه؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني.
المصدر الأصلي: الكافي
/
، ص١٣۰-١٣١
(١) «الإسعاف»: الإعانة وقضاء الحاجة. مجمع البحرين، ج٥، ص٧۰.
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٥
قال عليّ (عليه السلام): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإنّ موسى بن عمران (عليه السلام) خرج يقتبس لأهله ناراً، فكلّمه الله عزّ وجلّ فرجع نبيّاً، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (عليه السلام)، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزّة لفرعون، فرجعوا مؤمنين.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
، ص١٣٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٦
قال الحسن بن الجهم: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، ما حدّ التوكّل؟ فقال (عليه السلام) لي: أن لا تخاف مع الله أحداً، قلت: فما حدّ التواضع؟ قال (عليه السلام): أن تعطي الناس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله، قلت: جعلت فداك، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟ فقال (عليه السلام): انظر كيف أنا عندك؟
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، الأمالي للصدوق
/
، ص١٣٤-١٣٥
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٧
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جلّ جلاله: يا بن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلّمني ما يصلحك.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
، ص١٣٥
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٨
قال عليّ (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له: يا بنيّ، ليعتبر من قصر يقينه، وضعفت نيّته في طلب الرزق، أنّ الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وآتاه رزقه، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، إنّ الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة.
أمّا أوّل ذلك، فإنّه كان في رحم أمّه، يرزقه هناك في قرار مكين، حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد، ثمّ أخرجه من ذلك وأجرى رزقاً من لبن أمّه يكفيه به ويربّيه وينعشه من غير حول به ولا قوّة، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك، حتّى أنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره، وظنّ الظنون بربّه، وجحد الحقوق في ماله، وقتّر على نفسه وعياله، مخافة إقتار رزقه، وسوء يقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا، يا بنيّ.
المصدر الأصلي: الخصال
/
، ص١٣٦
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٥٩
قال الصادق (عليه السلام): قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهنّ حيلة وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نيّة صادقة، واتّكل عليه في جميع أموره، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لأخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتمّ لرزقه.
المصدر الأصلي: الخصال
/
، ص١٣٦
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٠
قال الكاظم (عليه السلام): سأل الصادق (عليه السلام) عن بعض أهل مجلسه، فقيل: عليل، فقصده عائداً، وجلس عند رأسه فوجده دنفاً، فقال (عليه السلام) له: أحسن ظنّك بالله، قال: أمّا ظنّي بالله حسن، ولكن غمّي لبناتي، ما أمرضني غير غمّي بهنّ، قال الصادق (عليه السلام): الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيّئاتك، فارجه لإصلاح حال بناتك، أ ما علمت أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا جاوزت سدرة المنتهى، وبلغت أغصانها وقضبانها، رأيت بعض ثمار قضبانها أثداؤه معلّقة يقطر من بعضها اللبن، ومن بعضها العسل، ومن بعضها الدهن، ويخرج عن بعضها شبه دقيق السميد، وعن بعضها الثياب، وعن بعضها كالنبق، فيهوى ذلك نحو الأرض، فقلت في نفسي: أين مقرّ هذه الخارجات عن هذه الأثداء؟ وذلك أنّه لم يكن معي جبرئيل، لأنّي كنت جاوزت مرتبته واختزل دوني، فناداني ربّي عزّ وجلّ في سرّي: يا محمّد، هذه أنبتّها من هذا المكان الأرفع لأغذو منها بنات المؤمنين من أمّتك وبنيهم، فقل لآباء البنات: لا تضيقنّ صدوركم على فاقتهنّ، فإنّي كما خلقتهنّ أرزقهنّ.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٣٧
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦١
قال الصادق (عليه السلام): لا تدع طلب الرزق من حلّه، فإنّه عون لك على دينك، واعقل راحلتك وتوكّل.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
، ص١٣٧-١٣٨
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٢
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من أحبّ أن يكون أتقى الناس، فليتوكّل على الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يده.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
، ص١٣٨
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٣
قال عليّ (عليه السلام): أوحى الله تعالی إلى داود (عليه السلام): يا داود، تريد وأريد، ولا يكون إلّا ما أريد، فإن أسلمت لما أريد أعطيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثمّ لا يكون إلّا ما أريد.
المصدر الأصلي: التوحيد
/
، ص١٣٨
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٤
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جلّ جلاله: من لم يرض بقضائي، ولم يؤمن بقدري، فليلتمس إلهاً غيري.
