- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الصلاة
- » أحاديث في التعقيب المختصّ بصلاة الفجر
قال الباقر (عليه السلام): ما من يوم يأتي على ابن آدم إلّا قال ذلك اليوم: يا بن آدم، أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فافعل فيّ خيراً، واعمل فيّ خيراً، أشهد لك به يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعدها أبداً.
قال الصادق (عليه السلام): نومة الغداة مشؤمة تطرد الرزق، وتصفّر اللون وتقبّحه وتغيّره، وهو نوم كلّ مشؤوم، إنّ الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإيّاكم وتلك النومة.
قال الرضا (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ ﴿فَالۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡراً﴾: الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه.
كان أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بخراسان إذا صلّى الفجر، جلس في مصلّاه إلى أن تطلع الشمس، ثمّ يؤتى بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثمّ يؤتى بكندر فيمضغه، ثمّ يدع ذلك ويؤتى بالمصحف فيقرأ فيه.
شكا رجل إلى الباقر (عليه السلام) قلّة الولد، وأنّه يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له، وهو ابن ستّين سنة، فقال (عليه السلام): قل ثلاثة أيّام في دبر صلاتك المكتوبة صلاة العشاء الآخرة، وفي دبر صلاة الفجر: «سبحان الله» سبعين مرّة و«أستغفر الله» سبعين مرّة، تختمه بقول الله عزّ وجلّ: ﴿اسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ۞ يُرۡسِلِ السَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَاراً ۞ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٍ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰراً﴾.
روي أنّ أبا القمقام أتى الكاظم (عليه السلام) ١ _ وكان رجلاً محارفاً _ فشكا إليه حرفته وأنّه لا يتوجّه في حاجة فتقضى له، فقال له الكاظم (عليه السلام): قل في دبر الفجر: «سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله وأسأله من فضله» عشر مرّات، قال أبو القمقام: فلزمت ذلك، فوالله، مالبثت إلّا قليلاً حتّى ورد عليّ قوم من البادية، فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري، فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنياً.
قال أبو الحسن (عليه السلام) ١ : إذا صلّيت المغرب فلا تبسط رجلك ولا تكلّم أحداً حتّى تقول مائة مرّة: «بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» مائة مرّة في المغرب ومائة مرّة في الغداة، فمن قالها دفع عنه مائة نوع من أنواع البلاء، أدنى نوع منه البرص والجذام والشيطان والسلطان.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قعد في مصلّاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله حتّى تطلع الشمس، كان له حجّ بيت الله.
قال الصادق (عليه السلام): أكثروا من التهليل والتكبير، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ رجلاً ذات يوم صلّى خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الغداة فلمّا سلّم قال الرجل: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير»، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من القائل؟ فقيل له: فلان الأنصاري، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده، لقد استبق إليه ثمانية عشر ملكاً أيّهم يرفعها إلى الربّ.
عن صباح بن سیابة، قال: قال الصادق (عليه السلام): أ لا أعلّمك شيئاً يقي الله به وجهك من حرّ جهنّم؟ قلت: بلى، قال (عليه السلام): قل بعد الفجر: «اللّهمّ صلّ على محمّد آل محمّد» مائة مرّة، يقي الله به وجهك من حرّ جهنّم.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من صلّى صلاة الفجر ثمّ قرأ: ﴿قُلۡ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ إحدى عشرة مرّة، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان.
ثمّ قل: «لا إله إلّا الله إلهاً واحداً ونحن له مسلمون، لا إله إلّا الله لا نعبد إلّا إيّاه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، لا إله إلّا الله ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو على كلّ شيء قدير.
سبحان الله كلّما سبّح الله شيء، وكما يحبّ الله أن يسبّح، وكما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله.
والحمد لله كلّما حمد الله شيء، وكما يحبّ الله أن يحمد، وكما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله.
ولا إله إلّا الله كلّما هلّل الله شيء، وكما يحبّ الله أن يهلّل، وكما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله.
والله أكبر كلّما كـبّر الله شيء، وكما يحبّ الله أن یكـبّر، وكما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله.
وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، عدد كلّ نعمة أنعم بها عليّ أو على أحد ممّن كان أو يكون إلى يوم القيامة».
تقول عشر مرّات: «اللّهمّ اقذف في قلوب العباد محبّتي، وضمّن السموات والأرض رزقي، وألق الرعب في قلوب أعدائك منّي، وانشر رحمتك لي، وأتمم نعمتك عليّ، واجعلها موصولة بكرامتك إيّاي، وأوزعني شكرك، وأوجب لي المزيد من لدنك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين».