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، التوحيد
/
، ص١٣٩
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٥
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوّتك، ومن انقطع رجاه ممّا فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
، ص١٣٩
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزّ وجلّ: يا بني آدم، كلّكم ضالّ إلّا من هديت، وكلّكم عائل إلّا من أغنيت، وكلّكم هالك إلّا من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
، ص١٤۰
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٧
قال الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): ضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال: أ لا تسألونّي ممّ ضحكت؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): عجبت للمرء المسلم! إنّه ليس من قضاء يقضيه الله عزّ وجلّ له إلّا كان خيراً له في عاقبة أمره.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
، ص١٤١
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٨
جاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فتعلّق بأستارها فقال: ربّ محمّد، لا تجع محمّداً أكثر ممّا أجعته، فهبط جبرئيل (عليه السلام) ومعه لوزة فقال: يا محمّد، إنّ الله جلّ جلاله يقرأ عليك السلام، فقال: يا جبرئيل، الله السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام، فقال: إنّ الله يأمرك أن تفكّ عن هذه اللوزة، ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة، مكتوبة عليها: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، أيّدت محمّداً بعليّ ونصرته به، ما أنصف الله من نفسه من اتّهم الله في قضائه، واستبطأه في رزقه.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
، ص١٤١
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٦٩
قال عليّ (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما﴾: كان ذلك الكنز لوحاً من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، عجبت لمن يعلم أنّ الموت حقّ كيف يفرح؟! عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟! عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك؟! عجبت لمن يرى الدنيا وتصرّف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمئنّ إليها؟!
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
، ص١٤١
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٠
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الشرك أخفى من دبيب النمل، وقال (عليه السلام): منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه هذا ١ .
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
، ص١٤٢
(١) إنّ الشرك عندما يوصف بالخفاء، فإنّه يراد منه ما لا يظهر بالنظر الأولي وإلّا لما عاد خفيّاً. ومن مصاديقه الاعتماد على غير الله تعالی في صغار الأمور، كمن يعوّل على تحريك خاتمه ليذكره بشيء يخاف نسيانه، والحال أنّ من التوحيد هو أن يطلب العبد من ربّه أن يكون مذكّراً له فيما فيه صلاحه، وهو ما يستفاد من عكسه أي دور الشيطان في تسبيب النسيان، كما في قوله تعالی: وهذا لا ينافي _ بعد الاعتماد عليه تعالى _ الأخذ بالأسباب الظاهرية كالكتابة أو تحريك الخاتم.
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧١
قال الصادق (عليه السلام): لمّا صعد موسى إلى الطور فناجى ربّه، قال: ربّ، أرني خزائنك، قال: يا موسى، إنّ خزائني إذا أردت شيئاً أن أقول له كن فيكون.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
، ص١٤٢
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٢
قال الله تبارك وتعالی: وعزّتي وجلالي وارتفاعي في علوّي، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّا جعلت غناه في قلبه وهمّه في آخرته، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء حاجته، وأتته الدنيا وهي راغمة، وعزّتي وجلالي وارتفاعي في علوّ مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي، إلّا قطعت رجاه، ولم أرزقه منها إلّا ما قدّرت له.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٤
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٣
قال الرضا (عليه السلام): المؤمن تعرّض كلّ خير، لو قرّض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٥
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٤
روي: إنّ الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدين إلّا من يحبّه.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٥
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٥
روي: إذا طلبت شيئاً من الدنيا فزوي عنك، فاذكر ما خصّك الله به من دينه، وما صرفه عنك بغيره، فإنّ ذلك أحرى أن تسخو نفسك عمّا فاتك من الدنيا.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٥
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٦
قال الرضا (عليه السلام): والله، ما أعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة، إلّا بحسن ظنّه بالله عزّ وجلّ، ورجائه منه، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمنين.
وأيم الله، لا يعذّب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلّا أن يسوء الظنّ بالله، وتقصيره من رجائه لله، وسوء خلقه، ومن اغتيابه للمؤمنين.
والله، لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله، إلّا كان الله عند ظنّه به، لأنّ الله عزّ وجلّ كريم، يستحیي أن يخلف ظنّ عبده ورجائه، فأحسنوا الظنّ بالله، وارغبوا إليه، وقد قال عزّ وجلّ: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ﴾.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٥
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٧
روي: أنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول: يا ربّ، لم يكن هذا ظنّي بك، فيقول: ما كان ظنّك بي؟ قال: كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنّتك، فيقول الله جلّ وعزّ: يا ملائكتي، وعزّتي وجلالي وجودي وكرمي وارتفاعي في علوّي، ما ظنّ بي عبدي خيراً ساعة قطّ، ولو ظنّ بي ساعة خيراً ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنّة.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٦
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٨
ورد في الحديث القدسي: ألا لا يتّكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنّهم لو اجتهدوا، وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي، كانوا مقصّرين غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي فيما يظنّونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا، فإنّي أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك سمّيت.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٦
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٧٩
قال الرضا (عليه السلام): إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران (عليه السلام) أن يحبس
في الحبس رجلين من بني إسرائيل فحبسهما، ثمّ أمره بإطلاقهما، فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة، فقال له: ما الذي بلغ ما أرى منك؟ قال: الخوف من الله، ونظر إلى الآخر لم يتشعّب منه شيء، فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد، وقد رأيت بلغ الأمر بصاحبك وأنت لم تتغيّر؟ فقال له الرجل: إنّه كان ظنّي بالله جميلاً حسناً، فقال: يا ربّ، قد سمعت مقالة عبديك، فأيّهما أفضل؟ قال: صاحب الظنّ الحسن أفضل.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
، ص١٤٦
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٠
قال الباقر (عليه السلام): تعلّق القلب بالموجود شرك، وبالمفقود كفر، وهما خارجان عن سنّة الرضا، وأعجب ممّن يدّعي العبودية لله كيف ينازعه في مقدوراته، حاشا الراضين العارفين عن ذلك.
المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
، ص١٤٩
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨١
قال مالك بن عطیّة: قال الصادق (عليه السلام) في قوله ﴿وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ﴾: هو قول الرجل: «لولا فلان لهلكت، لولا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي»، أ لا ترى أنّه قد جعل شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه؟ قلت: فيقول: لولا أنّ الله منّ عليّ بفلان لهلكت، قال (عليه السلام): نعم، لا بأس بهذا.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
، ص١٥۰
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٢
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً ١ وتروح بطاناً.
المصدر الأصلي: جامع الأخبار
/
، ص١٥١
(١) «الخِمَاص»: جمع خَمْصانة وهي الجائعة الضامرة. راجع: لسان العرب، ج٧، ص٢٩.
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٣
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزّ وجلّ: إنّ من عبادي المؤمنين لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلّا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم، فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم، فيصلح لهم عليه أمر دين عبادي.
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيتهجّد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً منّي له وإبقاء عليه، فينام حتّى يصبح فيقرأه وهو ماقت لنفسه، زارٍ عليها، ولو أخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه عند حدّ التقصير، فيتباعد منّي عند ذلك، وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ … .
المصدر الأصلي: التمحيص
/
، ص١٥١
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٤
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله بعدله وحكمته وعلمه، جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن الله، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ، فارضوا عن الله وسلّموا لأمره.
المصدر الأصلي: التمحيص
/
، ص١٥٢
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٥
قال الصادق (عليه السلام): الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات اليقين.
المصدر الأصلي: التمحيص
/
، ص١٥٢
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٦
قال الرضا (عليه السلام): رفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوم في بعض غزواته، فقال (صلى الله عليه وآله): من القوم؟ قالوا: مؤمنون، يا رسول الله، قال: ما بلغ من إيمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حلماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تصفون فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتّقوا الله الذي إليه ترجعون.
المصدر الأصلي: التمحيص
/
، ص١٥٣
الحديث: ٤٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٧
قال السجّاد (عليه السلام): ما استغنى أحد بالله، إلّا افتقر الناس إليه.
المصدر الأصلي: الدرّة الباهرة
/
، ص١٥٥
الحديث: ٤٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٨
قال الجواد (عليه السلام): كيف يضيع من الله كافله؟ وكيف ينجو من الله طالبه؟ ومن انقطع إلى غير الله وكله الله إليه
المصدر الأصلي: الدرّة الباهرة
/
، ص١٥٥
الحديث: ٤٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٨٩
أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة عند نهر كوثا من قرية قطنانا، وأوقد النار فعجزوا عن رمي إبراهيم (عليه السلام)، فعمل لهم إبليس المنجنيق فرمي به، فتلقّاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار، فإنّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد، وأتاه ملك الريح، فقال: لو شئت طيّرت النار، قال: لا أريد، فقال جبرئيل: فاسأل الله، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي.
المصدر الأصلي: بيان التنزيل
/
، ص١٥٥-١٥٦
الحديث: ٤٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩٠
قال لقمان لابنه: يا بنيّ، ثق بالله عزّ وجلّ، ثمّ سل في الناس: هل من أحد وثق بالله فلم ينجه؟ يا بنيّ، توكّل على الله، ثمّ سل في الناس: من ذا الذي توكّل على الله فلم يكفه؟ يا بنيّ، أحسن الظنّ بالله، ثمّ سل في الناس: من ذا الذي أحسن الظنّ بالله فلم يكن عند حسن ظنّه به.
المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
، ص١٥٦
الحديث: ٤٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩١
قال الصادق (عليه السلام): من أراد أن يعرف كيف منزلته عند الله، فليعرف كيف منزلة الله عنده، فإنّ الله ينزل العبد مثل ما ينزل العبد الله من نفسه.
المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
، ص١٥٦
الحديث: ٤٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩٢
قال الصادق (عليه السلام): لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره.
المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
، ص١٥٧
الحديث: ٤٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩٣
قال الصادق (عليه السلام): ومن التوكّل أن لا تخاف مع الله غيره.
المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
، ص١٥٨
الحديث: ٤٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩٤
قال الصادق (عليه السلام): لقي الحسن بن عليّ (عليه السلام) عبد الله بن جعفر، فقال (عليه السلام): يا عبد الله، كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه ويحقّر منزلته والحاكم عليه الله، فأنا الضامن لمن لا يهجس في قلبه إلّا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له.
المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
، ص١٥٩
الحديث: ٥۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٦٩٥
قال الباقر (عليه السلام): في قضاء الله عزّ وجلّ كلّ خير للمؤمن.
المصدر الأصلي: المؤمن
/
، ص١٥٩-١٦۰