ثمّ يقول عشر مرّات: «اللّهمّ يسّر لنا ما نخاف عسرته، وسهّل لنا ما نخاف حزونته، ونفّس عنّا ما نخاف كربته، واكشف عنّا ما نخاف غمّه، واصرف عنّا ما نخاف بليّته يا أرحم الراحمين».
ثمّ يقول عشر مرّات: «اللّهمّ لا تنزع منّي صالحاً أعطيته أبداً، ولا تردّني في سوء استنقذتني منه أبداً، ولا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً أبداً، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً».
ويقول عشر مرّات: «اللّهمّ بارك لي فيما أعطيتني، وبارك لي فيما رزقتني، وزدني من فضلك، واجعل لي المزيد من كرامتك».
قال الصادق (عليه السلام): من كان به علّة فليقل عند عقيب الصبح أربعين مرّة: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ﴿الۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ الۡعَالَمِينَ﴾، ﴿حَسۡبُنَا اللَّهُ وَنِعۡمَ الۡوَكِيلُ﴾، ﴿تَبَارَكَ اللَّهُ أَحۡسَنُ الۡخَٰلِقِينَ﴾، «ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» ثمّ یمسح یده علی العلّة یبرء إن شاء الله.
قال الكفعمي (رحمه الله): كان والدي الشيخ زين الإسلام والمسلمين عليّ بن الحسن بن محمّد بن صالح الجبعي _ برّد الله مضجعه _ ذا اعتقاد عظيم بمضمون هذه الرواية، وكان يذكر ما تضمّنه كلّ يوم عقيب الفجر أربعين مرّة لا يألو جهداً في ذلك، وذلك لأنّه تزوّج امرأة شريفة من أهل بيت كبير، فأصابها ورم في جسدها كلّه ألزمها الفراش أشهراً، فقلق والدي لذلك قلقاً عظيماً، فذكر هذه الرواية فأمرها أن تقول ما ذكرناه عقيب الفجر أربعين مرّة، ففعلت ذلك فبرأت بإذن الله تعالى. (ص١٥٣-١٥٤)
قل: أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وما رزقني ربّي، ومن يعنيني أمره بالله الواحد الأحد الذي ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ۞ وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدُ﴾، و﴿بِرَبِّ الۡفَلَقِ ۞ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ۞ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ۞ وَمِن شَرِّ النَّفَّٰثَٰتِ فِي الۡعُقَدِ ۞ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾، و﴿بِرَبِّ النَّاسِ ۞ مَلِكِ النَّاسِ ۞ إِلَٰهِ النَّاسِ ۞ مِن شَرِّ الۡوَسۡوَاسِ الۡخَنَّاسِ ۞ الَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۞ مِنَ الۡجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾.
«بالله الأحد»، قال الشيخ البهائي؟ق؟: كما يراد من لفظة «الله» الجامع لجميع صفات الكمال، أعني الصفات الثبوتية فكذلك يراد بلفظة «الأحد» الجامع لجميع صفات الجلال، أعني الصفات السلبية، إذ الواحد الحقيقي ما يكون منزّه الذات عن التركيب الذهني والخارجي والتعدّد، وما يستلزم أحدهما كالجسمية والتحيّز، والمشاركة في الحقيقة ولوازمها كوجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة التامّة. و«الصمد»: هو المرجع والمقصود في الحوائج، والكفو: هو المثل، فأوّل هذه السورة الكريمة دلّ على الأحدية وآخرها دلّ على الواحدية.
﴿بِرَبِّ الۡفَلَقِ﴾: ما يفلق عن الشيء، أي يشقّ فعل بمعنى المفعول، وهو يعمّ جميع الممكنات، فإنّه سبحانه فلق عنها ظلمة عدمها بنور إيجادها، و«الفلق» _ بإسكان اللام _ مصدر فلقت الشيء فلقاً: أي شققته شقّاً؛ و«الغاسق»: الليل الشديد الظلمة؛ و﴿وَقَبَ﴾: أي دخل ظلامه في كلّ شيء. و﴿النَّفَّٰثَٰتِ فِي الۡعُقَدِ﴾: أي النفوس أو النساء السواحر اللواتي يعقدن في الخيوط عقداً وينفثن عليها، وهو لا يدلّ على تأثير السحر فيه كالدعاء في: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا﴾.
و﴿الۡخَنَّاسِ﴾: الذي يخنس، أي يتأخّر إذا ذكر الإنسان ربّه. (ص١٥٧-١٥٨)
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من سرّه أن ينسئ الله في عمره، وينصره على عدوّه، ويقيه ميتة السوء، فليواظب على هذا الدعاء بكرة وعشيّة: «سبحان الله ملء الميزان، ومنتهى العلم، ومبلغ الرضا، وزنة العرش، وسعة الكرسيّ» ثلاثاً، ثمّ يقول: «والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر» كذلك.
قال الصادق (عليه السلام): من قال إذا أصبح أربع مرّات: ﴿الۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ فقد أدّى شكر يومه، ومن قالها إذا أمسى أربعاً فقد أدّى شكر ليلته.
قال الرضا (عليه السلام): من قال بعد صلاة الفجر: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» مائة مرّة، كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها، وإنّه دخل فيها اسم الله الأعظم.
قال الصادق (عليه السلام): من قال: «ما شاء الله كان، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم» مائة مرّة حين يصلّي الفجر، لم ير يومه ذلك شيئاً يكرهه.
في أعقاب الصلوات بعد الفجر تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله على محمّد وأهل بيته الطاهرين الأخيار الأتقياء الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، و﴿أُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى اللَّهِ﴾، و﴿مَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ﴾، ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِ قَدۡ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٍ قَدۡراً﴾، ما شاء الله كان، ﴿حَسۡبُنَا اللَّهُ وَنِعۡمَ الۡوَكِيلُ﴾، وأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم و﴿مِنۡ هَمَزَٰتِ الشَّيَٰطِينِ ۞ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ﴾، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، الحمد لله ربّ العالمين كثيراً كما هو أهله ومستحقّه، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله، على إدبار الليل وإقبال النهار، الحمد لله الذي ذهب بالليل مظلماً بقدرته، وجاء بالنهار مبصراً برحمته، خلقاً جديداً، ونحن في عافيته وسلامته وستره وكفايته، وجميل صنعه.
مرحباً بخلق الله الجديد واليوم العتيد والملك الشهيد، مرحباً بكما من ملكين كريمين، وحيّاكما الله من كاتبين حافظين، أشهدكما فاشهدا لي، واكتبا شهادتي هذه معكما حتّى ألقى بها ربّي:
أنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كرِه المشركون، وأنّ الدين كما شرّع، وأنّ الإسلام كما وصف، والقول كما حدّث، و﴿أَنَّ اللَّهَ هُوَ الۡحَقُّ الۡمُبِينُ﴾، وأنّ الرسول حقّ، والقرآن حقّ، والموت حقّ، ومساءلة منكر ونكير في القبر حقّ، والبعث حقّ، والصراط حقّ، والميزان حقّ، والجنّة حقّ، والنار حقّ، و﴿السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي الۡقُبُورِ﴾.
فصلّ على محمّد وآل محمّد، واكتب اللّهمّ شهادتي عندك مع شهادة أولي العلم بك يا ربّ، ومن أبى أن يشهد لك بهذه الشهادة، وزعم أنّ لك ندّاً أو لك ولداً أو لك صاحبة أو لك شريكاً أو معك خالقاً أو رازقاً فأنا بريء منهم، لا إله إلّا أنت تباركت وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً، فاكتب اللّهمّ شهادتي مكان شهادتهم، وأحيني على ذلك وأمتني عليه، وابعثني عليه، ﴿وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّـٰلِحِينَ﴾.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصبّحني منك صباحاً صالحاً مباركاً ميمونا لا خازياً ولا فاضحاً. اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعل أوّل يومي هذا صلاحاً وأوسطه فلاحاً وآخره نجاحاً، وأعوذ بك من يوم أوّله فزع وأوسطه جزع وآخره وجع.
اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني خير يومي هذا وخير ما فيه، وخير ما قبله وخير ما بعده، وأعوذ بك من شرّ ما قبله وشرّ ما بعده.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وافتح لي باب كلّ خير فتحته على أحد من أهل الخير ولا تغلقه عنّي أبداً، وأغلق عنّي باب كلّ شرّ فتحته على أحد من أهل الشرّ ولا تفتحه عليّ أبداً.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلني مع محمّد وآل محمّد في كلّ موطن ومشهد ومقام ومحلّ ومرتحل، وفي كلّ شدّة ورخاء وعافية وبلاء.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لي مغفرةً عزماً جزماً، لا تغادر لي ذنباً ولا خطيئةً ولا إثماً.
اللّهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت فيه، وأستغفرك لما أعطيتك
من نفسي ثمّ لم أف لك به، وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك.
فصلّ على محمّد وآله، واغفر لي يا ربّ، ولوالديّ وما ولدا وما ولدت وما توالدوا من المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، و﴿لِإِخۡوَٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾، الحمد لله الذي قضى عنّي صلاة ﴿كَانَتۡ عَلَى الۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰباً مَّوۡقُوتاً﴾، ولم يجعلني من الغابرين.
«همزات الشياطين»: وساوسهم، وأصل الهمز: النخس، شبّه حثّهم الناس على المعاصي بهمز الراضة الدوابّ على المشي.
قال الصادق (عليه السلام) في دعاء طويل: … ثمّ تؤمي بإصبعك نحو من تريد أن تكفى شرّه وتقول: ﴿إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلاً فَهِيَ إِلَى الۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ ۞ وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّاً وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّاً فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ﴾، ﴿إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡراً وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى الۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذاً أَبَداً﴾، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ الۡغَٰفِلُونَ﴾، ﴿أَفَرَءَيۡتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِ وَقَلۡبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾، ﴿وَإِذَا قَرَأۡتَ الۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ الَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِالۡأٓخِرَةِ حِجَاباً مَّسۡتُوراً ۞ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡراً وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي الۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُوراً﴾ و﴿الۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾.
من أدعية السرّ: آمنت بربّي وهو الله إله كلّ شيء، ومنتهى كلّ علم ووارثه، وربّ كلّ شيء، وأشهد الله على نفسي بالعبودية والذلّة والصغار، وأعترف بحسن صنائع الله إليّ، وأبوء على نفسي بقلّة الشكر، وأسأل الله في يومي هذا وليلتي هذه، بحقّ ما يراه له حقّاً على ما يراه منّي رضاً وإيماناً وإخلاصاً ورزقاً واسعاً وإيقاناً بلا شكّ ولا ارتياب. حسبي إلهي من كلّ من هو دونه، والله وكيل على كلّ من سواه، آمنت بسرّ علم الله وعلانيته، وأعوذ بما في علم الله من كلّ سوء، سبحان العالم بما خلق اللطيف المحصي له القادر عليه، ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله، وأستغفر الله وإليه المصير.
كان الباقر (عليه السلام) إذا صلّى الغداة يقول: «يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع العليم، يا أجود من سئل، ويا أوسع من أعطى، ويا خير مدعوّ، ويا أفضل مرتجا، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا خير الناصرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صلّ على محمّد وآل محمّد وأوسع عليّ رزقي، وامدد لي في عمري، وانشر عليّ من رحمتك، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل بي غيري، اللّهمّ، إنّك تكفّلت برزقي ورزق كلّ دابّة، فأوسع عليّ وعلى عيالي من رزقك الواسع الحلال، واكفنا من الفقر».
ثمّ يقول (عليه السلام): «مرحباً بالحافظين، وحيّاكم الله من كاتبين، اكتبا رحمكما الله أنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهد أنّ الدين كما شرع، وأنّ الإسلام كما وصف، وأنّ الكتاب كما أنزل، وأنّ القول كما حدّث، وأنّ الله هو الحقّ المبين. اللّهمّ بلّغ محمّداً وآل محمّد أفضل التحيّة وأفضل الصلاة. أصبحت وربّي محمود، أصبحت لا أشرك بالله شيئاً، ولا أدعو مع الله أحداً، ولا أتّخذ من دونه وليّاً، أصبحت عبداً مملوكاً لا أملك إلّا ما ملّكني ربّي، أصبحت لا أستطيع أن أسوق إلى نفسي خير ما أرجو، ولا أصرف عنه شرّ ما أحذر، أصبحت مرتهناً بعملي، وأصبحت فقيراً لا أجد أفقر منّي، بالله أصبح وبالله أمسي وبالله أموت، وإلى الله النشور».
قال الرضا (عليه السلام): ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.
قال سلمان الفارسي: رأيت على حمائل سيف أمير المؤمنين (عليه السلام) كتابة، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذه الكتابة على سيفك؟ فقال (عليه السلام): هذه إحدى عشرة كلمة علّمنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أ فتحبّ أن أعلّمك إيّاها فتحفظ في سفرك وحضرك وليلك ونهارك ومالك وولدك؟ فقلت: نعم، فقال (عليه السلام): إذا صلّيت الصبح وفرغت من صلاتك فقل:
اللّهمّ، إنّي أسألك يا عالماً بكلّ خفيّة، يا من السماء بقدرته مبنيّة، يا من الأرض بقدرته مدحيّة، يا من الشمس والقمر بنور جلاله مضيئة، يا من البحار بقدرته مجريّة، يا منجّي يوسف من رقّ العبودية، يا من يصرف كلّ نقمة وبليّة، يا من حوائج السائلين عنده مقضيّة، يا من ليس له حاجب يغشى، ولا وزير يرشى، صلّ على محمّد وآل محمّد، واحفظني في سفري وحضري، وليلي ونهاري، ويقظتي ومنامي، ونفسي وأهلي ومالي وولدي، والحمد لله وحده.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قال حين يصبح: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحیي ويميت وهو على كلّ شيء قدير» عشر مرّات، كتب الله له بكلّ واحدة قالها عشر حسنات، وحطّ عنه بها عشر سيّئات، ورفعه بها عشر درجات، وكنّ له مسلحة من أوّل نهاره إلى آخره، ولم يعمل يومئذٍ عملاً يقهرهنّ.